عشرة احتمالات متوقعة في حال رفض نظام البرهان المشاركة في محادثات جنيف

بكري الصائغ
تصاعد الجدل في السودان بصورة واسعة وكبيرة في الساحة السياسية والعسكرية والاعلامية والدبلوماسية بعد تحفظ الجيش على دعوة الولايات المتحدة لجولة مفاوضات جديدة مع قوات “الدعم السريع” لإنهاء الحرب ، بعدما رحب قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) بالدعوة الأميركية وأعلن مشاركة الدعم في المفاوضات التي حدد لها أن تكون في يوم الاربعاء ١٤/ أغسطس الحالي في جنيف ، ويعود سبب تصاعد الجدل والذي يزداد كل يوم اكثر تصعيد بسبب الغموض في موقف الجيش الذي تعددت مواقفه المبهمة ما بين الرفض والقبول بشروط ومما زاد الحالة اكثر غموض التصريح الذي ادلي به البرهان مباشرة بعد نجاته من حادث الاغتيال الذي وقع في يوم الأربعاء ٣١/ يوليو وقال البرهان:
“الجيش لن يستسلم واستمرار القتال حتى القضاء على المتمردين يقصد «قوات الدعم السريع» ولن يتراجع ولن يفاوض نحن ما عندنا مانع ، ونقول لأي (زول) يريد السلام : حبابك ، كلنا دايرين السلام ، وأن تقف الحرب اليوم قبل الغد ، لكن إلاّ ورأسنا مرفوع ومنتصرين ، لكن مع وجود العدو في بيوت الناس ويقتل فيهم ، ويحاصر الفاشر وبابنوسة وقرى الجزيرة ، لن تقف الحرب ، وعلى من يريد إنهاء الحرب إخراجهم من الجنينة والجزيرة وحول الفاشر وبيوت الناس».
المصدر- صحيفة “الشرق الأوسط اللندنية”-31 يوليو 2024م-
تصريح البرهان زاد من غموض موقف الجيش بصورة اربكت الجميع ، فبينما أكد البرهان (لن نفاوض) ، كانت الحكومة في بورتسودان قد اعلنت (قبولها المشروط) الدعوة لحضور محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة في جنيف ، ممّا دفع إلى التفاؤل بأن تعزّز المحادثات الجهودَ الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ 15 شهراً. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان لها يوم الثلاثاء: ”قالت الحكومة (في ردها على الدعوة) إنها الطرف الأكثر اهتماماً بحفظ أرواح وكرامة الشعب السوداني، ولذا فإنها تتعاون مع أي جهة تهدف إلى ذلك“.
المصدر- “هيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية”-31 يوليو 2024م-
فاجأ البرهان الجميع بموقف جديد وغريب وحدد شروط المشاركة في المفاوضات المزمعة بأن تكون مع «الحكومة السودانية» وبمشاركة الحركات المسلحة الموالية للجيش ، بقوله: «سمعنا أن هناك مفاوضات ، نرحب بها ، لكن الجهة التي يجب أن تتم دعوتها هي الحكومة و ليس الجيش وحده ، المواطنون والحركات الموقعة على اتفاق جوبا تقاتل معه ، مع أخذ رأي الجيش ومشاورته».
– المصدر- صحيفة “الشرق الأوسط اللندنية”-31 يوليو 2024م-
بما إن المواقف قد تضاربت واربكت كل الساعين لنجاح مفاوضات جنيف بصورة لا تدعو للتفاؤل بنجاح مؤتمر جنيف، والايام تمر سريعا ولم يتبقي من موعد الاجتماع الا (١١) يوم ، لا يبقي هنا الا أن أستعرض ما هي السيناريوهات المتوقع حدوثها في حال امتنع الجيش عن حضور المفاوضات؟!!، قمت بعملية رصد بعض الآراء المختلفة حول مستقبل مفاوضات جنيف … وماذا قالوا كبار الشخصيات عنها.
اولا- يرى المحلل السياسي السوداني ، الطاهر نورين ، أن طرفي الحرب في السودان لا يملكان الإرادة لإتمام السلام المفضي إلى إنهاء معاناة ملايين السودانيين . وقال نورين لموقع “الحرة” إن “جنرالات الجيش والدعم السريع يتقاتلان على أشلاء السودانيين من أجل الوصول إلى السلطة ، دون أدنى اعتبار للمخاوف المتزايدة من أن يواجه السودانيون أسوأ مجاعة خلال العقود الأخيرة”. وأشار إلى أن المحادثات ، وإن تمكنت من الوصول إلى اتفاق بين الطرفين ، فإن إمكانية تنفيذه تبقى معدومة ، إذ سيتم استغلال الاتفاق من الطرفين لخدمة مصالحهما ، بدلا من إيصال المساعدات للمحتاجين. ولفت المحلل السياسي إلى أن “تجارب الحروب السودانية تبرهن بجلاء أن المتقاتلين يستولون على النصيب الأكبر من المواد الإغاثية الخارجية لمنسوبيهم ، بينما يذهب الفتات إلى المحتاجين”. وأضاف “للآسف، لم يذهب الطرفان إلى جنيف رغبة في السلام ، أو إغاثة المتضررين، وإنما لإرضاء المجتمع الدولي ، ولإظهار صورة زائفة عن أنهما لا يمانعان في تقديم العون للمحتاجين”.
المصدر- “الحرة”-15 يوليو 2024م-
ثانيا- حركة مسلحة تتوقع فشل مفاوضات جنيف حال عدم مشاركة القوة المشتركة فيها:- توقع متحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة مني اركو مناوي ، فشل مفاوضات جنيف حال عدم مشاركة القوة المشتركة فيها، مشددًا على جدية مساعٍ وقف الحرب تتطلب سماع آراء كل أطرافها. وقدمت أمريكا الدعوة إلى الجيش وقوات الدعم السريع للمشاركة في مفاوضات تستضيفها سويسرا تكون فيها السعودية مضيف مشارك ، تحت رقابة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإمارات ومصر.
