سيناريو ابعاد البشير المرتقب وبكري حسن صالح رئيسا!..

للمتتبع بصورة دقيقة وجيدة لمجمل الاحداث ومنعرجات نظام انقلاب الإسلاميين في السودان وطوال الاربع وعشرين عاما الماضية قد لا تكون قد اصابته أدنى دهشة في التغير الذي حدث وتم بموجبه خروج عدد من صقور النظام من المطبخ الرئياسي والوزاري! برغم احتفاظهم لوجودهم وعضويتهم داخل حزب المؤتمر الوطني!.. فالصراع الداخلي الذي ظل يحدث داخل جسم الإسلاميين منذ الانقلاب في يونيو 89 وعمليات التطلع لصناعة القرار والبقاء في السلطة ظل هو الأبرز والمحفز الاساسي لهذا الصراع الظاهر والمستتر!.. ويجب ربط الصراع الداخلي بما يحدث داخل الارض والواقع وما تحدده المصالح والتقاطعات الدولية حتي ومتغيراتها!.. وعلي سبيل المثال ذلك التعاون الذي تم لتسليم الإرهابي كارلوس لفرنسا والتضحية به من قبل الترابي وجماعته! ثم لاحقا اخراج اسامة بن لادن برغم انهم كانوا من ادخلوهو وفتحوا له المعسكرات للتدريب وكل اشكال التعاون والاستثمار الاقتصادي لدعم الإرهاب!.. ثم لاحقا تمت التضحية بالترابي نفسه اللاعب الرئيسي في انقلاب الإسلاميين وشيخهم ومفكرهم الأوحد!.. وتوالي ابعاد مراكز القوي لمتطلبات الصراع واستمرار السلطة بأيدي معينة وان كان ظاهر هذا الابعاد هو القضاء والقدر! فذهب المشير الزبير ولحق به ابراهيم شمس الدين وقبلهم بيويوكوان ثم الغياب المفاجئ للزعيم جون قرنق ومعظم هذا الابتعاد كان بحوادث سقوط الطائرات والمروحيات ودونما ان يتبعه اي تحقيق دولي او كاف! ثم تطوي المرحلة بإطلاق أسمائهم علي قاعة او شارع او حتي مدرسة للاساس يسبقه لقب الشهيد الذي تعود هولاء الإسلاميين علي منحه هبة مجانية مع الوعد بنعيم الجنة في الاخرة!.. لم يتوقف الصراع وتبادل الادوار للحفاظ علي سلطتهم ومواقع نفوذهم فكان الصراع حتي بين المؤسسة العسكرية وجهاز الامن والمخابرات! ولعل هذا الصراع قد استمر حتي التعديل الوزاري الاخير ولا نظن انه سيتوقف كليا حتي نهاية النظام نفسه!.. فهاتان المؤسسات وبحكم قيام النظام عليها وتمثل روح بقائه ظل الاهتمام بها متعاظما للرئيس وصناع القرار وحزبهم! وكان ولايزال الاستقطاب وخلق مراكز للقوى داخلها وتنفيذيتها وإطلاق السلطات لها هو الرابط الذي يمسك به كل من يريد أستمرار بقائه واولهم البشير نفسه! والذي له مايبرر له كل هذا التشبث بالمنصب والتضحية حتي باقرب الاقربين له والسبب معروف دون شك وهو المحكمة الجنائية وكرسي الاعدام الذي ينتطره وفقدان الاموال وكل شئ نهبه هو وأسرته طوال سنوات وأيام النظام!.. نضف الي ذلك انه في ظل الدولة الأمنية يصبح الشك وعدم الثقة هو سيد الموقف ، خصوصا في وثوق البشير نفسه في ان من حوله هم ابالسة ومجرمين يجب ان تتغدي بهم قبل ان يلتهموك عشاءاا!.. نعود لذلك الصراع بين الجيش والأمن والاستخبارات! فهو لم يكن له ان يحدث لولا تلك الحالة من خلق مراكز القوي تلك للبقاء في السلطة وماهية الصراع القائم مابين صقور النظام طه ونافع من جهة والبشير وأقرب العسكريين له بكري حسن وعبد الرحيم حسين من الجهة الاخري وكان قوش هو احد مراكز القوي هذه التي يتم استخدامها في الصراع حتي تم أبعاده لصالح نافع ونفوذه! وتبعه عدد من ضباط الجهاز وبعض جنرالات الجيش خاصة بعد المحاولة الانقلابية التي نفوذها والتي لم يكن علي عثمان طه بغافل عنها وهو من أشارت له تحقيقات الأجهزة انه كان علي علم او لديه المعلومة! .. ولعل