مقالات سياسية

جنو منّو

في سالف العصر والأوان كان المعتوهون ومصابو الأمراض العقلية،إما داخل المصحات،أو في أماكن منزوية ولو تحت (شجرات).
ولكن مجانين الإنقاذ فاتوا (الكبار والقدرهم)،فاستبدلوا الحجارة ? التي كانت سلاحهم الوحيد ? بالسيوف،ولهذا قصة فقد قيل أن (ناظر) المجانين سمع ذات مرة أغنية تقول (سيف أخوي أنا من لفحتو يشيل الزول بي صفحتو)،فانبسط غاية الإنبساط،وقلب في الكتب القديمة فأعجبته قصيدة عصماء يقول مطلعها (السيف أصدق أنباء من الكتب)،فعشق حمل السيوف والقدلة بها في الشوارع التي يغشاها النسيم العليل والتي فيها الظل الظليل،فلم يجد أفضل من شارع النيل .
ولما رأي الباقون ناظرهم يتمخطر كالطاؤوس والسيف يبرق تحت أشعة الشمس الساطعة،أعجبتهم الفكرة،فحملوا السيوف،ولسان حالهم يقول(السيف يجنن الحريف)،ولا تعرف قصة المثل،ولا هذا الحريف الذي ربما كان لاعب كورة أو تنس ،أو حريف في الاحتيال علي البنوك،أو في فبركة التصريحات الرسمية وهلم جرا .
وبينما كان حملة السيوف في انشغالهم اليومي،لا يبالون بالمصاعب التي تواجه العقلاء،كالضائقة المعيشية،وحلة الملاح،ونفقات العلاج والتعليم،وأجرة المواصلات وخلافهم من المصاريف اليومية التي يصعب الحصول عليها،هبر عليهم مجنون(نصيح)،أقنعهم بفكرة جمعية عمومية،بعد ان اطلع في صحيفة بأن نقابة مستشفي الخرطوم عقدت جمعية عمومية رفضت فيها خطة وزارة الصحة والتي في نهايتها تؤدي لمسح المستشفي من الوجود. وهكذا إلتأم شمل المجانين من حملة السيوف تحت شجرة (لبخ) عمرها 100 سنة،لم يفطن لها ناس صندوق دعم الطلاب وإلا لكانوا قد مسحوها مع البركس،وقرروا في جمعيتهم استكشاف شارع النيل بالخرطوم من غربه لشرقه للإطمئنان علي خلوه من بقايا حملة كتشنر والدفتردار بعد أن بحثوا في التاريخ عن مجنون ليلي حتي وصلوا للتركية السابقة .
وحتي لا يسيروا في موكب قد يعرضهم للقمع والاعتقال،باعتبارهم معارضة ،فإنهم أوكلوا مندوباً عنهم للقيام بالمهمة وإخطارهم .
وكان ما كان،فقد نفذ المهمة بجدارة لكنه إصطدم بمبني ظنه (بيت مال المسلمين)،أو تشابه عليه البقر فلم يعرف هل هو القصر الجمهوري أم حديقة الحيوان،فحاول الإستكشاف ولكنه لقي مصيره المحتوم ،بحسب الرواية (الحايمة) في الخرطوم .
ولأن البقية إلي الآن لا تعرف ما حدث،لأنها تقاطع أجهزة الإعلام المختلفة،وليس لديها المال لشراء الصحف،فالخوف من أن يجتمعوا مرة ثانية ويرسلوا المستكشف الثاني،أو الثالث وفي كل مرة قد لا تسلم الجرة .
وطالما كانت الحكومة تأخذ الضرائب من العقلاء،فلتوظف جزءاً منها لمصلحة غير العاقلين لتضمن سلامة السدنة قبل كل شئ،فالقليل من الأموال تكفي لتشييد المصحات وتأهيل المستشفيات،وعندها نتفادي الجمعيات العمومية والروايات والسيوف التي في طرفها (كلامات)،جننونا بالخدار ياناااااس، السكنوك جنوب الفونج .

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حاسب يا كرار ، شايف اليومين ديل بحرك قايم. والعساكر شايلا سلاحا و تضرب لتقتل(ذي ما قال علي عثمان : شوت تو كيل. يعني لو شافو ضل يرموهو بالرصاص. وبعد داك المقتول مجنون!
    اطفح الكيل و تم اغتصاب الشعب كله. ماذا ننتظر؟
    على الشباب كل الشباب بما فيهم الطلبة ، ترك اماكن العمل و مقاعد الدراسة. لينضم من يسطيع الالتحاق بالحركات المسلحة . على سكان المدن تكوين خلايا المقاومة المسلحة بالاحياء. على الحركات المسلحة تسريب عناصرها لداخل العاصمة. وعلينا جميعا ان نشعل حرب عصابات المدن اتحرير شعبنا. من اين نجد المال للشرب و الاكل و التسلح؟ من المصارف و خزن الشركات و خزن البيوت بالقوة المسلحة و فرض الاتوات. السلاح من مخازن القوات النظامية بالقوة و بعضة بالشراء من العساكر المحتاجين و الضباط المرتشين.
    وثورة حتى النصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..