أخبار السودان

كمائن الطوب بأم دوم: المصير المجهول

بح صوت أصحاب مهنة كمائن الطوب البلدي بمنطقة أم دوم جنوب والجريف شرق من مطالبة الحكومة بالتعويض عن الخسائر التي لحقت بهم عن طريق حملات الإزالة وإتلاف منتجهم من الطوب الأحمر باللوادر وعلامات استفهام كبيرة حول عدم اهتمام من يرفعون شعارات دعم الإنتاج وتشجيع المنتجين ويضعون أذانهم في أصابعهم عن مطالب آلاف المنتجين للطوب البلدي بتلك المناطق.

المشاهد لواقع عمال كمائن الطوب هذه الأيام يرى أنهم يعيشون حالة لا يمكن وصفها خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

(التيار) وقفت على حال الناس هنالك حيث وضعت السلطات بينهم وبين أرزاقهم حتى منعت أصحاب هذه المهنة من مزاولة نشاطهم المتمثل في إنتاج وصناعة الطوب البلدي فكانت المعاناة، لذا لابد من تسليط الضوء على معاناة أعداد كبيرة من الناس يبحثون عن الحل.

الطوب البلدي أحد أهم استثمارات الشرطة:
أحد العمال قال إنهم يحضرون  من مناطق بعيدة مهاجرين بحثاً عن الرزق وقال: أنا متزوِّج وأعول أسرتي الصغيرة  بالإضافة لوالدتي وهي كبيرة في السن وضريرة وليس لديَّ مهنة أخرى أو مصدر دخل سوى هذه المهنة التي أمارسها منذ عشرات السنين والأن السلطات تقف بيننا وبين مهنتنا التي علينا ممارستها بمطاردتنا ليل نهار، ونحن نعمل كعمال محترفين في صناعة الطوب البلدي لا جرم لنا، حالياً نصبت السلطات خيام بها عشرات رجال الشرطة يصادرون منا الآليات والمعدات المعينة في أداء عملنا مع العلم أن الشرطة ذات نفسها استثمرت في صناعة الطوب البلدي بهذه المناطق ومناطق مجاورة.

عامل نقل (عربجي):
أعمل في هذه المهنة منذ سنين طويلة وأسرتي ليس لهم من يعولهم غيري و(عربجي) هو عملية نقل الطوب على مرحلتين المرحلة الأولى قبل الحرق والمرحلة الثانية بعد الحرق وهي عملية  مهمة جداً في مراحل إنتاج الطوب البلدي لايمكن الاستغناء عنها ولايوجد بديل (للعربجي)، لذا نحن كعمال نقل ظللنا نمارس هذه الحرفة لسنين طويلة ويقدر عدد العربجية أو عمال نقل الطوب في مراحله المختلفة في منطقة جنوب أم دوم بـ4 آلاف عامل، تجمعنا بهم زمالة المهنة فبعضهم قدَّم من كردفان والبعض الأخر من دارفور والبعض الآخر من الجزيرة ومن مختلف ولايات السودان والغالبية العظمى لديهم التزامات أسرية لايمكن تشريدنا بهذه الصورة وبدون مبالاة بمصيرنا، وكيف نعيش أسرنا وأين نجد مصدر رزق آخر بدون أي مراعاة من الدولة لحالنا.

*  عامل (حرَّاق):
أنا أعمل في مهنة حرَّاق، حيث أقوم بعمليات حرق الطوب منذ 20 عاماً، ولم أصاب بأي مرض من الأمراض التي أدعت بعض الجهات بأنها تسبب الأزمة والربو الشعبي، وبالمناسبة هنالك جهات تروِّج أن المواد المستخدمة في الحريق هي البلاستيك ومواد ضارة وهذا غير صحيح، أيضاً، روَّجت بعض الجهات الرسمية عن حالات وفاة بسبب دخان الكمائن وأنها تسبب أضرار، وأقول هذا ليس المقصود أبداً الهدف من ذلك هو إيقاف الكمائن تحت ذريعة الأضرار الصحية وأنا أعمل في حرق الطوب منذ 20 عاماً، والحمدلله أنا على مايرام لم أصاب إلا بنزلة برد فقط، والحمدلله لا أعاني من الأمراض التي ادعتها بعض الجهات، وبالمناسبة ليس وحدي الذي يعمل حرَّاق في كمائن الطوب، هنالك أكثر من 200 حرَّاق وأعرف عدداً كبيراً منهم بحكم زمالة المهنة لا يشتكون من أي مرض، متعهم الله بالعافية، رغم كبر سنهم، نحن لا نرغب في معارضة السلطات، لكن نطالبهم بالعدل والإنصاف وذلك بتوفير البديل والتعويض.

تاجر:
أعمل في كمائن الطوب بمنطقة جنوب أم دوم منذ 36 سنة، وأعول أسرة كبيرة ولديَّ سبع بنات، وحالياً نسمع من بعض الرأسمالية بمنطقة أم دوم ونافذين موالين للحزب الحاكم أن هذه الأرض منزوعة مع العلم أنني من الملاك لهذه الأرض ولا علم لي بأي قرار لنزع هذه الأرض يعني بالواضح هذه الأرض غير منزوعة وأنا من الملاك الأصليين وهو ملك حر ولن نقبل أن نكون ضحية لشجع وحسد الرأسمالية مهما يكن لذا نطالب السلطات بالقيام بواجبها وفقاً للقانون، كما أرجو من رئاسة الجمهورية التدخل العاجل وحمايتنا من جشع الرأسمالية الداعمة لقطع الأرزاق وتشريد العمال، ففي ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة والضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد يجب على السلطات دعم المنتجين وتشجيع الإنتاج  وتقديم كافة المساعدات من دعم مالي وقروض وغير ذلك لا أن تتلف السلطات منتجنا من الطوب البلدي بالقوة الجبرية بدون تعويض وبدون توفير البدائل لنا وللعلم إيقاف صناعة الطوب البلدي بهذه الطريقة سيكون له أثر سالب على الاقتصاد وسيزيد عدد البطالة، لأن أغلب العاملين في مهنة الطوب البلدي من العسير عليهم الانتقال لمهنة أخرى بهذه الكيفية والطريقة ولا حتى مجرَّد إنذار قانوني لم يصل إلينا فقط تفاجأنا بقوة من الشرطة تنصب في خيام تمنع أي عربة محملة بمواد تصنيع الطوب من الدخول والأغرب من ذلك الآن تتم عمليات مصادرة المعدات بواسطة رجال الشرطة عند الساعة الواحدة صباحاً، حيث يتم إيقاظ العمال من نومهم ويطلبون منهم تسليمهم معدات العمل.

غالبية رفضوا الإدلاء بأي إفادات:
بعض أصحاب كمائن وبعضهم عمال حيث أعربوا عن غضبهم الشديد من ممارسة السلطات الضغط عليهم بمنطقة أم دوم جنوب والمناطق الأخرى من حولهم لاتزال تتصاعد منها أدخنة الكمائن وقد أكدوا أنهم يعتزمون تسيير موكب للمجلس التشريعي ولاية الخرطوم وعرض مظالمهم على رئيس المجلس مباشرة متهمين نائب الدائرة بالمجلس التشريعي بعدم وقوفه معهم في ما تعرَّضوا له من ظلم هذا كما أعربوا عن غضبهم للحراك المشترك بين رأسمالية من أبناء أم دوم ونافذين يقفون وراء هذه الحملات التي ستتشرد آلاف الأسر من أجل مصالح ضيقة وإشباع رغبات البعض.

التيار.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..