مقالات سياسية

شجب تصريحات مساعد قائد الجيش السوداني

إسماعيل عبد الله

 

طالعتنا وسائل الاعلام بتصريحات عجيبة وغريبة لمساعد قائد الجيش السوداني ، الجيش المرهونة إرادته لقرار جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والمتطرفة ، لقد جاءت التصريحات فجّة وغير لائقة ولا ترقى لمستوى قيادة جيش دولة افريقية وعربية كبيرة مثل السودان ، ومما يؤسف له أن التصريحات المنافية لأبسط قواعد الأخلاق والأدب العام ، أتت في وقت يتهيأ فيه السودانيون لتدشين منابر للسلام والفعاليات المدنية ، الساعية لإيجاد توافق سياسي بين المكونات السودانية ، يهذي مساعد قائد الجيش السوداني بهذا الحديث المشين المستهدف لسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة ، الدولة والشعب الذي مد يده بيضاء من غير سوء ، منذ تأسيس الاتحاد الفدرالي ، فأول ما فعله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه – المؤسس – والمغفور له بإذن الله ، أن استقبل شقيقه الرئيس الأسبق لجمهورية السودان المشير الراحل جعفر محمد نميري وفتح له ذراعيه وقلبه بكل صفاء ونقاء وود مثل ود الشعب السوداني الطيب ، فكان الرعيل الأول من الخدمة المدنية رهن إشارة الراحل المؤسس المغفور له بإذن الله ، وعاش الشعبان في إخاء وتراحم لمدى عشرات السنين ، إلى أن جاءت حكومة الإخوان المسلمين ، فطفقت تؤذي الآذان بالإساءات الجارحة والشتائم الناشزة لرموز السيادة الوطنية للبلدان العربية والشقيقة ، فتدهورت العلاقات بين الحكومات ، لكن ظلت الشعوب متماسكة مترابطة متراصة كالبنيان الذي يشد بعضه بعضا ، ومنذ أن انقلاب الاخوان المسلمون على الحكم المدني في السودان ، بواسطة ذراعهم العسكرية داخل الجيش ، لم ينعم السودانيون بالأمن والأمان ، بل ساهم فكرهم الغريب هذا في فصل السودان وتقسيمه لنصفين جنوب وشمال، ولم يتوقف سوء مسلكهم عند هذا الحد، بل ذهب مسلكهم الشاذ لأبعد من ذلك ، بأن أشعلوا حرباً شعواء ضد الشعب السوداني وقصفوه ودمروا بنيته التحتية بالطيران الحربي.

أدين وأشجب بصفتي واحد من عموم أفراد الشعب السوداني ، ملم بتاريخ العلاقات السودانية الإمارتية الممتدة لأكثر من خمسة عقود ، أدين هذا الحديث الفطير الذي أدلى به مساعد قائد الجيش ، الحديث الذي لا يمكن أن يصدر حتى من الذين يتعاطون الأفيون ، إنّه حديث يفتقر لأدنى وأبسط أسس الأتكيت ، لكن لا غرو أن يدلي بمثل هذا السخف من رهن إرادته لجماعة إرهابية متطرفة وفاشلة ، لها سجل حافل بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية ، تلك الجماعة التي عملت ومنذ يومها الأول على  حرمان الشعب السوداني من أن يعيش الحياة الكريمة التي يستحقها ، ومنعت عنه الاستئثار بموارده البترولية والمعدنية من ذهب وغيره، و ختمت مسيرة حكمها الباطش بأن جعلت أفراد الشعب السوداني ينزحون ويلجئون للدول الجارة والصديقة ، وهنا لا يفوتني أن أذكر ما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من دعم للفارين من جحيم الحرب في السودان ، الداخلين أراضيها بحثاً عن الأمان ، بأن أتاحت لهم فرصة الحصول على الإقامة القانونية داخل أراضيها ، الأمر الذي لم يجده السودانيون اللاجئون إلى دول الجوار الأخرى ، إلّا ممن رحم ربي.

