أخبار السودان

في مقام الشكر العاجز

فيصل محمد صالح

ظللت لأكثر من عشرة أيام أعيش وسط جو من الاحتفاء والتكريم والمحبة، من أساتذة وزملاء وأخوة وأخوات كثر، غمروني بفيض من المشاعر الطيبة التي تخجل أي إنسان لديه قدر من الإحساس والشعور. لم يكف هاتفي عن الرنين، وامتلأت ذاكرته بالرسائل، وكان يحتاج للشحن ، كهربائيا وماليا، مرتين وثلاثة يوميا ليبقى صامدا في وجه سيل جارف من العواطف ومشاعر المحبة، هذا غير البريد الأليكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي العديدة.

لن أستطيع أن أوفي كل هؤلاء حقهم وإن حاولت، أساتذتي وزملائي الصحفيين بلا استثناء، والعاملين بالأجهزة الإعلامية المختلفة، الأقارب والأصدقاء والمعارف في كل مراحل الحياة، داخل وخارج السودان، وهم كثر والحمد لله. وقد رددت ما استطعت بشكل شخصي ، وربما نسيت أو تجاوزت البعض، فليغفروا لي تقصيري.

شكرا لهم على كلماتهم الطيبات، فقد أعطونني أكثر مما استحق، واعتبرت ذلك من باب المحبة وحسن النية والظن، فقبلته، وأطنب بعضهم في مدحي، وأخفي معايبي الكثيرة، حتى ظننت أنني من المحظوظين الذين يقرأون نعيهم وهم أحياء، ولا يجدون فيه إلا المحاسن، عملا بالأثر الكريم.

وشكرا لعشرات غيرهم لا أعرفهم ولا يعرفونني شخصيا، شكرا لأحمد سائق الامجاد الذي أوصلني لبحري ورفض أن يأخذ أجرته، وللصيدلانية الشابة التي لا أعرف اسمها، لكنها أصرت أن تكون قيمة فاتورة الدواء الذي اشتريته هدية منها، ولمن لاقيته في الشارع وفي صلاة الجمعة وفي مكتبات بيع الصحف وفي المواصلات العامة. لا تصدقوا من يقول بمحدودية تأثير الصحف على الناس، ولا يخدعنكم ضعف توزيع الصحف، فدرجة مقروئيتها عالية جدا، ومعلوماتها وتأثيرها يصل للناس بوسائل مختلفة، وهم يتابعونها بشغف ورغبة.

لم أسمع بجائزة بيتر ماكلر ولا منظمة “قلوبال ميديا فورم” التي تمنحها، من قبل، وإن كنت أعرف “مراسلون بلا حدود” الفرنسية، وهي منظمة عالمية لها أفرع كثيرة، وحين وصلتني رسالة عبر البريد الأليكتروني قبل ثلاثة أسابيع تخطرني بموضوع الجائزة، وتطلب مني عدم إعلانها، كانت تلك هي اللحظة الأولى التي اتعرف فيها على الإثنين من خلال الموقع الاليكتروني.

داهمتني مشاعر شتى ومتباينة، فيها بالتأكيد الرضاء والسعادة، لكن كان فيها حتى الخوف من المسؤولية، فنحن في النهاية بشر. ورغم وجود بعد شخصي في هذه الجائزة، لكني أعلم أنها تتجاوز الإطار الشخصي لتعم الزملاء الصحفيين والصحافة السودانية بشكل عام، ففي العالم من يقول لنا نحن نعرفكم ونقدر الدور الذي تؤدونه والواقع الذي تعملون فيه، لهذا من حق الزملاء أن يقبلوها ويسعدوا بها، كما من حق بعضهم أن يرفضها، إن شاء، ولا أرى غضاضة في ذلك.

نحن لسنا نبتا خلويا، ولا مخلوقات ذاتية النشأة، بل عشنا وترعرنا في مدرسة الصحافة السودانية العريقة، وأخذنا الكثير من أساتذتنا الذين سبقوننا، والذين ما زالوا يعملون فيها، ولهم في أعناقنا دين كبير بما قدموه لنا، ولهم العتبى فيما قصرنا فيه.
عاجز أنا عن شكر الجميع، وعاجز عن تحمل مشاعر عظيمة وكبيرة أن تسمع وتقرأ كلمات تهنئة من قامات كبيرة صحفية وإعلامية وفنية وأدبية وديبلوماسية في يوم واحد، بل في بضع ساعات، ومشاعر صادقة من أخوة وأخوات وزملاء وأصدقاء، من كل أجناس الدنيا. كنت أرد على من يسألني عن قيمة الجائزة، أنها جائزة معنوية وليست مادية، لكن من قال إن محبة الناس تقاس بالمعنويات فقط، لذلك بدلت الرد بالقول إن قيمتها كبيرة، وكبيرة جدا، وكفى.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ الجليل فيصل انت تسحتق هذه الجائزه لانك صاحب مبدا وقلم شريف لقدافرحتناهذه الجائزه ايما فرح وبذلك هي تمثل نصرا للصحافه السودانيه الحره والاقلام الشريفه رغم كل الضنك والتضييق الذي يمارس علي الصحفيين ليل نهار من قبل اجهزه النظام الجبروتي القمعي ولا يساروني ادني شك بان هذا النصر قد ازعجهم ايما ازعاج وكذا الحال للارزقيه من صحفي النظام كل التقدير لك واتمني لك مزيدا من النجاحات.

