عندما تقفز الافيال

عندما تقفز الافيال

شوقى بدرى
[email][email protected][/email]

عندما نامت المشكلة الاسرائيلية المصرية ،ابدى السادات للامريكان رغبته في الوصول الي حل، خاصة بعد ان اسمعه بعض العرب جملة ( الرئيس المصري جاي يشحد) .
طلب الامريكان من السادات ان يسخن المنطقة ،حتي يتوصل الامريكان لحل دائم للمشكلة المصرية الاسرائيلية. وقام رئيس المخابرات السعودية آنذاك بتوصيل الرسالة الي السادات. وكانت حرب يوم كبور او 6 اكتوبر . و الاتفاق كان ان لا يذهب المصريون الي نهاية المشوار. و توقف المصريون. و اخذ السوريون علقة. وارجعت قناة السويس و تدفق القمح الامريكي الي مصر، و عطية مزين كم بليون دولار سنويا. و خرجت مصر من اللعبة . واخذت اسرئيل نفس و انجمت .
بعد صفعة 11 سبتمبر، لا تزال الحكومة الامريكية زي زول ورقو زائد و ضارب لخمة . زمان بنسمع الكف ما برمي لكن بطرطش. ولا تزال تلك الصدمة تمسك بتلابيب امريكا، و لسنين عديدة و ربما لجيل كامل ستشكل كارثة 11 سبتمبر السياسة الامريكية .
ما لايستطيع اهلل الغرب و امريكا ان يتفهموه ، هو ان مائة شاب من مشارب مختلفة و جنسيات مختلفة ، قد اتفقوا علي ترك الدنيا التي يحبها الامريكان حبا جما. و لم يتخاذل منهم اي انسان وخططوا لسنين ليقوموا بعملية انتحارية.
لقد اصيب الرئيس بوش بالذعر، و كانت كل امريكا في حالة فوضي. ولا يزال الامريكان يحمدون الله لان الطائرة الرابعة لم تصل البيت الابيض رمز السيادة و الكبرياء الامريكي . و لكي لا يعود هذا السنياريو الي الوجود من جديد ، فان الامريكان علي استعداد للتضحية بكل ما هو غالي و نفيس . و سيضحون بالاصدقاء قبل الاعداء لسلامة امريكا . وهم يريدون ان يجففوا منابع ما يعتبروه ارهابا.
صحفي امريكي قال لي ان 11 سبتمبر كانت صفعة ، ولكن ما تخشي منه امريكا الآن هو ركلة في الخصية (كيك ان ذا بولز ). وهذا يشمل اسرائيل. وسلامة اسرائيل تعني الكثير لامريكا.ولقد قال لي احد الاسرائيليين انهم لا يستجدون امريكا . ولكنهم يطالبون بحقوقهم ويقولون للامريكان نحن هنا نحافظ علي مصالحكم ، والا ستضطرون لارسال ابنائكم ليموتوا هنا ، و سيكلفم هذا اكثر من ما تدفعوه لنا .
لقد كتبت و قلت ان موضوع بانثاو او هجليج ، كانت دعوة لتسخين المنطقة. و دخل الجنوبيون و خرجوا و كل هذا تحت رقابة الاقمار الصناعية . و الاسري الشماليون عوملوا بلطف و ارجعوهم و اعطوا كل واحد جرجيرة (مائة دولار).
جلابية الاتفاق فصلوها بكرشليق قيطان ، و كسروها دبل عمود. كل الزيطة و الزمبريطة دي كركبة قيروانات ساكت . كل شئ محدد ، حتي الاحتفالات ، و هذا لمساعدة الانتخابات الرئاسية القادمة. و سيكون اوباما الرئيس الذي حقق السلام في اصعب منطقة في العالم. ستكون هذه ريشة في قبعته. و اوباما هو البطل الذي قضي علي الوحش القذافي الذي دوخ الرؤساء الامريكان وقتل التنين (بن لادن) . و الانتخابات علي الابواب و سلام السودان سيكون بت الحلاوة و السمسمية و الحمصية في مولد امريكا .
عند وصول اوباما للسلطة في الدورة القادمة ، ستتغير امريكا كثيرا. و ستكون اكثر ليبرالية . وسيفرض نظام ضمام اجتماعي اقرب الي الموديل الاوروبي و ستكون سياسة امريكا نحو اسرائيل اكثر تشددا ، و ستتطالب اسرائيل بتنازلات كثيرة.
سنسمع من الجانبين ( شمال و جنوب ) نحنا العملنا ، و نحنا السوينا ، و نحن الشرف الباذخ. ولكن في حقيقة الحال العصمة في يد ماما امريكا.
الصلاة فيها الجهر و السر. كل الاتفاقيات العالمية فيها جزء غير معلن . امريكا قد اعطت الجزرة للجنوب ، و العصا للشمال مع بعض الوعود المستقبلية و تربيتة علي الظهر . والانقاذ قد اخيفت و خافت.
كلام عبد الرحيم بان الرئيس قد طلب منهم التريث في المحادثات وان الفورة الف ! كلام فارغ كل شئ مفصل و جاهز، أعيد مفصل و جاهز يا تلبس يا تمشي عريان .
قبل الاستقلال جننونا بانهم سياتون بالاسقلال الي السودان . ثم هلل البعض وقالوا انهم اتوا بالاستقلال. وردد الاخرون نفس الكلام. الاستقلال لم يات به اي انسان , لقد تقرر اسقلال المستعمرات ، و المحميات او الدول التي تحت الادارة البريطانية مثل السودان في مؤتمر يالطا علي البحر الاسود . هذا المؤتمر كان بين ستالين ، تشرشل و روزفلت. استقلال السودان كان الاسرع. لان اغلب لادارة كانت في يد السودانيين ، على عكس الدول الاخرى . وكل الموظفين البريطانيين لم يتعدوا السبعمائة موظف. وقد قال الانجليز بالمفتوح بانهم سيغادرون السودان في ظرف 10 او 15 سنة . وكونوا الجمعية التشريعية حتي يتعلم السودانيون الحياة البرلمانية. وكان هنالك وزراء سودانيين يرأسون الموظفين البريطانيين . ولم يكن هنالك اي استعمار استيطاني في السودان و بعد عشر سنوات رحل الانجليز. فالعملية لم تعد مجزية من ناحية مادية ، لماذا المصاريف و الجيوش . الغرض هو التجارة و لتجارة لا تزال متواصلة.
لا يزال الكاكاو و النحاس و كثير من المواد تنتج كمواد خام و يصدر الي اوروبا. مثل الصمغ العربي الذي ينتج السودان 85% من انتاج العالم و لا يستفيد منه بطريقة تذكر.
نحن لم ناتي بلاستقلال . الاستقلال اتانا لانه كان اسهل و ارخص بالنسبة للانجليز.
ما يحدث الان في مفاوضات اديس ابابا هو مسرحية ، وامريكا لا تريد ان ينفرد الجنوب بالنصر الكامل و هي تريد ان تسيطر علي الجنوب باستخدام فزاعة الشمال . والانقاذ يمكنها ان تحدد الشروط عندما تقفز الافيال.

