مع ود المكي والدلال عن مآثر كردفان (1) ..

تلألأَ برقٌ بالأبيِّض موهناً فهيّج شوقاً للجحاجحة الغُرِّ
وجادتْ روابي كردفان سحائبٌ موقَّرةٌ تهمي بوابلها الغَمْرِ
بساريةِ سحِّ تُرويِّ صوادياً ظماءً من السيّال والمرخ والسدر
وهبّ دعاش ينعش الروح عرفهُ فهشّ هشابُ للنسيم مع الفجر
وطارت طيورُ في الفضاء طليقةً وغرّد عصفورٌ وقد صدح القمري
لقد أشعلَ المكيُّ للشعر زنده فأورى ضراماً في الحُشاشةِ كالجمر
وشايعه الدلاّلُ دأباً فما ونى يؤلفُ نظماً لا يُضارعُ كالدُّر
قوافيَ قد أعيا الفحولَ نظامُها ولستُ أُحاشي من زهيرِ ولا عمرِو (2)
يميناً لنعم الشاعران وُجدتما على كلِّ حالٍ في الإقامة والسير
فهذا أميرُ في الحداثة مُعُلمٌ وذاك أميرٌ للجزالة في الشعر
فماذا تُراني يا لشعريَ قائلاً وكيفَ لعمري اليومَ فريهما أفري
وعفرٍ من الكثبان أضحت نضيرةً بأخضر زاهٍ في النجود وفي الغور
بفحل الديوم اب قبّة الباذخ الذي تسامى شموخاً في المدائن بالقطر
فما الريف ريف السين طُرّاً كمثلها ولا تذكُرنْ حُسنَ المطيرة والدّيْر (3)
وكردمُ أصل الناس في أرضها ثوى وفيها ثوى سرّارُ من أنجاله فادرِ (4)
فخرنا بقنديل الولاية شيخنا وأستاذه العلاّمة الحسنِ الذُّخرِ (5)
وقد أنذر البدوي في السير قومه فقال حذار اليوم من كاسرِ الطيرِ (6)
وكم ذا بخرسي من تقي وناسكٍ سخيٍّ جوادِ الكفِّ بالسيبِ كالبحر(7)
وهيحلاّ بالبُرعيِّ أوسط عقدنا وأنعمْ به يا صاح من كوكبِ دُريِّ (8)
فذلك ميراثي فجئني بمثله سموّاً وأمجاداً إلى آخر الدهرِ
++++
حاشية:
(1) هذه القصيدة معارضة لقصيدتي محمد المكي إبراهيم وإبراهيم الدلال في التشوق إلى كردفان وذكر مآثرها بطلب منهما ، فليعذراني إن قصرت عن باعهما
(2) زهير بن أبي سلمى وعمرو بن كلثوم الشاعران الجاهليان المعروفان، وهما من أصحاب المعلّقات
(3) السين هو النهر الفرنسي المعروف، وريفه من أخصب الأرياف وأجملها منظرا أما المطيرة والدّير فقد كانا في بلاد الأندلس، وقد ذكر حسن الطبيعة فيهما الشاعر حين قال: سقى المطيرة ذات الظل والشجر ودير عبدون هطال من المطر
وشبه شاعرنا الفحل محمد سعيد العباسي بلدة ” مليط ” في شمال دار فور بهما فقال: انت المطيرة في ظل وفي شجرٍ فقدتِ أصوات رهبان وعُبّادِ
(4) كردم هو كردم بن أبي الديس جد جميع ما تعرف بالقبائل العباسية في السودان على حد زعم النسابة الوطنيين. ويقال ان ابنه سرار المذكور مدفون في منطقة ” بير سرار ” بالقرب من بارا.
(5) قنديل الولاية هو الشيخ اسماعيل الولي الذي يلقب بقنديل كردفان. وفي البيت تورية إذ من الممكن أن تنطق الولاية بكسر الواو نسبة إلى ولاية شمال كردفان، او أن تنطق بفتح الواو لكي تعني الصلاح أو الموالاة لله تعالى. أما أستاذ السيد إسماعيل الولي فهو السيد الأستاذ محمد الحسن المرغني المولود ببارا.
