أخبار السودان

بعد خطوة البعث.. الاتفاق الإطاري.. بوابات للخروج والدخول!!

المركزي: خروج البعث العربي من التحالف مؤسف

أبوراس: البرهان استدرج الحرية والتغيير للتوقيع على الإطاري

البعث العربي: المركزي وقع مع العسكر وأوهمنا أنه يتفاوض

أبو خريس: خروج البعث يعيدنا إلى صراع (الموز والتغيير)!

بعد موجة من الانتقادات للاتفاق الإطاري، أعلن حزب البعث العربي الاشتراكي أمس خروجه من التحالف في ثاني مغادرة للتحالف بعد الشيوعي. المجلس المركزي وصف الخروج بالمؤسف، لكنه قال لـ(اليوم التالي) أمس  إن الحوار مع البعث سيظل مستمراً، طالما أنه يقف في خندق العمل على إسقاط انقلاب ٢٥ أكتوبر، لكن المحلل السياسي عبد الرحمن أبو خريس وصف ما حدث بالأمر الخطير، منتقداً عدم مقدرة أحزاب التحالف على تحقيق حد أدنى من التوافق بينها، في وقت توقع خبير التفاوض إسماعيل أمين مجذوب دخول البعث في ائتلاف مع الشيوعي ولجان المقاومة ضمن الاصطفاف ضد الحل السياسي الجاري الآن بالبلاد.

الخرطوم: إبراهيم عبد الرازق

استدراج واضح !

من جهته قال نائب الأمين العام لسر حزب البعث العربي الاشتراكي عثمان إدريس أبو راس إن الإخوة في الحرية والتغيير لم يفهموا أن ما يحدث تحت مسمى الحل السياسي هو استدراج من قبل البرهان، وأنه يستدرجهم بهذا الاتفاق، وأضاف لـ(اليوم التالي) أمس: المفاوضون من التحالف مع العساكر كانوا يروحون ويجيئون ويتحدثون عن التفاوض، بينما حددوا وقت التوقيع مع المكون العسكري.

ولفت أبوراس أن المجلس المركزي أصبح مغيباً في قوى الحرية والتغيير، وأصبح القرار بين المجموعة التي في الإعلام والسكرتارية، أما المكتب التنفيذي للتحالف فلا تعرض عليه أي خطوات أو قرارات.

وتابع: ظلت قوى الحرية والتغيير تظن أنها يمكن أن تصل إلى توافق مع الانقلابيين دون موقفها في الشارع، وهذا تقدير خاطئ، وعدم ترتيب للأولويات، مع التركيز على الدعم الخارجي، ناسين أن الخارج ممثلاً في أمريكا أو غير ها يهتم بمصالحه ولا يعنيه النظام الذي يحكم، ديموقراطي أو غير ديموقراطي، بل الذي يهمه مدى تجاوب النظام الحاكم مع مشاريعه.

وشدد على أن التحالف أهمل، بل قطع تماماً أي صلات بينه وبين الشارع والحراك الجماهيري ولجان المقاومة .

ومضى: هم يعتقدون أنهم يحدثون اختراقاً للانقلاب، بينما الطرف الآخر العسكري يمارس العكس تماماً على الشارع، أنظر إلى كمية العنف التي تمت أمس الأول ضد المواكب، عنف غير مسبوق على المطالبين بالدولة المدنية في المدن الثلاث بالعاصمة، فإذ كانت السلطات لا تتحمل تظاهرة سلمية، فكيف يمكنها الالتزام بدولة مدنية مكتملة الأركان، حتى في يوم التوقيع على الاتفاق الإطاري كانت السلطات تقمع المظاهرات في الخارج

الجبهة الشعبية!

وحول ثم ماذا بعد الافتراق عن التحالف قال أبوراس: نحن لا نزايد، والوقت لا يسمح بالمزايدة هذا الموقف يأتي متسقاً مع مواقفنا في أديس أبابا حيث رفضنا (حوار الوثبة)، وقلنا إنه (حوار طرشان) لن يؤدي إلى نتيجة، كذلك كان قرارنا فيما يخص (نداء السودان) لأنه يحمل الموافقة على القرارات (٤ و٥ و٦) ، وحتى في ديسمبر ٢٠١٩ في اجتماع داخلي للحزب يومي ٢٢ ديسمبر بدار البعث في العرضة و٢٧ من ديسمبر بدار الحزب في الحلة الجديدة أكدنا عدم المشاركة في أي حوار بمنأى عن الشارع والقوى السياسية، ومن المهم جداً في هذا المقام الإشارة إلى أننا لم نشارك في المجلس الوطني بعد اجتماع القاهرة، وكشف أبو راس أنهم سيعكفون على نشر الوعي عبر جبهة شعبية وطنية يطول أمدها أو يقصر، نخطط لفعاليات تتوج بالإضراب السياسي والعصيان المدني .

