أخبار السياسة الدولية

حصاد قمم الرياض بين الصين والعرب.. أمن واقتصاد

استضافت العاصمة السعودية الرياض على مدار يومي الخميس والجمعة 3 قمم، “سعودية صينية” و”خليجية صينية” و”عربية صينية”، أكدت أهمية تعزيز التعاون والحوار المشترك بين الصين والسعودية، والخليج، والدول العربية، وتصدرتها قضايا الأمن والاقتصاد في المنطقة.

وشملت البيانات الختامية للقمم الثلاث، عدة موضوعات أبرزها، التأكيد على أهمية التعاون المشترك، ومواجهة التحديات العالمية، والتوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية، وإدانة تمويل الإرهاب، ودعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، وكذلك إدانة الهجمات الحوثية على الأهداف المدنية في السعودية والإمارات.

وأكدت القمم دعم سيادة العراق وجهود التوصل لحل سياسي في اليمن، وسوريا، وليبيا، ودعم سيادة واستقرار لبنان.

وعالمياً، شددت القمم على تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان، وجهود التوصل لحل سلمي للأزمة في أوكرانيا، وأهمية صيانة النظام الدولي القائم على أساس القانون، والتمسك بمفاهيم الأمن المشترك.

وفلسطينياً، شددت القمم على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وبطلان الممارسات الأحادية لإسرائيل لتغيير الوضع القانوني والتاريخي للقدس الشرقية المحتلة.

القمة السعودية الصينية

وشهدت “القمة السعودية الصينية” توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأكد الجانبان مواصلة دعم المصالح الجوهرية لبعضهما بثبات، ودعم كل جانب الجانب الآخر في الحفاظ على سيادته وسلامة أراضيه. وأكد الجانب السعودي مجدداً على الالتزام بمبدأ الصين الواحدة.

ورحب الجانبان بالتوقيع على 12 اتفاقية ومذكرة تفاهم حكومية للتعاون في مجالات الطاقة الهيدروجينية، والقضاء، وتعليم اللغة الصينية، والإسكان، والاستثمار المباشر، والإذاعة والتلفزيون، والاقتصاد الرقمي، والتنمية الاقتصادية، والتقييس، والتغطية الإخبارية، والإدارة الضريبية، ومكافحة الفساد. بالإضافة إلى توقيع 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين القطاع الحكومي والخاص، وتوقيع 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الشركات في البلدين.

ودعا الجانب الصيني الجانب السعودي ليكون ضيف الشرف للدورة الـ6 لمعرض الصين والدول العربية لعام 2023، وأعرب عن حرصه على تعميق التعاون الاستثماري مع الجانب السعودي في الاقتصاد الرقمي والتنمية الخضراء، وتعزيز التعاون في التجارة الإلكترونية.

وفي المجال الدفاعي والأمني، أكد الجانبان عزمهما على تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية، وتعزيز ورفع مستوى تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الجرائم المنظمة بما فيها جرائم الإرهاب والعمل على الوقاية من العنف والتطرف.

وجدد الجانبان التأكيد على رفض واستنكار الإرهاب والتطرف بكافة أشكالهما، ورفض ربط الإرهاب بأي ثقافة أو عرق أو دين بعينه، ورفض ممارسة ازدواجية المعايير في مكافحة الإرهاب، وأهمية نشر ثقافة الاعتدال والتسامح. كما أشادا بمستوى التعاون الأمني بين البلدين الصديقين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله.

القمة الخليجية الصينية

وفي القمة الخليجية الصينية، اتفق القادة المشاركون في القمة على تعزيز الشراكة الاستراتيجية القائمة بين مجلس التعاون الخليجي والصين وأكدوا دفعها نحو آفاق جديدة، ودعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا وغيرها من التحديات، والعمل على ضمان مرونة سلاسل الإمدادات، وأمن إمدادات الغذاء والطاقة، ودفع بناء علاقات التعاون في تطوير مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة، ومساعدة الدول الأكثر احتياجاً والمساهمة في تلبية حاجاتها الإنسانية.