وطالب المتحدث باسم حركة تحرير السودان الصادق علي النور ، في بيان حصلت عليه “دارفور24″، وزارة الخارجية الامريكية بالإسراع في توجيه الدعوات لـ “القوة المشتركة حتى تكون الدعوة قد شملت كل أطراف الحرب ، وإلا فإن هذا اللقاء لن يكون سوى ممارسة لبروتوكولات لاتسمن ولاتغني من جوع”. وتابع : “الجدية في إيقاف الحرب هو سماع آراء كل الأطراف المشاركة فيها”. وتوقع أن لا تفضي مباحثات جنيف إلى “شيء في غياب أطراف معروفة وموجودة في قلب المعارك وقدمت كل التضحيات الممكنه آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين”.
المصدر- “darfur 24”- ٢٧/ يوليو ٢٠٢٤م-
ثالثا- مباحثات جنيف قد تكون خطوة نحو الحل، ولكن نجاحها يعتمد على مدى استعداد الأطراف لتقديم تنازلات والالتزام بالاتفاقيات الموقعة. ولكننا نرى بأن مفاوضات جنيف لن تثمر حاليًا لعدم وجود اهتمام أميركي حقيقي سوى بالانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة ، وبالحربين الروسية- الأوكرانية ، والإسرائيلية- الفلسطينية ، ناهيك عن وجود صراع إقليمي خفيّ على السودان ، ومكاسب يسعى كل فريق لتحقيقها على حساب الشعب السوداني الفقير والمظلوم.
المصدر- جريدة “الشرق اللبنانية”-يوليو 13, 2024م-
رابعا- يقول القيادي وعضو المكتب الإعلامي في “المقاومة الشعبية” السودانية ، خليل الضو: “في الحقيقة مفاوضات جنيف هي مفاوضات شبه خفية ، وموافقة الحكومة السودانية عليها تهدف إلى إرسال رسالة للمجتمع الدولي ، حتى لا يفهم بأن حكومة بورتسودان لا تريد سلاما”. أساس أي حوار حالي أو قادم سوف يكون “اتفاقيات منبر جدة” غير ذلك سوف يكون مرفوض جملة وتفصيلا ، فلا يمكن التحاور مع ميليشيا كل يوم تقتل وتنهب في المواطن السوداني”. وتابع الضو : “شروط الاتفاق التي يتمسك بها الجيش مبنية على خروج الميليشيا(الدعم السريع) من المنازل وتسليم العتاد العسكري في معسكرات معينة ، وهو ما نصت عليه اتفاقات منبر جدة ولم تقم الميليشيا بتنفيذ أي منها ، لذلك لا أرى جدوى من منبر جنيف أو القاهرة أو أديس أبابا”.
خامسا- توقع محمد عبد الحميد الجزار الباحث فى الشأن السوداني، فشل مفاوضات جنيف في إنهاء الأزمة السودانية ، لأنها لم تضع أدوات ضغط جديدة لوقف الحرب بالسودان ، فهي ، على حد تعبيره ، مجرد مفاوضات من أجل المفاوضات. جاءت مفاوضات جنيف بسويسرا بين طرفي الصراع كخطوة جديدة تسعى إلى وقف إطلاق النار والعمل على حماية المدنيين ، وتقديم المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص المتضررين من الصراع ، ومع بدء المفاوضات فإنها وُصفت بالمحادثات المتعثرة ، حيث لم تلتقي الوفود الممثلة لطرفي الصراع وجها لوجه وإنما تنخرط فيما يسمى “محادثات عن قرب” يتنقل خلالها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بين الوفدين.
سادسا- قوبلت الدعوة الأميركية إلى مفاوضات سويسرا بمواقف متباينة داخل التيارات السياسية السودانية ، ففي حين رحّب بها البعض ، واجهها البعض الآخر بالرفض والتشكيك. وفور الإعلان عن الدعوة الأميركية سارعت قوات الدعم السريع إلى قبولها والترحيب بها ، فيما ما يزال الجيش السوداني صامتًا تجاهها. يقول الباحث في الديمقراطية والسلام ، مجاهد أحمد، لـ”الترا سودان”، إن المفاوضات في جنيف بين وفد الجيش ووفد الدعم السريع ستكون مباشرة برعاية أميركية سعودية إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وممثل من الهيئة الحكومية للتنمية الدولية “إيكاد”. “لا يمكن للطرفين سوى القبول مع وضع المقترحات التي بحوزتهما بغرض تطوير الاتفاق الإنساني ووقف إطلاق النار ، لكن لا مجال للرفض أو مغادرة المفاوضات لأن المجتمع الدولي يشعر بالصدمة من تقارير المجاعة في السودان”.
المصدر- “صوت ultra” – ٢٦/ يوليو-2024م-
سابعا:- لم تكن الدعوة الأميركية إلى هذه المباحثات نتاج تواصل وتفاهم مع كل الأطراف المعنية ، ولا حتى مع من دعتهم إليها ، وإنما من خلال بيان أشبه ما يكون بأمر صادر عن سلطة مختصة، لا من دولة ترغب في أن تكون وسيطاً. كما أن “الدعوة” لم توجه إلى الحكومة السودانية المعترف بها دولياً ، وإنما وُجِّهت إلى الجيش ، الأمر الذي يؤشر على موقف أميركي من شرعية السلطة القائمة، والتي صُنعت على أعينها. تجاوزت الدعوة الأميركية أطرفاً مهمة، معنية بصورة مباشرة وعلى نحو رئيس بالحرب ، مثل حركات دارفور الحاملة للسلاح ، والمقاومة الشعبية التي أنتجها المجتمع السوداني ، الذي استهدفته قوات الدعم السريع ، أذاقته ضروب العذاب من قتل واغتصاب ونهب وتهجير وتصفية عرقية ، وغير ذلك من جرائم الحرب ، والإبادة الجماعية ، والجرائم ضد الإنسانية ، وأهوالها. جاءت دعوة أميركا إلى هذه المباحثات بعد أن فشل رمطان لعمامرة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان في تحقيق أي من الأهداف التي من أجلها عُقدت المباحثات غير المباشرة ، الجارية في جنيف منذ نحو 3 أسابيع تحت رعايته ، ولم تحرز أي تقدم في الأجندة التي طرحها ، والتي تتطابق مع أجندة المباحثات التي وردت في الدعوة الأميركية.
