أخبار السودان

مصفحون ضد الإحراج

أبو الحسن الشاعر

كتبت مقالي السابق ” الصفعة ” والذي أشرنا فيه إلى غباء الدبلوماسية السودانية التي فاتها أن تعتذر مبكرا عن دعوة قمة الرياض ، ولم يجف حبره بعد حتى جاء الاعتذار المخجل المخزي للرئيس البشير عن عدم حضور القمة والمخجل أكثر ذلك التبرير الفطير الذي ساقه الرئيس رسميا قائلا إن الاعتذار جاء ” لأسباب خاصة ” فيما جاء حديث القصر متسما بالغباء على طريقة النكتة السودانية الشهيرة ” العريس نضم ” .. حيث قال المتحدث باسمه إن اعتذار الرئيس ” كان قرارا مدروسا لتفويت الفرصة على المتربصين ” لكن هذا العيي الغبي الدعي لم يقل لنا من هم المتربصون ؟ فلم يكن هناك من يتربص بهم سوى سوء ما فعلت أيديهم من رعاية.. فهم أهل الدعوة التي فرحوا بها وأعلنوها مبكرا على لسان الرئيس ثم جاء وزير العريس ، وزير الخارجية غندور ليعلن بملء فيه وفي جنيف إن الرئيس سيحضر قمة الرياض وأكثر من ذلك تناقلت وسائل إعلامهم مواعيد مغادرة ووصول الرئيس للرياض !!. والسؤال الذي لا إجابة له هو ” ماذا كنتم تدرسون ومتى ؟ ” بل ماذا كنتم ستفعلون إن لم تدرسوا ؟ ” وأنتم تخرجون بقرار الاعتذار بعدما فات الأوان وقال لكم ترامب لن تحضروا ونصحكم أصحاب الدعوة بالاعتذار !! كان على المتدارسين أن يتداركوا الأمر قبل وقوعه لكنهم بدلا من ذلك أخذتهم العزة بالدعوة قبل وصولها فانبرى الرئيس يفاخر بها على جريدة الشرق القطرية ويعتبرها ردا على من زعم أنه لا تتم دعوته للمؤتمرات الدولية ثم لم يلبث أن ” لفحها ” وزيره المتهور ليعلن عن مشاركته .
هؤلاء المصفحون ضد الإحراج لا يرف لهم جفن فقد تبلدت أحاسيسهم وتورمت وجوههم من أثر اللطم والصفع الدولي بل تساقط لحمها من فرط وقوفهم بأبواب الاستجداء وبيع الوطن فلم تعد فيها مزعة لحم من الكرامة.

هؤلاء يذكرونني بمثل خليجي سائر ساخر من العروس التي يبغضون والفرحة التي يعلمون نهايتها المأساوية في كل أمر فيقولون ” لا تفرحين ترى الطلاق باجر / باكر ” الرئيس ونظامه للأسف لم ينتظر عرسهم حتى الغد ليكتمل الزفاف بل تراجع أهل الدعوة عن دعوتهم ورفض المعازيم حضورهم فصاروا كالبعير الأجرب يتجنبه كل صحيح.

الحقيقة أن الرئيس لم يعتذر لأسباب خاصة بل لأسباب عامة يعلمها القاصي والداني وأعلنتها السفارة الأمريكية بل نقلت صحف عالمية هذا العنوان ” ترامب لا يريد رؤية البشير في القمة الإسلامية ” ونقلت مواقع عديدة نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع هو مساعد الرئيس قوله ” إن الرئيس ترامب تلقى تأكيدات سعودية مفادها أن الرئيس السوداني لن يشارك في القمة ” وبالتالي فإنه وبعد التأكيدات السودانية بحضور الرئيس يعني ذلك أن السودان رد بقبول الدعوة سلفا ويبقى التفسير الوحيد أن السعودية هي التي طلبت منه الاعتذار وعدم إحراجها رغم أنها رفعت أعلام السودان في طرقاتها لأنها تعلم تماما أن أمريكا ما كان لها أن تجامل أو تقبل حضور رئيس لنظام تضعه على قائمتها السوداء وتعتبره راعيا للإرهاب وهو أمر كان ينبغي ألا يفوت على طالب سنة أولى سياسة وليس حكومة بقيت في الحكم قرابة ثلاثين عاما حسوما.

