أمين بناني: الشعب لا يمكن ان يتحرك بدون قيادة.. ولا يوجد حزب اسمه المؤتمر الوطني

حوار : النذير دفع الله
بهدوء تام وأريحية تتخللها ابتسامة وبساطة غير مفتعلة كانت هي طريقة استقبال الأستاذ أمين بناني رئيس حزب العدالة لي في مكتبه بدا حديثه غير متفائل وقال
(إنه يرى تحت الرماد وميض نار ويخشى أن يكون لها ضرام ) لما سيحدث للسودان جراء السياسات الخاطئة والمعالجات غير الحقيقية على حد قوله، بينما تجاوز كل الخطوط الصفراء في توقعاته التي ربما ستأتي بتدخل خارجي يعمل على إدارة الوضع السياسي في الداخل مشدّداً بأن الذين يتحدثون عن الانتخابات في هذا التوقيت عليهم أن يتركوا هذا الحديث والقوى السياسية المعارضة في أضعف حالاتها.
> هل ما يحدث في الساحة السياسية يسمى سياسة أم تخبط؟
< ما يحدث في الساحة السودانية يسمى موات سياسي ويوجد قرار سياسي والسبب يرجع لان القوى السياسية نفسها مجمدة نشاطها حتى الحزب الحاكم والشعب معتزل العملية السياسية ووصل حد اليأس وهذا الوضع خطير في اي بلد ويجعل البلد عرضة للفوضى في الداخل وغزو خارجي ليس بالضرورة بالشكل المباشر وهو وضع غير مبشر والقوى السياسية الفاعلة لدرجة ما اختارت لنفسها التحرك في الخارج بما فيها الحركات المسلحة او من خلال العمل الدبلوماسي بالتواجد مع القوى الدولية وهو جانب اكثر تأثيراً على الوضع السياسي في الداخل . > هل هذا يعني جمود الأفكار والرؤى للقادة السياسيين أم استسلام للشعب؟
< لا يوجد شعب يمكن له ان يتحرك بدون قيادة وبدون رؤى وافكار جديدة تأتيه من النخب السياسية واذا جمدت هذه الكيانات وفقدت قدرتها على الفعل السياسي بالضرورة فان الشعب لا يتحرك ولكن من وراء كل ذلك هنالك قوى منظمة داخل النظام تعمل على كسر الارادة الشعبية بالنسبة للمواطن العادي من خلال الهائه بالضائقة المعيشية وعمليات التخويف التي تقع على المواطن والترهيب من مختلف السبل وهنا قلت روح المخاطرة والمغامرة عند المواطن السوداني وصارت ضعيفة سيما وانه لا يريد ان يقفز في المجهول وهو يرى حوله نماذج لفوضى غير حميدة يخشى ان تقع فيها البلد لذلك اصبح يفضل الواقع البئيس من اي قفزة قد تكلفه كثيراً وتؤدي الى ما لا يحمد عقباه . > الأحزاب السياسية المعارضة متهمة بأنها أصبحت أحد أفرع المؤتمر الوطني بدليل أنها أصبحت تبحث عن السلطة أو موطئ قدم داخل النظام؟
< ياريت يكون في حزب اسمه المؤتمر الوطني لا يوجد الان حتى يستقطب قوى سياسية بهذا الحجم هذا الامر كان لسنوات مضت ولكن المؤتمر الوطني اصبح مجرد شلليات وعصبيات ومجموعات متناقضة ومتطاحنة عبر عنها مساعد الرئيس ونائب رئيس الحزب دكتور فيصل ابراهيم عندما تحدث عن عمليات (الحفر) التي نتجت عنها حفر عميقة كان اول الساقطين فيها هو الحزب نفسه لذلك لا يوجد نشاط سياسي داخل حزب المؤتمر الوطني واخر نشاط سياسي كان شكلاً من اشكال العمل الوطني كان الحوار الوطني الذي انتهى الى لا شيء، هنالك بعض الفئات والمكونات السياسية الصغيرة تبحث عن معيشتها وتقيد معيشتها في المجموعات المتنفذة داخل الحزب الحاكم. > ما هو أثر خروج بعض رؤساء الأحزاب من السودان من الساحة السياسية ؟
