مقالات وآراء

أغسطس شهر الأمطار والسيول : كيف ستعبر شاحنات الإغاثة الي مناطق الجوع؟

بكري الصائغ

 

السؤال الموجود اعلاه يعني بكل وضوح إنه اذا كانت قوافل الإغاثة والشاحنات الكبيرة المحملة بالغذاء والدواء والكساء قد عانت خلال الشهور الماضية من الدخول لمناطق الشدة والفقر والجوع – وهي الأشهر التي خلت من هطول الأمطار – فكيف سيكون حالها في شهر أغسطس المعروف سودانيا إنه بداية موسم فصل الخريف – الذي تنهمر فيه الامطار وتندفع السيول تجرف من امامها كل شيء ولا تخلف الا الدمار والخراب ، أغسطس هو شهر تكون فيها الاراضي غارقة تحت المياه العميقة بمئات المساحات الشاسعة ، والطين والوحل يعوقان حركة السير وتنعدم تماما حركة عبور العبور والمشاة من منطقة لأخرى.

أعرف سلفا أن كل ما هو مكتوب أعلاه معروف عند القاصي والداني، ولكن خريف هذا العام الحالي يختلف اختلاف كبير عن كل خريف سابق عرفه السودان ، خريف قد يؤدي الي وفاة مئات الألاف من القابعين في معسكرات اللجوء ومناطق الشدة والجوع ، في الشاحنات الضخمة الكبيرة المحملة بالإعانات والمؤن والسلع الضرورية لا يمكنها ان تخوض في الاوحال والطين اللزج الذي يمتد امامها بعشرات الآلاف من الكيلوات.

اذا ما رجعنا الي التاريخ العسكري القديم والحديث والكلام عن مآسي شهر (أغسطس السوداني) ، نجد أن القوات المسلحة في اعوام حربها ضد جيش جون قرنق في سنوات التسعينات قد لاقت مصاعب لا تحصي ولا تعد في الجنوب بسبب الامطار الغزيرة والسيول الجارفة ، وكيف ان كل الدبابات والمصفحات وعربات “المجروس” التي تخصصت في نقل الضباط والجنود قد عانت معاناة شديدة في التنقل بحرية من منطقة لأخرى بسبب الطمي والطين والاراضي الواسعة المغمورة بالمياه ، لقد منيت القوات المسلحة وقتها بهزائم وخسائر جسيمة بسبب عدم قدرتها علي التحرك وتمركزها في أماكن محددة وكانت في وضع أشبه بالمحاصرة لا يقوي الضباط والجنود فيها علي الخروج من المعسكرات مما أعطي قوات “الحركة الشعبية لتحرير السودان” توجيه ضربات ساحقة وقوية للجيش السوداني الذي ما كان بيده شيء يفعله إزاء الهجمات المتلاحقة.

خريف هذا العام الذي سيبدأ بعد أقل من شهر سيكون كارثي بمعنى الكلمة لملايين القابعين في مناطق دارفور وكردفان والنيل الازرق ، وفي المناطق البعيدة والمهمشة وفي معسكرات اللجوء تشاد واثيوبيا والسودان الجنوبي مالم تتم نجدتهم بصورة عاجلة للغاية قبل هطول الأمطار الشهر القادم ، وتسهيل عبور قوافل الاغاثة وحراستها منعا للنهب والسرقة.

واقع الحال المزري يؤكد أن لا أحد من المسؤولين الكبار في بورتسودان وفي قوات “الدعم السريع” سيهتم بالخطر القادم في شهر أغسطس القادم ، فكلا الطرفين المتقاتلتين ومعها الحركات المسلحة والكتائب الاسلامية و”المستنفرين” لا يعتبرون المواطن السوداني له حق التمتع بالحياة ، وإنه أثمن رأس مال في الدولة .

 

[email protected]

‫5 تعليقات

  1. مرحب بالغاب وجاب
    خريف شنو انا كمت قايلك شغال في ملف الحج ورصد القيادات السياسية التي ادت فريضة الحج لتنشر لنا نسكها ومحياها ومماتها اليس هذا تخصصك وهذا فلاحك في الصحافة الاستقصائية وصحافة الرصد
    الم تتعلم وتتلمذ علي يدي صنوك الكيزاني صاحب الالوان وتسير علي خطاه حذوك النعل بالنعل حتي تدخلوا في جحر ضب بإذن الله
    وقعت وماسميت وسنظل نلاحقك بكذبك وتدليسك الي يوم الدين

  2. ما يمنع شاحنات الإغاثة ليست الوحل والمطر …
    من غرب كوستي تحديدا منطقة ود عشانا وحتي ام دافوق غربا السودان كل الطرق شفشافه( نهابين ) ..
    وكأن هذه الحرب أتت لكي نعرف ان خير في الجيش والدعامه والحركات المسلحة..
    بل اكثر من ذالك حتي المواطن يسلب وينهب المواطن الاخر في غياب تام لأي وازع او ضمير ..
    تبا لهذا الكابوس.

  3. ما يمنع شاحنات الإغاثة ليس الوحل والمطر …
    من غرب كوستي تحديدا منطقة ود عشانا وحتي ام دافوق غربا السودان كل الطرق شفشافه( نهابين ) ..
    وكأن هذه الحرب أتت لكي نعرف ان لا خير في الجيش والدعامه والحركات المسلحة..
    بل اكثر من ذالك حتي المواطن يسلب وينهب المواطن الاخر في غياب تام لأي وازع او ضمير ..
    تبا لهذا الكابوس.

  4. اهلاً ومرحباً بالقلم الراكز المستنير … يا ساتاذنا بكري الصائغ ربما تطور الامور بشكل مفاحئ وعاجل ويحدث ما هو غير متوقع في حرب الاعاجيب هذه … تطورات غير مرئية تقلب كافة المعادلات الحالية ومن مؤشراتها خبر مغمور من دولة الجنوب .. يبدو ان مسلسل الهروب الجماعي قد عاد الي السطج وقد نسمع قربياً بهروب حاميات كاملة الي الثيوبيا او ارتيريا … المصادر داخل الجيش تقول القوات بقت علي الهبشة والروح المعنوية صفر او دون الصفر … والخريف قد يكون عذر مناسب للمزيد من الانكسارات والهزائم !!

    تعميم صحفي – دولة جنوب السودان:
    رصدنا دخول قوات سودانية هاربه من كوستي الى مقاطعة الرنك بعدد من العربات القتالية بي كامل عتادها واستقبلهم قائد الفرقة الاولى وضباط اخرين. وننوه الي ان القوه الهاربة بقيادة ضابط برتبة كبيرة وهم الآن متواجدون في الرنك وتشرف السلطات المحلية علي استقبالهم وتنسيق توفير احتياجاتهم.
    كما رصدنا ايضاً وصول قيادات مدنية وأخرى من عناصر الدفاع الشعبي وصلوا مدينة الرنك هاربين من مدينة سنجة ..

  5. وين يا استاذ لعلك بخير ليس من عوايدك الغياب امسكوا الخشب ذي مابيقولوا ههههه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..