مقالات وآراء

اني اتنفس تحت الماء اني اغرق

محمد حسن شوربجي

السودان اخوتي في حاجة ماسة لمشاريع إسكانية راسية عاجلة  تجنبنا  كل المشاكل الفيضانية الموسميه.
فهذه الكوارث اخوتي اصبحت مزعجة ومتكررة  كل عام.
ولابد من وضع حلول جذرية لها.
والغريب انه وخلال الثلاثون عاما الماضية من عمر الانقاذ  لم تكن هناك  اي خطط  إسكانية اخري طموحة غير ذلك السكن الشعبي البسيط.
وفقط تميز عهد الانقاذ بالفساد  والتلاعب في الأراضي و اسكان الناس في مجاري الأنهار دون تخطيط عمراني سليم  .
وياريت يتم  إخلاء كل  الأراضي المحاذية للنيل  وتتحول   إلى  زراعية  تملك لنفس للمواطنين  .
ولا أدري لماذا تم تجاهل ذلك المشروع  المصري الرائع الذي تقدمت به مصر للسودان في عام 2014.
فلقد قام حينها الدكتور مصطفى مدبولي وزير الإسكان المصري  بالاتفاق مع نظيره السوداني  الدكتور غلام الدين عثمان لاقامة  بنية تحتية سكنية حديثة في السودان وبالتعاون مع شركة المقاولون العرب و  برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمسمي ب “الهابيتات”.
وقد كان هذا المشروع عبارة عن مساكن منخفضة التكاليف لذوي الدخل المحدود  كمليون وحدة سكنيه دفعة أولى وبأسعار منخفضة جدا  بشرط تسليم تلك الوحدات السكنيه كاملة التشطيب.
وتم تسمية هذا المشروع “بمشروع المليون وحدة ”
ولكن وبدون مقدمات  جمدت الانقاذ ذلك المشروع ولم تقم له قائمة .
وليتنا بدأنا فيه في ذلك الزمان  .
فالمواطنون الآن  في أمس الحاجة لمثل هذه المشاريع .
رغم ان مصر في وقتها الحالي لن تكون  قادرة لتنفيذ مثل هذه المشاريع
فهي  مشغولة بمشاريع سكنيه عملاقة لإصلاح العشوائيات وقد أطلقت عليه اسم ” التصالح” وبرسوم مالية بسيطة جدا .
وحقا فمصر قد خطت خطوات جبارة في الكثير من المجالات  العقارية ولعلها قد تجاوزتنا بسنين ضوئيه.
فلا مقارنة  بيننا وبينهم  في المجال العقاري.
فمدننا متواضعة للغاية  ومدنهم جميله وحديثة.
ويكفيهم  مشروع العاصمة الاداريه الضخم الذي شارف على الانتهاء .
فلابد اخوتي ان نستفيد من خبرات مصر العقارية وننقلها إلى بلادنا.
ولكن مشكلتنا اننا  نكابر  ونخلط امورنا ببهارات سياسية حراقة تفسد لنا كل الطبخة.
فتجدنا نقول والله عاجبانا  بلدنا بشكلها ده.
ونغني ونغني
انتي يا الخرطوم يا العندي جمالك.
وحبيت عشانك كسلا
وانا أمدرمان.
و يا عروس البحر يا حوريه.
ومالو أعياه النضال بدني
وروحي ليه مشتهية ود مدني.
السودان اخوتي يحتاج أكثر ما يحتاج لتمدد راسي في المباني السكنيه.
ومن قبل عرض الصينيون بناء مجمعات سكنية في شكل أبراج تجمع الكثير من الأحياء المترامية الأطراف .
ولكن يبقى عشقنا الأبدي لحياة الحوش والبرنده وشجرة قدام البيت عائقا لمثل هذه المشاريع الحديثة.
اننا حقا نرهق كأهل بلادنا  بخدمات مكلفة جدا تمتد لكيلومترات وانظروا اين وصلت العاصمة شمالا وجنوبها وشرقا وغربا.
……………………………….
محمد حسن شوربجي
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..