لا تحلفوا بالطلاق وإن كان لابد فبالطرباق أو الطرشاق

من طرائف الحلف بالطلاق، يحكى أن أهل مجتمع ما كانوا مشهورين بكثرة الحلف بالطلاق حتى نساؤه يحلفن بالطلاق، قيل إن قاضياً جاء اليهم جديداً فأراد أن يمنع هذه الخصلة القبيحة، فأخرج منادياً ينادي في الناس أن من حلف بالطلاق عاقبه القاضي، فجعل الناس يشككون في صدق تكليف القاضي لهذا المنادي، ولتأكيد كلامه وأنه مكلف فعلاً، قال لهم المنادي (علي الطلاق إن هذا هو كلام القاضي، لم أزد ولم أبالغ). ومع جهود ذاك القاضي استطاعوا رويداً رويداً التخلي عن الحلف بالطلاق بعد أن استبدلوه بــ(علي الطرباق أو علي الطرشاق) وهي كلمات لا معنى لها؛ صاروا يجرونها على ألسنتهم بحكم عادتهم على الحلف بالطلاق ليتخلصوا من تلك العادة، وعلى ذكر الطرباق قيل أيضاً إن أهل بلد ما اشتهروا والعياذ بالله بسب الدين، وعندما هداهم الله وتركوا هذه العادة الشنيعة استبدلوها بــ(يحرق ديكك) بدلاً من (?) أستغفر الله العظيم.
الدعوة لتعدد الزوجات التي أطلقتها هيئة علماء السودان باعتبارها حلا لمشكلة العنوسة والطلاق وأثارت ما أثارت من جدل ، أراها شخصيا دعوة لا غبار عليها لمن استطاع اليها سبيلا ، ولكنها لن تكون حلا للمشكلة محل الدعوة ( العنوسة والطلاق ) ، فالرأي عندي أن الهيئة تجاوزت أصل المشكلة وجذرها وتناولت عرضها وافرازاتها ، ذلك أن أي مدخل صحيح للحل لابد أن يبدأ بمعالجة الأسباب التي أدت الى تزايد معدلات العنوسة والطلاق بهذه الصورة المقلقة ، وعلى كل حال تلك قضية تستحق النظر اليها بشكل أعمق ومن كل زواياها ، ولكن ما رأيكم في استسهال الحلف بالطلاق وخاصة في الشؤون العامة ، مع أن القسم والجزم بنهائية وقطعية الأمور مكروه حتى في الشؤون الشخصية، فليس ثمة شيء نهائي وقطعي في أمور الدنيا إلا ثوابت الدين؛ قطعية الدلالة وحقيقة وجود الله، فكل ما خلا ذلك محل أخذ ورد وقابل للتغيير والتبديل مادام الأمر أمر دنيا؛ خاضع لتبادل الرأي وتداول الأفكار، ولنا هنا في رسول الله أسوة حسنة في كثير من الأمثلة والشواهد، فلم يكن صلى الله عليه وسلم يقطع بقسم أو يجزم بقول في كل ما يحتاج إلى تدبر وتفاكر وإعمال العقل، ولم يكن يُعطي رأيه الخاص أية وثوقية أو موثوقية، وهو الذي يتنزل عليه الوحي من السماء، ولو قال هذا كلامي الذي لا معقب له لانصاع الناس واستجابوا طائعين.
ما معنى أن تُقسم على شيء اليوم وأنت لا تدري ما تفعله تصاريف القدر غداً، بل لا تأمن أنت نفسك التي بين جنبيك على الثبات عليه، وما معنى أن تحلف بالأيمان المغلظة وأنت لا تدري ماذا أنت فاعل غداً في قضايا متحولة ومتغيرة ومتحركة?. فلترفض ما شاء لك الرفض ولتستنكر بأقوى العبارات ولتعبر عن موقفك الراهن حيال أي موضوع بما تريد من تعبيرات ومفردات فقط نرجو أن لا تقسموا بالله أو الطلاق، وإن كنتم ولابد حالفين فليقل أحدكم (على بالطرباق أو الطرشاق ) ..
الصحافة
يا استاذ المكاشفى انت قاصد الرئيس عديل كدا لانه كثير الحلف بالايمان المغلظة والطلاق ويحنث فى كل .
وزيادة للفائدة نتمنى ان نسمع ب راى مجلس علماء السلطان فى حلف الرئيس ام هم من (حلف الرئيس) وافواههم فيها دولارات