(6) البدوي هنا هو الشيخ العالم الداعية بدوي ود اب صفية ، وفي البيت إشارة إلى العبارة السائرة التي أطلقها مثلاً: ” نحن قبيل شن قلنا .. ما قلنا الطير بياكلنا ؟! ”
(7) خُرسي بضم الخاء وجر السين، قرية صغيرة تقع جنوب بارا. بها مسيد قديم لتعليم الفقه والقرءان والتصوف ، ظلت تقوم على أمره أجيال من الشيوخ والعلماء من قبيلة الركابية الدواليب.
(8) هو الشيخ العلم المشهور: عبد الرحيم بن الشيخ محمد ود وقيع الله الملقب بالبرعي رحمه الله تعالى.
+++
شعر: خالد محمد فرح
[email][email protected][/email]
يا سلام عليك يا سعادة السفير وصح لسانك
كردفان ليست بحاجة لمن يتغنى بروابيها وجمالها ، فقد تغنى بها فحول الشعراء من قبل ، يكفى ان الشاعر القامة خليل فرح رسم بكلماته لوحتها الخالدة ، يالطبيعة الواديك ساكن مافى مثلك قط فى الاماكن ، ياحلات النال فى ثراكن ياحلات البرعن اراكن فى فقاهن تور قرنه ماكن لاغشن لاشافن مساكن فى البشام والشيح والبراح .. تغنى بها خليل فرح وصدح الشفيع بما جادت به قريحة الشاعر بذلك اللحن الشجي … وسبق ذلك العباسي حيث تغنى بجزء من دار فور وهي صنو كردفان. حياكي ملليط صوب العارض الغادي وجاد واديك ذي الجنات من وادي .. مع انه خليل فرح والعباسي كلاهما ليس من ابناء كردفان ذاك من ابناء حلفا القديمة وهذا من ابناء الجزيرة ( طابت الشيخ عبدالمحمود ) ولكن انتم ياأبناء الاقليم -خالد محمد فرح – ومحمد المكي ابراهيم – بالاضافة الى السر محجوب ماذا قدمتم لكردفان وانتم تركبون مركب الانقاذ منذ ربع قرن . وكثير من مدارس الاقليم فى المدن والاقاليم لايوجد بها كنب الجلوس ، ويندر فيها الكتاب المدرسي والاستاذ . وعن الابيض ومستشفاها العينة حدث ولا حرج.. حتى اصبح ناس كردفان كلما شعر شخص بالصداع تم ترحيله بملايين الجنيهات باسعاف الحيكومة اذا وجد الى الخرطوم على عجل ، وكثير من المرضى يموتون بين الابيض والخرطوم ، (يعني ميتة وخراب ديار )
الجماعة التماسيح فى الخرطوم غشوكم وطفشوكم الى أوكار سفارات السودان فى اقاصي الارض حتى لايكون لكم تاثير فى مجريات الامور ( مع انكم اصلا كومبارس ) ،وحتى لايستفيد منكم اقليمكم كسير الجناح . وسفارات السودان فى عهد الانقاذ اصبحت صماء وبكماء وعمياء ومشلولة ، فكيف تاتي بفائدة للوطن وعلى رأس الخارجية واحد يسمى (كرتي ) .. كردفان ليست بحاجة لمن يصف جمالها وطبيعتها واعادة ذكرى رجالها المعروفين وهم كثر ولاينحصروا فى افراد ( ذلك تحصيل حاصل) انما هذا الاقليم بحاجة لرجال أشاوس صقور جديان يحملوا صيدهم فى المخالب من قلب المعركة ليطعموا الضعاف من ذويهم ياوليد فرح .. كثير منكم اصبح مدجن فى زمان المشروع الذي أضر بالاسلام والسودان ضررا لايغفره تراب السودان الطاهر . فأنتم أولى بكم المناحة على قيم ازهقت ووطن ذهب مع الريح فى زمان الغيبوبة الانقاذية وليس التغني بجزء منه …