اعتقالات وسط طلاب جامعة الخرطوم بسبب تظاهرة ليلية

يا أولادي اقروا قرايتكم الأيام دي الحكومة روحة محرقاها والأمن هو الحاكم ولو ما خرج معكم الشارع فلا فائده ونحن كبرنا

الوضع سيئ،قالها وهو يسحب اخر نفس من سجارته الونر،ثم افلتها لتسقط بين رجليه،نظر اليها وداسها برجله اليمني،اقتلع نظره من عقب السجارة المطبوع علي الارض،التفت الي زميله مخاطبا اياه، الم تسمعني؟.
_سمعتك يا صديقي،واعلم ان الوضع سئ للغاية،فانا عن نفسي لم التقم شئ منذ الامس،ومع ذلك ذاهب معك الي المحاضرة،لا ادري ااسمعك انت وخذعبلاتك هذه او استمع الي الاستاذ ام الي عصافير بطني.انت كثير الشكوي، ماذا تريدنا ان نفعل؟.
_يا زميلي لاتنسي اننا طلبة،نحن نور ونار هذه الامة ،بإستطاعتنا ان نفعل الكثير من اجل تغيير حالنا كطلاب للافضل.
_نعم لابد من ايجاد مخرج ،فلا يمكن ان تهرب الكهرباء من الداخلية ليل نهار ،ونحن مستسلمين.المكتبة بلا مراجع القاعات تحتاج صيانة الوجبات في كفتريا الجامعة والداخلية غالية.الرسوم الخ..ما الحل يا صديق
_ما الحل؟. سؤال وجيه،الحل يا صديقي ان نجتمع ونقرر قيام مظاهر حاشدة، بالتنسيق مع جميع الاقسام و
_توقف، ما هذا الهراء. مظاهرة ايه ياعالم!!.هل نسيت ما حدث في اخر مظاهرة قمنا بها،دعني اذكرك ماحدث،ابتدانا النقاش في ركن الطلاب الاحرار ،قال احدهم الوضع سئ.عقب عليه طالب من المستغلين ،وقال لايمكن ان نسكت علي هذا ،تعالت اصوت الطلاب مرددين تسقط تسقط .قررنا ساعتها صياغت مطالبنا في خطاب ،وتقديمه الي ادارة الجامعة في مظاهرة حاشدة،تجهزنا لها منذ ايام،في اليوم المحدد ذهبنا الي ادارة الجامعة،مطالبين بتسليم الخطاب الي مدير الجامعة نفسه.خرج لنا مدير مكتبه واخبرنا بان سيادته خارج البلاد ،يقدم ندوات عن تجربة السودان الناجحة في مجال التعليم العالي!.وقال السيد المحترم انه سيحمل طلباتنا ويسلمها الي ادارة الجامعة لمناقشتها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه.رفضنا رفضا قاطعا لاننا كنا نعلم مصير خطابنا فهو ليس اول خطاب نقدمه.طالبنا ان ياتينا نائب المدير، بما ان المديرغير متاح، لاكن بدلا من ذلك، جاءتنا قوات الشرطة،بالبمبان والعيصي ،تعاركنا عراكا مريرا،هربنا الي القاعات،وبدانا في تكسير الزجاج واحرقنا المقاعد،مع زوال الشمس انفضت المعركة.انا كنت محظوظا جدا،اذ كان كل ما اصابني هو عبارة عن كسر في الترقوة فقط مع بعض الكدمات فغيري فيهم من كسرت رجله او يده وفيهم من اعتقل ولم يفرج عنه حتي الان
السيد المدير سمع بهذا الامر وقطع زيارته المكوكية وعاد الي البلاد ،دعي الي اجتماع طارئ،تقرر في هذا الاجتماع الاتي.قفل الجامعة الي اجل غير مسمي -فصل عدد خمسة عشر طالب وطالبة. و…
هذا ما حصل يا صديقي ،وهذا اول اسبوع فتحت فيه ابواب الجامعة منذ تلك المظاهره المشئومة، فرجاا لا تقل لي مظاهرات،
ادخل يده في جيبه واخرج علبة الونر،سحب منها سجاره واشعل فيها النار،احتجزها بين اصابعه فترة شفط الهواء من خلال السجاره،ذفره علي دفعات متساويه ،كحة، نقر مؤخره السجاره بإبهمه نقرة سريعة ،رفع راسه ينظر الي رتل الطلاب العابرين بجوارهم،اراد ان يتكلم ولاكن الكلمات ابت ان تخرج ،تنحنح،من ثم قال اخبرني عن البديل
_ساخبرك عن البديل ،?واسمح لي ان اقتبس من كلامك السابق {نحن معشر الطلاب نور ونار هذه الامة}.نكون نار اذا ما تعاملنا مع مشكلاتنا بجهل ففي هذه الحالة نحرق انفسنا ونحرق من حولنا.ونكون نور اذا تعاملنا بما معنا من علم.