< البلد الان ليس فيها كبير بعد وفاة الشيخ الدكتور الترابي والقيادات السياسية التاريخية ضعفت لديها روح المغامرة واصبحت تعمل من الخارج عساها ان تسمع صوتها، وذلك لان النظام اصبح لا يستمع لصوت الداخل ودائماً ما يستمع للاصوات التي تأتيه من الخارج وهو ما اضر بالعملية السياسية لانه في غياب شخصيات محورية يتجمع حولها الشعب وتقوده للتغيير لا يمكن ان يحدث تغيير ايجابي وان تكون هنالك حياة سياسية وهذا هو التحدي كيفية بناء قيادة سياسية داخل البلد تقود التغيير. > بماذا استعدت القوى السياسية الأخرى لمواجهة انتخابات 2020 ؟
< يظل السؤال الذي يطرح نفسه بالمقابل هل يمكن للبلد ان تبقى على الحال الراهنة حتى العام 2020 يجب ان نفكر بجدية وانا لا اعول على 2020 بل انا اخاف قبل ذلك ان يحدث في البلد ما لا يحمد عقباه حتى اذا بلغنا الانتخابات فلن تكون هنالك انتخابات تقود لعملية تغيير يخدم مستقبل السودان لن نجري انتخابات بمثل ما يحدث في لبنان او تونس . > ماذا تتوقع إذن؟
< أتوقع على المدى القريب ان تسوء الاوضاع على نحو ينصرف فيه الناس عن مجرد التفكير في اجراء انتخابات، ولذلك من الافضل ان نفكر في عملية انقاذ البلد عبر منظومة سياسية وطنية وهذا لا يتم الا عبر فتح حوار جديد تشترك فيه كل القوى السياسية ولا يكون المؤتمر الوطني هو محور هذا الحوار . > النظام كان يتعذر بالحظر الأمريكي ولكن بعد رفع الحظر ساءت الأوضاع أكثر مما كانت عليه ما هو السبب؟
< في السنوات الاخيرة اصبح رهان النظام على الخارج ويفكر في المخاطر التي تأتيه من الخارج ولا يكترث للداخل ويحاول ان يستخدم الحلول من الخارج ويحاول ان يقنع الشعب بان كل الاشكالات التي تأتي للبلد سببها الخارج وكان عنوان هذا الخارج الحظر الامريكي، ولكن اتضح بان كل هذا الرهان خاسر وانهارت كل تحالفات النظام الخارجية والدولية واصبح التحرك بطيئاً ولم يعد النظام مصدر ثقة للفرقاء في الخارج لان الاداء السياسي والاقتصادي والتنفيذي للنظام اصبح ضعيفاً، واصبحت طريقة تفكير الخارج اشبه بالتغيير السلمي ولكن هي طريقة حتى اللحظة غير واضحة للشعب السوداني والقوى السودانية في الساحة السياسية، عليه نحن نعيش حالة من الضبابية الشديدة وحالة من الارتباك السياسي واصبحت رؤية النظام قصيرة ولا تتعدى اليوم والليلة ما يعني سياسة (رزق اليوم باليوم) وهذا هو الخطر الذي يحدق بنا لذلك الحديث عن 2020 ليس اولوية يجب الحديث عن الان ومعالجة الراهن. > هل تعتقد بأن الحكومة جادة في مكافحة الفساد وهل تستطيع أن تحاربه فعلاً؟
< طبعاً لا والف لا لان الفساد عملية تراكمية لعدة سنوات حتى ان الفساد نفسه تحول لنظام والاطروحات التي انطلقت من افواه القيادات عن مكافحة الفساد والقطط السمان هي محاولة لامتصاص غضب الشعب ليس اكثر من ذلك، لان الاليات والنظم التي يكافح بها الفساد معطلة تماماً. > لماذا لا تستطيع الحكومة محاربة الفساد؟
