إلى أين نحن مساقون؟

إلى أين نحن مساقون؟

فيصل محمد صالح
[email protected]

هل يعلم أحد، أي أحد، إلى أين نحن مساقون، وما هو الطريق الذي نسير فيه بالضبط، ومتى وكيف نصل؟.
لو كنا نسير في طريق خاطئ، يعلم أهله به، فالرجعة عنه ممكنة ومأمولة، وإن سرنا في طريق صعب وطويل وهناك ما هو أقصر وأسهل منه فمعالجة ذلك ممكنة ولن ترهق أحدا فترة طويلة، لكن المشكلة الحقيقية عندما نكتشف أن لا أحد يعلم وجهتنا والطريق الذي نسير فيه، وهو ما نحس به حاليا.
قالت لنا حكومتنا السنية فليذهب الجنوب للجحيم، فنحن قد أعددنا أنفسنا جيدا لما بعد انفصال الجنوب، وجاهزون بخطة لتعويض النقص في البترول وموارده، ولدينا موارد كثيرة تكفي. ثم تغنى بعضهم بالذهب، وما أدراك ما الذهب، وقدموا لنا تقارير لا تجعل البحر طحينة فقط، بل “عجوة معطونة بالعسل”. ثم أصبح الصبح، فإذا بالمسؤول لا يعلم شيئا ولا هو بأعلم من السائل، وربما يكون السائل أقرب للحقيقة وأعرف بالواقع من المسؤول.
فوجئت (!) الحكومة بوجود الحركة الشعبية قطاع الشمال، ولم تكن تأخذها في الحسبان، وتلفتت تتساءل “ديل جونا من وين”، واضطربت خطواتها وتصريحات قياداتها حول طريقة وأسلوب التعامل مع قطاع الشمال، من الاعتراف والإشراك في الحكومة، للاعتراف بدون مشاركة، للنفي والإبعاد والتجريم. وكان واضحا أن ذلك تم بدون خطة أو استعداد مسبق أو اتفاق ودراسة في دوائر الحزب، بدليل أنهم اكتشفوا فجأة حاجتهم لمجلس الأحزاب الذي لا يجتمع وليس لديه رئيس، فجاءوا به سريعا ليؤدي القسم، ثم يصدر قرارا بعد يومين بعدم شرعية الحركة، ولن نسمع عنه شيئا بعد الآن.
قيل أن موضوع النفط قابل للمعالجة، ولديهم الخطط البديلة، ثم اتضح أن خطتهم مستوحاة من ألعاب الطفولة، وهي اللعبة الشهيرة… “ّفيها وللا نطفيها”، ولست مفتريا على أحد والله العظيم، فقد سمعت معنى هذا الكلام من رئيس الجمهورية شخصيا، وأكثر من مرة، ومن الواضح أنهم قرروا إراحة دماغهم من اجتماعات اللجان واقتراحات الخبراء والدراسات الفنية أو السياسية الطويلة والمملة، ولجأوا لهذا الحل المبتكر.
ثم حدثنا وزير المالية عن اكتمال الاستعدادات لمواجهة النقص في عائدات البترول، وفهمنا أن نعم السماء ستنفتح علينا، وربما تزيد الموارد التعويضية عن المبلغ الأصلي الذي كان يوفره البترول، وان أخوتنا في الجنوب سيعضون أصابع الندم، على مفارقتهم لهذه الجنة، فإذا بنا وبعد شهرين فقط من الانفصال نكاد نقطع أصابعنا من العض لأننا سمعنا كلام “سيادتو” وصدقناه، فالرجل، وبوضوح شديد، لا يعلم عن مسار ومصير الاقتصاد السوداني أكثر ما أعلمه أنا عن الفيزياء النووية، وربما لو اجتهدت قليلا قد أعرف شيئا أكثر من معرفته.
ثم، وآه من ما بعد ثم هذه، هل يعلم أحد كيف ستنتهي الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وإن كان بعض المسؤولين يملك إجابة، فلم علينا أن نصدقه وقد كذبت توقعاتهم وتصريحاتهم في كل المجالات؟ بل حتى في حرب جنوب كردفان انتهى الأمر بإعلان وقف إطلاق النار، الذي لو تم فعلا سيجمد الأمور على ما هو عليه، فكيف ومتى إذن ستتحرك نحو الحل؟.
بعد كل هذا أزعم باني أعرف شيئا واحدا، إننا ننحدر نحو الهاوية، وبسرعة شديدة، وأن مصير بلادنا وشعبنا على كف عفريت، ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.