المصدر- “الميادين”- ٣٠/ يوليو ٢٠٢٤م-
ثامنا- ثمة أهداف أخرى تريد الولايات المتحدة الأميركية تحقيقها من خلال مباحثات جنيف ، المنتظر عقدها في 14 آب/أغسطس المقبل. وبين تلك الأهداف ، ما يلي:
١/- تجاوز منبر مدينة جدة الذي استضاف أول مفاوضات بين الجيش و”الدعم السريع”، والذي صدر عنه “إعلان جدة”، الذي التزمت بموجبه قوات الدعم السريع الخروج من منازل المواطنين ، ومن الأحياء السكنية ، ومن المستشفيات ومحطات إنتاج الكهرباء والمياه ، ومن كل الأعيان المدنية التي حولتها إلى ثكن عسكرية. وهو شرط وافقت أميركا و”الدعم السريع” على تضمينه في الإعلان الذي تم توقيعه في جدة، يوم 11 أيار/ مايو 2023م ، قبل أن تتضعضع ثقتها بتحقيق نصر على الجيش ، وترغب الآن في تحرير “الدعم السريع” منه.
٢/- فرض وقف إطلاق نار شامل ، وسيمنح ذلك “الدعم السريع” مشروعية ويجعلهاً نداّ للجيش ويكرس وجودها ، وسيفتح لها أبواب العودة إلى المشهد السياسي عبر مكانة ودور سياسي ودور اقتصادي على النحو الذي يتمتع به الجنرال خليفة حفتر في شرقي ليبيا.
٣/- سيُبقي اتفاق وقف إطلاق النار على قوات الدعم السريع في أماكنها الحالية ، وسيُمكن هذا من تكريس احتلالها عدداً من ولايات السودان، بما فيها ولاية الخرطوم ، وسيفتح ذلك أبواب تقاسم النفوذ في جغرافية السودان كخطوة متقدمة نحو تقسيم جديد للسودان ، تنتج منه خرائط جيوسياسية جديدة.
٤/ – سيمنح اتفاق وقف إطلاق النار قوات الدعم السريع مسوّغاً للبقاء في مساكن المواطنين ، وسيحوّل من دون عودتهم إليها ، وإلى القرى والمدن التي هجرتهم منها بغرض إحلال مستوطنين جيء بهم من دول غربي أفريقيا ووسطها مكانهم ، ووطّنتهم في تلك المساكن والقرى والمدن.
٥/- سيفتح وقف إطلاق النار المجال أمام استدعاء قوات أجنبية تحت مظلة مراقبة وقف إطلاق النار ، وهذا الذي عبر عنه صراحة وزير الخارجية الأميركي.
٦/- سيساهم وقف إطلاق النار في إذكاء نار الحرب بين حركات دارفور المسلحة والمقاومة الشعبية من جانب، وبين قوات الدعم السريع في المناطق التي احتلتها وتلك التي تحاصرها ، من جانب آخر ، لسببين ؛ أولهما استبعاد أميركا لهما من مباحثات جنيف ، الأمر الذي يجعلهما خارج أي التزامات قد تنتج من المباحثات ، بما في ذلك مضامين اتفاق وقف إطلاق النار ، كونهما لم يكونا طرفاً في الحوار والاتفاق عليه. وثاني الأسباب يعود إلى سعيهما نحو تحرير المناطق المحتلة وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وفاءً بالتزامهما ، أخلاقياً ووطنياً ، لتمكين السكان الأصليين من العودة إلى ديارهم بعد تحريرها من المستوطنين الجدد.
٧/- سيفتح أي اتفاق بشأن الأوضاع الإنسانية الفرص أمام مزيد من التدخل الأجنبي في الشأن السوداني ، وتستغل القوى الغربية هذا الاتفاق في إطالة أمد الحرب وضمان استدامتها ، عبر تغذية التمرد ، واحتياجاته المتعددة ، عبر بوابات المساعدات الإنسانية ، التي لم يجُد الغرب بها يوماً على محتاجيها في فلسطين أو السودان.
المصدر- المصدر- “الميادين”- ٣٠/ يوليو ٢٠٢٤م-
تاسعا- وصف عثمان فضل الله، الكاتب والصحفي في حديث لـ”راديو دبنقا ” خطاب البرهان في يوم 31 يوليو الماضي كوسيلة ضغط ظل يستخدمها الفريق عبد الفتاح البرهان طوال الفترة الماضية خصوصا وأن الجيش وحكومة بورتسودان يرون في المشاركة في أي مفاوضات في الوقت الراهن هو نوع من الهزيمة باعتبار السقف المرتفع للخطاب المقدم طوال العام ونصف الماضي والمتمثل في الخطاب الرافض للتفاوض والمبشر بهزيمة ساحقة لمن يسميهم بالمتمردين وتحرير المناطق التي دخلها الدعم السريع. وأضاف الكاتب والصحفي أن هذا الخطاب سبب شحنا عاليا أوساط منسوبي ومناصري الحركة الإسلامية ومن يتعاملون مع النزاع من وجهة نظر يمكن أن نصفها بالعنصرية. وعزز هذا الشحن المعنوي أمال هؤلاء في تحقيق نصر عسكري وأنهم سيمثلون البديل أو حكام المرحلة القادمة بكل إحنهم واحقادهم ضغائنهم ورغبتهم في الانتقام. ومضى عثمان فضل الله في حديثه لراديو دبنقا قائلا إن الفريق البرهان وجد نفسه مضطرا لإرسال بعض الرسائل التي تحاول بقدر الإمكان امتصاص الغضب الذي سيتولد في أوساط هذه المجموعات في حال إعلان المشاركة في مفاوضات جنيف. وفسر الكاتب والصحفي ذلك بأن هذه المجموعات التي تنتمي في الأساس للإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية متغلغلة في أجهزة الدولة بشكل عام، وخير مثال لذلك هيئة العمليات التي تتشكل بواقع 90% أو حتى 100% من منتمين أو مناصرين للحركة الإسلامية. ويمكن قول نفس الشيء عن جهاز الأمن والمخابرات الذي يتشكل بنسبة عالية من نفس هذه المجموعة وكذلك القوات المسلحة والشرطة.
