يوسف فضل حسن: متنوع ديمة

( تكرم شركة زين للاتصالات في يومي الأربعاء والخميس القادمين أستاذنا البروفسير يوسف فضل حسن كشخصية العام الثقافية. وأنشر هنا كلمة قديمة من 2009 في سياق مشروع لتكريم البروف لا أظنه وقع بينما وقع آخر من قريب بادر به الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية)
دعانا مركز تنمية الديمقراطية إلى اجتماع للتفاكر حول تكريم البروفسير يوسف فضل حسن الذي هو من مؤسسي المركز ورئيسه لدورتين. وهذه مبادرة مرموقة من المركز نأمل أن يتداعى له زملاء يوسف وطلابه ومحبوه وقراؤه بنياناً يشد بعضه بعض عرفاناً لهذا الرجل ذي اليد الخضراء. فما مس شيئاً إلا أينع وما عالج مسألة إلا شَفَّت.
اعجبتني الموضوعة التي اقترحها الأستاذ عبد الله آدم خاطر لمهرجان يوسف الموعود. فهو يرى أن جوهر مساهمة يوسف في الوطن أنه سعي بغير كلل أو ملل للإحاطة بالتنوع الثقافي والعرقي فيه. وهذ شهادة قيمة عن يوسف من جهتين. فخاطر ثمرة من ثمار المعهد حصٌل منه على درجة الماجستير. زد على ذلك أن خاطراً ناشط ثقافي مؤكد في الشأن الدارفوري. فهو مكوي بالخروق التي تفسد التنوع. وإن قالت خزام فصدقوها.
وأعطانا السيد عبد الباسط عبد الماجد مصطلحاً شيقاً في النظر إلى حفاوة يوسف بالتنوع الثقافي في البلد. فقال إن أكثرنا يحتفي بالتنوع ولكننا لا نحسن إدارته. وخلافاً لأكثرنا فيوسف مدير مميز للتنوع الثقافي. ووجدت في هذا المصطلح إطاراً نافعاً للنظر إلى سيرة يوسف فينا. فأوكلت له جامعة الخرطوم في نحو 1965 ان يدير شعبة أبحاث السودان بكلية الآداب (معهد الدراسات الأفريقية والآسيوية الحالي) لتدوين تراث السودان. فما “عزل”. بل بث عيونه وباحثيه إلى كل بقاع السودان يسجلون مأثورات عربها وعجمها. وجعل الأرشيف الصوتي بالمعهد، وسلسلة دراسات في التراث السوداني المستفيدة منه معرضاً، لاختلاف ألسنتنا.
ليس في طبع يوسف الحزازة. فلما رتَّب لندواته العالمية عن منزلة السودان في أفريقيا لم يقصرها على عرب أو زنج أو مسلمين وما عداهم. فقد اتخذ النطاق الجغرافي السياسي (الجيوبلوتيكي) كزاوية للنظر. فكرس مؤتمراً للسودان في أفريقيا (1968) بعامة ثم تفرعت منه مؤتمرات لاحقة نظرت للسودان والحزام السوداني ثم السودان وعالم البحر الأحمر فالسودان ودول حوض النيل. ولم يمايز بين الجامعات. يكفي عرض بروفسير حسن مكي لصور تعاون يوسف مع جامعة أفريقيا العالمية التي هي معهد علمي متطور في نظر أهل الموجدة. وظل معهد الدراسات الأفريقية بيوسف وغير يوسف من أكبر مؤسساتنا عناية بالتنوع الثقافي. وكان لي شرف تحضير واحدة من هذه الندوات في 1991 بالتعاون مع منظمة فردريش إيبرت الألمانية. وربما كان يوسف أول من جاءنا بالتمييز الإيجابي. فقد رجح بقوة تعيين المعيدين الجنوبيين أمثال موم كونيال أرو وغيرهم لملأ خانات شاغرة في معهد للدراسات الأفريقية.
ولم تكن ليوسف قشة مرة في مضمار أبحاثه. فمصادره تتآخى لا فضل لواحدة على الأخرى إلا بعمق الدلالة. فقد نظر في أنساب القبائل في مؤلفاته التاريخية وهي عند بعض المحدثين لغو قبائلي ومزاعم. كما حقق لنا “طبقات ود ضيف الله” وهو من الكتب الصفراء. وكان كذلك في طبعة صديق ثم منديل في الثلاثينات. وأخرجه يوسف من “الاصفرار” المفروض عليه من أهل النعرة الحداثية إلى بيض الصحائف المعززة. ونظر في الشلوخ التي هي رسم آبد وخرج منها بملحوظات قيمة عن ثقافة السودان.
لقد ملأنا الفم ب”القطيعة” في أراذلنا. فليكن تكريم يوسف مناسبة لإبداء العرفان لأفاضلنا. وهذا تطهير للفم وتنزيه.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. و سيادتك فرحان بأنو لازم العسكري الساساق – الفاتح عروة في هذه الحالة المذرية- يجي و يحدد منو من الإسمهم علماء يكرموهم أو يجرموهم؟ ما تختشوا يا جماعة