_قذف ما تبقي من السجارة بعيدا، وقال اكون مخطئ لو قلت اني فهمت ما قلته توا،عليك ان تدع هذه الفلسفة وتعطينا البديل.
_حسنا ،اعطيك مثالا بسيطا ،القاعة التي ندرس فيها حاليا، فكلما ادخل فيها احس كاني داخل كوخ من العصور الوسطي،وحين تمتلئ واكون جالسا في اخرها،لا اسمع مايقوله الدكتور ولا اري ما يكتبه علي السبورة ،اتزمر واغلي من القضب،واقول لنفسي لابد من الاحتجاج،الاحتجاج الذي يمكن ان يفقدني كوخي هذا.ويمكن ان افقد معه سمعي او بصري او رجلي من يعلم،فالعنف لا يولد الا العنف،لذلك خطر لي خاطر .
نحن كطلاب يمكن ان ننشي جمعيات عمل مدني ،لاهداف متنوعة،ففي اي قسم يوجد طلاب ذات مواهب متعدده.بنائون نجارون رسامون سماسرة خياطون الخ…نكون هذه الجمعيات ،من الطلاب الراغبين، ونوكل اليها الاعمال التي تناسبها .مثلا جمعية تعني بصيانة قاعات المحاضرات،اجلاس طلاء اضاءة وصوت وتبريد داخل القاعات واخري تعني بالبستنة والنظافة لاظهار جماليات المكان ،جمعية اخري تعني بتقديم الاستشارات القانونية للطلبة وتقوم مقامهم في تقديم الشكاوي والتظلمات لاداره الجامعة،واخري لتقديم عون طبي وانساني،هذه الاعمال تحتاج الي اناس مسابرين طموحين يحبون المغامرة لا يتاثرون بالنقد الهدام محبين للخير مدركين ان ما تكسبه بالعنف مهدد بالزوال وما تكسبه بالود باقي،وان الهدف من التعليم ليس المال او المنصب ، وان الحياة جميلة بمساعده المحتاجين و

يا أولادي اقروا قرايتكم الأيام دي الحكومة روحة محرقاها والأمن هو الحاكم ولو ما خرج معكم الشارع فلا فائده ونحن كبرنا

الوضع سيئ،قالها وهو يسحب اخر نفس من سجارته الونر،ثم افلتها لتسقط بين رجليه،نظر اليها وداسها برجله اليمني،اقتلع نظره من عقب السجارة المطبوع علي الارض،التفت الي زميله مخاطبا اياه، الم تسمعني؟.
_سمعتك يا صديقي،واعلم ان الوضع سئ للغاية،فانا عن نفسي لم التقم شئ منذ الامس،ومع ذلك ذاهب معك الي المحاضرة،لا ادري ااسمعك انت وخذعبلاتك هذه او استمع الي الاستاذ ام الي عصافير بطني.انت كثير الشكوي، ماذا تريدنا ان نفعل؟.
_يا زميلي لاتنسي اننا طلبة،نحن نور ونار هذه الامة ،بإستطاعتنا ان نفعل الكثير من اجل تغيير حالنا كطلاب للافضل.