  2. عزيزي فيصل تحياتي والاماني الطيبة، اعرف بمعرفتي لك حجم الخجل والحرج والرعشة التي تحسها وانت تتلقى سيل التهاني لنيل الجائزة بسبب براءة الروح والوجدان عندك، ومع ذلك بخ بخ يا صديقنا العزيز؟، وليتني كنت بيتر ماكلر، اذا لمنحتك ألف جائزة وجائزة وكلهن يتشرفن بك قبل أن تحتفي بهن انت

  3. أستاذنا فيصل
    جدير أنت بالإحتفاء ..
    ومثلك لا تنكره الشموس
    ولا الحبيبات يذوقن طعما
    للحبيب البديل كن بخير

  4. مبرووووووووووك الجائزة فقد تشرفت بك الجائزة ، وبدون جائزة انت فارس الكلمة نعرفك ونعرف مواقفك سر الي الامام ربنا يديك الصحة والعافية.

  5. أيها الاستاذ الجليل الناس قد حبوك لانك تمثل روحهم وحسهم وتحترم عقولهم فهنيئا لك ومتعك الله بابالعافية لمزيد من الابداع

  6. استاذ فيصل .. بالرغم من انني لا اعرف ماهية الجائزة ولكنني فرحت جدا لفرحك فانت انسان شفيف ورائع ادام الله فرحك .

  7. اولا الف مبروك لك ولنا (عامة السودانيين)انت واحد منا وتعمل لنا ومن اجلنا فنحن نشاركك الفرحه والتكريم ونشكرك على هذا الانجاز قبل تهنأتك ادام الله عليك النجاح وكلل به بقية الصحفيين السودانيين … ثانيا كادت تقع دمعة عن عيني وانا اقرأ موضوع سائق الامجاد والصيدلانية … حقا نحن شعب مميز ولكن لا تغرنا هذه الميزة إذ أن هناك من يعمل بكل جهد لتدميرها فواجبنا ان نعمل وسعنا لنحافظ على ميزاتنا الخاصة كسودانيين فالحكومات تجيء وتذهب ولكنا كشعب باقون الي ماشاء الله لذلك واجب علينا المحافظة ومساعدة الآخرين للحفاظ على ميزاتهم كسودانيين كي يتشرف بنا فيصل واخوته ونتشرف بكوننا هذا الشعب المميز

  8. عزيزي فيصل …

    لقد طفرت دمعات حرى من عيني عندما قرأت ما فعله سائق الأمجاد و الصيدلانية فتقديرهم لشخصك تقدير منا جميعاً لكل الشرفاء من قبيلة الصحفيين و حملة الأقلام الذين يحملون المشاعل لإضاءة بعض الطريق في خضم هذه الغمة التي نعيشها تحت هذا النظام البائس ..

    حصولك على هذه الجائزة الرفيعة يعني أنّ الرجال الشجعان الذين يقتحمون الصعاب من أجل المواطنين الغبش هم محل تقدير و احترام العالم أجمع..

    هنيئاً لك و هنيئا لنا قبلك …

    شكراً لقد غمرت نفوسنا بالسعادة .

  9. كما قال احد المعلقين كدت اذرف دمعة وانا اقرأ عن صاحب الامجان والدكتورة الصيدلانية = انها القيم السودانية ودليل على حب الناس – وفقك الله
    بالله ناس الأمن الكان بيعتقلوك شعورهم شنو؟

  10. لاول مره اكتشف ان البكاء من صنع الكبرباء
    ابكاني كبريائي من تواضعك التي اجبرت الجائزه ان تتزين بك حتي يري الناس جمالها ومفاتنها
    فصاحب الرقشه والصيدلانيه ما هم الا مثالا لتقدير كل الشعب السوداني للاستد فيصل محمد صالح فوالله انا فخور كوني سوداني وانك تمثلني

  11. تعجز كلماتي زيادة عن ما قيل من قبل الأخوة المعلقين في حق القامة الإعلامية الأستاذ فيصل
    وكم تمنيت أن تكون فيها تقدير مادي بجانب المعنوي ” شوية أخضر “

  12. الاستاذ المرهف الشفيف فيصل انا والله اترورقت عيناي عندما علمت بفوزك بالجائزة او بالاصح عندما
    علمت بفوز الجائزة بك
    ولا اذيع سرا عندما اقول عندما اقراء لك مقال اكتسب مناعة لمدة ضد غثاء او هطرقة بالونة من بالونات الانقاذ الهندى / الباز / البلال / لطيف / وما لفى لفهم

  13. لك التحية استاذنا العزيز فيصل فانت من القليلون الذين يستحقون الكثير.انت اهل للكثير والكثير وفقك الله وسدد خطاك.

  14. الأخ الصحفى المحترم/ فيصل مليون مبروك ومليون مبروك لشرفاء بلادك الذين مثلتهم أنت.والله عندى أحساس بأن هذه الجائزة المعنوية قد نالها كل مواطن شريف وقف ضد الظلم والمعذبون القابعون فى بيوت الأشباح وفى السجون والمطرودون للصالح العام والمغيبون من دنيا الحياة والمقهورون من أبناء شعبك .نعم أخى/ فيصل هذه الجائزة قد رفعت روحنا المعنوية وذلك لأن هناك جهات فى العالم أصبحت تعرف ما يدور فى هذا الوطن وتعرف معاناة شرفاء أعلامييه فتكرمهم فهنيئا لك وهنيئا لنا.

  15. مبروك استاذ فيصل ومبروك للسوداتن وهنيئا لنا بك
    تواضع جم يظهر اصالة المعدن.
    وتستاهل الخير وانت ترفع اسم السودان في المحافل الدولية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..