وبحسب البيان الختامي، أكد القادة أهمية الدعم المتبادل بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين، حيث تدعم الصين جهود دول المجلس لصيانة سيادتها ووحدة أراضيها والحفاظ على أمنها واستقرارها، وتحقيق التنمية المتكاملة، كما تدعم دول المجلس جهود الصين لتنمية اقتصادها وصيانة سيادتها وسلامة أراضيها، والالتزام بمبدأ الصين الواحدة.

وأشاد القادة بنجاح دولة قطر في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022م، وحسن تنظيمها، واستنكر القادة الحملات الإعلامية المغرضة الموجهة ضد قطر.

وعبّر القادة عن إدانتهم للإرهاب أياً كان مصدره، ورفضهم لكافة أشكاله وصوره، والعمل على تجفيف مصادر تمويله، والتصدي لجميع الأنشطة المهددة لأمن المنطقة واستقرارها.

إيران والبرنامج النووي

وأكد القادة ضرورة دعم معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقة الخليج، وضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، حفاظاً على الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، وأكدوا دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد الجانبان ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول الخليج العربية وإيران على اتباع مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام استقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وعدم اللجوء إلى استخدام القوة أو التهديد بها، والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأكد القادة دعمهم لكافة الجهود السلمية، بما فيها مبادرة ومساعي دولة الإمارات للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية وفقاً لقواعد القانون الدولي.

ودعا القادة العراق إلى أهمية احترام سيادة الكويت وحرمة أراضيها والالتزام بقرارات مجلس الأمن لاسيما القرار رقم (833) والاتفاقيات المبرمة بين البلدين والمودعة لدى الأمم المتحدة، كما دعا القادة العراق إلى استكمال ترسيم الحدود البحرية مع الكويت.

فلسطين واليمن

وأكدت القمة ضرورة التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطين مستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية. ووقف الاستيطان وكافة الإجراءات الأحادية، واحترام الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس ومقدساتها.

كما أكد القادة دعمهم لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن، معبرين عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216. ودعوا جميع الأطراف اليمنية إلى البدء الفوري في المفاوضات المباشرة برعاية الأمم المتحدة، وإلى الالتزام باستمرار الهدنة، ودعم الحاجات الإنسانية والإغاثية والتنموية للشعب اليمني.

وأدان القادة كافة الهجمات الإرهابية التي تشنها الميلشيات الحوثية على الأهداف المدنية في السعودية والإمارات والداخل اليمني وفي الممرات المائية وطرق الملاحة الدولية، ودعوا كافة الدول إلى التعاون لمكافحة هذه الأعمال والتقيد بحظر السلاح المنصوص عليه في قراري مجلس الأمن 2216 و2624.

العراق وسوريا ولبنان وليبيا

وأكد القادة دعمهم الكامل لسيادة العراق وأمنه واستقراره، ولجهوده في مكافحة الإرهاب.

كما أكدوا ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا وسيادتها بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، ووقوفهم مع الشعب اللبناني ودعمهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره.

وجددوا دعمهم للجهود الساعية لحل الأزمة الليبية وفق قرارات مجلس الأمن، وتشجيع كافة الأطراف الليبية على عقد الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة، تحت إشراف الأمم المتحدة، وخروج جميع المقاتلين الأجانب والمرتزقة.

أفغانستان وأوكرانيا

وأكدت القمة الخليجية الصينية أهمية تعزيز الأمن والاستقرار في أفغانستان، وتكثيف الجهود في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الأفغاني، ودعوتهم لسلطة الأمر الواقع في أفغانستان إلى تنفيذ التزاماتها بضمان الحقوق والمصالح والحريات الأساسية لجميع أبناء الشعب الأفغاني، وتشكيل حكومة شاملة، وضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي جماعات إرهابية، أو استغلال الأراضي الأفغانية لتصدير المخدرات.