ثم أن الرئيس كلف الفريق طه بالحضور ولو كان وحكومته على علم ما فعلوا ذلك وهو مجرد مدير لمكتبه منح وزير دولة ومع ذلك وفي محاولة يائسة من الرئيس لإضفاء صفة أنه يمكن أن يكون له دور قال إنه مفوض ” للمشاركة في كافة الفعاليات ” فما هي الفعاليات التي سيشارك فيها ؟ لا نعتقد أنه سيحظى بأي اهتمام مع رؤساء دول ورؤساء حكومات وسوف يتجنب الجميع الجلوس بجانبه وسيكون مكانه قصيا في الصفوف الخلفية بحيث يتم إبعاده حتى من احتمال المصافحة… وباكر الخبر ” يجيبنوا الدلاليات ويتندر به الواتسابيون والواتسابيات ” .

وما دام الرئيس قد اعتذر عن قمة قادة ورؤساء حكومات كان عليه عدم إرسال أي ممثل آخر ولو كان فعلا يمكنه ذلك لكان المفترض أن يمثله رئيس الوزراء بكري ” لكن هذا أيضا سيتم رفضه ” .. وربما بعث الفريق طه لأنه يزعم أنه قريب من ولي ولي العهد السعودي وكذلك من قادة الإمارات ولذلك ربما يعتقد أن ذلك كافيا لأن يشفع له ويجد كرسيا في مكان ما من القاعة لكنه على كل حال سيبقى ” بعير القمة الأجرب”.

وهذه المشاركة المرفوضة والعرس المفترض أصبح ” شيلة حال ” للبلد حيث أصبح رئيس السودان هو طريد المؤتمر كما كان من قبل طريد العدالة الدولية.

قلت إن هؤلاء مصفحون ضد الإحراج حيث أنه بالأمس القريب تحدى الرئيس الحظر المفروض عليه ليذهب لجنوب أفريقيا لكنه لم يكن على قدر التحدي وخرج خلسة على عجل قبل اكتمال جلسات المؤتمر متخفيا ومن مطار مجهول بعد أن ارتفعت الأصوات المطالبة بالقبض عليه ومن ثم تحول لمادة من السخرية بل وعرض الحكومة الجنوب أفريقية لمساءلة محرجة.

وقبلها حلف بالطلاق وغيره من الحلف المغلظ بأن قوات الأمم المتحدة من ذوي الكابات الزرقاء لن تطأ أقدامهم الخرطوم الطاهرة ثم كانوا بعد وقت قليل يطيرون ويحطون في مطار الخرطوم على بعد أمتار منه يكاد يرى طائراتهم تحلق من شرفة قصره وبيته وهو يحتسي شاي الصباح والمساء !!.

وحتما نحن موعودون بمزيد من المواقف المحرجة في ظل نظام أصبح جلده أكثر سمكا من جلد الفيل فهو مصفح ضد الإحراج.
إضاءة:

لا خيرَ في القومِ من طولٍ ومن عظمٍ جسمُ البغالِ وأحلامُ العصافيرِ
كأنكم خُشُبٌ جُوفٌ أسافلُهُ مثقّبٌ ، فيه أرواحُ الأعاصيرِ

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تنويه :
    عفوا سقطت عبارة بعد (فلم يكن هناك من يتربص بهم سوى سوء ما فعلت أيديهم من رعاية..) وتمامها ” من رعاية الإرهاب الدولي وقتل مواطنيهم ..”

  2. قال ود البرير ان قرار عدم مشاركة البشير في قمة السعودية قرار مدروس !!!كلمة (مدروس) تأتي مشتقاتها من الدرس والدراسه والمدرسه ..بما يعني ان هناك فصول واساتذه وتلاميذ ومناهج ..بهذه النتيجة الحتمية المخزية الفاشلة التي انتهت بها الدروس يتبين لنا سقوط التلميذ وغباء للاستاذ وعشوائية المدرسه …هذا هو حال جمهورية الكيزان التي شيمتها الكذب والغباء واخيرا الشقوط في اسفل درك القاع الآسن ..سلط الله عليكم

  3. والله لم تقل غير الصدق .. ليست أول مرة أو آخر مرة يحرج فيها هذا البعير .. هرول مشتركا في حرب اليمن بعد أن دعاه الملك سلمان إلى ذلك دون أن يأخذ موافقة البرلمان .. وهاهي السعودية تكافؤة على حسن صنيعه .. ضحى بهذا الأهبل على حساب ذلك الأمريكي .. غدا سوف يستدعية الملك سليمان إلى قمة خاصة ويسترضيه .. (والأضينة دقو وأتعذر لو) كما نقول بالعامية السودانية .. قبحكم الله من أين أتيتم.

