الجزيرة وحواشة بت الفكي..!!

ما ترمي يا ولدي..؟
أرمي ليك شنو يُمة مافي حاجة يرموها..
حكاية لم تبارح مخيلتي قط وظلت حاضرة كلما جاءونا ناس حشاش بي دقنو يحدثونا عن تعافي مشروع الجزيرة ونهضته..
كانت للحاجة عيشة بت الفكى رحمة الله عليها حواشة تفلحها بنفسها تقع فى أواخر الحواشات ومثل حواشتها تواجه بعض المشاكل الفنية من ري وخلافه من مشاكل يعلمها أهل الجزيرة ، تُسهم تلك المشاكل فى ضُعف الانتاجية مُقارنة بالحواشات الواقعة أوائل الحواشات ، أيضاً من مشاكل الحاجة أنّ حواشتها كانت بالقرب من القرية حيث تمُر بها كل مواشي القرية وبكل أنواعها وصراع ظل يتجدد بينها وأصحاب المواشي والتي لن تسلم منها زراعتها إن لم تجد من يمنعها من الدخول ..
اجتهدت الحاجة وبامكانياتها البسيطة المُتاحة من زراعة أرضها بالقمح وظلت تُرابط بجانب حواشتها في صباحها والمساء حتى لا تقع المواشي فى القمح ويُفسدنّ عليها الموسم الذى كانت تأمل فى نجاحه إلي أن حانت لحظة الحصاد وبالطبع لم تسلم الحواشة من بعض التلف فى أطرافها ، جاءت الحاصدة ودخلت الحواشة وبدأت تدور وتدور دون أن ترمي من جوالات القمح شيئاً فصاحت الحاجة بسائق الحاصدة ما ترمي يا ولدي ، رد عليها أرمي شنو يا يُمة مافي حاجة يرموها..
المعلوم أن الحواشات التى تخلو من مثل هذه المُعوقات ويُنفق عليها أهلها من أموالهم تُعطي إنتاجية عالية لا تحتاج الحاصدة أن تدور فيها دورة كاملة دون أن تُسقط عدداً مُقدراً من الجوالات فى زمانٍ كانت انتاجية الفدان فيه عالية جدا..
جاء الطوفان وصيّرها يبابا وأصبحت حواشات الجزيرة كُلها أواخر بُيوت بفضل الدمار والخراب الذى أصاب جسد المشروع وصارت المياه لا تصل كما كانت بل بعد مُعاناة يتساوى فيها أهل الحواشات أولها وأخرها إلا أصحاب المال ومن بيدهم بعض السلطة ..
ما أفسده البعض في هذا النظام في جسد مشروع الجزيرة لن تُصلحه مهرجانات تسوق إيلا وليالي الطرب في الجزيرة وقد شبع أهلها من الطرب والغناء كيف لا وهم أهل المغنى الأصيل يوم أن كان مشروعهم ينبض بالحياة ويوفر لهم حياة فيها الكثير من الأمن والإستقرار ، لن تنهض الجزيرة ولن تُعيدها مُحاولات تجميل مدني الجميلة أصلاً بمشروعها وأهلها إلي سابق سيرتها التي كانت ، دمار لن تنهض به الوعود السنوية لا ولن ينهض بذهاب حاج أحمد من مجلس إدارة المشروع وحلول أحمد مكانه وكلاهما الفيهم معروفة ..
لا تحلموا كثيراً يا من تنتظرون نجاح موسم القمح في الجزيرة فمعظم المساحات التي اقترحتموها تشبه حواشة بت الفكي يشكو أهلها قلة الماء والمال..
سوف لن ترمي لكُم الحاصدات ما تنتظرونه من قمح ولن يُنتج المشروع شيئاً بلا تأهيل حقيقي ..يكفي تصريحات وقد ملّ أهله جُرعات التخدير وهُم في إنتظار جُرعات المياه للتخضير..
والله المُستعان..
بلا أقنعة..
صحيفة الجريدة..
[email][email protected][/email]
مناجاة:
نقدم هذه المناجاة بمناسبة ما يدور في ولاية الجزيرة هذه الأيام من خلافات داخل الجهاز التشريعي مع الجهاز التنفيذي والنتيجة هي ما نراه ماثل في الجزيرة ومشروعها.
