مصاعد ألمانية في الخرطوم هل تُغيّر في عادة الصعود بالدرجات؟

قرأت قبل أيام عن تدشين شركة ألمانية تعمل في مجال المصاعد أعمالها في الخرطوم. وقد استوقفني هذا الخبر فقد سكنت وعملت في العديد من الطوابق منها الثاني والثالث والرابع والسادس والسابع وصعدت بالعديد من المصاعد. وصعدت بإحداها إلى الطابق الخمسين حتى رأيت بريتوريا من جوهانسبيرج.وانتابني التوتر في بعضها حين تعطل.وشاهدت افلاما تصور اكثر مشاهدها في مصاعد.وفي فندق كيب صن المصاعد كبسولات زجاجية خارجية جميلة تعطي المبنى منظرا وتتيح لمن بداخلها روية الكثير من كيب تاون. والمصاعد تمثل جزء من حياة الناس في المدن والبعض يستقل (التليفريك) لرؤية الجبال وما حولها.
تقول الطرفة انه في خضم التنافس على الفضاء بين الروس والأمريكان كانت الصواريخ صناعة ألمانية. والسبب أن الأمريكان والروس في نهايات الحرب العالمية كانوا يبحثون عن العلماء الألمان ويرحلونهم إلي روسيا وامريكا .فقاد هولاء العلماء صناعة الفضاء في كلا البلدين. وعندما كان الألمان يقومون بتجارب إطلاق الصواريخ كان الروس والأمريكان مشغولون بالدهشة .فقد ظلوا مندهشون من الغواصات والسفن البريطانية وانشغلوا بصناعة سيارة الجيب بينما نجح الألمان صناعة سيارة لا تحتاج للماء لتبريدها في ظروف الحرب القاسية وهكذا ظهرت الفلوكسواجن.
وألمانيا كلها اشبه بمختبر كبير يجري العمل فيه بهمة ودأب طوال الوقت . وكل فترة واخرى يضيف العلماء الالمان للبشرية ابتكارات جديدة. وقد افادت الاختراعات والاكتشافات الناس فائدة كبرى . ويكفى ان نتذكر في الفائدة التي جناها الناس من ماكينة الطباعة التي اخترعها يوحنا جوتنبيرج قبل قرون عديدة .قبلها كان نسخ الكتب يدويا .وأول كتاب عربي تمت طباعته في ألمانيا هو القرآن الكريم.
الدول المتقدمة تستثمر في الوقت. وتستفيد منه بأقى ما يمكن.نجدها تستخدم القطارات( المترو) . وهذه غالبا ما تكون شركة مساهمة عامة توفر آلاف الوظائف للناس من عمال ومهندسين وموظفين وسائقين وكهربائيين وميكانيكيين وعمال نظافة وضيافة وهي فوق ذلك تتحقق ارباح للمساهمين من عامة الناس. لكن وظيفتها الأهم هي احضار الناس إلى أعمالهم في الوقت المحدد وارجاعهم إلى منازيلهم ومقاصدهم في وقت محسوب. وهذا يزيل الكثير من الهم من رؤوس الناس مما يشجعهم على القراءة والتفكير في مهامهم الأخرى. و القطارات ليست بهذا التصور الذي في ذاكرتنا. انها منظمة دقيقة في مواعيدها وسريعة وتتوقف في اقل من دقيقة وتغادر بسرعة. يصل الناس إلى المكاتب والمصانع وأماكن أعمالهم وهم مطمئنون. يتنتجون دون تكدر ويعملون ويخلصون في أعمالهم (فُل كاباسيتي). تجعل النصف الآخر يكملون اجراءاتهم وتعاملاتىهم اليومية بكل هدوء ويفهمون الإجراءات المطلوبة جيدا. يستغلون الوقت في انتاج اعمال اخرى. وهذا من أفضل الأمثلة على تفريج هموم الناس ومساعدتهم على المزيد من العطاء .نحن لا نحتاج ان نفقد المزيد من الوقت .فالموصلات تأخذ وقت مقدر جراء الزحام و تغيير المواقف وامزجة السائقين.
بعض الناس يصعدون السلم حتى تتقطع انفاسهم وقد تتقطع آمالهم فيعودون الأدراج بدل من صعود الدرجات. غالبا ما يكون وراء ذلك تفكير ساذج عن صعوبة الصعود ومقايسته بالنزول. مع ان الأخير اقل جهد من الصعود واسرع واخف. وربما ما يكون عقب مشروب ضيافة أو انجاز عمل ما.
المصاعد بصفة عامة في الخرطوم تحتاج إلى وقفة . فهي على قلتها لا يعمل منها إلا قلة. وهذه موجودة في المستشفيات والفنادق ذوات الأنجم. البعض لا يتوقف ليعرف قدرة المصعد وحجم حمولته.عملية قسمة عدد الكيلوجرامات المكتوبة على عدد الاشخاص.