المصدر- صحيفة “الراكوبة”- 1/ أغسطس، 2024م-
عاشرا- وصف الكاتب الصحفي ، الفريق عبد الفتاح البرهان بأنه في وضع لا يحسد عليه. من جهة هناك ضغط دولي واسع ومن جهة أخرى هناك الضغط العسكري بالنظر إلى أن الأوضاع الميدانية لا تسير وفق رغبات البرهان وتحميله مسؤولية الفشل في مسارح العمليات. لذلك سعى الفريق عبد الفتاح البرهان بخطابه في جبيت يوم أمس امتصاص غضب هذه المجموعات ويرسل رسائل للمجتمع الدولي عسى ولعل أن يستجيب لبعض من مطالبه وهو في موقف ضعف. وشدد الأستاذ عثمان فضل الله في حديث لراديو دبنقا بأن الحديث عن أن من يرغبون في التفاوض عليهم إخراج قوات الدعم السريع من الجنينة ونيالا وغيرها من المدن وبيوت المواطنين هو بمثابة دعوة للمجتمع الدولي بخوض الحرب نيابة عنه ، أو أن الذي لم نستطع تحقيقه بالقتال يفترض أن يحققه لنا المجتمع الدولي بالتفاوض.
المصدر- صحيفة “الراكوبة”- 1/ أغسطس، 2024م-
ماذا كتبت الاقلام، ونشرت الصحف والمواقع السودانية
والاجنبية عن مفاوضات جنيف في ١٤/ أغسطس ٢٠٢٤؟!!
١-
المبعوث الأميركي :
البرهان تواصل معنا قبل شهرين
من الدعوة لمفاوضات سويسرا
https://sudantribune.net/article289035/
٢-
وزير الخارجية الأمريكي يعلن
موقفًا واضحًا حول مفاوضات جنيف
https://www.sudanakhbar.com/1548701
٣-
حكومة السودان:
قبلنا بشروط دعوة لمحادثات سلام برعاية أمريكية
المصدر- “دويتشه فيلا -“٣٠/ يوليو 2024-
(…- قبلت الحكومة السودانية اليوم الثلاثاء (30 تموز/يوليو 2024) دعوة لحضور محادثات سلام ترعاها الولايات المتحدة في جنيف، مما أثار الآمال في دفع الجهود الرامية إلى إنهاء حرب مستمرة منذ 15 شهرا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وستكون محادثات جنيف أول جهد كبير منذ أشهر لجمع الجيش وقوات الدعم السريع معا. وقبلت قوات الدعم دعوة الولايات المتحدة بعد وقت قصير من اقتراحها الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان “أكدت الحكومة أنها هي الأحرص علي صون دماء السودانيين وحفظ كرامتهم. لذا سنتعاون مع أي جهة تسعى لذلك”.).
ملحوظة: هذا الخبر جاء قبل يوم من محاولة إغتيال البرهان في يوم الأربعاء ٣١/ يوليو ٢٠٢٤.
٤-
هجوم «جبيت» السودانية..
هل تعكر المُسيرات «هدوء سويسرا»؟!!
يقول رئيس تحرير صحيفة “التيار”، عثمان ميرغني. “لا أعتقد أن هذه الهجمات تستهدف عملية السلام؛ لكون الهجمات مستمرة منذ فترة بلا ارتباط بتطورات أوضاع المفاوضات. ومع ذلك قد تؤدي لتعزيز حجج الممانعين للذهاب إلى جنيف، كونها عملا عدائيا يناقض الروح التي يجب أن تسود في مفاوضات السلام”. في زاوية مختلفة، قد يعدها أنصار السلام دليلا على الحاجة الماسة إلى إنهاء الحرب التي تمددت ولا تزال قابلة للتمدد أكثر بأسلحة نوعية”.”.
٥-
وزير الخارجية الأمريكي:
سأقود مباحثات وقف إطلاق النار بين
الجيش والدعم في جنيف بنفسي
(…-أفاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأنه سيتولى قيادة المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جنيف شخصياً. دعت الولايات المتحدة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات وقف إطلاق النار التي تتوسط فيها في 14 أغسطس 2024 في جنيف، سويسرا.).
المصدر-“اثير نيوز”- 29 يوليو 2024-
٦-
خبر جديد له علاقة بالمقال:
واشنطن تمضي في تهيئة الأجواء لمفاوضات جنيف رغم لاءات البرهان
نجاح المبادرة الأميركية مرتبط بكبح التيار الإسلامي في السودان.
المصدر- “الراكوبة”- ٣/ أغسطس ٢٠٢٤-
(…- أصبحت الإدارة الأميركية بحاجة إلى فتح قنوات اتصال جديدة مع قائد الجيش للتعرف على موقفه من اجتماعات جنيف في الرابع عشر من أغسطس، وتأمين خطوات تهدئة تواجه رفضا من مجموعات محسوبة على التيار الإسلامي في الجيش.ويصطدم الموقف الأميركي بالموافقة المشروطة للحكومة السودانية على المشاركة في محادثات سويسرا، والتي قد تسهم في إجهاض جلوس الجيش على طاولة تفاوض مباشرة، وعلى بورييلو إقناع القوى الإقليمية القريبة من الجيش السوداني، مثل مصر، الضغط عليه للانفتاح على المباحثات الجديدة. يقول مراقبون إنه على الولايات المتحدة كبح التيار الإسلامي الذي وجد في محاولة اغتيال البرهان فرصة للمزيد من إشعال الحرب، بحجة أن ما حدث في ولاية البحر الأحمر التي طالتها الهجمات العسكرية لأول مرة يشير إلى أن المعارك اقتربت كثيراً من المناطق التي يتحصنون فيها بشرق السودان. ويضيف هؤلاء المراقبون أن الولايات المتحدة مضطرة للضغط على الجيش بما يفوت الفرصة على قوى دولية معادية لها قد تدخل على خط مساندة البرهان على نحو أكبر بعد محاولة اغتياله، ومن ثم سيكون على الجيش دفع ثمن باهظ لهذا التعاون. الإدارة الأميركية تسعى للضغط على أطراف على صلة بالجيش وقوى إسلامية للتمهيد لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية حقيقية بين الجيش والدعم السريع، غير أنها قد لا تنجح في مهمتها.).
اقتباس العنوان
(عشرة احتمالات متوقعة في حال رفض نظام البرهان المشاركة في محادثات جنيف)
ولا اي واحد من الاحتمالات العشرة
البرهان سيذهب إلى التفاوض بنية افشاله. كما حدث في منبر جده. والتفاوض في البحرين. ( اتفاق المنامه)
اما بالنسبة ماذا سيحدث اذا رفض لا يحدث شيء ومن يظن ان أمريكا ستفرض السلام بالقوة عن طريقها مباشرة. او تكوين حلف عسكري. وتفويض. للتدخل العسكري فهذا وهم × وهم.