الاباء والأمهات والأخوان والأخوات من عواجيز اهل الجزيرة والأبناء الصغار فلذات الاكباد لكم الله وحده فشبابكم ذوي الحيوية والأعمار الصبية بدل أن يفعلوا الاسباب التي تقيكم بعد ارادة الله من الاصابة بالسرطان والفشل الكلوي والملاريا والبلهارسيا وغيرها من الامراض التي هدت اجسامكم وفتت قواكم وكانت سبب بعد ارادة الله لانتقالكم للدار الباقية. وبدل ان يسعوا متحدين كلمتهم كلمة رجل واحد وهدفهم واحد وبوصلتهم تسير في اتجاه واحد لكي يستخدموا الحلول العلمية والعملية لانتشال مشروعكم الذي كان سندكم وسند غيركم والذي كنتم تنتجون منه محاصيل يصل انتاجها اضعاف انتاج اليوم على الرغم من انكم لا تملكون تركترات ولا آلات ثقيلة لتحضير الارض بل تملكون تور الشركة الذي يجر المحرات على ظهره (تورين يوصل بينهم عود على ظهورها ويربط المحرات في منتصف العود) لا هرو ولا خلخال ولا دسك ولا محرات ولا ناموسة ولا قطاعة جداول بل كوريق وواسوق ومحفار وطورية لا تقاوي محسنة ولا زراعه بل تيراب من الشوال و جكانة وسلوكة ولا مبيد حشائش ولا غيره بل كدنكة وملود لا سماد يوريا ولا سيوبر فوسفات ولا هيوميد ولا غيرها لا مبيدات حشرية ولا فطرية. لا دراسه ولا حصادة بل مدقاق خشب يضرب به العيش أو يدق والحمير أو البقر تلف حول تقاة القمح لدقها وعلى الرغم من ذلك انتاجكم عشرات الأرادب من الذرة التي تدفنوها في المطامير وعشرات الاشولة من القمح وعشرات القناطير من القطن وخضار يؤكل غير مغسول ولا يسبب أي ضرر طعم الطماطم كأنه عسل ترجع البهائم من الخلاء وبطونها منفوخة من الشبع وضرعها يمنعها من المشي لكثرة اللبن. واليوم على الرغم من توفر كل الامكانيات التي ذكرتها فان الانتاج في المشروع يتدنى كل عام والقائمون على امر الجزيرة والمشروع مشغولون بالخلافات والاختلافات وقد وضح ذلك في التضارب الواضح بين ادارة الغيط وادارة الري من خلال انقطاع المياه عن الترع اكثر من مرة خلال الفترة الحرجة فترة تأثيث المحاصيل واشهد الله انني ظللت لمدة يومين مرابط في ابوعشرين احرس طلمبة الشفط لتشفط الماء من البرقان الذي امتلأ ماء بسبب تدفق الماء من الترعة (انكسرت ) وذلك قبل قطع المياه تماما حيث تم تجفيف الترع بدلا عن ان يترك فيها الكم المعقول من المنسوب ولولا عناية الله ووجود ذلك الماء الذي قمت بشفطه لفقدت مساحة فدانين مزروعة بالبصل زراعة مباشرة ولم تروى بعد الزراعة الا من خلال المطر والمعروف ان البصل في مرحلة المسمس كما يطلق عليه يتطلب وجود رطوبة دائمة حتى يتخطى هذه المرحلة ثم انه وكما حدث في خريف 2014 حينما كانت الامطار غزيرة في جنوب الجزيرة ولكنها شحيحة بل معدومة في شمال الجزيرة ولكن بسبب الامطار في جنوب الجزيرة قطعت المياه تماما من كل المشروع فتعرض شمال المشروع للعطش الشديد ووقتها قام البعض بنقل المياه في براميل من القرى لري مشاتل البصل في الحواشات وقد تكرر هذا المشهد مرة اخرى هذا الخريف 2016 حيث حدث الغرق نتيجة الامطار الغزيرة في جنوب الجزيرة والمناقل ولكنها لم تكن بنفس المستوى في شمال الجزيرة وبحدة اقل حيث قام زراع البصل بقطف الماء المتجمع في ابوعشرينات بواسطة الجركانات والجرادل لري شتول البصل في المشاتل التي لا تتحمل غياب الري فترات طويلة بسبب الكثافة العددية العالية. وهذا دليل واضح على اننا لا نستفيد من الاخطاء ونكرر نفس الخطأ فلك الله يا وطني ولكي الله يا جزيرتي الحبيبة التي بدل ان يسعى شبابك لجعلك جزيرة بحق تحف بك المياه وتغطيك الخضرة ويتجول فيك الوجه الحسن يشتم هواء نقي خالي من التلوث وتنتجي محاصيل متنوعة ويرتفع انتاجك رأسيا بسبب وسائل التقانة والعلم وكثرة العلماء ويكون المنتج من خضرواتك ما تتمناه النفس لا ما تشم فيه رائحة المبيد وأنت تدخله في فمك ليتجه لداخل جسمك فيقوم بتدمير خلاياه ويحولها من خلايا طبيعية الى خلايا سرطانية بدل ان يغذيه وبعد كل ذلك يتسببون في جزرك كما تجزر الشاة. فنسأل الله أن يغيض لهذه البقعة المباركة من أبنائها من تمتلك كيانه قلباً وعقلاً تفكيرا وانتماء جهدا وعمل وقتا ومالا وحتى يحين ذلك الوقت نسأل الله أن نمتلك الصبر الذي يبعدنا عن اليأس والقنوط والله المستعان.
الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة