مقالات سياسية

مؤتمر جوقة الجيش في أديس أبابا

يوسف السندي

قبل ايام في أديس أبابا اجتمعت مجموعة الجيش ، سدنة الانقاذ ومجموعة من الانتهازيين السياسيين في مؤتمر بائس ، دعا له الاتحاد الأفريقي ليقول انه يحاول حل أزمة السودان ، ولكنه بدل ان يحلها (طمبجها) و (غطس حجرها) بهذا الاجتماع.
الازمة السودانية في السودان لها طرفان ، مجموعة تريد إعادة الحكم الشمولي والعسكر لحكم السودان ، وهي المجموعة التي أطلقت الحرب وتقف ضد كل الدعوات لايقافها. ومجموعة تريد إقامة حكم مدني ديمقراطي ينهي للابد سيطرة السلاح على السلطة ، السيطرة التي جعلت بعض الاحزاب السياسية لديها كتائب عسكرية تحمل السلاح وتحارب عيانا بيانا.
الاتحاد الأفريقي أتى بالمجموعة الأولى التي جاءت من مناطق سيطرة الجيش بعد ان تم تفتيشها ، وتحذيرها ، وبذل التهديد والوعيد لها ، بأنها لن تعود اذا لم تنفذ أجندة الجيش بحذافيرها ، وهذا ما كان ، لذلك تحول اجتماع أديس أبابا من اجتماع لحل أزمة السودان ، الى اجتماع لحل أزمة البرهان ، ومن مناسبة لمناقشة ازمة الحرب ، الى مناسبة لتناول المرطبات والوجبات بين كتل مصنوعة وحركات كرتونية وشخصيات انتهازية ، تبيع شرف وقيم العمل السياسي الوطني بثمن بخس دراهم معدودات.
هذا المحفل الذي جمع هتيفة البشير وسواقط الانقاذ وجوقة البرهان ، ما كان يمكن ان يحضره قادة ثورة ديسمبر ودعاة المدنية والحرية بقيادة تقدم ، ولا حركات كفاح وطني كحركة الحلو وحركة عبدالواحد ، لذلك هيص فيه المنتفعون ورقصوا وانفض سامرهم عائدين لحضن برهانهم خائبي المسعى والمراد.
ولأن بيانهم الختامي جاء بلا قيمة ، منبطحا للعسكر ، مرتميا تحت ابواتهم ، لا يختلف عن ما انتجته نفس هذه الكتل في لقاءها المسخ المشوه في القاهرة قبل اشهر قليلة ، خجل الكثيرون من قادتهم من مجرد عرض هذا البيان المخزيء في صفحاتهم.
كان لقاء أديس أبابا في شخوصه ومخرجاته كيزانيا صرفا لا ينقصه سوى حضور نافع علي نافع وعلي عثمان ، وعسكريا شموليا حتى النخاع لا يعوذه الا وجود البرهان والعطا ، وانتهازيا بالكامل يؤكده حضور اردول ومن على شاكلته ، لذلك انفض هذا الاجتماع كما إلتئم باهتا ، باردا ، مثيرا للشفقة والعطس والاستفراغ.

‫3 تعليقات

  1. كثيرا ما كنت اردد لمعارفي….عندما أشاهد تلفزيون السودان بالمصادفة…عند أيا منهم ..
    أنه تنتابني حالة من الاشمئناط الذهني …أشبه بحالة الشخص المحبوسة في منخريه عطسة ….ترفض الخروج
    يا الاخ ..السندي… العطسة .. عندما تخرج بتريح صاحبها …لكن حالتي دي …. اعمل ليها شنو
    يا خي ابدعت واوجزت واجزلت ..لك تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..