وكم مكث المشير البشير؟

وكم مكث المشير البشير؟
فايز السليك

الرئيس المصري السابق حسني مبارك حين اشتد الضغط عليه، وطالبه المصريون بالرحيل، برر تمسكه بالكرسي ” خوفاً على حصول فوضى بعد رحيله”، فذهب ولم تحصل الفوضى، وهو ما تطرق إليه الإنقاذ اليوم، وهي تلعب في المساحة الممتدة ما بين “البديل” وسؤاله الموضوعي، والتغيير ومتطلباته لإحباط أية محاولة في التغيير، باعتبارهم هم أفضل خلق الله، وليس في الإمكان أفضل مما كان!.
وكي يحبطوا التغيير كذلك يعيدون للناس ذاكرة “صفوف البنزين والرغيف”، وهم يتناسون أنّ هذه الصفوف امتدت لسنوات طويلة في عمر الإنقاذ ذاتها، واستمرت حتى عام 1999 بظهور النفط، ولكن ذات النفط سيذهب للجنوب، أو أنّ الجنوب سيذهب بنفطه، وينسف أهم “انجازات الانقاذيين”.
ولا نريد هنا التحدث عن المستفيدين من النفط، أو تلك القطط السمان، وما أفرزته سياسات السوق و”الخصخصة” وذلك الفساد الذي أصبح حديث المدينة التي لا تعرف الأسرار، وأولئك المتنفذون، والنافذون الذي حولوا البلاد إلى ضيعة بعد أن أعلنوا وباعترافهم أنّهم جاءوا السلطة فوق ظهر الحمير، وما أدراك بعد ذلك!؛ أو ليس مثل هذه التصريحات هي شهادة إدانة في حد ذاتها لو سألنا من “أين لك هذا؟”
لكن في اللإنقاذ لقي مئات الألاف حتفهم في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق والشرق، ولم يتوقف مسلسل شلالات الدم؛ التي سالت فوق السهل والبحر والجبل، ما بين العيلفون وكجبار وبورتسودان، وداخل “تلك البيوت سيئة السمعة”، فهل من معاناة أكثر من هذه؟ أم هي روح بعض الانتهازيين الذين لا يتذكرون سوى “صفوف الخبز”، وينسون صفوف الموت الطويلة!.
وفي عهد الإنقاذ؛ صارت الدولة تحارب الشعب، بالأتاوات تارةً، وبالضرائب، وبالجبايات، وتارات أخرى بالبندقية والغرف الدمار، وماكينات تفريخ العذاب والمعاناة، وهي مسألة وحدها كافية بالماطلبة بالتغيير.
أما الجنوب!؛ ” وأنا ما بجيب سيرة الجنوب” على حد تعبير الشاعر المرهف محمد طه القدال، والحكاية معروفة، وفصولها واضحة، ونهايتها مأساوية، وهو وحده كفيل بإقالة كل حكومة المؤتمر الوطني.
والغريب أنّ هناك من ينتقد المعارضة، ويرى أنها ظلت تحتفظ بالقيادات القديمة، وبالبرامج المعزولة، والبعيدة عن نبض الجماهير، وهي حقائق، وليس في ذلك شك، إلا أنّ الإنقاذ ذاتها، لم تختلف، فهي ذات الحكومة التي ظل رئيسها، هو رئيس الحزب لعشرين عاماً!، ونوابه هم ذات النواب، وذات المستشارين، وذات “الهتيفة”، فما الجديد؟؟. ولماذا يقولون إنّ الصادق مكث خمسين عاماً، ونقد أربعين عاماً، والميرغني، وغيرهم؟؟. فكم مكث المشير عمر البشير؟. وما الفرق بين مكوثه هو في قيادة الحزب كل تلك السنوات الطويلة، وبين الآخرين؟. هي ذات “بيوت الزجاج”، ويجب ألا يرمي من يسكنها الآخرين بالحجارة، لأنّ ذلك سوف يرتد عليه.
ولذلك يجب أن يركز الناس عند سؤال البديل على “البرامج”، وقيام المؤسسات، لا على الأشخاص، وهو أهم متطلبات التغيير، ولا يوجد معنى “لاستعجال”، أو “تقليد”، أو التعامل بالعاطفة مع ضرورات المرحلة، مع أهمية العواطف، والمشاعر الإنسانية، والتغيير هنا يتطلب تشكيل كتلة تاريخية، تقوم بمهمة الهدم والبناء، أي تغيير الحكومة الحالية، ومناهجها، وسياساتها، بحكومة انتقالية، ببرامج مغايرة، وبناء سودان المستقبل على أسس جديدة.
وننوّه إلى أنّ أخطر ما يواجه حركات التغيير، هو “الإحباط”، ويتم الإحباط عن طريق سياسة منهجية من قبل النظم الشمولية، وأذرعها الاستخباراتية، وأشير هنا لدراسات في سيكولوجية الجماهير والحشود، والثورات، وتتلخص في الآتي :-
التفتيت: وذلك بتجريم التجمعات وسلب حق التظاهر أو اشتراط تصريحات يصعب الحصول عليها, وهو ما يبدو في “أذونات التظاهر، أمّا الوسيلة الثانية فهي ” التفجير من الداخل بواسطة العملاء المندسين في أحزاب المعارضة أو في التجمعات الجماهيرية خاصة الطلاب والعمال لتفجيرها وقت اللزوم من خلال إثارة الخلافات والصراعات”، وهنا ننوه إلى حالات التشظي التي تشهدها الساحة السودانية السياسية والثقافية، فكم من جماعة انشقت! وكم من حزب حول إلى لافتات!، وكم من مركز ثقافي يعاني من الاختراقات، والشكوك! حتى ظلّ البعض لا يؤمن ظله،! فهي سياسة منهجية يقصد بها إضعاف الحركة الجماهيرية، وجماعات المقاومة، وفي ذات السياق فلننظر إلى “دارفور” كأكبر نماذج الاختراقات الأمنية التي تعطل أي عمل معارض، وهنا الاجهاض باحتواء أي باردة يستشف منها ميلاد لحظة تغيير، وهناك الترغيب والترهيب.
ويكون الغرض من كل ذلك هو؛ بث الإحباط”، والتأكيد على ” ليس في الإمكان أفضل مما كان”، ولو ذهبت هذه الحكومة لتحوّل الناس إلى شحاذين، ولدخل المتمردون الدمازين، ولانفصل الجنوب، ولوصل سعر الدولار عشرين جنيهاً!