  2. يستحق استاذنا البروف التكريم مرة ومرة ومرة ومرات فالرجل خدم العلم وخدم المعرفة وخدم الثقافة وخدم السودان .. ولو ان انه لم يقدم عملا غير تحقيق طبقات ود ضيف الله لكفاه,,

  3. يوسف فضل مؤسس و مدير مركز “التنوع الثقافي” ؟؟؟؟؟
    أنعم و أكرم فهو ذات الرجل الذي قال مداهناً السفّاح نميري بعد إعدام الأستاذ محمود محمد طه و مسرحية إستتابة الأخوان الجمهوريين، قال يؤسف فُضل و كان مديرا لجامعة أمدرمان الإسلامية قال لنميري بأنه و جامعته على إستعداد لإستقبال تلاميذ محمود محمد طه في الجامعة أمدرمان الإسلامية لتعليمهم أصول الدين الصحيحة. لسخرية القدر أن السفّاح نميري لم يعِر تصريح بروفيسور يوسف فضل أي إهتمام
    ليس مصادفة أن تتحمس بتكريم بروفيسور التنوع هذا

  4. و سيادتك فرحان بأنو لازم العسكري الساساق – الفاتح عروة في هذه الحالة المذرية- يجي و يحدد منو من الإسمهم علماء يكرموهم أو يجرموهم؟ ما تختشوا يا جماعة

  5. لكن مع كل هذا فإن هذا البروفسير المشلخ مثل قبائل اليوروبا في كينيا و البرنو على سفوح جبال التكرور( هذا وصف منصور خالد للنقروز المتعوربين من أمثاله) ظل يلعق كل أحذية العسكر و الدكتاتوريين الذين مروا على تاريخ السودان. و هو الذي ساعد على تمرير منح شهادة الدكتوراة للمدعو عبيط عبد العاطي ليصبح بعدها البروفسير المشلخ عضو مجلس إدارة في أكثر من خمسة جامعات مرة واحدة في عهد الإنقاذويين.
    و فوق ذلك فهو عنصري يروج لعروبة زائفة لمنسوبيه القبليين بحجة أنهم أكثر القبائل السودانية عروبة، و هو محض وهم.
    وعندما منح رئاسة الجامعة المفتوحة في الامارات لم يعين بها سوداني واحد بل كلهم عرب سواهم فلسطينيين و غيرهم، حتى تآمروا هم أنفسهم على هذا النقرو الملتصق فيهم و ألقوه في الزبالة، و الْخِزْي و العار على هذا الديناصور العجوز.