< من هو الفساد اولاً هو النظام واطراف النظام هي التي تتصارع وتستخدم كرت الفساد ضد بعضها البعض لذلك لا ارى فرصة لمحاربة الفساد الا عن طريق ثورة شعبية عارمة او عن طريق ثورة دستورية ضخمة مثل ما حدث في ماليزيا . > ما هي قراءتك للتحول المفاجئ في تصريحات عرمان والتحول من السلاح للسلم والسياسة ؟
< هي تصريحات تكتيكية لان عرمان وقناعاته بالعمل المسلح قناعات اصيلة لا يمكن لها ما بين ويوم وليلة ان تتبعثر وتتشتت وتتحول للعمل السلمي، ولكن ربما بعد الانشقاقات التي حدثت في الحركة الشعبية ما عاد لعرمان ومن معه امتلاك ادوات للتغيير الثوري لان القوة الحقيقية ذهبت مع الحلو ولكن مع ذلك ان كان هنالك خيار لاحداث تغيير من خلال العملية السياسية السلمية فمرحباً بذلك، ولكن لا ارى في الافق وتفكير النظام ان هنالك فرصة لتغيير عن طريق العمل السياسي لان دائرة الحريات تضيق كل يوم مع الاوضاع الاقتصادية والمعيشية هذا يشكل مخاطر على الارضية السياسية ويفقدنا الارضية التي نؤسس عليها عمل سياسي سلمي . > إلى أين تتجه قضية حلايب ومصيرها ؟
< هذه قضية قديمة وعملياً لا يمكن للسودان ان يفعل فيها اكثر مما يفعله الان وفتح جبهات لعمل سياسي عنيف تجاه القوى الاقليمية مصر والارادة الشعبية في السودان غير مؤهلة وحدودنا الوطنية جميعها مهددة سواء من الجنوب وليبيا وغرب افريقيا. > ماهي المكاسب التي جناها السودان من التحالفات الإقليمية؟
< السودان يعطي الاعتبارات الامنية اهتماماً اكبر على الاهتمامات الاقتصادية ولكن عندما حدثت الضائقة الصعبة تحول من محور المقاومة الى محور النظام العربي التقليدي باعتبارات ان الاقتصاد هو الاهم والسودان وجد قبولاً من دول الخليج سيما وان هنالك تغييرات كبيرة في ذهنية المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي اقحمت نفسها على غير العادة في حروب مباشرة مع جيرانها مثل اليمن وخصومات مباشرة مع دول استراتيجية في المنطقة مثل ايران لذلك قبول السودان كحليف يمكن ان يشكل لها اضافة كبيرة للمجهود الحربي ما جعل السودان ان يستغني عن المعالجات الداخلية وعدم تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وعدم فتح شهيته لإحداث تغيير حقيقي وراهن على ان كل المخاطر الاقتصادية التي تأتيه سيتم حلها بمال التحالف ولكن حدثت تغييرات كبيرة في نظم الحكم بالنسبة لتلك الدول واصبحت تبحث عن حلول لمشاكلها هي، ولكن الغرب اوعز لحلفاء السودان من العرب بعدم تقديم مساعدات كبيرة للنظام في الداخل لانه لا يستجيب للقضايا الدولية في الارهاب وحقوق الانسان وعمليات التحديث فكفوا ايديهم عن النظام ما افقده الحلفاء فى الجبهة الامنية والاقتصادية . > إذاً ما هو دوركم كقوى سياسية لمعالجة الأوضاع خاصة وأنها تتعلق بالبلد وليس بالمؤتمر الوطني أو النظام ؟
< نحن نؤمن بالحوار والتغيير السياسي وإتاحة مجالات اوسع للقوى السياسية اذا امكن ذلك، ولكن في الوضع الراهن الامر صعب لان النظام يرى ان اي تنشيط للعملية السياسية هو تنشيط للساحة الشعبية ولان اي حراك شعبي يحدث لا يصب في مصلحة الاستقرار السياسي للنظام، لذلك لا توجد فرصة لعمل سياسي يمكن ان يصحح الوضع لذلك ستظل القوى السياسية جامدة هكذا والنظام سيظل جامداً والشعب سيعتزل العملية السياسية وهو ما يُحدث فراغاً كبيراً داخلياً لا يملأه الا غزو خارجي . > ماذا تقصد بغزو خارجي؟
