ستات الشاي الجدد.. حملة دكتوراة وصحفيات

الخرطوم – الزين عثمان

السادس من مارس أصوات الدردشة تلتقي وحركة الملاعق في كبابي الشاي ثلة من الشباب يتجادلون “العيد يدق الأبواب” (أولئك النسوة) بيوت فرح يمكنها أن تعبر إليك بخير من كل الاتجاهات، نحن نحتاج لمدخل مختلف يعبر من خلاله العيد بعيداً عن جدل وحديث الأوقات السابقة (خالد بحر) شاب يدفع بمقترحه (دعونا نحتفي بهن) سكر الشوارع وضلالة الشجر ستات الشاي دعو اليوم يأتي مختلفاً كما الفكرة بشعارها (بالكفتيرة ماسكة العيلة) اتفق خالد وعشرة من الشباب والشابات السودانيين على أن يكون الثامن من مارس لحظة يقفون فيها أمام نيران الكانون في كل التقاطعات قائلين لتلك السيدة كل عام وأنت بخير، شكراً جزيلاً عبارات تلحقها بعض الهدايا (خمسة كيلو سكر، ونصف دستة كبابي و2 مصفى) جمعوها في تلك الأيام وقاموا بتوزيعها على النساء في الخرطوم وبحري وأم درمان، وحين لم يتوقف دعم الفكرة تم الاتفاق على مواصلة المشوار في عيد الأم وبذات الوتيرة أعلنوا عن استمرار المشروع احتفاء بأمومتهن وتقديراً لدورهن الفاعل في المجتمع.

السبت يأتيك بحكايته الجديدة الخرطوم صباحها أخضر، هكذا كانت الصورة أولاً والتي رسمت مع صورة أخرى بطلاتها أيضاً نساء، أصحاب المبادرة يسعون في شوارع الغلابة من سوق ستة بالحاج يوسف إلى سوق ستة في مايو بينهما سوق ليبيا والسوق الشعبي أم درمان يجمعون اشتراكات ومشاركات أهل البلد ويقومون بإعادة تقسيمها تحت هجير الشمس، ومن بين فتحات (الرواكيب) الأيلة للسقوط، يتزودون بالابتسامات والدعوات لإكمال المشوار حتى نهايته.

ثمة بدايات جديد (البنابر تتحول إلى منابر) الصحفية أمل هباني والدكتورة ناهد جبر الله والدكتورة إحسان فقيري والدكتورة آمنة بابكر خلف الله ومعهم الأستاذة سارة أبو ستات شاي في قلب الخرطوم يجلسن خلف الصناديق ويحركن السكر بالملاعق، يضفن الهبهان إلى الشاي ويقمن بتقديمه للزبائن دعماً للمبادرة التي انطلقت في بداية شهر مارس وتأكيداً على الدور الذي تلعبه ستات الشاي في المجتمع وهن يقمن بإدارة شؤون أسرهن، مما يجعل التعبير الأكثر دلالة هو بـ(الكفتيرة شايلا الشيلة).

من بنبرها بالقرب من ملاعب كمبوني بالخرطوم وهي تعد كوباً من الشاي تطلق الدكتورة إحسان فقيري رسالة مفادها “يا كلكم بدلاً من الكشة التي تزيد من فداحة الفقر وتضيق على هؤلاء النسوة في معاشهن لماذا لا تسهم السلطات المحلية في دعم الأعمال الصغيرة للتخفيف من حدة الفقر وجعلها مرافق لتقوية أوضاع النساء الكادحات الاقتصادية”، وإحسان تضع قبلتها على رأس السيدة التي منحتها مكانها في الصباح تعبر عن امتنانها لكل النساء السودانيات.. العيد الدائم بحسب تعبيرها ومجرى الحديث يعبر من إحسان فقيري ليقف عند جارتها وشريكتها في ذات المهنة الدكتورة ناهد جبر الله التي كانت مشغولة (بدق البن) وتبادل الأحاديث مع دائرة الزبائن المحيطة بها وهي تتناول واقع ستات الشاي معتبرة أن جلوسهن الآن هو تعبير عن التقدير الذي يجب أن يوضع على جبين هؤلاء النسوة وهن يصارعن الواقع ويدفعن فاتورة الاقتصاد المائلة ويعدن ترتيب الحال المائل.. لم تنس ناهد أن تحيي الشباب في المبادرة على خطوتهم التي تعبر عن أن المستقبل بخير، وأن روح التضامن من شأنها أن تدفع بالكثير من المشاريع الهادفة إلى الأمام.