  6. هنالك بون شاسع بين التنوع والتباين فالاول نافع والثانى مضر وما هو ماثل فى بلاد السودان لايمكن تسميته بالتنوع لوضوح ضرره ومؤشراته ومساوئه على مجمل الاوضاع فلو كان تنوعا لادار نفسه بنفسه ولابرز اثره المفيد على الجميع دونما حاجة للتدخل الذى يطالب به البعض لتصحيح الوضع الذى اعجز كل دواء وحيلة فلا مجال لاضاعة الوقت الثمين فى خداع انفسنا اكثر مما فعلنا طوال ستة عقود من عمر البلاد والعباد اهدرنا فيها الغالى والنفيس من الموارد والانفس والثمرات والوقت ويبدو ان البعض ما يزال يحمل امالا عراضا فى الوصول به الى نهاياته الكارثية بناء على قراءة الواقع وحيثيات الاوضاع الماساوية التى نعيشها ………….أليس كذلك ؟

  7. يوسف فضل حسن اشتهر بيننا طلابه بأنه مارادونا وفي نفس الوقت همباتي الحقوق الفكرية للطلاب السودانيين. أقول السودانيين حصراً لأنه يجتهد كثيراً في “مؤلفاته وتصانيفه” في حفظ الحقوق الفكرية والأدبية لأساتذته البريطانيين بالتدقيق في رصد وثبت المراجع الأجنبية وخاصة من تخرج هو على أيديهم وغيرهم ? فتراه يورد المراجع كأنها نصوص لاهوتية بينما يهمل عن عمد ونكران للجميل أعمال من سهروا الليالي منا بإمكانياتهم الخاصة والمتواضعة في البحث عن المراجع المحلية والشعبية ثم ينسبها ضمنا لنفسه (أنظر مقدمة الطبعة الثانية حيث وبكل تواضع ينسب تحيق الطبقات برمته لنفسه) ولا يذكر أو يشير في موضع ولو بشكل جماعي لاستفادته من جهد الآخرين. لماذا لا يذكر مثلاً في طبقات ود ضيف الله جهد وضنى من جمع له إحداثيات المراجع الجغرافية السودانية يذكر ويحفظ حقوق ماكمايكل وهولت وبعضاً من زملائه ومعارفه ويشير إليهم في الحواشي لأنه من أكبر المروجين لنظرية الخواجة لازم يكون صاح. ولكنه يسطو على مقالات وبحوث طلابه دون أن يرف له جفن. وقد مكنته مواقعه الأكاديمية والإدارية في الجامعات كأستاذ ومشرف وعميد ومدير لمعهد متخصص في البحوث الأفريقية ثم السودانية ومن بعد التركية وخلال ذلك مديراً لأكبر جامعات السودان وتحت يده من كل ذلك كل البحوث والرسائل والأطروحات والنصوص وملخصات مجريات آلاف الامتحانات في مجالات العلوم الإنسانية وكل النتاج الأكاديمي للجامعات التي عمل فيها ولها. وهذا الاتهام قد لازمه ولازم كل أعماله المرموقة مثل تاريخ العرب في السودان والشلوخ ومن أبرزها طبقات ود ضيف الله التي نازعه ملكية بعض نصوصها الفكرية كثير من طلابه الذين اصبحوا في ما بعد زملاءه ومرؤوسيه والذين لا يجدون الجرأة على متابعة النزاع وأنا أحدهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر يوسف فضل يجهل ما لا يقل عن 40% من نصوص وحواشي “طبقات ود ضيف الله” التي لم يذكر في مقدمتها أن ما لا يقل عن 60% هي من عمل وبحوث طلاب الدراسات الأفريقية والآسيوية. يوسف فضل أيضاً أضاع وبدد العديد من المقتنيات الأدبية والفنية والتراثية التي حصل عليها أو قدمت له من قبل مواطنين بعضهم احياء وجلهم أموات وثقوا وفيي دعاواه بانه سيسهم في نشرها والانتفاع بها وجلها تقبع في الصناديق التي حولها من مكتبه في المعهد إلى بيته في الثمانينات بدون وجه حق. أما جامعة الشارقة فهذا موضوع آخر تماماً.

  8. إن أستاذ الأجيال البروفسير/ يوسف فضل حسن إسهامه كبير لاتخطئه العين في تطور وإثراء الثقافة السودانية. كما أنه مهتم بالتراث والعادات السودانية وفوق هذا هو أكاديمي ضليع ومن خيرة الباحثين في بلادنا، فالتكريم له واجب وعدمه لن ينقص من قدره شيئاً.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..