جامعة الفاشر… الواقع المنشود

بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تكون المناسبة الحديث عن جامعة الفاشر، ينبغي أن تختار من قاموسك ألفاظاً لا تحتمل التأويل والإيحاء لأنّ القوم عليك بالمرصاد، هكذا فاجأني أحد الأخوة بالجامعة.
من يتمعّن واقع الجامعة، يرى في الأُفق سحابة رمادية تغطي السماء، فهي تكاد تحجب الرؤية، حال أشبه بحال من يعلّق جرساً في ذيل كلبِ ويُطلقه في وسط إزدحام السوق،فالناس من الهلع بعضهم صرعى، ومنهم من يُغمى عليه، ومنهم من يفقد صوابه وعقله، ومنهم من يضحك….في مشهد مأساويٍّ، شخصياتها تحارب بالكلمات والسيوف الخشبيّة، وهناك شخصيات كانت فاعلة في خشبة المسرح توارت لمّا انتهى دورها، فلنحذر شخصيات جديدة قد تظهر في المسرح لتلعب أدواراً، وتصنع مأساة جديدة.وكل دورٍ إذا ما تمّ ينقلب.
دعنا من هذا، و إلى تعرية واقعنا بمصداقية، ومتعلقات الواقع في الجامعة متباينة شائكة، ولعلّ الرسالة الأولى للأستاذ الجامعي هي الرسالة العلمية والأكاديمية التي يجب أن يؤديها بصدقٍ وأمانة، وحتّى لاتكاد تخلو أيّة جامعة من إدارة تتولّى الجانب العلمي(أمانة الشؤؤن العلمية)، وبل أنّ جامعات في العالم لها ميثاق شرف علمي لا ينقضها أيّ أستاذ أو طالب،وهل الأستاذ يغشّ طالبه؟ وأول شروط الميثاق العلمي أن يُحال الطالب أو الباحث إلى مصادر المعرفة و مظانها ،ومعنى ذلك أنّ المذكرات التي تخرجها أيدي الأساتذة على عجلٍ دون التزام بالمنهجية لا تقدم معرفة حقيقية، وإنما تصنع طالباً كسولاً ينتظر أن تقدّم له وجبة رديئة الصنع بالملعقة، ويصدق ذلك على الأستاذ نفسه الذي يقدّم مادة علمية مكرورة، فهناك مذكرات مع رداءتها تظل هي المادة العلمية المتاحة للعدد من السنين دون إضافة أو حذف، بالله قل كيف نتقدّم؟ هل تصدّق مذكرة لمقرر فصلي من ثماني صفحات ؟ فانت حرٌّ.
يعدّ البحث العلمي واحداً من المعايير التي تقاس بها تقدم الجامعات في التصنيف، والبحث ميادينه كثيرة ومتنوعة، ومن ذلك البحوث العلمية التي يتقدّم بها أعضاء هيئة التدريس للترقية العلمية من درجة إلى أخرى، وهناك لوائح تحكم هذه الترقيات، ونلاحظ أن هذه اللوائح تختلف من جامعة إلى أخرى في منظومة التعليم العالي في السودان، ويتجلّى الاختلاف بصورة واضحة في عدد الأوراق العلمية، وأماكن نشرها،هناك جامعات تشترط ثلاث أوراق علمية بغضّ النظر عن ما إذا كانت في مجلات محلية أو عالمية، وجامعات أخرى ست أوراق ما بين محلية وعلمية…. وثمّة مقارنة سريعة تفضي بنا إلى أنّ شروط الترقية في جامعة الحرطوم هي الأصعب في الجامعات السودانية، وتتقارب جامعة الفاشر معها في ذلك.