لقد اصبح واجباً علينا وعلى كل سوداني شريف وسودانية شريفة ، أن يعملوا على إزاحة هذه الطغمة الإرهابية المسيئة للتاريخ العريق للشعوب السودانية بمختلف جهاتها وأقاليمها ، فإنه لم يكن في عرف الشرق والغرب والجنوب والشمال أن يقوم سيد القوم بتوجيه اصبع السباب والشتم إلى زعماء أقوام آخرين ، لقد أتى هذا الضابط العسكري المغمور بما لم يأت به الأولون ولا الآخرون – المهدي وعلي دينار والأزهري والنميري والمهدي الأخير والميرغني إنّ التعدي على سيادة الجوار العربي المسلم والإقليمي الصديق لا يمكن أن يصدر من قائد ولا نائب لقائد يعي ما يقول ، إنّ الهلاك المبين يأتي من الاستهانة بالمحيطين الافريقي والعربي ، ومن لا يحسن اجترار التشنجات التي حدثت من قبل مع الجارين الافريقي والعربي، لن يكون قادراً على تجاوز محنة اليوم ، ولا يمكن أن يكون مؤهلاً لخوض غمار (حرب السلام) ، فتحقيق مشروع السلام لشعب السودان ليس نزهة ، ولا حرباً كلامية يصدرها من لم يفتح الله عليه بذرة من عقل، وإنما هو عمل دؤوب يقوم به أبناء الوطن البررة في صمت وأناة وتأني ، واجتهاد وسهر وسفر وقدوم ورواح دون كلل أو ملل ، وليس هجاءً جاهلياً يتولى كبره ضابطاً عسكرياً جاهلياً ، لا يدري ماذا تعني سيادة الأوطان ولا مكانة الرموز الوطنية.

كلل الله مساعي الوساطات الافريقية والعربية والرباعية بالنجاح وحفظ الله علاقات الشعب السوداني بالشعوب الافريقية والعربية ، ومتّن أواصره بالأسرة الدولية ، وعافاه من أمراض الجماعات المتطرفة التي أورثته الحرب والقتل والموت والدمار ، وفتح الله عليه أبواب الأمن والسلام الاستقرار ، وأبدله بطانة حكم غير هذه البطانة المسيئة لعلاقاته الإنسانية من حسن للجوار عرف به على مر السنين ، ومن وصداقات راسخة وتعاون اقتصادي مشترك.

 

اللهم آمين.

 

[email protected]

 

‫10 تعليقات

  1. ياسر عبابير العطا
    الدعم مرمطو مرمطة
    زعطوه نعم الزعمطة
    جقلب وهضرب في الكلام
    وكتر كلام البطبطة
    من قطوف الاسافير:

    الزول دا جنا عديل … يا اخي دا حالتو متأخرة جداً قال:
    “في الفطرة الفاطت الشيطان تدخله في كلامي بقا كطير”

    https://fb.watch/tolpLHIz91/

  2. بل انت الارهابي الجبان العنصري ……. ياسر العطاء ضابط عظيم في جيش نظامي عظيم يتكلم من واقع مرارات عاشها شعبه وخيانة وعمالة من امثالك انت والتقزميين ……..هي حرب دولية قذرة ضد شعب ليس له ذنب

    1. يا اخ HAMAD ALI HAMAD ALI استحلفك بالله هل طبعنا نحن السودانيين شتيمة الآخرين وسبهم على الملآ؟ هكذا كما فعل ياسر العطا؟ وكما فعل قبله يونس محمود ايام حرب الخليج؟ وحتى البشير الالفاظ التي كان يستخدمها من شاكلة “تحت جزمتي” هل كانت تشبهنا كسودانيين؟ اما حكاية حرب دولية فأن لا اتفق معك اخي الكريم في ذلك. هي حرب بين الكيزان وصنيعتهم وهذا ما تنبأ به الآستاذ محمود محمد طه قبل اكثر من 50 عاما في نبوؤته المشهورة عندما قال ان جماعة الهوس الديني “سوف تدخل البلاد في فتنة تحيل نهارها الى ليل ثم تنتهي فيما بينهم” وختم “وسوف ينتزعون من ارض السودان انتزاعا”. وسؤال اخير: ما مصير مئات الآلاف من السودانيين الابرياء الذين يقيمون في دولة الامارات الشقيقة اذا ما تعرضوا للطرد منها بسبب تصريحات ياسر العطا غير المسئولة؟ وهل تقبل انت شخصيا بذلك وأن يتضرر هذا العدد المهول من الناس – فيهم المريض والطالب والساعي وراء رزقه – جراء الاساءات القذرة والرخيصة من انسان في موقع مسئولية؟ هل تقبل ذلك؟