وحول إمكانية تحالف البعث العربي مع القوى الرافضة للتسوية مثل التحالف الجذري أو الكتلة الديموقراطية قال أبوراس: كما ذكرت لك نحن لا نزايد، سمعنا تصريحاً من عضو باللجنة المركزية للشيوعي ما معناه من يريد التحالف فليحضر إلينا، هذا المنطق مرفوض، الفيصل للجبهة الشعبية هو إيمان القادمين بأفكارها شيوعيين أو غير شيوعيين أو اتحاديين إلى آخره.

الود موجود!

المجلس المركزي وصف خروج البعث العربي من التحالف بالأمر المؤسف، لكنه أكد أن الخلاف بينهم لا يعدو فقظ على كيفية تحقيق الهدف وليس خلافاً جوهرياً، وقال عضو المجلس المركزي نور الدين صلاح الدين لـ(اليوم التالي) أمس: ما حدث تباين في التفسيرات حول الوصول للهدف في إقامة دولة مدنية، وأشاد صلاح الدين ببيان البعث الصادر أمس وأضاف: الجيد في الأمر أن خطاب أو بيان البعث العربي لم يجنح للتخوين، بل تحدث فقط عن أنهم يتبنون وسيلة أخرى للوصول إلى الهدف المشترك، ولفت صلاح الدين الى أن خروج العربي لا يعني عدم القدرة على الحوار معه مجدداً، بل إن الخطوة تمهد لتجويد وتنويع وسائل العمل. ووتابع: إذا قدر النجاح للعملية السياسية الجارية الآن، فإن الفضاء السياسي المدني سيبقى متاحاً للجميع، وإذا قدر لنا إسقاط الانقلاب عبر العمل السلمي فنحن والبعث العربي سنظل مع بعضنا البعض في نفس الميدان.

وحول إمكانية تحالف البعث مع قوى معارضة تضعف من نجاح الحل السياسي قال صلاح الدين، بحسب بيان البعث لا أعتقد أنه سيتحالف مع قوى داعمة للانقلاب مثل ما يعرف بـ(الكتلة الديموقراطية)، لكنه سيتحالف مع قوى ثورية رافضة للانقلاب.

الشيوعي والمقاومة!

خبير التفاوض والدراسات الاستراتيجية اللوء د. أمين إسماعيل مجذوب، قال لـ(اليوم التالي) أمس إنه يتوقع دخول البعث العربي الاشتراكي في تحالف مع الشيوعيين ولجان المقاومة، وقال إن خروج الحزب من التحالف أمس مناورة ونوع من الضغط على المجلس المركزي للتأثير على الاتفاق السياسي، ولفت مجذوب أن البعثيين فضلاً على عدم ثقتهم في المكون العسكري فهم يرون من الصعوبة بمكان استطاعة الموقعين تجاوز ملف القضايا الخمس بسلام، لا سيما العدالة والعدالة الانتقالية وملف السلام.

تهديد التحالف!

