أجمل سنوات “الديكتاتورية”

سنوات طوال عاش العالم العربي استقرارا ، لدرجة اننا حينما كنا صغارا نذكر بكل طلاقة جميع رؤساء الدول العربية، بل والافريقية ايضا، ليس لان جيلنا أفضل حالا من جيل اليوم، بل لأن هؤلاء الرؤساء ومهما يقال عن “ديكتاتوريتهم”، حققوا لأوطانهم استقرارا وتنمية وأرسوا البنى الاساسية لدولهم ، وهي بنى لاتزال تجمل هذه الدول وحتى من جاء بعدهم لم يفلح في تحقيق ما اصابوه هؤلاء الرؤساء من نجاح.
خلال السنوات الماضية تبدلت الخارطة السياسية للعالم العربي ،فمن بين هؤلاء الرؤساء من مات ومنهم من قتل ومن سجن ومن لايزال يلاحق ،وجلس على كراسيهم رؤساء جدد غير ان هذه الكراسي اصبحت شديدة الاهتزاز ، فبعد صدام حسين مثلا في العراق لا يكاد كثير من غير المهتمين يذكر اسماء من حلوا بعده ورحلوا على عجل، والحال ينطبق على ليبيا والصومال واليمن ويمتد حتى سوريا ومصر. نحن حينما نقول بهذا الحديث لا نريد أن نتغنى بالدكتاتورية، ولكن ما لأيمكن ان يختلف عليه اثنان ان عهود هؤلاء شهدت الاستقرار والامن ورخاء العيش ، وتوفر الخدمات الصحية والتعليمية، بل في عهد الرئيس الراحل صدام حسين أصبح علماء العراق يشار اليهم بالبنان، وبعد ان تم اغتياله فجر يوم عيد الاضحى ، أصبح اغتيال علماء العراق أمرا ممنهجا.
ترى لماذا ظل هؤلاء الرؤساء لسنوات طويلة في سدة الحكم ، هل لانهم متهمون بموالاة الغرب، وان صحت الاخيرة ، فما العيب في مولاة أفضت لتقديم أفضل الخدمات الاجتماعية لشعوبهم ، وايضا ماذا جنت هذه الشعوب من ثورات ماسمي الربيع العربي الذي أصبح لهيبا تكتوي به الشعوب ، حيث تحولت بعض هذه الدول لتشييد السجون بدلا عن المدارس والمستشفيات، بل اضحت ديكتاتورية الحكام الجدد لا تقاس بدكتاتورية من سبقوهم ، فاذا كانت ديكتاتورية القدامى قد اكتوى منها من ظل يمارس العمل المعارض طمعا في كرسي ،او رغبة في تقديم الافضل لشعوبهم ، فقد اكتوى بدكتاتورية الحكام الجدد قطاع عريض من شعوبهم المطالبة فقط بحياة كريمة .
ازاء هذا الواقع المؤلم هل ستتباكى الشعوب العربية على الرؤساء الذين رحلوا عن الدنيا وتصبح زيارة قبورهم فيها عزاء للنفوس ، أم لا تعدو القصة ان تكون عابرة ، بحيث ينهض من بين هذه الشعوب حكام يخافون الله في شعوبهم ، ويعملون من اجل تنميتها وتطويرها وإنهاء مسيرة نزيف الدماء المتواصلة ليل نهار بلا وجود طرف رابح.
يبدو ان استطلاعا لو اجري في الشارع العربي، عن هل تريد رئيسا ديكتاتورية ولكنه يوفر لك الصحة والتعليم والعيش الكريم، ام تريد قبر هؤلاء والاتيان برؤساء من شاكلة من سطوا على الحكم من بعد الراحلين. ستكون النتيجة مذهلة بأن اهلا وسهلا بدكتاتورية الراحلين.
أدرك ان هناك من سيخرج ويطيل “الفلسفة” التي تقول يمكن ان نموت جوعا ونحيا بعزتنا وكرامتنا.. ياسيدي أي عزة واي كرامة مع الجوع والجهل والمرض.. انظر الى مدارس سوريا تحولت لمخازن اسلحة ومشافي العراقي وجامعاتها العريقة اضحت مؤن الحشد الشعبي الطائفي، وأحرقت ابار النفط في ليبيا، واصبحت حكاية الصومال اكبر دول عربية مصدرة للموز من التاريخ.
عموما تمضي الشعوب العربية بأمرة حكامها الجدد نحو هاوية سحيقة ، فيما الغرب واسرائيل يعيشون ليالي فرح طويلة .
مصطفى محكر.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا محكر .. والله ما في شئ اوردنا هذه المهالك والحروب والإختلاف والدمار غير تسلط هؤلاء الديكتاتوريين على رقابنا كل هذه السنين .