تعليق واحد

  1. اولا لا يحيق المكر السئ الا باهله
    مهما فعلوا ومهما مكثوا فان العدل والحرية والمساواة ستنتصر
    للتوضيح: لا اسمى حزب البشير هذا حزب لان هذا الحزب لم يتشكل فى ظل ديمقراطى وانما تشكل هذا الحزب من الضغوط الدولية التى تنادى للديمقراطية وتشكل لاجل ان يعمل لنفسه الشرعية التى تجثم فى صدور الناس وتكمم افواههم بذريعة نحن حزب حاكم. فهؤلاء ليس الا عصبة جاءوا الى الحكم بالغصب وان صنعوا حزبا لتقنين انفسهم
    فرجاء يا اخ فايز تصحيح المعلومة
    كل نظام قاهر مستبد ظالم وان طالت سلامته يوما سيسحق ويرمى فى مزبلة التاريخ ليس مأسوفا عليه

  2. أخي الضابط والجندي .. يمكنك إطلاق الرصاص

    سالم أحمد سالم
    [email protected]

    (1)

    الكتابة على الهواء ..!
    هل جربّتها ؟ ..
    لعبة تعليمية عجيبة وطريفة عرفناها عندما كنا أطفالا ..
    يقول لك صديق الطفولة: أكتب اسمك في الهوا ..
    فتكتبه ..
    ثم يطلب منك كتابة كلمة أخرى .. أيضا على الهواء ..
    وفي حركة لا إرادية تمتد يدك لتمسح اسمك الذي كتبته على الهواء
    وتكتب مكانه الكلمة الأخرى .. !!
    هنا يقول لك صديقك مازحا ضاحكا: كيف تمسح كتابة على الهواء؟ !! ..