      1. الاخ ابوجاكومة…سيبك من حديث ياسر العطا دعم دويلة الشر الأمارات للمرتزقة حقيقة لا ينكرها إلا مكابر و تحدثت عنها الصحف الأمريكية و تناقش فيه الكونغرس الامريكي و الاتحاد الاوروبي أما مسألة المغتربين في دويلة الشر الأمارات هذا حديث غير موفق و ليس من عاقل يربط مصالح و سلامة وطن و 45 مليون سوداني ببضعة عشرات الالآف من مغتربين يقيمون في دويلة الشر الأمارات.

        1. اخي العزيز ابو عزو: ارجو ان تسمح لي مجددا اختلف معك. في زمن الحرب اخي الكريم اول ضحية هي الحقيقة. قد تكون دولة الإمارات داعمة للدعم السريع لكن هل التعامل معها يتم بهذه الطريقة الفجة؟ اين وزارة الخارجية واين الدبلوماسية؟ وهل من “مصالح وسلامة وطن و45 مليون سوداني” ان يخرج انسان في هذا المنصب الحساس ليشتم رئيس دولة اخرى على الملآ وعلى رؤوس الاشهاد ويتصرف بردود الافعال وكأنه صبي يافع؟ اترك عنك الإمارات , ألم يشتم ويهدد ياسر العطا كينيا وتشاد؟ لم يطعن حتى في جنوب السودان؟ وكيف لك اخي الكريم ان تتحدث عن “مصالح وسلامة وطن” وانت لا تعير اهتماما ل “بضع عشرات الآلاف من المغتربين”؟ كما سميتهم مع ان عددهم حسب الاحصائيات الرسمية للسودان يزيد على 200 الف سوداني !! كراهيتك للإمارات اخي ابو عزو يجب ان لا تجعلك تغمض عينك عن التداعيات الكارثية التي ستلحق ب “عشرات الآلاف” من المغتربين السودانيين نتيجة لتصريحات غير مسئولة من انسان يفترض فيه الرزانة والحكمة وعلى ان الاضرار الكبيرة التي ستلحق بالوطن نفسه وعلى صورته امام المستويين الاقليمي والدولي , فمصلحة وسلامة الوطن لا تتحقق بالشتائم والتصريحات الجوفاء المقيتة وإلا قل لي اخي الكريم لماذا اتصل البرهان امس برئيس دولة الإمارات لتقديم الإعتذار لهم ان لم تكن تصريحات العطا غير المقبولة وغير المسئولة تجاوزت كل الحدود بالقدر الذي اضطر البرهان شخصيا لأخذ المبادرة والاتصال برئيس الإمارت لتقديم اعتذار رسمي؟ وسؤال اخير: ماذا تقول عن تصريح العطا بأنه لا تفاوض ولا هدنة مع الدعم السريع حتى لو استمرت الحرب “مائة عام” هل هذا كلام شخص يستحق الدفاع عنه؟ وما مصير ال 48 مليون سوداني في ضوء “حرب القرن” اللي لوح بها العطا؟ وكيف ستتحقق “مصالح وسلامة الوطن” في ظل مواقف انسان بهذه العقلية؟

          1. إذا كان في مليون سوداني في دويلة الشر الأمارات و استدعي الأمر حرق دويلة الشر الأمارات لحرقتها دون تردد…يا مان انا بتكلم عن وطن و شعب.