_نعم لابد من ايجاد مخرج ،فلا يمكن ان تهرب الكهرباء من الداخلية ليل نهار ،ونحن مستسلمين.المكتبة بلا مراجع القاعات تحتاج صيانة الوجبات في كفتريا الجامعة والداخلية غالية.الرسوم الخ..ما الحل يا صديق
_ما الحل؟. سؤال وجيه،الحل يا صديقي ان نجتمع ونقرر قيام مظاهر حاشدة، بالتنسيق مع جميع الاقسام و
_توقف، ما هذا الهراء. مظاهرة ايه ياعالم!!.هل نسيت ما حدث في اخر مظاهرة قمنا بها،دعني اذكرك ماحدث،ابتدانا النقاش في ركن الطلاب الاحرار ،قال احدهم الوضع سئ.عقب عليه طالب من المستغلين ،وقال لايمكن ان نسكت علي هذا ،تعالت اصوت الطلاب مرددين تسقط تسقط .قررنا ساعتها صياغت مطالبنا في خطاب ،وتقديمه الي ادارة الجامعة في مظاهرة حاشدة،تجهزنا لها منذ ايام،في اليوم المحدد ذهبنا الي ادارة الجامعة،مطالبين بتسليم الخطاب الي مدير الجامعة نفسه.خرج لنا مدير مكتبه واخبرنا بان سيادته خارج البلاد ،يقدم ندوات عن تجربة السودان الناجحة في مجال التعليم العالي!.وقال السيد المحترم انه سيحمل طلباتنا ويسلمها الي ادارة الجامعة لمناقشتها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه.رفضنا رفضا قاطعا لاننا كنا نعلم مصير خطابنا فهو ليس اول خطاب نقدمه.طالبنا ان ياتينا نائب المدير، بما ان المديرغير متاح، لاكن بدلا من ذلك، جاءتنا قوات الشرطة،بالبمبان والعيصي ،تعاركنا عراكا مريرا،هربنا الي القاعات،وبدانا في تكسير الزجاج واحرقنا المقاعد،مع زوال الشمس انفضت المعركة.انا كنت محظوظا جدا،اذ كان كل ما اصابني هو عبارة عن كسر في الترقوة فقط مع بعض الكدمات فغيري فيهم من كسرت رجله او يده وفيهم من اعتقل ولم يفرج عنه حتي الان
السيد المدير سمع بهذا الامر وقطع زيارته المكوكية وعاد الي البلاد ،دعي الي اجتماع طارئ،تقرر في هذا الاجتماع الاتي.قفل الجامعة الي اجل غير مسمي -فصل عدد خمسة عشر طالب وطالبة. و…
هذا ما حصل يا صديقي ،وهذا اول اسبوع فتحت فيه ابواب الجامعة منذ تلك المظاهره المشئومة، فرجاا لا تقل لي مظاهرات،
ادخل يده في جيبه واخرج علبة الونر،سحب منها سجاره واشعل فيها النار،احتجزها بين اصابعه فترة شفط الهواء من خلال السجاره،ذفره علي دفعات متساويه ،كحة، نقر مؤخره السجاره بإبهمه نقرة سريعة ،رفع راسه ينظر الي رتل الطلاب العابرين بجوارهم،اراد ان يتكلم ولاكن الكلمات ابت ان تخرج ،تنحنح،من ثم قال اخبرني عن البديل
_ساخبرك عن البديل ،?واسمح لي ان اقتبس من كلامك السابق {نحن معشر الطلاب نور ونار هذه الامة}.نكون نار اذا ما تعاملنا مع مشكلاتنا بجهل ففي هذه الحالة نحرق انفسنا ونحرق من حولنا.ونكون نور اذا تعاملنا بما معنا من علم.
_قذف ما تبقي من السجارة بعيدا، وقال اكون مخطئ لو قلت اني فهمت ما قلته توا،عليك ان تدع هذه الفلسفة وتعطينا البديل.
_حسنا ،اعطيك مثالا بسيطا ،القاعة التي ندرس فيها حاليا، فكلما ادخل فيها احس كاني داخل كوخ من العصور الوسطي،وحين تمتلئ واكون جالسا في اخرها،لا اسمع مايقوله الدكتور ولا اري ما يكتبه علي السبورة ،اتزمر واغلي من القضب،واقول لنفسي لابد من الاحتجاج،الاحتجاج الذي يمكن ان يفقدني كوخي هذا.ويمكن ان افقد معه سمعي او بصري او رجلي من يعلم،فالعنف لا يولد الا العنف،لذلك خطر لي خاطر .
نحن كطلاب يمكن ان ننشي جمعيات عمل مدني ،لاهداف متنوعة،ففي اي قسم يوجد طلاب ذات مواهب متعدده.بنائون نجارون رسامون سماسرة خياطون الخ…نكون هذه الجمعيات ،من الطلاب الراغبين، ونوكل اليها الاعمال التي تناسبها .مثلا جمعية تعني بصيانة قاعات المحاضرات،اجلاس طلاء اضاءة وصوت وتبريد داخل القاعات واخري تعني بالبستنة والنظافة لاظهار جماليات المكان ،جمعية اخري تعني بتقديم الاستشارات القانونية للطلبة وتقوم مقامهم في تقديم الشكاوي والتظلمات لاداره الجامعة،واخري لتقديم عون طبي وانساني،هذه الاعمال تحتاج الي اناس مسابرين طموحين يحبون المغامرة لا يتاثرون بالنقد الهدام محبين للخير مدركين ان ما تكسبه بالعنف مهدد بالزوال وما تكسبه بالود باقي،وان الهدف من التعليم ليس المال او المنصب ، وان الحياة جميلة بمساعده المحتاجين و