ستستمر الحرب. في السودان إلى سنوات طويله
والكل يجهز شعوره. لطول الحرب
الحبوب، أبوقرجة.
مساكم الله بالعافية التامة، ولكن تجدني لا اتفق معك اطلاقا في تعليقك وكتبت : “ولا اي واحد من الاحتمالات العشرة.. البرهان سيذهب إلى التفاوض بنية افشاله. كما حدث في منبر جده. والتفاوض في البحرين اتفاق المنامه”!!
يا حبيب،
البرهان لن يذهب الي جنيف، ولن يرسل وفد حكومي الي هناك، البرهان سبق وقالها بكل وضوح في يوم الاربعاء ٣١/ يوليو بعد محاولة الاغتيال : “الجيش لن يستسلم واستمرار القتال حتى القضاء على المتمردين (يقصد قوات الدعم السريع) ولن يتراجع ولن يفاوض لن تقف الحرب ، وعلى من يريد إنهاء الحرب إخراجهم من الجنينة والجزيرة وحول الفاشر وبيوت الناس”.
عنوان المقال في وادي والمضمون في وادي آخر العنوان الصحيح ماذا يقول الفلول اليوم والمعلوم الفلول في وادي والشعب في وادي آخر
الحبوب، سيف الحق.
حياكم الله وأسعد أيامكم بالأفراح الدائمة، تعليقك جميل واحترم وجهة نظرك في المقال.
قرأت تعليق غريب من أحد القراء وكتب أن البرهان غير مهتم علي الاطلاق باي مبادرات امريكية بخصوص الشأن السوداني -علي اعتبار ان امريكا نفسها تعاني من أزمات حادة ومشاكل سياسية عميقة وصلت الي حد محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق ترامب وعليها ان تتفرغ مشاغلها وتترك السودان في حاله!!
وأن الرئيس الحالي جي بايدين وبسبب مرضه أصبح لا يعرف اقرب الناس اليه فكيف له ان يعرف حال السودان؟!!
هذا القارئ كتب ايضا، البرهان يعرف تماما ان امريكا اصبحت ضعيفة في علاقاتها مع أغلب دول العالم ولا تستطيع ان تفرض عليه شروط او التزامات او تجبره علي وقف الحرب، وان بايدن لو كان قويا لاوقف الحرب في غزة.
الظاهر عليك افلست يا بكري كل م كتبتهم من اقلامهم او افواههم معلوم للسابله كنا عايزين حاجه اكثر عمقا مش هدربه هذا قال وذاك قال !!!!!!
الحبوب، ادروب.
تحية الود والاعزاز بالزيارة الكريمة والمشاركة بالتعليق.
ولكن فات عليك ما جاء في بداية المقال وكتبت:
(قمت بعملية رصد بعض الآراء المختلفة حول مستقبل مفاوضات جنيف وماذا قالوا كبار الشخصيات عنها.).
يا حبيب،
طالعت بدقة الآراء المختلفة (الموجودة اعلاه) والتي صدرت من البرهان وبقية جنرالات الجيش والسياسيين وكبار الشخصيات السياسية السودانية والأجنبية حول مفاوضات جنيف توصلت الي الاحتمالات العشرة المتوقعة في حال رفض نظام البرهان المشاركة في محادثات جنيف.
وصلتني رسالة من صديق علق فيها علي المقال، وكتب:
(…- حتي لو توصل الطرفان الحكومي والدعامة في مؤتمر جنيف علي وقف الحرب نهائيا وفتح الطرق عبور مئات الكنفوي والشاحنات المليئة بمواد التموين لمناطق الجوع وتحت اشراف دولي مباشر، فان الحرب لن تتوقف والقتال سيستمر وبصورة أعنف واكثر ضراوة بعد أن دخل السودان عصر المسيرات، ولن تتحرك الشاحنات من مكانها!!
في عام 2024 لم تجد الحروب من يوقفها، فالحرب الروسية الاوكرانية دخلت عامها الثالث، والحرب في غزة امتدت وتوسعت ودخلت الي الجنوب اللبناني، ومجددا تجددت الحرب في الحرب، وفي ليبيا وسوريا مازالت المعارك جارية، وحرب السودان دخل شهره السادس عشر… مؤتمرات جنيف فشلت من قبل في حل إيجابي لوقف الحروب ولا اعتقد انه سينجح في مسألة السودان.).
والكل يجهز لطول الحرب !!!؟!!
توكلنا على الله ولا قوة الا بالله… هناك من نسوا ان الله موجود لا يخفي عنه ظالم وقاتل في السودان وهو له بالمرصاد… قريبا سيفرج الأبرياء المظلومين الذين لا ناقة لهم ولا جمل من هذا الصراع غير الجوع والعطش والمرض والنزوح واللجوء والموت والجروح والمعاناة من البعوض والحشرات والعقارب والثعابين والفيضانات !!!
سينصرهم الله رغم انف الهاربين الحالمين علي حساب البلاد والعباد حتي ولو يسلط عليهم بذنوبهم من لا يخافه ولا يرحمهم ويجعل بأسهم بينهم ويذهب بهم وياتي باخرين ولا يكونوا أمثالهم .
اين القائل أنا ربكم الاعلى الان ؟؟!!
اانتم اقوي منه وأكثر مال؟؟!!!
ماذا استفدتم من قصته ؟؟؟!!!!
لا شئ للاسف !!!!!!!!! ز
الحبوب، خذوا العبرة من فرعون.
مساكم الله بالعافية والافراح الدائمة، وتعليقك جميل واتمني من الله تعالى أن يزيل عنا البلاء ويستجاب الدعاء يشملنا برحمته ويعيد للسودان الامن والامان والسلام الدائم.