وفي رأينا أنّ هذا الاختلاف يحدث ضرباً من التشويش في جامعاتنا، حيث من ترقّى في الجامعة (س) إلى درجة أستاذ مشارك، غير مؤهل لهذه الترقية في الجامعة (ص)؛ لعدم توحيد الشروط بينهما، والسبيل الوحيد لخلق وحدة علمية في منظومة التعليم العالي توحيد شروط الترقي. وأيّاً كان رأينا فإنّ جامعة الفاشر في مجال البحث العلمي لم تكن متأخرة إلى حدّ بعيد، رغم شحّ الموارد، ومحاولات الإدارة السابقة من قتل روح البحث العلمي، وحرمانها لبعض أعضاء هيئة التدريس من الترقية رغم استحقاقهم بجدارة. ولعل مما شجع البحث العلمي تأسيس مجلة علمية محكمة في العلوم التطبيقية والإنسانية، وقد وجد قبولاً في الأوساط البحثية في داخل السودان وخارجه، وقد خلقت بين أساتذة الجامعة روحاً تنافسية في النشر،غير أنّ النشر ما يزال متأخراً في الطب،والعلوم الصحيّة ولعل السبب وراء ذلك التكاليف المالية الباهظة في البحث العلمي في مجال العلوم الطبيّة، وهنا نناشد الإدارة الجديدة أن تولي اهتماماً لهذا الجانب، تشجيعاً وتحفيزاً للأساتذة .
وفي سبيل ترقية البحث العلمي في الجامعة ينبغي أن تفعل الموقع الرسمي للجامعة ولعله من أفقر المواقع في الجامعات السودانية لا يتناسب وحجم الزخم الذي صاحب إنشائه وتدشينه، لكنه أصبح مصدر خجل لنا حين تريد تصفحه لا تجد شيئاً يذكر، وبعد تفعيل الموقع يجب إنشاء مستودع رقميّ يحوي كل البحوث والرسائل العلمية التي قدمها الأساتذة والباحثون في جامعة الفاشر، وإذا ما تمّ ذلك نكون قد خطونا خطوات نحو التقدم.
عتبة خروج:
( الحياة مليئة بالحجارة فلا تتعثر بها بل أجمعها ، وابنِ بها سلماً تصعد به نحو النجاح)
د.عبدالرحمن فضل أحمد
[email][email protected][/email]
أرجو ان تكون قد أسمعت من ناديت ..
لقد أسمعت لو ناديت حيا* ولكن لا حياة لمن تنادي
هذا هو حالنا في السودان ..نامل ان تضع الإدارة الجديدة للجامعة هذا الكلام موضع الاعتبار فالإدارة الرشيدة هي التي تسترشد بآارء الآخرين وخاصة من هم داخل دائرتها إذ أهل مكة أدرى بشعابها ..كما نامل ان يكون هذا المقال تنبيها لبعض الاساتذة ودافعا لهم في تطوير الاداء وتجويده فمهمة الاستاذ الجامعي هو البحث الدائم..والبحث الحقيقي للاستاذ الجامعي يبدا بعد الحصول على الدكتوراة ..مهمة شاقة جدا ومحطة صعبة فلا يطنن احد أنه وبعد نيله الدكتوراة قد تعدّى مرحلة الحرج وعليه أن ينام ملء جفونه عن شوارد العلم والمعرفة ..كلا
أرجو ان تكون قد أسمعت من ناديت ..
لقد أسمعت لو ناديت حيا* ولكن لا حياة لمن تنادي
هذا هو حالنا في السودان ..نامل ان تضع الإدارة الجديدة للجامعة هذا الكلام موضع الاعتبار فالإدارة الرشيدة هي التي تسترشد بآارء الآخرين وخاصة من هم داخل دائرتها إذ أهل مكة أدرى بشعابها ..كما نامل ان يكون هذا المقال تنبيها لبعض الاساتذة ودافعا لهم في تطوير الاداء وتجويده فمهمة الاستاذ الجامعي هو البحث الدائم..والبحث الحقيقي للاستاذ الجامعي يبدا بعد الحصول على الدكتوراة ..مهمة شاقة جدا ومحطة صعبة فلا يطنن احد أنه وبعد نيله الدكتوراة قد تعدّى مرحلة الحرج وعليه أن ينام ملء جفونه عن شوارد العلم والمعرفة ..كلا