السودان … الذي في خاطري

السودان … الذي في خاطري
في خاطري أعظم طموحات إقتصادية لعشر أعوام قادمة… وربما لعشرين..
الطموح الأول هو تنمية دارفور أي زرعها وتصنيعها وتوطين أكثر من عشرة ملايين إنسان وفي العشرين سنة القادمة سيزيد عدد سكان السودان عشرة مليون أو أكثر هذا بعد الخلاص من الأمراض المستوطنة وتطوير النظام الصحي ومجانية العلاج … كما يجب تنشيط الجانب السياحي كأحد أهم موارد الإقتصاد والإستفادة من الطبيعة الخلابة في منطقة جبل مرة وتشييد مطار دولي في جبل مرة يواكب هذا التطور السياحي .. وكذلك تعمير منطقة جبال النوبة وتنشيط السياحة وخلق بئية سياحية للحياة البرية وإنشاء محميات بحيث تكون أكبر محميات في أفريقيا ننافس بها كينيا وجنوب أفريقيا . وتكون بيئة جاذبة لكافة الأعمال السينمائية
وفي نفس الوقت عندنا طموح آخر وهو تعمير الجزيرة وإعادة المشروع وزيادة عدد مصانع الغزل والنسيج فيه وتشييد مصانع للخضر والفواكه لكي تشجع وتحمي المُنتج … والتشجيع بإنشاء مزارع الألبان والتسمين وذلك بتسهيل القروض الميسرة للمزارعين وتنشيط الإرشاد الزراعي ونتبنى سياسة التُخصص للمشاريع الضخمة فمثلا مشروع الجزيرة يكون متخصص في محاصيل محددة أو نشاط محدد والشمالية تتخصص في زراعة القمح والخضروات والمحاصيل الشتوية كما فعلت البرازيل وهولندا والتخلي عن السياسة الزراعية القديمة التي أنهكت المشروع … فالبرازيل عندما اخترقت الأسواق تخصصت في زراعة قصب السكر كمحصول أساسي بالتالي أصبحت الأولى عالميا في تصدير السكر .. وهولندا أصبحت الأولى في العالم في إنتاج الألبان في تقديري السودان بمساحته الزراعية الضخمة والخصبة يتفوق على كل دول العالم خاصة بأرضة المسطحة والتي تساعد على الري الإنسيابي المجاني ووفرة المياه في داخل الأرض وباطنها جميعها عوامل تجعله متفوقا عن غيره
والمطلوب هو أن يكون كل مناطق الإنتاج ومناطق السياحة وكل السودان مرتبطا ببعضه والعالم الخارجي الأفريقي لتسهيل التصدير والتسويق للاستفادة من الأسواق الأفريقية ذات الإستهلاك العالي والكثافة السكانية الكبيرة والتي يجب أن تكون البنية الأساسية متوافرة وأن تكون من الطراز الأول .. ويقدم المجلس الإقتصادي لتنمية السودان الذي تم تكوينه تقريرا ضافيا عن تنمية هذه المناطق وتشترك في هذا التقرير كل لجان المجلس ..
وليست هناك فكرة واحدة جديدة لم تخطر على بال أحد لم يقم المجلس بتنفيذها في دارفور وكردفان والجزيرة وفي العاصمة نفسها وفي المدن الصناعية فيها وكل ولايات السودان وعلى شواطئ البحر الأحمر في سواكن وبورتسودان … إذن ليس جديدا علينا أي شئ سوف نقدم عليه وإنما الجديد هو ألا نكرر أخطاءنا … أي أن نستفيد من الأخطاء التي تردينا عليها .. والخطأ طبيعي ولكن الذي ليس طبيعي هو أن لا نتعلم من أخطائنا , والتاريخ الإنساني هو مسرح محاولات الإنسان في أن يتقدم وأن يتحرر فتاريخ الإنسانية هو حرص الإنسان على أن يحصل على مزيد من الحرية … الحرية من الفقر والجوع والخوف والظلم والمرض … وأن يتحرر من الكسل … أي تكرار نفس الأخطاء دون أن يفلت من قبضة البلادة والغباوة والجهل
وطموحنا هو أن نحقق كل صور النجاح والرفاهية لأبناء السودان كافة بدون تمييز مناطق أو أعراق .. ونشر الحريات وتطوير التعليم وسيادة دولة القانون ونزاهة القضاء
أما رأي الشخصي الذي دائما أبديه فهو : إننا نخجل من أن نبدأ صغارا ثم نكبر , وهذا الخجل سوف يجعلنا نكرر أخطاءنا عندما بدأنا كبارا في أول أيام إنقلاب الإنقاذ الشؤم وبشعاراتها ( العبيطة ) وقالوا لا نحتاج للعالم وسنأكل ونلبس مما نزرع ونصنع … ثم أخذ يتضاءل هذا الشعار كما حدث في مشاريعهم الضخمة ذات التكلفة العالية والفاشلة كافة والأقرب لهذا مشروع سد مروي كان مشروعا بتكلفة ضخمة وكان رومانسيا رياديا في الصحراء أولا لإضاءة كل السودان وخاصة العاصمة بكهرباء سد مروي بالمجان أو المخفضة … ثم لتحويل صحراء الشمالية إلى جنات تجري من تحتها الأنهار … وأول ما فعلته الصحراء إنها شربت الخزان فلا كانت هناك جنات ولا كانت أنهارا … وما زالت مساحات الطموح تصغر وتنكمش بإنكماش ضخامة مشاريع الإنقاذ الفاشلة
إذن ما الفرق بين الإنقاذ والحكومات الأخرى الفرق : إن الإنقاذ حولت التبر إلى تراب بينما أي حكومة تجد هذه الإمكانيات الضخمة سوف تحول التراب إلى تبر .. يكفي ما يشاهده المواطن في التصوير لزيارة البشير الكثيرة للدول الأفريقية يكفي أن نتفرج وتتفرج الحكومة ورئيسها على الحدائق والعمارات والنظافة والغابات المزروعة على جانبي الطرقات على طول موكب الرئيس وحتى وصوله إلى مقره… ألم ير البشير والوفد المرافق كيف حولت هذه الحكومات الأفريقية التراب إلى تبر وكيف حولت حكومة الإنقاذ كل السودان إلى تراب ؟؟ !!
وأنا من المؤيدين وبشدة بعدم التردد لحظة واحدة في إعطاء أية شركة أجنبية وسودانية أية مساحة من الأرض لإصلاحها وزراعتها لأن هذه الأرض سوف تبقى في السودان في جميع الأحوال إن كسبنا فالفلوس لنا , وإن خسرنا فقد كانت الفلوس عندنا والتجربة أيضا
هذا هو السودان الذي في خاطري …
ياسر عبد الكريم
[email][email protected][/email]