ع.س. شوقي بدري

الردود

تعليق واحد

  1. الاستاذ شوقي بدري
    اعجبني في مقالك جرأة الركون الي طريقة النظر للمشهد من الزاوية الاخرى او ما يعرف بنظرية المؤامرة , وهي (اي الطريقة) على انها غير ملزمة بالاتفاق معها فهي جديرة بالذكر , لاثرائها الفضاء ولو من باب دحضها او اثباتها. هذا عموما ,اما خصيص الاعجاب فهو لجزئية حديثك عن حرب اكتوبر والتي اعتقد انها ووليدتها اتفاقية كامب ديفيد , بهما الكثير مما لم يقال في عهد مصر القديمة لا سيما وانهما قد كتبتا في سفر البطولة والتضحية في التاريخ المصري الحديث وفي اول صفحة. غير اني استغربت اخراجك احداث 11 سبتمبر من دائرة الظن تلك مع ما وفرته وفق طريقتك من تسخين للجو الداخلي الامريكي واستباحة للعالم خارجها .
    استاذي الفاضل , كنت في صغري كثير القراءة للكتب والروايات البوليسية ومنها تعلمت ان اول ما يدرس لمحققي الجرائم عندما يبحثوا حل قضية ما هو ان يبحثوا في نتائج الجريمة لينظروا من المستفيد منها ومن هنا يبدأ الحل .وبقدر ما يكون احدهم اكثر افادة من غيره , يكون بذلك ايضا اول المتهمين بارتكاب الحدث .
    ولك شكري
    زول من الناس الرغايين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..