كيف عاد الكيزان للمشهد بكامل جبروتهم ؟

المقدمة :
الانقاذ كانت تنتهك حقوق الانسان منذ يومها الاول .. ولم يعارضها الا الطبقة الواعية والمستنيرة من الاحزاب او دعاة حقوق الانسان وهناك فئة الكبيرة من المجتمع كانت تطبل للانقاذ وتغني لها لا يهمها هذه الانتهاكات طال ما كانت بعيدة عنها وانه لا توجد زيادة في اسعار الخبز واستمرت الانقاذ اكتر من ٣٠ سنة في الحكم ، ولكن مع زيادة سعر الخبز واصبحت الحياة المعيشية لا تطاق في (وقتها) هبت هذه الفئة الكبيرة بداية من مدينة عطبرة او الدمازين وزادت من عدد المعارضين للانقاذ والثوار في الشارع وحدثت ثورة ديسمبر .

نفس هذه الغالبية البسيطة في تفكيرها وللامانة هي التي ادت الى حدوث الثورة او لولاها لما حدثت الثورة الان تعاني الامرين من انتهاكات الجنجويد وكانت الضحية الاولى لانتهاكاتهم لانها فئة ضعيفة وفقيرة لم تستطع الخروج من مناطق الانتهاكات لضعف امكانياتها المادية او اللوجستية.. واصبحت تبحث عن حلول ومن ينقذ ارواح ابنائها ونسائها وبناتها من ويلات انتهاكات مليشيا الدعم السريع التي لا تميز بين الفقير والغني (لا بين الكوز او القحاتي او الساكت) فكل مواطن امامها فهو غنيمه او هدف. غنيمة ما يمتلكه حتى من قوت يومه وهدف ان امتنع او رفض تسليمهم ما يملك سيارة او (غنماية) او ذرة او عدسية خاصة في الجزيرة .. واصبحت الحياة جحيم في هذه المناطق ولا تطاق والان بعض قرى الجزيرة وانني عشتة هذه الفترة بنفسي في الجزيرة فهي خاوية من سكانها نزح اهلها الى المجهول على الرغم من انهم حاولوا ان يتعايشوا مع سلطة الامر الواقع بشتى الطرق لاعادة الخدمات ويتكافوا شرهم وفي بعض القرى عند دخولهم تم اكرامهم وضيافتهم كعادة طيبة وسماحة وكرم اهل الجزيرة ولكن لم يضمر فيهم هذا الاستقبال ولم يمنعهم من ممارسة شرورهم ويبدو الطبع غلاب ولم يتركوهم وشأنهم وزراعتهم اتوا في اليوم التالي نهبوهم وقتلوهم وجردوهم حتى من تقاوي الزراعة والالات الزراعية فاصبح وجودهم انتحار في هذه المناطق اما النزوح او الموت والاسر باطفالها وكبار السن والنساء يهيمون على وجوههم في الطرقات ليلا او مع غياب الشمس حتى لا يكونوا هدفا استخدموا الدواب لعدم وجود وسيلة نقل او اي شي يتحرك الا التي تمتلكها المليشيا يهيمون على ارجلهم احيانا لارتفاع سعر نقل بالدواب او لقلتها اساسا ولا يدرون اين هم ذاهبون ودون تحديد وجهة كل الذي يهمهم الخروج من دائرة جهنم المليشيا التي جففت المستشفيات ومستودعات الاغذية وحرموا من الزراعة بعد ان تم نهب وتدمير ما تبقى من مشروع .

وللاسف هذه الفئة كان الجحيم يتبعها اين ما حلت ولكن كان اخف جحيما من جحيم المليشيا فلم يجدوا الرعاية او العناية وحتى الاغاثة التي وصلت من دول صديقة او منظمات لم يروها ولم يجدوا مراكز ايواء تليق بادميتهم .. ( عزيز قوم ذل) يا أهلي الكرام ،  وصاروا يتساءلون فيما بينهم من الذي سيعيدنا الى بيوتنا والى مصدر رزقنا والى زراعتنا ورعينا ويكفينا شر هذه الحاجة وهذا العوز وهذا الذل بعد ان كنا نطعم من ياتينا ونكرم من يقصدنا وكنا كعبة المضيوم .

في مقولة (عدو عدوي صديقي) مليشيا الدعم السريع بافعالها اتضح انها اعلنت عدائها للمواطن .
والكيزان صيادي المياه العكرة وجدوا الفرصة او هذه السانحة للدخول في هذا العرض(اوكازيون) بالشعارات او بالسلاح فهي التي تدافع عن هؤلاء الضعفاء او علي الاقل رفعت شعار معاداتها للحنجويد وانتهاكاتهم الفظيعة دون مؤاربة والان هم من يدافعون عنهم وهذا ما وجدوه امامهم علي الاقل.

ياسادة المواطن البسيط لا يعرف من اطلق الطلقة الاولى او الهدف من هذه الطلقة والشعارات السياسية التي تملؤن بها الدنيا اصبحت له مسألة امن في المقام الاول وهم في حاجة لمن يحميهم لا معرفة من الذي اطلق الرصاصة الاولى .

فاين بقية بعض الاحزاب فهذا عرض للجميع والمواطن في امس الحاجة لمن ينقذه من هذا الجحيم ؟ .
هل توقيع بعض الاحزاب على اتفاق اديس ابابا مع مليشيا الدعم السريع ساعد على ايقاف الة القتل والنهب والتهجير بل لقد زاد ضراوة منذ ذلك التوقيع ؟ .

والطبيعة لا تقبل الفراغ ..