في موقعها بالجريف غرب جلست أمل هباني الصحفية أمام (عدة شاهيها) بالقرب من مستشفى جرش لتبيع الشاي وتقول عبارتها (تضامنا معهن لأن قضيتنا كنساء واحدة.. ولأننا نحترم ونقدر كفاحهن.. وأن مهنتهن من أشرف المهن وليست محل تجريم إلا من أولئك المجرمين وكشاتهم الباطشة.. ولأن هذه المبادرة تؤدي عملاً رائعاً).

وتمضي الفكرة بعد انتصاف النهار، خالد ورفاقهم يحزمون سياراتهم وأكياس السكر معها الكبابي والمصافي يذهبون إلى ستات الشاي الجالسات فوق جمر مهنتهن بحلاوة الحصول على الرزق الحلال.. يمدون الذي في أيديهن، يستقبلون الابتسامات والدعوات.. يعودون في نهاية اليوم بعد أن وزعوا سبعين كيساً في أم درمان ومثلها في سوق ستة بالحاج يوسف وثالثة في سوق ستة بمايو، عادوا لإغلاق الملف وإيقاف رسائل الدعم؛ فقد انتهى العيد والمبادرة في مشروعها الأول ولكن لن تقف الحكاية هنا، وستتواصل مشاريع الخير في بلد الخير

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. الشئ الوحيد الذي اسعدنى فى الغربة هذه الايام التى تترى فيها اخبار معاناة اهلنا فى دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان هو هذه المبادرة الحمدلله لازال الخير موجود ولو في بعض الناس

  2. والله مبادره جميله لنساء كافحن للقمت العيش الالحلال في زمن اصبحت فيه العيشه مستحيله في السودان ربنا يساعدن في تربيت ابنائهم ويوقيهن من النيران التي يعيشون معها كل صباح وربنا يبعد منهم عصام احمد البشير ما يقوم يعمل محاضره ويقول شرب القهوه والشاي منتصف النهار حرام..امين يارب

  3. بارك الله فيكم جميعآ, ستات الشاي الأصليات والمتضامنات معكن والشباب الذي قدم الدعم ..

    ..وأكاد أقسم بأن حكومتنا ألعن وأشد شرآ من إبليس !

    فالشباب بدعمه للمساكين إنما يقوم بعمل الحكومة, ولكن الحكومة ما عاجبا (!!) فتقوم بزج الشباب في السجون بحجج مختلفة, لذلك أتساءل : ايهما ألعن, الحكومة أم إبليس ؟؟؟!!

  4. لم يبق من سوداننا الجميل غير الأمل..ولم يبق من الأمل غير جلسة عند ست شاي ..تقدم لنا كوبا بيمناها وهي تبتسم ..تعلمنا كيف نصنع الأمل.

  5. الخير موجود والسوداني بطبعه يحب الخير لناس جميعا وفقكم الله يشباب الوطن وانتم ترسلون رساله مفادها ان البلد لسه فيها شباب خير وستات الشاي بعيشو في اسر ربنا يحفظم اللهم دمر الكيزان وانصر اهل السودان

  6. والله اننا افضل شعوب العالم … لكن التحية يا كنداكات بلادي … ويا ابناء بلادي الشرفاء

    اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …اكرر … واكرر … واكرر …

    نعم الشعب وبئس الحاكم

  7. لا غرو في المبادرة “الابداع” فستات الشاي اللائي حولن البنابر الى منابر هن من اخلص واشرف وانبل خريجات مدرسة الاستاذه فاطمه احمد ابراهيم رعاها الله واسبغ عليها نعمة العافية.

  8. شباب شارع الحوداث ،،،، شباب و نساء مجتمع متضامنين مع ستات الشاي ،،، و الله إنها روح الشعب السوداني التي هي باقية في كوامن الشعب و ستقتلع حكومة عمر البشير و من نصبوه من الأخوان المتأسلمين من جذورها

  9. الاستاذة امل هباني بي لحمه وعضمه بتبيع الشاي يا اخواني والله القيامة قايمة وين معفوصة الرقبة وداد عاوزه اسوفه في شارع المطار تبيع في الكسرة ولا خلاص نستا مع الهوت دوق والبيرقر تلقيها اسه حايمة في اسواق دبي لزوم البزنس دنيا والله

  10. السودان بلد واعد وشبابو واعد – يأأبنائى من شرق وشمال ووسط وغرب مجنوب السودان الباقى – أبتعدو عن العنصرية بكل أنواعها ولاتتركو فجوة لأجندة ونزغات الكيزان ( الشيطان ) السودان بلد حب ومحنة وغالبية أهله بخير