    يا سيدي الإحتراب والتحّزب الذي يضرب دول المنطقة الآن نتاج طبيعي للإستبداد الذي كان قائما ويمارس ضد الشعوب لعدم اتاحة الحريات و مواجهه مخالفي الرأي بالعنف ووضعهم بالسجون كذلك (عطب) النظام التعليمي والذي كان نتيجته أمية وتخلّف هذه الشعوب المحتربة الآن .
    ماذا قدّدم صدام بالله عليك للعراق ؟؟ .. صواريخ و حروب عبثية مع ايران و الكويت وغيرها !!!
    لم يستثمر صدام التقدم العلمي للجامعات العراقية سوى في ابحاثه العسكرية والتدميرية !!!
    الى أين قاد القذافي بلاده وهو يدعم الحركات المناهضة للغرب و ما قضية ( لوكربي) سوى مثال على افعاله الخرقاء والتي كلفت شعبه مليارات الدولارات
    كـ ( تعويضات) لاسر الضحايا ودولهم .
    ماذا كانت نتيجة حكم الديكتاتور موغابي لزيمبابوي كل هذه السنوات .. سوى مزيد من الفقر والتخّلف ؟؟
    ماذا فعلت دولة الاسلامويين الاستبدادية بسوداننا ؟؟
    ماذا جنينا من ديكتاتوريتها سوى الحروب العبثية و بيوت الاشباح و الجوع ثم آخرها قتل مواطنيها بالاسلحة الكيمائية وهو ذات الامر الذي اقترفه ديكتاتور
    آخر ضد شعبه (صدام) .
    ان مثال كوريا الجنوبية (الديمقراطية) صانعه السيارات والسفن التجارية العملاقة والهواتف الذكية و كوريا الشمالية (الديكتاتورية) صانعة الصواريخ البالستية
    في حين شعبها يعاني الفاقة والجوع لخير مثال على (خطل) صلاح حكم الفرد او ايدلوجيا الاستبداد والحزب الواحد .
    إن الغرب يعيش (ليالي فرح طويلة ) بفضل ديمقراطياتها و الحريات التي تنعم بها شعوبها بعد ان تخلّصت من ديكتاتورياتها البغيضة ..
    النازية و الفاشية و الشيوعية وصولاً لميلوسوفتش وغيره !!!

  2. يا محكر .. والله ما في شئ اوردنا هذه المهالك والحروب والإختلاف والدمار غير تسلط هؤلاء الديكتاتوريين على رقابنا كل هذه السنين .
    يا سيدي الإحتراب والتحّزب الذي يضرب دول المنطقة الآن نتاج طبيعي للإستبداد الذي كان قائما ويمارس ضد الشعوب لعدم اتاحة الحريات و مواجهه مخالفي الرأي بالعنف ووضعهم بالسجون كذلك (عطب) النظام التعليمي والذي كان نتيجته أمية وتخلّف هذه الشعوب المحتربة الآن .
    ماذا قدّدم صدام بالله عليك للعراق ؟؟ .. صواريخ و حروب عبثية مع ايران و الكويت وغيرها !!!
    لم يستثمر صدام التقدم العلمي للجامعات العراقية سوى في ابحاثه العسكرية والتدميرية !!!
    الى أين قاد القذافي بلاده وهو يدعم الحركات المناهضة للغرب و ما قضية ( لوكربي) سوى مثال على افعاله الخرقاء والتي كلفت شعبه مليارات الدولارات
    كـ ( تعويضات) لاسر الضحايا ودولهم .
    ماذا كانت نتيجة حكم الديكتاتور موغابي لزيمبابوي كل هذه السنوات .. سوى مزيد من الفقر والتخّلف ؟؟
    ماذا فعلت دولة الاسلامويين الاستبدادية بسوداننا ؟؟
    ماذا جنينا من ديكتاتوريتها سوى الحروب العبثية و بيوت الاشباح و الجوع ثم آخرها قتل مواطنيها بالاسلحة الكيمائية وهو ذات الامر الذي اقترفه ديكتاتور
    آخر ضد شعبه (صدام) .
    ان مثال كوريا الجنوبية (الديمقراطية) صانعه السيارات والسفن التجارية العملاقة والهواتف الذكية و كوريا الشمالية (الديكتاتورية) صانعة الصواريخ البالستية
    في حين شعبها يعاني الفاقة والجوع لخير مثال على (خطل) صلاح حكم الفرد او ايدلوجيا الاستبداد والحزب الواحد .
    إن الغرب يعيش (ليالي فرح طويلة ) بفضل ديمقراطياتها و الحريات التي تنعم بها شعوبها بعد ان تخلّصت من ديكتاتورياتها البغيضة ..
    النازية و الفاشية و الشيوعية وصولاً لميلوسوفتش وغيره !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..