لا تشغلوا الشعب السوداني بحروب عبثية مرة أخرى

فالشعب السوداني اليوم يجاهد نفسه من أجل البقاء على قيد الحياة بعد أن تم إغلاق كل أبواب الرزق في وجهه عن سابق إصرار وترصد… فاليوم الجهاد من أجل توفير لقمة العيش للأسر السودانية أعلى قمم الجهاد وتستصغر أمامه كل أنواع الجهاد فالله سبحانه وتعالى أرأف بعباده من الأم لولدها كما ورد في الحديث القدسي، ولم يأذن الله للبطون الخاوية لتحارب من أجل فئة تعيش في رغد من العيش… فحرب الجنوب كانت عبثية بكل المقاييس لأن الجنوب انفصل في نهاية المطاف ولم تحقق الحكومة النتائج التي كانت ترجوها من تلك الحرب بعد أن حصدت أرواح الآلاف من شباب هذا الوطن ناهيك عن الاستنزاف الكبير للاقتصاد السوداني… واليوم نرى ونسمع أصواتا تعلو بانفعال واضح استعدادا للحرب… فهل الحكومة مستعدة لتبعات هذه الحرب التي ان اشتعلت فلن تكون مثل حرب الجنوب ولن تكون نزهة… مقاييس الحروب اختلفت فليست هنالك حروب وجها لوجه كما كانت في السابق لتحشد الحكومة قواتها نحو الشرق… فالحروب الآن تدار عبر الاقمار الصناعية ومن غرف مظلمة لتصيب الهدف بدقة من مسافة آلاف الكيلومترات وما مصنع الشفاء واليرموك ببعيدة عن الأذهان…
هل أعدت الحكومة السودانية عدتها لحربها المزعوم من عدة وعتاد؟ ورحم الله أبا الطيب المتنبي حين قال (الرأي قبل شجاعة الشجعان*** هو أولٌ وهي المحل الثاني) وإن كنت أرى بأن التطبل للحرب ليس شجاعة بل تهورا في هذا الوقت بالذات الذي تئن فيه غالبية الشعب السوداني من وطأة الفقر والمرض…
فهل قدر السودان أن يخرج من حرب ليدخل في حرب أخرى طوال فترة هذه الحكومة؟ أليس لديهم متسعا من الوقت للتنمية والاستقرار؟ إذا قامت الحرب فالخطر الماثل لن يكون من جهة الشرق فقط لكي تحشد الحكومة قواتها تجاه الشرق فأين حفتر ليبيا من الناحية الشمالية الغربية وأين الحدود الجنوبية، هل هي مؤمنة؟ …. مع الضائقة المالية التي وضعت الحكومة لشعبها، فمع أول طلقة للحرب ستكتب هذه الحكومة نهايتها بيديها…فالاستعداد للحرب له حساباته الرقمية كأن تدرس العدو ماذا يمتلك من الطائرات الهجومية والدفاعية وراجمات الصواريخ والصواريخ بعيدة المدى والفرقاطات البحرية والغواصات والجنود وما الى ذلك من الخدمات اللوجستية الاخرى التي لست من خبرائها…. فهل للحكومة معلومات دقيقة عن مكامن قوة وضعف العدو… فهل الناحية الشمالية الشرقية للسودان من جهة حلايب مؤمنة؟ وهل حركت الحكومة أيضا جنودها تجاه حلايب وهي تقول بأن هنالك جنود مصرية تتحرك في ارتريا…
اليوم الرغيفة الواحدة بجنيه، فهل ستكون حالة الرغيفة بجنية إذا اندلعت الحرب أم ستكون مثلها مثل الدولار ستباع في السوق السوداء؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يجب على الحكومة استصحابها وهي تفكر في ما هي مقدمة عليها…
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..