  11. نحن شعب عجيب لا يوجد مثله ليس تحيز فنحن نتصف بالكرم والشهامة والشجاعة والامانة والطيبة ولكننا نعيب علي انفسنا الكسل الزائد لنعمل مقارنة بين السوداني في دول المهجر والمواطن الذي يعمل باليسودان تجد المفارقة كبيرة ففي المهجر العامل يكد لاكثر من 8ساعات ويعاقب علي التأخير ولا يوجد غياب بتاتا مافيش رحمة عمل يعني عمل اما عندنا في السودان الموظف او العامل يتغيب ويتأخر علي كيفه وفسحة الفطور قد تمتد حتي نهاية الدوام . صحيح الوضع الاقتصادي سئ للغاية ولكن ماهو الحل غير الكد وبذل العرق لتوفير لقمة العيش , وصحيح يوجد فساد واختلاسات وعدم ضمير ولصوص سرقوا مال الشعب حسب تصريحات المراجع , حيث يوجد مؤسسات لا تريد المراجعة علي حساباتها وهذا يدل علي ان هذه المؤسسات تخاف من كشف امرها ونقول الله يكون في العون

  12. ديل الكنداكات بنلات السودان كل يوم يبتكرو وسائل جديدة للنضال والوقوف مع المسحوقين ويتعرضن للضر بوالجلد والاهانة والاغتصاب .. ربنا يجزيكم خير ولا عزاء على اشباة الرجال الذين يجلسون على الجمبات ويتعاركون حول شطب هيثم مصطفى او مواعيد حفلة طة سليمان …

  13. من المفترض ان تكون هناك وزارة باسم هذه لمهنة ولهامفوضيات ولجان وهلمجر يا ناس اتقوا الله في نفاقكم وكذبكم مهنة ايه وشرف ايه اللبتتكلمو عنو نحن بنعرف ستات الشاي معرفة واصلة الهنا والبرة ياناس تطبلو ليكم لمهنة وانتم تدركون ماهي الا دعوة للكسل والتسكع والبطالة اذا الواحد قاعد طول النهار على بمبر ست الشاي من وين تجيب الدحل الا اذا كانت هناك مداخيل او مداخل اخرى وانتم تدكونها جيدا الصغيرة بتشتغل لمصلحتها والجقة سمسارة الواحدة تلقى معاها مئات الارقام من ارقام بناتنا 90% منهم جامعيات وكلو خراب بيوت وضياع قيم واستشراء للرزيلة اما سمعتم بان الحرام يذهب من حيث اتى ففي عهد هولاء الهمباته كثرالدخل الحرام فيذهب عبر معظم هولاء ناخرا في عفة المجتمع حتى تعفنت وعبرت رائحتها البحار فصرنا في زيل الامم من حيث العفة

  14. الشغل ما عيب.. هو شعار يطلقه الرجل السوداني ولا ينفذه حتي علي نفسه.
    المرأة السودانية لا أحد ينكر تضحياتها وهاهي الدكتورة والاستاذة تبيع الشاي كمهنة ولا تحس أن الامر عيب..
    لكن الرجل السوداني شأنه شأن الرجل العربي عموماً يكابر ويعاند ولا يريد أن يعمل أي شئ غير العطلة والعواطلية وإنتظار الحل من الحكومة.. الالاف من الشباب الرجال يتخرجوا من الجامعة ومستعدين يجلسوا في البيوت سنين ويرفضوا العمل الا في مجال الدراسة القروها في الجامعة.. وانا أعرف العشرات من اقربائي واصدقائي جالسين في البيوت زي النسوان سنوات طويلة ويقولوا ليك مافي شغلة ويرموا همهم وبلاهم كله علي الحكومة المسكينة.

    الغريب في الموضوع ان الرجل السوداني مستعد لو سافر برة السودان يشتغل اي شغل حتي لو فوال او طباخ او سفرجي او كناس او مساح او زراع او سواق.. لكن مستحيل يشتغل الشغلات دي في السودان.

    رجل بنصف إمرأة فعلاً!

  15. أدينى كباية شاى ، السكر خفيف ، فيه شوية هبهان ، ماتملى الكباية يعنى نص ،
    والله الراكوبة دى الشمس داخلاها
    عندك لقيمات
    عمرك كم سنه
    ليه يوم الجمعة مابتجى
    خلاص إنت متزوجه
    ساكنه وين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..