< ليس غزواً عسكرياً وانما عملية نفوذ كبيرة تمارسها القوى الدولية لحلحلة الاوضاع بالداخل، لذلك فان ملف السودان سيفتح تماماً مثل اليمن وسوريا . > هل تعني أن القوى السياسية جميعها فشلت في حلحلة أوضاع السودان ؟
< نعم كل القوى السياسية فشلت وان الازمة السودانية ستدار من الخارج بصورة مباشرة وارى هنالك مبادرات ستأتي من الخارج في كيفية تجاوز الراهن السياسي والاقتصادي وهذا امر سيئ . > هل ستقبلون بحدوث أمر كهذا ؟
< ليس لنا خيارات لان المجتمع الدولي عندما يفرض نفسه على بلد ما لا يشاور شعب واهل البلد، وما اراه ترتيب من الخارج لادارة الازمة في السودان وستجد قبولاً من بعض القوى السياسية التي همها اسقاط النظام باي طريقة. > في حال لم يحدث تدخل خارجي ولم تتغير الأوضاع ماذا تتوقع ؟
< إذا لم يحدث كل ذلك واستمرت الاوضاع على ما هي عليه منها الاقتصادية ستكون هنالك فوضى سياسية وستفلت الامور من زمام النظام . > أين الأحزاب السياسية الأخرى من هذا الوضع؟
< ليس هناك قوى سياسية او احزاب لانها اضعف ما يكون لان تتصدى لهذه الازمة الراهنة وسندخل في مرحلة ادارة الفوضى وهي المرحلة التي يتحكم فيها المجتمع الدولي، لست متشائماً ولم ادعُ لاسقاط النظام طيلة السنين الماضية وادعو للحوار واشارك في مبادرة تتحدث عن الحل السلمي ولم اشارك في عنف ولكن من موقعي الذي اجلس فيه جامداً (ارى تحت الرماد وميض نار واخشى ان يكون لها ضرام). > كيف نخرج من هذا الوضع ؟
< يجب على رئيس الجمهورية ان يجمع كل الاطراف السياسية في الداخل والخارج ويعلن الاستعداد لاي خيارات ممكنة . الانتباهة
الأستاذ أمين بناني رئيس حزب العدالة في حديثه لحوار الانتباهة معه فوق قال:
البلد الان ليس فيها كبير بعد وفاة الشيخ الدكتور الترابي.
أنا بقول ليه الله يكبروا فيك يوم العدالة الناجزة.
أنت وامثالك يا أستاذ أمين بناني كونك تري الترابي كبير لأنه سيد نعمتك, نحن نراه أصغر من البعوض, والترابي سيكون أخر متفلسفي ومثقفاتي الأسلام في العصر الحديث, الترابي أرسل وقضي علي دولة الأسلام التي ينشدونهامنذ مقتل عمر بن الخطاب الي يومنا هذاالي مذبلة التاريخ, باسرع من ما نتخيل وصار السودان عبرة وهداية لمن أراد سلوك والانقياد الي دولة الأسلام والأسلام السياسي.
الأستاذ أمين بناني رئيس حزب العدالة في حديثه لحوار الانتباهة معه فوق قال:
البلد الان ليس فيها كبير بعد وفاة الشيخ الدكتور الترابي.
أنا بقول ليه الله يكبروا فيك يوم العدالة الناجزة.
أنت وامثالك يا أستاذ أمين بناني كونك تري الترابي كبير لأنه سيد نعمتك, نحن نراه أصغر من البعوض, والترابي سيكون أخر متفلسفي ومثقفاتي الأسلام في العصر الحديث, الترابي أرسل وقضي علي دولة الأسلام التي ينشدونهامنذ مقتل عمر بن الخطاب الي يومنا هذاالي مذبلة التاريخ, باسرع من ما نتخيل وصار السودان عبرة وهداية لمن أراد سلوك والانقياد الي دولة الأسلام والأسلام السياسي.