اخر موضوع نشر في صحيفة “التغيير”
اليوم السبت ٣/ غسطس وله علاقة بالمقال الحالي:
هل يا ترى ستكون جنيف الفرصة
الأخيرة للحيلولة دون انهيار الدولة «32»
https://www.sudanakhbar.com/1550668
اخى العزيز بكرى :
فى الآونة الأخيرة بقيت تمجد الجيش وترفع من معنوياته بينما الدعم السريع تستبعده من اي دور مركزي وحيوي وحتى إمكانية قيادة السودان فى المرحلة المقبلة دائما تحاول احجام مكانة الدعم السريع وتحاول تصويرهم بانهم مجرد مليشيا متمردة على الدولة وليس لديها اي مستقبل سياسي فى السودان ،، وطبعا هذا ما يتمناه كل الشماليين ان تظل السلطة تحت ايديهم ولا يستطيع احد فى السودان شرقه وغربه ووسطه قيادة البلد ،،
المتابع للوضع جيدا يستطيع أن يدرك بأن الولايات المتحدة والدول الإقليمية سئمت من استمرار النخبة الشمالية فى السلطة و تريد تغيير جذرى فى السودان وابعاد النخبة الشمالية على الاقل فى المرحلة المقبلة من المشهد السياسي لفشلهم طيلة ٥٠ عاما لإخراج السودان من النفق المظلم ،،
الشعب السوداني اليوم اكثر وعى وادراك لحقوقه ومن هو الأجدر لقيادته ولن تنطلى عليه أسطوانة ( نحن أوصياء على السودان )
يحتاج الشماليين لدورات مكثفة فى فن قبول الآخر وعدم تقديس النفس وهضم حقوق الآخرين ،، والنظر إلى الآخر بأنه أجنبى وليس سودانى أصيل. ( السودان دا حق ابو منو ؟؟)
المدعو منصور القندب… لا تحاول ان ترمي كل مشاكل السودان علي الشماليين فقط و تشغيل اسطوانة الإمتيازات و الهامش و خزعبلات الناس الفاشلة و الجهلة فهل الشماليين هم من قاموا بمجزرة الجنينة و دفن شباب المساليت و هم احياء و قتل الابرياء في دارفور؟ محاولة تلميع مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي عبر اللجوء الي اسطوانة الشماليين لن تجدي و الشعب السوداني شاهد ما فعلوه هؤلاء الأوباش المرتزقة في ( كل ) القبائل السودانية
المدعو منصور القندب… عن أي دور محوري و قيادي لمرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي تتحدث ؟ أكيد انت بتحلم و عايش في وهم هؤلاء الأوباش و كل من دعمهم سياسياً أو اعلامياً لن يكون لهم دور سياسي أو قيادي في مرحلة ما بعد الحرب و اتحدي أي واحد فيهم أن يعود للسودان و يتمشي في شوارعه…. الشعب لن يرحمهم.
الحبوب، منصور القندب.
ألف تحية لشخصك الكريم، ومشكور علي التعليق الغريب الذي بدأت به كلامك وكتبت:
(فى الآونة الأخيرة بقيت تمجد الجيش وترفع من معنوياته.).
يا حبيب،
هو وين الجيش ده البمجدوه ونرفع معنوياته؟!!
جاء في جزء من تعليقك وكتبت:
(…- المتابع للوضع جيدا يستطيع أن يدرك بأن الولايات المتحدة والدول الإقليمية سئمت من استمرار النخبة الشمالية فى السلطة و تريد تغيير جذرى فى السودان وإبعاد النخبة الشمالية على الاقل فى المرحلة المقبلة من المشهد السياسي لفشلهم طيلة ٥٠ عاما لإخراج السودان من النفق المظلم ،،). – انتهي-
يا حبيب،
لا الولايات المتحدة ولا الدول الإقليمية والدول القريبة والبعيدة شغالة بالسودان، ولا هناك دولة واحدة يهمها ما يحدث فيه فالكل الحكومات مشغولة بأمورها الداخلية ولا وقت عندها لضياع وقتها في النظر في حال الشعب المشغول بتاجيج النزاعات والصراعات ويخلق لنفسه المشاكل والمحن.
مراحب أستاذ بكري؛
حرب السودان المتحكمين في مفاتيحها معلومين للجميع و هم نفس الدول و الأنظمة المستضيفة لأسرة دقلو و بتدعم فيهم و مسهلة ليهم حياتهم و تنقلاتهم و مؤمنة ليهم الحماية.
العالم شاغلنا معاه عن الحقيقة دي في عزومات على سفريات ممكن تصل في يوم القطب الجنوبي ذاتو. و المسألة كلها واقفة على إشارة و الحرب فوراً و أمراً تقيف!
*
لكن الناس ديل فات عليهم أن الحصل على شعب السودان في الحرب أمور تجاوزت حدود كل حاجه.
الحرب في السودان فيها تار الدم و العرض فهل ممكن نتصور و لو في الخيال يجي سوداني ولد بلد أصيل و عندو أهل و فصل و يهادن أو يستسلم!
الداير يوقف الحرب دي طريق الكفيل واضح ما محتاج سفريات لكن حتى و لو وقفت كحرب “التار” ما هيقيف.
يعني الحرب لمن تنتهي و بإذن الله هتنتهي ناس دقلو و الجنجويد و المرتزقه المعاهم تاني لو كانو وين أحسن ليهم يتشهدو لو بيعرفو أو يلحقو.
“حرب الغدر لمن تنتهي هتبدأ الحرب”
وصلتني رسالة من صديق علق فيها علي العشرة احتمالات المتوقعة في حال رفض نظام البرهان المشاركة في محادثات جنيف وكتب:
يا عمي الصائغ، فتشت علي الاحتمالات العشرة في المقال وما لقيتها، قلت اكتب عن عشرة احتمالات حسب رأيي.
الاحتمال الاول:
استمرار الحرب وتوسعها بصورة مخيفة وتدخل ولايات جديدة كانت أمنة من الحرب.
الاحتمال الثاني:
تنجح المساعي السعودية في دعوة الوفد الحكومي ووفد “الدعم السريع” لاستئناف المباحثات بين الطرفين في جدة بدون شروط لتسهيل عمليات دخول شاحنات الإغاثة الدولية الي المناطق المتضررة بالجوع.
الاحتمال الثالث:
يسعى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، للحصول على أوامر اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق:
١-الفريق أول ركن/ عبدالفتاح البرهان.
٢ الفريق أول/ محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
الاحتمال الرابع:
يقوم الفريق أول/ عبدالفتاح البرهان بتشكيل حكومة حرب كل الوزراء فيها جنرالات (ما عدا وزير الخارجية)، ومن ناحية أخري يقوم الفريق أول/ محمد حمدان دقلو بتشكيل حكومة مكونة من ضباط ومدنيين في ولاية دارفور.