اذن هذه الشركة قد تساعد بطريقة ما في انجاح كثير من الأعمال أو على الأقل المساهمة في انجاز الكثير من المعاملات التي كانت تتوقف في الطابق الأول.
الكثيرون ينجزون الأعمال حتى تتبقى الخطوة الأخيرة التي بعدها يتحقق الإنجاز. لكنهم فجأة يتوقفون عن المتابعة . نجدهم وقد تقاصرت هممهم يعودون القهقرى.قبل انجاز الخطوة الأخيرة التي ينعم المرء بعدها بطعم النجاح والإحتفال بالإنجاز.
وهكذا تتوقف كثير من الأعمال عند الدرجة الأولى من السلم. وكثير من المشاوير يصرف عنها الناس النظر لمجرد ان فيها صعود بالسلم. والبعض قد يقول (هو نحن في الواطة دي غالبنا المشي نجي نطلع لنا في سلالم. وبعدين إن وقعنا ؟).
بالنسبة للمصاعد فإن البعض لديه فوبيا الأماكن الضيقة المغلقة والبعض من الأماكن المرتفعة والمصعد بالنسبة للبعض قد يعني الإثنين .
اذن هذه الشركة قد تساعد بطريقة ما في انجاح كثير من الأعمال أو على الأقل المساهمة في انجاز الكثير من المعاملات التي كانت تتوقف في الطابق الأول
الشركة تقول ان لديها مصاعد تناسب جميع المباني بمختلف السعات. وان لديها حلولا تناسب اجواءء السودان والتحكم في استهلاك الكهرباء وتتناسب مع اجواء السودان الحارة وسهولة التدريب والصيانة فالسلامة هي الأهم.
. نرجو ان تكون لديها من يستطيع ازالة مخاوف كبار السن الذين سيترددون كثيرا قبل المجازفة بالإنغلاق في صندوق صغير وهم الذين تربوا في الفضاءات العريضة والحيشان الواسعة.
كثير من الأعمال يكون اسباب نجاحها عوامل غير مرئية. ربما تساعد شركة تعمل في مجال المصاعد في إنجاز العديد من الأعمال.
والله ولي التوفيق
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا أجمل ما قرأت مؤخرا فالحديث هنا عن قيمة إدارة الوقت وكيف ان القطار والمترو هي ملك عام للدولة وهي اصلا خدمة تقدمها الدولة والحكومات لشعوبها لتخفف عنهم وطأة الضغط المعيشي والذهني..وسيلة النقل العام في السودان تم التخلص منها وتم تمليكها للأفراد بعد أن تخلصت الحكومة منذ عام 1992 عن عبء ميزانية خدمات كان تقدم للمواطن كحق من حقوقه المشروعة على أي حكومة تديره أو تحكمه مثل الصحة والتعليم والمواصلات وفي هذه الآخيرة كل فرد نزل بسيارة في السوق واصبح يتحكم في حركة المواطنين من مساكنهم وإلى الاسواق المستشفيات والمدارس والجامعات ودواوين الحكومة بل اصبح أصحاب المركبات الخاصة بكل أنواعها يتحكمون في وضع مواقف المواصلات بتغيير وجهات حركتهم بشكل مذل للمواطن ووصل الأمر مضاعفة سعر التعريفة مرتين وثلاث مرات ويركب المجبرون ويعترك الآخرين مع سائق الحافلة بالالفاظ والأيدي احيانا بينما السائق في قمة بروده بل ويردد الماعاجباهو التسعيرة دي ينز, وهذا قمة القهر للمواطن..لا توجد مواقف ثابتة لسيارات النقل اي المواصلات في السودان و ليس لديها وقت محدد, بل يتخير اصحاب المركبات أوقات الذروة التي يضيع فيها وقت المواطنين بالإنتظار ووقت الذروة هو بعد العصر وحتى العشاء ليفترس أصحاب المركبات المواطن إفتراسا, أما المنظر المؤلم وغير الحضاري هي التدافع الرهيب لركوب الحافلات والمركبات بأنواعها فهو منظر مؤلم ومهين لآدمية الأنسان..
    أرجو رجاءًمن مسؤولي موقع الراكوبة وع هذا المقال الجميل لعوض التريكي في الموقع الرئيسي وفي مكان بارز ولفترة طويلة لاجل تثقيف الشعب السوداني والقراء بقيمة القطارات كمركبات عامة تعمل لأجل مصحلة المواطن وليعلم أن تلك الوسيلة تم تدميرها لاجل مافيا وعصابات معنية إستفادت من حركة المواطن ولحست عرق عمله اليومي وأجره اليومي وإغتنت منه وهي تسرق خدمته دون أن تخدمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..