الحوش

الحوش الكبير : انتماء غريب إفتقده الكثير سواء من الجيل الحالي الذي هنا في المدن وجيل الاغتراب الذي ولد وعاش في الخارج
الا القيل الذين يعيشون الآن في الريف ولكن ايضا ليس بالحوش القديم الذي عاش فيه اجدادنا.
فاصبح الحوش ذكرى يتناقلها الكبار بشجون عبر احاديثهم وعن النفاج بين منازلهم عن ابناء الخال والعمومة وعن الوجبات التي تجمعهم وعن الألفة والمحبة الموجودة بينهم التي كانت تتدفق حنية رائينا ذلك بينهم وياليت دام هذا الارث .
الحوش لايختلف كثيراً في مناطق السودان المختلفة فانا الحمد لله زرت كثيرا معظم ارياف السودان فالاختلاف في شكل الحوش طفيفا ولكن المضمون واحد فنجد المضمون الحوش في الجزيرة وسنار والابيض ودارفور والحوش في البيت النوبي المضمون هو الدفء والانتماء والالفة والمحبة والحنية هذه اشياء افتقدناها كثيرا هذه الايام
بزيارتنا للحوش ليلة امس وجدت هناك كل مانتوق ونتشوق اليه.
طبعا سوف يطرأ لكل قارئ انني زرت حوشنا الكبير بالفعل هو حوشنا الكبير الذي يقع هناك على ضفاف النيل جوار الطابية في امدر حيث العراقة والاصل والتاريخ والذي لفت نظري واستفز شجوني
انني ادركت تماما ان التطور ليس بالضروري التخلي عن التراث والالتفات الى ماتطلبه المدنية فقط ولكن النظر الى الجديد ونقل القديم معانا عندها تكتمل الصورة الصحيحة .
وجدنا فكرة الحوش تجسدت في شكل سياحي بديع جذب انتباهنا
وانتباه كل سائح يعرف ماقيمة التراث، فالحوش يحتوي على أصل البيت السوداني الحلة ،البيت القديم ،المزيرة ،عمود النور ،الطاقة والقرع ،الطشت والفانوس والله منظر في قمة الروعة.
الذي اعجبنا كثيرا عندما سالنا عرفنا ان الفكرة نبعت من شاب سوداني صغير السن اي حديث التجربة في الحياة .
فالعالمية ليست بأن نحاكي الغير كما ذكرت آنفاً فنجد الكثيرون
اللذين وصلوا للعالمية كانت بداياتهم من المحلية حيث نقلواها كما هي وادخلوا فيها مواكبة الزمن فنجحوا فالكاتب الاديب العالمي
الطيب صالح خير مثال لذلك.
بالجد عمل جميل يستحق الوقفة والتامل

د / منال عبد العزيز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..