ورأى المحلل السياسي أن انسحاب البعث العربي الأصل من تجمع الحرية والتغيير حدث كبير جداً وخطير، وأضاف لـ(اليوم التالي): إن الخروج يمس كتلة الحرية والتغيير بوصفها كتلة تاريخية ساهمت في حركة الاحتجاج السياسي وإسقاط نظام الثلاثين من يونيو ٨٩، ووصف أبو خريس تشظي هذه الكتلة وعدم توافقها على التحول الديمقراطي، دليل كبير على أن هذه الأحزاب والتنظيمات السياسية، لم تكن لديها أي رؤية حول البناء الديمقراطي لما بعد الثلاثين من يونيو، ولفت الى أن هذه التباينات تلاحظ أيضاً في مواقف الحزب الشيوعي السوداني الذي خرج باكراً من التحالف، وأيضاً مواقف لجان المقاومة السودانية، فمن الواضح جداً أن أي كيان سياسي أو أي كيان مدني لديه مشروعه السياسي الذي يحاول أن يفرضه على الآخرين، لم نشاهد أي شكل من أشكال الممارسة الديمقراطية داخل هذا التكتل السياسي الكبير، هؤلاء الأحزاب اتفقوا فقط على رفض وعداء نظام الإنقاذ، لكن ليس لديهم أي تصور أو مشروع يتحملونه مع بعضهم البعض، في تحقيق منظومة سياسية تحقق الحد الأدنى من نقاط التلاقي أو التوافق فيما بينها، وتابع: ولا يمكن بأي حال من الأحوال بعد هذا الكم من التضحيات الجسام من أرتال الشهداء والتراجع الاقتصادي الكبير الذي تم خلال الفترة الانتقالية هذه والمعاناة الكبيرة للشعب السوداني، نأتي لتنظيمات سياسية لا تتحمل بعضها بعضاً، ولا تستطيع أن تنتج من التفاهمات السياسية ما يمكنها إنجاز الحلم أو المشىوع الديمقراطي للدولة السودانية .

وأضاف أبو خريس أن هذه الأحزاب الممثلة في التحالف تحتاج لمراجعات في مواقفها ومقولاتها السياسية، ولفت الى أنه ليس العسكر وحدهم متهمون بالمساهمة في استمرار الأزمة، وذهب الى أن هذه القوى السياسية مهددة بالمزيد من التشظي، وما يحدث ليس في مصلحة التحول الديمقراطي بأي حال من الأحوال.

توقيت حرج!

وحول توقيت انسحاب البعث من التحالف قال أبو خريس إنه يأتي في اتجاه دعم وتأسيس الكتلة المعارضة للاتفاق الإطاري، فنحن نشهد الآن زيادة وتوسعاً في عدد المعارضين لهذا الاتفاق السياسي، فالخروج في هذا التوقيت ينسحب على دعم المعارضين .

وتابع: حقيقة لا يوجد عمل سياسي يحظى بإجماع تام، لكن عندما يتعلق الأمر بالقوى التي أنجزت إنهاء نظام الإنقاذ وحكمها وتعجز بهذا الشكل عن الاتفاق يصير الأمر لافتاً، ما يحدث الآن يذكرنا بما قبل ٢٥ أكتوبر والاصطفاف حول (تجمع الموز) والحرية والتغيير، الآن نشهد تكتلاً واصطفافاً مماثلاً .

وحول المبررات التي صاغها البعث العربي للخروج في بيانه أمس قال أبو خريس: إنه تركز على أن ما يحدث تسوية سياسية مع العسكر وضد تطلعات الجماهير، في حين أن جزء كبير منهم كان موافقاً ومشاركاً في حكومة الشراكة الأولى.

ولفت أبو خريس أن الحرية والتغيير اليوم دخلت في امتحان كبير جداً، فهل يستطيعون مرة أخرى النجاح في إدارة الفترة الانتقالية والخروج منها بانتخابات؟، وأردف بقوله: أشك في ذلك.

ومضى أن أهداف ومرامي البعث العربي الاشتراكي كبيرة وتتقاطع مع القوى التي وقعت الاتفاق وهذا دليل قاطع وكاف لحوجة القوى المدنية لمراجعات على المستويين الداخلي ومستوى الكتل السياسية. ونوه الى أن التوقيت زائد سقف المطالب في بيان البعث أمس وهي المطالب المتنقلة المعروفة دليل على عمق خط حزب البعث العربي تجاه الأزمة وموقفه منها.

وأشار أبو خريس إلى متغيرات إقليمية ودولية تحتم على الحزب المنسحب مراجعة مواقفه لافتاً الى أن ما أشار إليه البيان من أمور تحتاج إلى اجتثاث، مثل قوى الدولة العميقة والمناهضة للديمقراطية الأفضل أن يترك لمؤسسات الدولة التي بدأت في العمل عليها بالفعل أو الطعن فيها لاحقاً (التفكيك عبر المؤسسات العدلية) ودعا أبو خريس البعث العربي الى مراجعة ما بنى عليه بيانه أمس الأول والتي وصفها بالقديمة وتحتاج إلى تجديد وذلك وفق العوامل الخارجية المستجدة من سياسات دولية نحو السودان.

=-=-=-

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..