الحب في موسم الثورات!ا

تراســـيم..

الحب في موسم الثورات!!

عبد الباقي الظافر

بلا مقدمات تحول ركن نقاش طلابي إلى ساحة معركة.. تعبير بلاغي خرج من ياسر البعثي أحال ميدان (النشيشيبة) الى بحر من الدم ..كوادر الاتجاه الإسلامي أعلنت الأحكام العرفية ..وياسر الذي اصبح بين (سيخة وعصاية) يجد يداً ناعمة تنفض عنه غبار المعركة.. تمنع عنه تدافع المجاهدين.. طالبة الطب المنقبة تزيح الخمار الأسود وهي تداوي العدو.. تجعل من غطاء وجهها شيئاً يضمد جراح الأسير. تمضي ايام والثائر يقابل المنقذة.. شكرها على حسن صنيعها.. ولكن رأها تتعجل إنهاء المقابلة ..كانت تخشى أن يراها احد (الاخوان) وهي في حالة تلبس.. كان في خاطره سؤال واحد لماذا دافعت عنه في تلك اللحظة.. هروبها حفز فيه روح المطاردة. رباب في تصرفها الاول كانت تتعامل بمهنية طبيب.. ولكنها تعجبت من صمود ذاك (الطابور) الذي كان يقاتل بجسارة.. لم ترعبه الحناجر التي كانت تهلل وتكبر.. ولا الجموع التي جاءت على عجل استجابة لنداء نصرة الدين .. ثم استغربت من مريضها الذي كان يقلب الشهادة بهدوء وترتسم ابتسامة على فمه الواسع. ياسر ورباب كان كلاهما قد بدأ يعيد حساباته بشأن الآخر.. صورة الاسلامي المتطرف التي تختزنها ذاكرته أصابها التصدع.. لم يكن يتصور في يوم ما ان تدافع عنه (كوزة).. رباب بدأت تخاف من طيف ياسر الذي يحاصرها ..عادت تراجع كل كلمة قالها في ذاك الركن ..حللت كل نصوصه في النقاش ولم تجد نصاً يخرجه عن الملة.. أرادت ان تستجوبه ولكنها لم تتجاسر لذاك الحد. الأيام تفرق بين الفرقاء.. ياسر اكمل دراسته ثم مضى الى السوق.. بدأ يمارس تخصصه الجديد بعيداً عن عين الحكومة.. تزوج من رفيقة تقدمية ..كانت تمضي نصف ليلها في طباعة المنشورات.. والنصف الآخر في الاتصال بالرفاق للتحضير للثورة القادمة.. أخيرة اتهمته بالرجعية والتخابر مع الانقاذ.. ثم انفصلت عنه. رباب تزوجت من امير الجماعة في جامعة الجزيرة.. كان مهندساً كث اللحية صارم القسمات..اخبرتها احدى الاخوات برغبته السامية في الاقتران بها.. كانت مترددة ولكن حصار الاخوات عجل بقبولها الفكرة.. زوجها يصبح معتمداً.. الشغل يبعده عنها.. ثم تتفاجأ ان الوردية اليومية كانت من حظ سيدة أخرى ..تزوجها على كتاب الله وسنة رسوله.. لم تطلب منه غير الطلاق ومضت ببنتها الصغيرة الى بيت أمها وأبيها.. تركت زوجها والسياسة ..ثم شغلت نفسها بعملها الطبي الذي تعشقه. في مدينة الطفل التقيا من غير معياد.. جاء ياسر مع ابنه عمار ليروض عن نفسه وصغيره ..وجاءت رباب لتشارك في عيد ميلاد فرضته عليها صغيرتها.. تصافحا هذه المرة.. شعر بحرارة في يدها.. رغم ذلك هربت منه..اراد ان يخبرها أننا ابناء (النهار دا) ولكنها مضت في الزحام. كان كلاهما يشخص حالته خطأ.. ظنت رباب ان مفاصلة الإسلاميين جعلت الشعارات تخمد في دواخلها.. وحسب ياسر ان سقوط بغداد وهروب المهيب صدام حسين أكد له استحالة تحقيق الرسالة الخالدة. ولكن التغيير في دواخلهما بدأ من ذاك الركن الدامي في مدينة النشيشيبة الجامعية.

التيار

تعليق واحد

  1. طالبة الطب المنقبة تزيح الخمار الأسود وهي تداوي العدو…وجاءت رباب لتشارك في عيد ميلاد فرضته عليها صغيرتها.. تصافحا هذه المرة.. شعر بحرارة في يدها…ياربي عند المصافحه وشعوره بحراره يدها …رباب كانت لسه منقبه بالخمار الاسود…وكيف ياسر عرفها من تحت النقاب…..غايتو العدس والزبادي مرات بيعملوا حاجات غريبه

  2. :cool: :cool: :cool: :cool: :cool:
    You silly, is it time of love, waste of time, it is time for revolution against Engaz and people like Sadig Mahdi, Turabi, Mirgani, Yasir arman and all the killers.

  3. هذا النوع من الكتابة يناسبك تماماً لا تفكر في أكثير من ذلك … رغم أن الإيحاءات في متن الرواية الظريفة باهتة شوية، عايزة حبة رتوش بلاغية وبعض البعد الفكري .. أما بهذه الطريقة لا تنطلي على أحد .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..