    2. يا حمد، لعنة الله عليك و على كل الكيزان قوم لوط و اولاد حاج نور.. لعنة الله عليك أيها الكاذب المنافق الضليل.. و لعنة الله على كل الارزقيه و القوادين و القونات و سواقط المجتمعات من امثالك و أمثالهم.. انت قليل الادب و عديم الحياء، بعض من صفات المنحرفين.. كلاب إنتو؛؛؛

  3. اتتو بتجيبو الصنف ده من وين؟
    الامم المتحدة نفسها دعت الامارات للكف عن تمويل المليشيا وحذرتها من ذلك، وانت يا الفالح جاي تقنعنا بالامارات!!
    فعلا حقيقة الروابط القبلية اقوى من روابط الوطنية والدين.
    لو سئلوني فانني ادعم ترشيحك وزيرا للاعلام فى حكومة مملكة ال دقو الافاراضية

    1. الاخ دكتور نفسي…هؤلاء الهوان و المأجورين منهم من ينظر للحرب من منظور قبلي ( كاتب المقال مثال ) و منهم من ينظر للحرب من منظور حزبي و كراهية الجيش و انظر لكمية السب و الشتيمة بالفاظ نابية في حق ناس ماتوا.

  4. الاستاذ المناضل المنافح عن الحق بقلم لا يعرف الانكسار القائل فى شأن الحرب ببصيره العارفين لك ولكل المناضلين الشرفاء التحايا
    ولو أنى اخذ عليك إسهابك فى تحليل ما استفرغه هذا الدميه المدعو ياسر من أباطيل القول فى حق دولة الإمارات الشقيقه،فكل ما يتغوطه نمر الورق هذا من بالوعته النتنه فى شأن الامارات وتشاد وكينيا ويوغنده ما هى إلا محاوله بائسه وفاشله لتبرير هزائم كتائب على كرتى
    وسناء حمد. فإقحامه لأسباب تبرر سقوط المدن والحاميات العسكريه الواحده تلو الاخرى وبوتيره متسارعه هو أمر ضرورى فى هذه المرحله لسببين الأول هو إظهار قوات الدعم السريع بمظهر المحتل الأجنبي وبالتالى تأجيج المشاعر الوطنيه لضمان استقطاب اكبر عدد من المستَحَمرين لخوض معركه ( الكرامه) ضد الأجنبى
    السبب الثانى هو ضمان عدم تذمر التيوس المتبقيه فى زريبة على كرتى بإيهامهم بقوة خارجيه من عده دول تفوقهم فى الجاهزيه العسكريه، يعنى ببساطه لولا تدخل هذه الدول لكانت الحرب قد حُسمت فى ازبوع ازبوعين كما نطقها هذا البيدق فى بداية هذه الحرب التى اشعلوها بناءاً على تكتيكاتهم العسكريه الوحيده ألا وهى الشعارات الكاذبه والخطب الحماسيه الرعناء فى المناسبات الاجتماعيه
    والتكبير والتهليل. ولا أدل على ما ذهبت اليه (استقطاب المستحمرين) من رد هذا النطيحه المدعو حماد Ham Ali Ham (بالمناسبه حرف ال A و ال D ) تم إسقاطهم عمداً
    لأنك كوز انجس من ال HAM. فهو يتحدث عن مرارات الشعب السودانى وهل ذاق الشعب السودانى المرارات من قتل وتشريد وتجويع وتعذيب وارهاب إلا على يد اسيادك خنازير الكيزان وبيادقهم العسكريه من امثال المجرم البرهان والهطله ياسر والكذوب كباشى وغيرهم من السواقط التى إبتلانا بها الله، ادعى هذا المأفون المدعو HAM انها حرب دوليه مما يدل ان خروف ود العطا قد وجد نعجه تسير خلفه اينما شاء لهم على كرتى بالذهاب وهو حتما سائقهم إلى السلخانه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..