مفاوضات السلام بجوبا… فرص النجاح

الخرطوم :الراكوبة
توقع خبراء سياسيون أن لا تستمر مفاوضات جوبا بسبب عدم تحديد منهجية ووجود مسارات مختلفة والأجندة المتداخلة مما يجعل عملية السلام أمر صعب تنفيذه على أرض الواقع. وأوضحوا ان الحكومة ليس لديها رؤية واضحة للسلام وأستنكروا طرح الجبهة الثورية في المفاوضات لقضايا وقعت عليها في الوثيقة الدستورية. وقالوا أن المفاوضات تسير على نسق المفاوضات السابقة وتعطي الفرصة للتدخل من المجتمع الدولي .
وقال الخبير القانوني وعضو هيئة محامي دارفور صالح دارفور لـ” الراكوبة” ان هناك كثير من التحديات التي تواجه قضية السلام ويجب النظر إليها بموضوعية خاصة ان فترة الثلاثة سنوات للفترة الإنتقالية غير كافية لإنجاز قضايا شائكة ومعقدة تخص قضية السلام
موضحا أن أحد أبرز التحديات أن الوثيقة الدستورية سلبت مسؤلية التفاوض من المكون المدني ومنحتها للمكون العسكري في مجلس السيادة الذي هو إمتداد للنظام السابق واللجنة الأمنية وهو بالطبع غير مؤهل لدعم قضية السلام كما أن إختيار دولة الجنوب كمنبر للتفاوض يعد تحد آخر لايقل أهمية عن ما سبقه باعتبار ان جوبا تعاني عدد من صراعات داخلها مما يجعل دعمها لعملية السلام أمرا صعبا ناهيك عن تدخل الدول الأخرى في المفاوضات وهو ما يجعلها تتنازع لتحقيق مصالحها
في السياق تحدث الأستاذ الجامعي والخبير الإستراتيجي في قضايا السلام جمعة كندة عن عدد من التحديات التي تواجه مفاوضات السلام الحالية موضحا أولها عدم تحديد منهجية ووجود مسارات مختلفة ونوع الاجندة المطروحة والقضايا الشائكة للجولة الاولى مضيفا وربما هذا ما يعقد التوصل لإتفاق شامل كامل موحد، ولا يمكن ان تكون متناغمة ومنسجمة وتحمل التنافس والتجزئة لذلك
ويرى كندة في حديثه لـ” الراكوبة” انه كان يجب الوصول لقواسم مشتركة بين كل المكونات المفاوضة خاصة أن هناك مؤتمر دستوري اتفقت حوله القوى السياسية وهو أحد بنود الوثيقة الدستورية وأستنكر أن تطرح الجبهة الثورية في التفاوض مواضيع ذات طبيعة قومية وطرحت في الوثيقة الدستوري التي وقعت عليها
وأشار كندة إلى ان الحركة الشعبية تطرح قضية ارتباط الدين بالدولة في وقت أن تلك القضية قومية في المقام الاول وتهم كل السودانيين وستطرح في المؤتمر الدستوري وكذلك أن الجبهة الثورية تطرح قضية موجودة في الوثيقة الدستورية التي وقعت عليها.. ويرى كندة انه كان يجب ان تكون الجولة الماضية تناقش المنهجية وتحدد الأطر وتأمن على وجود اتفاقية موحدة تضم كل الكيانات ثم بعد ذلك تأتي لمناقشة القضايا الخاصة المتعلقة بالمنطقتين
يقول تناقضات كثيرة تجعل السلام أمر من الصعب تنفيذه على أرض الواقع فمثلا وجود مالك عقار من النيل الازرق متحدثا عن الجبهة الثورية واسماعيل جلاب متحدثا عن جبال نوبة وبالمقابل عبدالعزيز أيضا يمثل منطقة جبال النوبة والنيل الازرق ثم مالك عقار يتحدث بصفته رئيسا للحركة الشعبية بعد المفاصلة من عبد العزيز الحلو وطرحه لقضايا المنطقتين ويضيف ولكل منهما رؤيته حول الحلول وهو ما يخلق نزاع اخر بين الحكومة والأطراف المفاوضة ولفت بالرغم من تكوين لجنة مشتركة من مجلس السيادة ومجلس الوزراء وقوى اعلان الحرية والتغيير الا أنه لا يبدو أن الحكومة لديها رؤية واضحة حول قضايا السلام. إذ أنها لم تصحب معها خبراء ومختصين ولم تسعى لإكمال مفوضية سلام مستقلة تضم كفاءات وخبرات للإستشارات اللازمة كما نصت الوثيقة الدستورية ،لافتا بأن سرية المفاوضات وعدم نقلها على وسائل الاعلام المختلفة يجعلها تسير على نسق المفاوضات في الجولة الأولى السابقة ودعا وشدد علي ضرورة عدم تدخل المجتمع الدولي للضغط على المفاوضين .
هذا ما يتمناهو العفن القحطاوي