  4. احـسـنت وبارك الله فـيـك . واطـلب من ادارة الراكوبة ان تـبقى هـذا المقال مـنشورا لـمدة طويلة لأنه وصف حـالة هـؤلاء الـبؤسـاء احـسن وادق وصـف .

  5. انتهى الدرس يا …. بشكير.. ضاقت ولما استحكمت حلقاتها ضاقت تاني .. أمريكا تستعمل مع البشكير سياسة العصا والجزرة، إلا أن عصيها أكثر من جزرها .. الأمركيان ضيوف عليك ويعلنون من داخل سفارتهم بالخرطوم أنك لن تحضر القمة السعودية لأنك مجرم .. وقد كان .. أي هوان وأي مذلة وأي خذلان وضعف أكثر من ذلك .. نسيتم الله وانبرشتم لامريكان فهذه النتيجة .. خم وصر .. والقادم أحلى.

  6. اصبح السودان مغيب عن كل المؤتمرات الدوليه التى يحضرها الرؤساء بفعل واحد مجرم و متهم دوليا و تضرر من ذلك السودان و صرنا محاصرين دوليا كل ما تمد جوازك فى بلد تجد انك مرفوض و ممكن تكون ارهابى و ما ذنب المواطن الاسودانى فى ذلك , هؤلاء القوم عقليتهم صغيره و كيف يريد ان يحضر مؤتمر ضد الارهاب و هو متهم انه اكبر ارهابى فى العالم ام يريد ان تشطب هذه الاتهامات كما تفعل بدريه سليمان فى تعديل كل القوانين ليكون الفرعون الاكبر و الله عالم لا تختشى و ليس لديهم ذرة من الاحساس .قانونيا هو ليس رئيس و اتى بالتزوير و رئيس مزور و الامريكان يعلمون ذلك و له دور فى تفتيت السودان و اليوم الذى يكمل دوره سوف يكون فى الزباله

  7. ههههههههه الموضوع ما ناجح ارجعوا للايرانيين تاني ،،، ما عندهم مشكة بقبلوكم ،، اصلوا ماعندكم مبادئ ،، مش الصينين البوذيين اخوانكم والحزب الشيوعي الصيني بدعمكم المشكلة شنو في الشيعة

  8. الشاهد في الامر ان السعودية قدمت الدعوة للبشير لحفظ ماء وجه وهي دعوة مشروطة بالرفض بمعن نحن ح نرسل لك الدعوة كدعم معنوي وموقف ايجابي تجاهك وانت بدورك ترقض الدعوة لعدم احرج السعودية وحفظا لماء وجهك

  9. كل القنوات الاعلامية في الكون موجودة الان في الرياض لنقل الاحداث الفيديوهات والصور مالية الميديا وللان ما شفنا طه دا في اي لقطة !!!

  10. الرئيس الأجرب
    الرئيس المنيوذ
    الرئيس المطارد
    الرئيس العره الفاضحنا جوه وبره
    الرئيس الملعون

    ربنا يذلك كمان كمان ياجربان

    اللهم إن الترابى وجماعته شقوا علينا فأشقق عليهم

  11. مقال جميل، لكني اعتقد بان تكليف طه تعريص سببه ان رفع الحرج عن السعودية له ثمن مادي (يعني قروش)، عشان كدا قام اللص الكبير أرسل ذنبه اللص الصغير. ما اصلو السعودية عرفت ثمن مدفع الدلاقين من معركة الحزم، عشان كدا قالوا ليه اعتذر و نحن سوف
    “وعوضك”، و هو لم يتردد في قبول العرض (المالي”

  12. والله البشير لا يستحي ، أحكم السودان مائة عام بالقوة لكن ستظل في نظر العالم مجرم هارب من العدالة لا يستقبلك ويتعامل معك إلا مجرم مثلك متهور ظالم جهول .

  13. لماذا جلد الذات السودان شارك ثم ان هناك رؤساء كثر لم يحضروا وانابو عنهم اشخاص من مختلف الدرجات وعادة الدولة ممكن ان يمثلها اى شخص حتى سكرتير ثالت حلايب ونتؤحلفا والفشقة اراضى سودانية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..