    نكبر ونفكر ونعرف ..
    أننا في الواقع لم نكن نكتب على الهواء ..
    كنا نكتب على صفحة حقيقية من صفحات ذاكرتنا ..
    لذلك نمسح الهواء حتى نكتب مرة أخرى على ذات الصفحة
    الموجودة فعلا في ذاكرتنا ..
    يمكنك أن تجرّب ! …

    اليوم علينا أن نمسح على الهواء ..
    نمسح أشياء كثيرة كتبت على صفحات ذاكرتنا ..
    دفتر ذاكرتنا أصبح مثل دفتر النبطشية أو يومية التحري ..
    يكاد تكون مملوءة على الآخر ..
    شي شخبطناه نحن برانا .. وشي كتبوهو ناس غيرنا ..
    تعالوا أول بالتبادي نمسح على الهواء .. حتى ننظف ذاكرتنا
    سأكون أول من يمسح على الهواء .. لنكتب من جديد ..
    هذه المرة لن نمسح ما نكتب .. لأنه غير قابل للمسح

    (2)

    أخي الضابط والجندي ..
    هنالك جملة من الحقائق غير قابلة للمسح ..
    حقائق من مكونات دماغنا ووجودنا ..
    أول هذه الحقائق انك بني آدم .. كلنا كائن بشري ..
    إنسان .. خلقه الله وسواه بيديه وكرمّه واصطفاه على سائر مخلوقاته ..
    وقال للملائكة اسجدوا له .. ليس شركا، ولكن تعظيما لمكانة هذا
    الكائن عند الله ..
    "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ"
    البقرة، كما وردت بذات المعنى في الأعراف، الإسراء، الكهف، طه ..
    هذا الكائن هو نحن البشر جميعنا .. بدون فرز
    مهما كان دينك او عرقك أو أصلك أو فصلك ..
    كلكم لآدم .. وأدم من تراب …

    (3)

    أخي الضابط والجندي ..
    طيب !
    بأي شيء فضّلنا الله على الملائكة وسائر المخلوقات؟
    الكبار بقولو ليك: "من الله خلقك وطلقك"
    هذه العبارة فيها سر التفضيل ..!
    في كلمة واحدة .. هي كلمة "طلقك" .. يعني ادّاك حريتك ..
    ربنا إذن ميزنا بالحرية عن سائر مخلوقاته المسخرة ..
    ليه؟ .. لأن مبدأ الثواب والعقاب يقوم على الحرية ..
    أنت يا بني آدم حر .. "خلقتك وطلقتك" ..
    إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا
    لكن بعدين في حساب! ..
    عندي ثواب .. " إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا"
    وعندي أنكالا وجحيما "إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا
    في الدنيا والآخرة " وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم
    بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ" ..
    "أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ"

    (4)

    إذن الإنسان حر كرمه الله وفضله بالحرية، والحرية مقدسة عند الله ..
    من صان الحرية لنفسه وحفظها لغيره فقد أوفى بحق الله
    ومن فرط فيها وحرم الناس منها فقد حرمهم عن أعظم هبة اختصهم بها الله ..
    العبد هو من لا يملك حريته .. والعبودية لله الواحد الأحد القهار ..
    وحرمان البشر عن الحرية هو استعباد لهم .. فهو شرك بالله ..
    لذلك قال الفاروق عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟

    فمتى استعبدتم الناس؟ !! …
    وهل هنالك من طاعة لمخلوق في معصية الخالق؟ ..

    (5)

    أخي الضابط والجندي ..
    خلينا نمضي في البديهيات ..
    بعد كونك بني آدم هناك حقيقة ثانية غير قابلة المسح
    هي أنك أولا مواطن سوداني ..
    قبل ما تكون فوراوي شلكاوي هدندوي محسي برقو جعلي خاسا
    دنقلاوي سنجك جانقى حلفاوي زغاوي مهما كانت قبيلتك
    أنت أولا سوداني ..
    لواء عقيد ملكي ملازم ضابط صف جندي .. أنت سوداني اولا ..
    كوز شيوعي أنصاري ختمي جن أزرق .. أنت سوداني أولا ..
    مره راجل شاب كهل فتاة أرمل عزبة .. أنت أولا سوداني
    أو كما يقول أخوانا بعربي جوبا: مافي دول احسن من دول .. (زول) ..
    بني آدم حر أولا .. وسوداني ..