الاحتمال الخامس:
تقوم الأمم المتحدة بفرض هدنة لمدة ثلاثة شهور وتجبر الطرفين المتقاتلين علي وقف القتال خلال هذه الشهور الثلاثة ليتسني تحسين الأوضاع المعيشية في معسكرات اللاجئين والمستشفيات التي تضررت من الدمار.
الاحتمال السادس:
مع اشتداد المعارك وظهور اسلحة متطورة جديدة ومسيرات وصواريخ بعيدة المدى وأخري أرض جو تزداد عمليات النزوح والهجرة والفرار من المناطق المشتعلة، وتزداد عمليات هروب الاسلاميين الي تركيا.
الاحتمال السابع:
تشتد الضغوط الدولية علي عبدالفتاح البرهان و”حميدتي” لاجبارهم علي الجلوس معا تحت اشراف دولي لمناقشة انجع الحلول لوقف الحرب بصورة نهائية وسرعة توصيل المؤن الغذائية والدواء للاجئين المتواجدين في المعسكرات داخل السودان والسودان الجنوبي وتشاد وإثيوبيا.
الاحتمال الثامن:
تزداد حدة التوتر والمواجهات داخل القوات المسلحة بين الضباط المؤيدين لوقف الحرب وضرورة الحوار قوات “الدعم السريع”، وما بين الضباط الاسلاميين الذين يرفضون فكرة وقف الحرب، هؤلاء الضباط الاسلاميين يشكلون نسبة كبيرة داخل الجيش وعندهم الحظوة والمكانة العالية فيه.
الاحتمال التاسع:
سيلجأ البرهان الي التقليل من ظهوره العلني، ويقلل كثيرا من زياراته للوحدات العسكرية في المناطق البعيدة من بورتسودان بعد محاولة الاغتيال التي جرت اخيرا.
الاحتمال العاشر:
(أ)- تحاصر قوات “الدعم السريع مدينة بورتسودان” حصار محكم.
(ب)- تقوم القوات المسلحة بتحرير الخرطوم والخرطوم بحري وكامل مناطق امدرمان وودمدني وجزيرة توتي.
في المسرح السياسي الدبلوماسي للحرب على السودان
كتبه / د. ابراهيم البشير عثمان
سفير سابق وأستاذ العلوم السياسية
ما من حرب واحدة في التاريخ ، بحجم حرب السودان الراهنة ، الا و تجري على مسرحين..
مسرح قتالي عسكري مؤقت ، طال امده او قصر .
و مسرح سياسي – اقتصادي- قيمي.. أطول عمرا ، و أكثر عمقا و أبقى أثرا في حياة الشعوب.. هذا هو الذي من أجل غاياته الاستراتيجية تجيش الجيوش و تشن الحروب. و لقد صدق كلاسوتز حين قال :” war is continuation of politics by other means ” اي الحرب استمرار للسياسة بوسائل اخرى ”
فلا ينبغي إن يغرب للحظة عن ذاكرة شعب السودان و قيادته ، إن معركة أشد وطأ ، على الصعيد السياسي – الدبلوماسي يلزمنا خوضها تماما كما نخوضها على المسرح العملياتي الميداني .
فمثلما حشد العدو قبل 15 ابريل 2023 ، اقصي ما استطاع من لوازم الحرب ضد شعب السودان وجيشه : بالجند و المرتزقة .. و بالتدريب و التمويل والسلاح.. و بالاسناد الدبلوماسي الدولي و الاقليمي ، وبشراء ذمة كل من توفرت عنده القابلية لبيع ذمته ، فأنه يحشد اليوم كذلك ، و بذات الأدوات و المنهج ، مواقف دول و قادة و منظمات على الصعد الاقليمية و الدولية ، من أجل حرمان السودان من بلوغ نصر كاسح ، به تتحرر ارادته الوطنية الخالصة و يتحقق استقلاله و سيادته على ارضه.
يحشد العدو اليوم سائر مستلزمات المواءمة الظرفية التي بها يتحقق له ما لم يتمكن من انتزاعه – لبلوغ اهدافه الاستراتيجية – بقوة السلاح .
أن الهدف الاستراتيجي الأعلى للحلف الرباعي الذي شن الحرب على السودان قد افصحت عنه يوميات الصراع نفسه بكل وضوح ، قولا و فعلا , وهو انهاء دولة السودان و ازالتها من خريطة العالم ، بعد القضاء على جيشها، و ايلولة ميراثها – بمقادير متفاوتة – لكتل التحالف الأربع .
التحالف الذي انخرط في الحرب على السودان يتألف من كتل أربع ، متساندة و متناسقة ، بأعلى درجات الأعتماد المتبادل ، لكل منها دوره المرسوم حسب المتاح الظرفي في فضاء حركته ، لكن الهدف الاستراتيجي النهائي واحد..هو تفكيك السودان بدءا بتفكيك جيشه.
الكتلة الأولى :
تحالف دولي تقوده بريطانيا و امريكا و فرنسا و اسرائيل و الأمارات المتحدة. و كأنما أوكل شركاء هذه الكتلة للأمارات – او كان ذلك طوعا من ذاتها – أن تتولى مهام السيطرة و التوجيه و القيادة ، بما في ذلك الكلفة المالية و اللوجستية و سائر مطلوبات التنسيق و القيادة .