صراع الجيش والأمن والاستخبارات كان يظهر من تزمر العديد من العسكريين الذين كانوا يرون ان جهاز الامن هو ياخذ كل الادوار وفي ذلك اضعاف للجيش الذي يقاتل أفراده في عدد من الجبهات ويحمي النظام ايضا!.. وظل هذا الصراع يطفو علي السطح مع كل انتصار للقوات والحركات المسلحة في دارفور ثم الجبهة الثورية فيما بعد! وخطورة هذا الصراع تتمثل في انه يمكن اذا ماتم ضبطه او عدم تفاقمه هو حدوث انقلاب من داخل الجيش نفسه وتمرد في اي لحظة!.. لذلك كان لابد من ابعاد من يتخذون من الأجهزة الأمنية وسيلة لإدارة الصراع والتنفذ علي السلطة! وتحديدا علي عثمان طه ونافع وعوض الجاز! وهم الذراع المدني والامني في النظام! علي ان يكون العسكريين هم من لهم الغلبة والزمام!.. فكان التغيير الاخير هذا هو اخر فصل في الصراع مابين المدنيين ذووي الصبغة الأمنية القابضة والعسكريين الاساسين وهم من نفذوا الانقلاب باسم الجبهة الاسلامية في يونيو 89 ..!.. وبعد كل التشقق الذي حدث لنسيج المؤتمر الوطني بفعل الصراعات واخرهم غازي وجماعته فانه لم يعد من المقبول ان يتم الوثوق في استمرار طه ونافع لعلم البشير بمطامعهم في تولي مكانه او التضحية به لصالح المجتمع الدولي لتربعم علي السلطة خصوصا مع قرب انتخابات الرئاسة وكذلك يمكن أيضا استغلال مرضه او حتي اغتياله ان لزم الأمر لابعاده نهائيا!.. ولكن عرفها البشير او قد يكون قد رسم له هذا المخطط استخبارات خارجية لها مصلحة!.. والان من المعروف ان البشير لايلاقي اي ترحيب دولي! وكذلك انه ظل يشكل عقبة لكل عمليات التفاوض التي ظلت تتم موخرا بين الحركات المسلحة والحكومة خاصة قطاع الشمال والحركة الشعبية في منطقتي جنوب كردفان وجبال النوبة وكذلك مع الحركة الشعبية والجنوب في ملف ابيي وملف تدفق النفط ومروره عبر الشمال!.. ونجد ان شخصية بكري حسن صالح ورغم غموضها الا انها قد ظلت متواجدة داخل المطبخ الأمني والتفاوضي طوال سنوات النظام!.. ولعل ان الدوائر الاستخباراتية لها عل بتكوين شخصية الرجل الذي لايحمل استلطافا لاهل دارفور او أهلنا في جبال النوبة! وهو اي بكري قد تفوه في اكتوبر الماضي وخرج منه حديثا خطيرا مفاده ان السودان اصلا سينقسم مرة اخري في دارفور وجنوب كردفان وجبال النوبة! وان هنالك مخطط جاهز لذلك هم يعلمونه ، وتحدث عن اهل تلك المناطق بنبرة عنصرية ولم يبدي اي نوع من تقبلهم! وانهم كنظام قد سئموا من الحركات المتمردة ومطالبهم والحرب معهم! وفي ذلك إشارة واضحة في انهم يمكن ان يفرطوا مرة اخري في وحدة السودان وتقسيمه بمثل مارفرطوا وقسموا الجنوب باختيارهم ورغبتهم لذات الاسباب! وهنا ياتي السؤال الهام والفكرة الاساسية لتحليلنا هذا وهو هل يكون بكري حسن صالح هو الرئيس القادم للسودان الذي يريده من يعملون علي تقسيم السودان مرة اخري ولهم مصالح في ذلك مع اللعب علي شخصية بكري حسن صالح وورقة أبعاده هو أيضا من قائمة المطلوبين للمحكمة الدولية خصوصا انه واضح انه لن يكون عقبة في المفاوصات! وفي ذهني مارشح من أنباء عن معاودة المفاوضات لمنطقتي جنوب كردفان وجبال النوبة مع قطاع الشمال! وانه لن يكون صعبا التخلص من البشير وابعاده نهائيا وتنصيب بكري حسن صالح الرئيس القادم للسودان للعب الدور الاخير لنظام تقسيم السودان بأيدي الإسلاميين والدوائر الاستخباراتية الخارجية التي تتفق مصالحها مع هولاء الذين قد ابتلي بهم شعب السودان وكل السودانيين!..