    (6)

    نتساوى في آدميتنا ونتساوى في سودانيتنا ..
    كلنا إذن نستطيع أن نمد أرجلنا في هذه المساحة كما فعل أبو حنيفة !
    طيب! .. الخيار والفقوس في شنو؟
    ليه في ناس عددهم شويه وشايلين كل شي ..
    والباقين الكتار الغالبية ما عندهم شي؟
    الله قال كده؟
    الله يقول: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ
    أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ
    وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ
    الله يقول: "وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ
    أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ"
    الميزان ليس ميزان البقالة فقط، بل هو ميزان العدل في كل شيء ..
    وأول العدل هو رد الحقوق لأصحابها ..
    فالظلم ظلمات والله لا يحب الظالمين ..
    إذن نتحسس موقع أقدامنا قبل مسدساتنا لنعرف أين نقف ..
    مع عدل الله؟ .. أم مع ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟
    الله هدانا الطريقين .. ولكم الخيار
    وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ
    فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
    وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ
    فَكُّ رَقَبَةٍ
    أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ
    يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ
    أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ
    ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ
    أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ
    وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ
    عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ

    وكفي بالله حسيبا وحكما عدلا ..

    (7)

    أخي الضابط والجندي ..
    بين الظالم وبين المظلوم توجد بندقية ..
    هي بندقيتك أنت .. نعم أنت لا أحد غيرك
    الظالم خلفك .. وبك يحتمي ..
    والمظلوم أمامك ..
    فوهة بندقيتك مصوبة إلى صدر المظلومين ..
    يمكنك أن تطلق الرصاص ..
    أنت وحدك هنا الذي يقرر .. لا أحد غيرك ..
    قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..
    اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
    لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
    اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

    (8)

    أخي الضابط والجندي ..
    حقيقة ثالثة غير قابلة للمسح هي أنك من هذا الشعب ..
    لا يشعر الإنسان بقيمته عندما يكون لوحده ..
    قيمة الإنسان في عيون الآخرين ..
    إذن أنت لا تشعر بقيمة نجومك ونياشينك ولا تزهو برتبتك إلا
    وأنت بين الناس .. بين أهلك وعشيرتك وجيرانك ..
    وأنت أخي الجندي لا تشعر بقيمة مهنتك إلا عندما ترجع إلى بيتك
    يوم الماهية .. وفي يدك كيس فواكه وحذاء لطفلك ..
    أو فستان لخطيبتك .. وترسل المصاريف لأمك وأبوك .. هناك ..
    يمكنك أن تطلق الرصاص ..
    لكن بالله الذي خلقك لا تطعم ولا تكسي هؤلاء من دمهم الذي تركته
    يجف على الرصيف ..

    (9)

    حقيقة رابعة غير قابلة للمسح ..
    أن الشباب سوف يخرجون ..
    اليوم باكر سوف يخرجون ..
    ليس لأنهم صعاليك ومطاليق ..
    بل لأنهم مظلومون .. خرجوا لاسترداد حقوقهم التي كفلها لهم الله
    حقهم في الحياة والعمل والسعادة .. زيك بالظبط ..
    حقهم في الأمل الذي غرسه الله في النفوس ..
    حقهم في الحرية التي كفلها الله ..

    صدّقني أخي الضابط والجندي ..
    هؤلاء الشباب يراهنون عليك ..
    لذلك سوف يلصقون صدروهم على فوهة بندقيتك ..
    يمكنك أن تطلق الرصاص

    (10)

    أخي الضابط والجندي
    حقيقة خامسة غير قابلة للمسح ..
    لا توجد حكومة خالدة ..
    شوف يمينك وعاين شمالك ..
    وشوف كيف تهاوت جلاميد الدكتاتوريات ..
    لم تخلد ولن تخلد دكتاتورية في الأرض ..
    وعشان ما نكرر كلمات بقت مكررة زي دكتاتورية نقول إنو
    ربنا، كما اتفقنا، اصطفى الإنسان وكرمّه بالحرية ..
    وأساس الحرية أن يحكم الشعب نفسه بنفسه ..
    تتغير الحكومات وتتعاقب الأجيال ويبقى الشعب يحكم نفسه
    لذلك لا تخلد الدكتاتوريات لأنها خارج هذه الآلية الربانية ..
    ولذلك أرسل الله الرسل والأنبياء في أزمنة الدكتاتوريات
    لأنها تفسد وتفسد في الأرض .. زي ما انت شايف !
    ويمحق الله الدكتاتوريات: "فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ
    حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم
    مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"