وأكد القادة على مواقفهم الداعمة لكافة الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة وإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة في أوكرانيا، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات، ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

القمة العربية الصينية

واختتم قادة ورؤساء الدول العربية والصين أعمال القمة العربية الصينية الأولى، الجمعة، بإصدار إعلان الرياض، الذي أكد الحرص المشترك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والصيني، والعمل على تعميق التعاون في مختلف المجالات.

وأكد إعلان الرياض التزام الدول العربية والصين الثابت بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك مبادئ الاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، واحترام مبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

وأكد إعلان الرياض على أن “القضية الفلسطينية تظل قضية مركزية في الشرق الأوسط وهي التي تتطلب إيجاد حل عادل ودائم لها على أساس حل الدولتين، من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة”.

وشدد البيان على “عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة، وبطلان ممارسات إسرائيل الأحادية الرامية إلى تغيير الوضع القائم في القدس، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على المكانة التاريخية والقانونية للقدس الشرقية المحتلة، وأهمية دور الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في حماية المقدسات وهويتها العربية”.

وأكد أيضاً أهمية دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضرورة دعمها.

كما دعت القمة العربية الصينية إلى “عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكثر وتأثير أكبر.

الصين الواحدة

وتضمن “إعلان الرياض” التأكيد على التزام الدول العربية الثابت بمبدأ الصين الواحدة، والتأكيد مجدداً على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ورفض “استقلال تايوان” بكافة أشكاله.

كما نص الإعلان على دعم الموقف الصيني في ملف هونج كونج ودعم جهود الصين لصيانة الأمن القومي وتنمية الديمقراطية واستكمالها في هونج كونج في إطار “دولة واحدة ونظامان”.

القضايا الأمنية

وأشار البيان الختامي للقمة العربية الصينية إلى تأكيد الجانب الصيني على دعمه للدول العربية لحل القضايا الأمنية في المنطقة.

ودعم إعلان الرياض الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية واستعادة الأمن والسلام وفقاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ حسن الجوار وسيادة الدول وسلامتها الإقليمية، وبما يضمن المصالح الجوهرية لجميع الأطراف.

وشدد الإعلان على احترام اختيار الدول لرؤاها التنموية بإرادتها المستقلة والتأكيد على أهمية التعاون المشترك لتحقيق التنمية المستدامة، والحد من الفقر والقضاء عليه.

مبادرات المناخ

وتضمن كذلك الاتفاق على “تعزيز الجهود الدولية المبذولة في إطار الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي، بما في ذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس في إطارها.

ودعم المبادرات الرامية إلى تحقيق التنمية الخضراء، بما في ذلك مبادرة السعودية للشرق الأوسط الأخضر، ومبادرة الصين بشأن طريق الحرير الأخضر”.

وأكدت القمة العربية الصينية على “أهمية تجنب المجتمع الدولي إقصاء مصادر طاقة رئيسية أو إهمال الاستثمار فيها، مما يؤدي إلى تحديات في أسواق الطاقة وأثر غير متكافئ خاصة على المجتمعات والدول النامية.

إدانة الإرهاب

ودعا البيان الختامي إلى تعزيز الجهود لمكافحة وإدانة “الإرهاب” بجميع أشكاله وصوره ودوافعه، وضرورة مكافحته وعدم ربطه بأي عرق أو دين أو جنسية أو حضارة، واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه، بالإضافة إلى رفض “المعايير المزدوجة” في مكافحة الإرهاب.

كما دعا إلى “تعزيز الحوار بين الحضارات واحترام الثقافات المختلفة، ونبذ دعاوى الكراهية والتطرف وصراع الحضارات بين أتباع الأديان والثقافات، والتأكيد على معارضة الإسلاموفوبيا بكل أشكالها”.

الشرق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..