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحليل رائع وكل ما ذكرته هو الحقيقة تماما فالبشير يعلم تمام العلم ان ايامه بالسلطه انتهت وكان يهئ في بكري منذ فتره وقد صرح بذلك لأخص من يثق بهم وقد ذكرت ذلك بالراكوبه قبل فتره في رد للاخ بكري الصائغ ولم يعيره ألتفاتاً ….. بكري سيصبح رئيساً في فترته سيحاول ان يجعلها فترة انتقاليه تجهز لانتخابات نزيهه …. البشير سوف تتم حمايته من التسليم للجنائيه بواسطة صفقه يتم بها انفصال دارفور وجبال النوبه ونسأل الله ان لا تتم هذه الصفقه وأن يتم تسميمه او اغتياله قبل ان تتم هذه الصفقه .
    الاجواء مهئيه لانقلاب والخوف ان يكون اسلاميا وتدخل البلاد في بحر من الدماء

  2. بعد التحليل الطويل طرحت سؤال “هل يكون بكري حسن صالح هو الرئيس القادم للسودان الذي يريده من يعملون علي تقسيم السودان مرة اخري ولهم مصالح في ذلك؟”
    ولكن في تحليلك ذكرت ضحايا النظام من الترابي وحتى آخرهم طه و نافع إذن من هم المخططون الذين يعملون على تقسيم السودان في سؤالك أعلاه !!
    هل تقصد قوى خارجية؟ أم اشخاص من داخل السودان غير هولاء الضحايا؟ أم الضحايا أنفسهم تآمروا على أنفسهم؟؟

  3. هذا حقيقي وأن إنقسام السودان إلي دويلات هو مخطط غربي وصيهيوني والجميع يعلم ذلك ولكن على يد من يتم تنفيذ ذلك. هذا ما نراه في هذه الحكومة ونحن كنا طلبة جامعيين نهاية التسعينيات وفي مناقشاتنا قلنا ذلك أن السياسة المتبعة ستفرز استحقاقات جهوية طالما فشل المركز عن تطلعات شعوب هذه الجهات وقلنا أن الجنوب سينفصل تتبعه دارفور وجبال النوبة وحتى الشرق والوسط وهذا الكلام قبل اكثر من خمسة عشر سنة نناقشه نحن كطلاب وقد اغضبني واحد من الطلبة الشماليين فقلت له سيذهب الجنوب بخيراته ودارفور بسماحة شعبه والوسط بمشاريعه والشرق بثغره عندها لن يبقى لكم إلا صحراء قاحلة واخدود من الطين بعد أن يتفرق مياه النيل بين هذه القوميات. وأنا زرت الشمالية وأعرف تماماً أنها لا تصلح لشئ سوى الأختبارات النووية. وأرجو من الأخوة الشماليين الواقعيين أن يدركو أهمية أن يكون السودان موحداً فذلك خير لهم ولأبنائهم. مع تحياتي..

  4. نعم انه يقدم خدمه جليله لتجار الدين للجلوس خلف الكواليس وللظهور او الاختفاء وقت ما يشاؤون ولكن يظل هنالك سؤال مهم وخطير ما هى الخدمه الجليله والاخيره التى سوف يقدمها البشير للنظام العالمي قبل ان يركب التونسيه ارجو من ذوي الالباب ان يجاوبوني ويجيبوا على هذا السؤال

  5. يا استاذ نضال كلامك منطقى ولكن اناشد كل الذين يكتبون فى الشأن السودانى من اية منبر ان يكون معظم حديثهم وكتاباتهم عن الفساد والمفسدين وان تضرب فيهم كل الاقلام النزيهة حتى لا يجدوا راحة او متعة فى اموال هذا الشعب المغلوب على امره (ولا تحسبن الله غافلا عن ما يعمل الظالمون انما يوءخرهم ليوم تشخص فيه الابصار).صدق الله العظيم

  6. بعد ان خرج الأسلاميون من المولد بدون حمص وتم تحميلهم بكل التردى والفشل الذى وصل اليه السودان وبالتالى تلتطخت سمعتهم وفقدوا اى سند جماهـيرى بل سوف يتعرضون فى حالة اى تغـيير لهذا النظام الى المحاكمات الرسمية وغـير الرسمية . سوف يقومون بالخطوة التالية وهى : هـدم المعبد بما فيه . لأنه غـير ممكن بعـد ( 25 ) سنة يحصدوا الريح . سوف يقومون بعملية انتحارية لأسترداد الحكم والأدعاء بوقوفهم بجانب الشعب ويمكن لهذه المحاولة ان تنجح ولكن فى حالة فشلها فسوف يقولون للشعب نحن ايضا ضحايا نظام البشير عسى ان يغفر لهم الشعب جرائمهم ولكن هـيهات .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..