    قف حيث يملي عليك ضميرك ..
    ويمكنك أن تطلق الرصاص

    (11)

    أداء الواجب؟
    إذن عندما تعود إلى بيتك بعد "أداء الواجب"
    وتجد خيمة منصوبة عند الجيران قدام بيت صاحبك ..
    وتجد أما مكلومة وأخوات يترمدن ..
    لا تذهب لأداء "واجب العزاء" ..
    فقد أديت الواجب الذي أنتج هذا المشهد ..

    (12)
    أداء الواجب؟
    عندما تأوي إلى فراشك بعد "أداء الواجب"
    وتجيك مكالمه نص الليل كلماتها مبللة بالحسرة والدموع
    ويقولو ليك أخوك ود خالتك .. ضربوهو ..
    أقفل السماعة ولا داعي أن تؤدي الواجب مرتين ..
    فقد أديت الواجب .. أنت الذي أطلق الرصاص
    وطلقتك وصلت إلى ذلك القلب البعيد ..
    الذي كان ينبض بالأمل ..

    قالوا لك هذا هو أداء الواجب؟
    إلا أن يكون أداء الواجب هو قتل الأبرياء
    إلا أن يكون أداء الواجب هو الفتك بالمظلومين
    إلا أن يكون أداء الواجب هو نحر الشباب .. أهلك وإخوتك
    إلا أن يكون أداء الواجب زرع الحسرات في قلوب الأمهات

    إن كان هذا هو أداء الواجب فأطلق الرصاص عليهم
    قالوا لك هذا هو أداء الواجب …
    وقال الله: ".. كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا"

    أخي الضابط والجندي ..
    أنت تعرف أداء الواجب الحق .. وعليك تراهن أمهاتك وأخواتك والشباب

    سالم أحمد سالم
    [email protected]

  3. مدخل : اخرجوا علي الهواء مباشرة ولا ترحموا الطغاة ومتسللي السياسة في وطني مدخل ثاني : واللة الكيزان طولوا شديد تاني طولتو

  4. الأخ فائز يا جماعة ده كله معلوم المهم الآن أدعوا الشعب السوداني ليقرأ ويعيد قراءة اللقاءات الصحفية التي تمت مع إخوان البشير صدقوني أنني لم استمتع بمادة قرأتها خلال عشرين عاما من استمتاعي بقراة هذه اللقاءات – لم اشعر بمتعة كما أشعر بها هذه الأيام أنه أفضل كتاب قرأته في حياتي المتعة في غباء الأسئلة والمتعة الأكبر في الأجوبة. لم أضحك كما أضحكني كلام الأخ الرئاسي أنه سيسافر اليوم إلى لندن وحتى الآن ما عنده حق التذكرة. وبقبض حوالي 20 مليون راتب شهري ويقول أهو بنلقطها تلاقيط ثم يقول في فقرة أخرى نحن لو كنا ناس عاديين كنا حنقدر نقابل الناس دي. ثم المتعة الأكبر أنه بالرغم من أن جلب كل هذه الاستثمارات الكبيرة إلا أنه لم يأخذ أي عمولة. والمتعة التي أتحدث عنها هو البساطة المقولة في الضحالة والركاكة والأفكار الفطيرة التي يتحدث بها هذا الرجل – تخيل هذا الكلام يقوله انسان أخصائي ولواء ومدير عام ورئيس جمعية – معقول يا جماعة نحن محكومين بناس أمخاخههم فاضية بهذا الشكل وحن ساكتين. والله ليكم الحق يا ناس العبيد مروح ومحمد صالح عجبنا وعزالدين وجال والطاهر وبهاء الدين.

  5. كلام ذي الفل، الايام دي الناس بتكتب كلام ما مغتغت، يخليك زي القاعد في استاد وبتشجع، الي الامام..ايوه اديلو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..