رؤيـة أخـرى للإنتمـاء !

رجال و نساء لا تخطئهم الأعين و لا تتجاوزهم الدهشة ترقوا سلم العلم و تبوءوا أعلى المراتب و كانوا رمزاً للتفوق و النجاح.
الناظر لعلماء العالم لن تغيب عنه الوجوه السودانية في معظم المراكز العلمية بأبحاثهم وإسهاماتهم المقدرة حتى تكاد تجزم أن معظم الجامعات العالمية قد سطرت في قوائمها سودانياً ساطع الطلعة متوقد الذكاء.
الزائر لكبرى المستشفيات لن يفوته أن من أكبر الأخصائيين ذلك الطبيب الأسمر سوداني الأصل و الهوية.
قضاة و مستشارين عمالقة أنجبتهم هذه البقعة المباركة بل أن أعظم السوابق القضائية في الخليج قد سجلت بأسماء أبناء هذه الأرض الطيبة.
مهندسون يديرون كبرى المؤسسات الناجحة وشباب يعملون في أكبر شركات الإتصالات و الشركات الهندسية والبنوك. كل هؤلاء يعملون في صمت و هدوء و تواضع سوداني متأصل و متوارث عبر الجينات.
كل يوم نطالع نجاحات إخواننا و أخواتنا السودانيين و السودانيات في مختلف دول العالم و في كافة المجالات ونقرأ عن قصصهم كيف جاهدوا و صبروا و صابروا و حققوا ذواتهم حتى إعترف بتميزهم الآخرون. هؤلاء أبناء شعب يعاني الأمرين في بلاده فلفظتهم المعاناة إلى بلاد تبلورت فيها القدرات.
الإنسان السوداني دهشة هذا الزمان. في وطنه يعاني ليؤمن قطعة خبز و شربة ماء، يقاسي إنقطاع الكهرباء و إنحسار الضوء عن آماله و في دول أخرى يصبح هو مبعث الضياء.
شعب يتشارك الكتب الدراسية القديمة و الممزقة و يجلس على مقاعد متهتكة تكسر أحلامه قبل أن تتكسر هي من فرط الإهمال لكنه يكبر و يهاجر بتلك الجينات ليصبح معمارياً ينشئ من أشلاء أحلامه أروع التصاميم الهندسية فتكون واقعاً يعيشه الآخرون.
شعب لولا أن معدنه الذهب لذهب و لتفتت متآكلاً بفعل الصدأ و ما تفعله مستنقعات “الإحباط” لكنه يهاجر و ينجح بمجهوده و يدفع من عرق جبينه ضرائب إنتماء قد يتحسر بعدها لعلمه انه و بوطنيته قد دعم مرغماً فساد أفراد لكنه و برغم كل الحسرات يظل ينتمي صادقاً بقلبه و روحه وماله لهذه البلاد.
هذا الولاء الصادق و هذا الإنتماء لهذه الكفاءات العظيمة لابد له من قنوات فعلية تمتد منها خبراتهم يد عونٍ حقيقية لهذا الوطن.
هنا يبرز السؤال؛ كيف يمكن أن نعزز من قيمة المتميزين بالخارج بحيث نصنع منهم نموزجاً إيجابياً يحتذى به خارج نطاق التلميع الإعلامي الذي يستهدف بعضهم في برامج للإبهار فقط لا تخدم و لا تنفع.
كيف نبلور هذه النجاحات الشخصية بحيث يتم تحويلها إلى مساهمات إنسانية لتطوير المجتمع السوداني برؤية موحدة ترتكز حول مفهوم خدمة الآخر في السودان.
كيف نجعل لهم دوراً إيجابياً ملموساً يسهم في تنمية المجتمع السوداني مستفيدين من تخصصاتهم المختلفة.
لابد من آلية و علها تكون عبر مبادرات تقودها منظمات المجتمع المدني بالخارج و الداخل بعيداً عن الحكومات و الحنق السياسي حتى تنجح في خلق قنوات للإستفادة من هذه الكفاءات و حتى يتم خلق فرص لتبادل الخبرات و إقامة الدورات التدريبية لنقل معارف وعلوم هؤلاء المهاجرين لزملائهم في السودان.
🔺نقطة ضــوء:
الحب يعني العطاء و الإنتماء يوجب الإجتهاد في فتح نوافذ للضـوء برغم كتل الظلام و الإحباط.
نافـــذة للضــوء.
[email][email protected][/email]
اميرة الاميرة
المشكلة فى الحكومة ومؤسساتها ، كما فى الغيرة المهنية، فبعض مهنيى الداخل تصل غيرته المهنية لتسفيه انجازات الاخر
الحل المرتبط بالمنظمات من احسن الحلول. لكن يجب انتقاء المنظمات بعناية
على ما اعتقد ان هذا العمل يمكن ان يتم على مراحل:
أولا ان يكون هناك عمل احصائى للتخصصات المختلفة ، تقوم به الجاليات او اى جهة ليس لها علاقة بالحكومة
ثانيا: يمكن ان يتم هذا عن طريق التسجيل الطوعى فى صفحة الكترونية خاصة بالمهنيين فى شتى المجالات
الصفحة الالكترونية يمكن ان تحل محل الصفحات العلمية المتخصصة. منتديات علمية خالصة ، تنسيق لورشات عمل ومؤتمرات سواء بالداخل او الخارج
وبما ان الحكمة ضالة المؤمن، فاليكن اسم الصفحة مرتبط بالحكمة
ومن هنا، ارشح الاخت اميرة عمر بخيت لتكون حجر اساس الصفحة العلمية
مقال نوعي يشئ للمتمعن ان
كاتبة المقال هي نفسها واحدة
من الكفائات الوطنية التي تحاول
تسليط الضوء عليها.