تعليق واحد

  1. قلت الحقيقة كاملة اننا نصعد نحو الخاوية بسرعة شديدة وهذه مألات الامور عندما تدار بهذا الشكل :rolleyes:

  2. الحكومه شغاله رزق اليوم باليوم , تقضى يومها وبكره بجى بى خيروا …… ماهى اصلها كلها لله لا للسلطه ولا للجاه;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( ;( :mad: ;( :mad: :mad: :mad:

  3. صاحب القلم الرشيق الاستاذ فيصل: نعم قد بلغت ولكن رسالتكم كصحفيين يجب ان تفكروا وتسطروا لنا كيفية الخروج والحل لهذه الماساة الكل يعلم ولايخفى على احد حال البلد:

    * اما ان تنصلح الحكومة وهذا امر مستبعد
    * واما ان يعلنوا فشلهم ويتنحوا وهذا مستبعد
    * واما ان تقوم ثورة عارمة : تطهر هذا الدنس وهذا ممكن- ولكن يجب ان تكون هذه الثورة منظمة من قبلكم انتم لان هذه الثورة هى ثورة الاغلبية الصامتة التى لاتنتمى لحزب من الاحزاب المعارضة الهزيلة- فيجب ان تكون منقادة وموجهة بواسطة كل الاقلام الشريفة التى تريد لهذا الوطن الخروج من هذا المازق ورفعة شانه بعدها

  4. ياخ عليك الله شوف ليك مهنة ثانية حتى لاتحرق اعصابنا وتطلع روحنا وتحرق اعصابك ياخ ديل تتابع مصائبهم والله يجيك شلل نصفى ولو منتظر ليك اصلاح وتقدم من ديل انت بتحلم بس قول ياريت نبقى على كده لانه المستقبل مع ديل اسود من قلوبهم والله يرحمك ياسودان وياشعب

  5. وزير الماليه ومن المركز الاعلامى لمجلس الوزراء اطلق تحذير للمتاملين فى الدولار بالسوق الاسود تحذير كدى تخيلوا يكون شنو حذرهم بان الدولارات ديه سوف تقع ليهم فى ايدهم وبالعديل كده ماحايعرفوا يسوا بيها شنو-

  6. المصيبة السائق نفسة هارب يعني نحن مخطوفين والسائق مطارد يعني النهاية حادث فظيع والخسائر كبيرة

  7. بعد كل هذا أزعم باني أعرف شيئا واحدا، إننا ننحدر نحو الهاوية، وبسرعة شديدة، وأن مصير بلادنا وشعبنا على كف عفريت، ألا هل بلغت، اللهم فأشهد.

    يا أستاذ فيصل انت ساعة عارف مالك مجهجهنا ومتعبنا… نعم ماضون نحو الهاوية وبسرعة شديدة، تعالوا نجرجرهم ونرميهم في الهاوية ونضحك عليهم وي اتخلصنا منكم………..

  8. سيدي الرئيس حكمت ففشلت لماذا لا ترحل
    ارحل سيدي الرئيس لانك :-
    1- لم تطبق الشريعة التي وعدتنا بها
    2 – فصلت الجنوب
    3- نهبت انت واهلك ووزراءك البلاد
    4- قتلت وسفكت الدماء
    5- شردت الالاف للصالح العام
    6- أفسدت الخدمة المدنية والعسكرية
    7 كممت الافواه وفتحت بيوت الاشباح
    8- حكمت اكثر من22 عاما ولا أمل للاصلاح بل التدهور المريع
    9 -في عهدك ضاعت القيم والفضيلة
    10 – معليش فترت من الكتابة .. كفاية .. كفاية .. أرحل 0912923816

  9. الخبير الوطني ذكر في برنامج قناة الجزيره قبل 3 ايام حينما سئل عن اثر الانفصال في الازمه الاقتصاديه الحاليه بان الانفصال ازال عن كاهل الشمال عبء 9 مليون مواطن ……… ولكن سيادته نسي بان ال 9 مليون مواطن هم 25% من سكان السودان وان عائد ايرادات بترول الجنوب للشمال والذي ( ذهب مع الريح ) يعادل اكثر من 75% من ايرادات الدوله !!!!!!!!!!! ( طيب الاحسن ياتو وضع يا خبير )

  10. اخ فيصل , كان لنا زميل ساخر في اواسط التسعينات قبل ان نحال للمعاش كان له وصف بليغ في وصف الحال التي وصلنا اليها حيث كان يقول ( ان حال السودان مثل الحجر الذي يلقي في البئر لمعرفة عمقق البئر و مستوي الماء , و الحجر لا زال في سقوطه و لم يقل (( جمبلق )) اي صوت الحجر عندما يسقط علي سطح الماء ؟؟؟ و كان كلما قابلنى يسأل …… لسه ما قال (( جمبلق )) ؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..