ففي عواصم هذه الكتلة تم تصميم مشروع تفكيك السودان ، لسنين خلت ، منذ ان كان ذلك نظرية “خام ” تعتمل مدارستها خلف ابواب مغلقة في اجهزة مخابراتها ، و في مراكز فكرها الاستراتيجي ، انتظارا لانضاج الظروف التي تجعل انفاذ المشروع ممكنا. و قد تواترت ثم تكاملت هذه الظروف بصناعتها للحراك الذي انهى حكم الأنقاذ.. وبزوال الأنقاذ أزيلت العقبة الأكبر أمام مشروع تفكيك السودان . وقد راى الناس كيف تصدر سفراء هذه الكتلة (بتنمر طاغ) ذلك الحراك . تلك ممارسة استباحت تماما سيادة السودان ، في سلوك لم تسجل مدونات التاريخ الدبلوماسي العالمي له نظيرا . فالعلاقات الدولية المعاصرة لم تعرف وظيفة حظيت ممارستها بتنظيم قانوني شديد الدقة و التفصيل كما شهدت وظيفة التمثيل الدبلوماسي . فمنذ مؤتمر فينا 1815حين نشأت فكرة التمثيل الدبلوماسي المقيم ، مرورا بكل تعرجات العلاقات بين الدول- عبر القرون – حتى ميثاق الأمم المتحدة ، و انتهاء باتفاقية فينا 1961 التي تفصل بدقة ما يجب التزامه في ممارسة التمثيل الدبلوماسي . ثم اتفاقية فينا 1963 التي تنظم بذات النهج العلاقات القنصلية . هذه هي أدوات القانون الدولي الحاكمة للتمثيل الدبلوماسي . غير أن سفراء هذه الكتلة استمرأوا استباحة البلاد و انتهاك سيادتها . فلقد كان منسوبو الكتلة الثالثة في هذا الحلف (كما نبين ادناه ) موظفون تحت ادارة هذه الكتلة الأولى . فهي التي دفعت، و ما انفكت تدفع ، رواتبهم و تكاليف حركاتهم ، و هي التي كانت تصنع سياسة البلاد الداخلية و الخارجية في سنوات حمدوك و قحت ، و هي التي ترفع اليها تقارير أدائهم . بل ذهبت هذه الكتلة في يناير 2020 الى مخاطبة الأمين العام للأمم المتحدة سرا ،(باسم حمدوك) لأنشاء بعثة سياسية تتولى بالكامل ادارة السودان في جميع شعاب الادرة . و بذلك سعت بتخف ماكر لتصفية استقلال البلاد و وضعها فعليا تحت الأنتداب الدولي .
تلك كانت حالة ” الرق المنحوس ” التي وفرتها غيبوبة الدهر الكبرى في أخر 2018 و ما بعده . فقد تهيأت سوانح تولدت منها اغراءت المتربص الأجنبي بأستعمار السودان…
” االرق المنحوس ” (بهذه المناسبة ) مصطلح نحته العلامة عبدالرحمن الكواكبي عندما كان يخط كتابه الموسوم ” طبائع الاستبداد و مصارع الأستعباد ” ، ويعني به هيمنة و استغلال القوى الأجنبية المترصدة لحالة الضعف المتردي في دولة ما قضت أقدار الله أن تنزلق في مهاوي التيه العدمي . فلقد تلقفت هذه الكتلة – المترصدة أصلا بالسودان – حالة الغيبوبة حينذاك ، وتولت بذاتها التحكم في وجهة البلاد .
و الكتلة الثانية:
تحالف اقليمي من تشاد ، و بعض اعيان دول الساحل الأفريقي ، وأفريقيا الوسطى ، وكينيا ، ويوغندا ، و اثيوبيا، و ليبيا حفتر، و جنوب السودان..ثم عناصر قيادية في المنظمات الاقليمية ( الاتحاد الأفريقي و الايقاد) . وقد ضخ بين عناصر هذه الكتلة مال سياسي كثيف اتخذ صورا متعددة ، حتى ازكمت أخبار الرشاوي أنوف الأفارقة على نحو لم يسجل التاريخ له نظائرا . المراد من هذه الكتلة توفير إسناد اقليمي قاري تطوره حليفتها الكتلة الأولى – حين نجاحها في الاستيلاء على البلاد و تدمير جيشها – الى إسناد دولي يدعم ويعترف بنتائج امانيهم في مشروع تفكيك السودان.
الكتلة الثالثة :
صنعت الكتلتان – الدولية و القارية – تحالفا سودانيا وظيفيا داخليا تخيروا لعناصره كيانات و احزاب وافراد تتولى ظاهريا قيادة البلاد على اثار أمانيهم في تحطيم الجيش السوداني و قتل قيادته ، كما كانت تمضي مخططاتهم في منتصف ابريل 2023 . كانت امانيهم الجانحة أن يكون الأمر خاطفا في بضع ساعات أو بضع أيام . و كان ذلك التاريخ هو الذي يشهد ميلاد دولة جديدة ، بقيامها يزيلون فعليا من خريطة العالم بلدا أسمه السودان كما يعرف نفسه ، و كما يعرفه العالم . وقد أعدوا الساحتين الاقليمية و الدولية لاستقبال هذا السقط الحرام و الأعتراف به.
المنهج المصمم لبلوغ ذلك الهدف الاستراتيجي ، هو ذات المنهج الذي جربته – قبل ثمانبة عقود – اطراف الكتلة الأولى نفسها في فلسطين , حين مكنت بريطانيا و حليفاتها العصابات الصهيونية من ارض فلسطين . ضع مليشيا الدعم السريع اليوم مكان عصابات الصهاينة ، الهاغاناه و والارجون في اربعينات القرن الماضي ، و ضع حميدتي و اخيه في مكان شامير و مناحم بيجن ، و سيمثل بين ناظريك تطابق السلوك و الاداء الميداني لدي العصابات الصهيونية في فلسطين و عصابات المليشيا الجنجويدية في السودان , و سيستبين لك في كلا الحالين تطابق المنهج بالتمام و دون أدنى شطح او تزيد . فإن ما اعدوه للسودان هو اعادة انتاج المنهج الصهيوني – ( الاستعماري – الاستيطاني – الاستئصالي- الأحلالي ) المجرب القديم.
الكتلة الرابعة :
الدعم السريع . وهو الموكل إليه – و بأسناد الكتل الثلاث المتحالفة – تنفيذ الهدف الاستراتيجي على الأرض : تفكيك الجيش السوداني بعد قتل قيادته ، و تلك هي المقدمة اللازمة لتفكيك البلاد كلها . فقد اوعزوا لقيادة الدعم السريع ، تحت أحساسها الطاغي بالقوة العسكرية و المالية ، معززين ذلك بوعود مغلظة ، إن يحظى استلاؤهم على البلاد بدعم يشمل العالم كله ، بما في ذلك اعتراف امريكا، و أوربا، و اسرائيل ، و دول عربية على رأسها الأمارات ، فضلا عما بات مضمونا لهم دعم و إسناد الاتحاد الأفريقي و الايقاد و توابع الكتلة الأولى في افريقيا . وبسطوا بين يدي حميدتي وشركائه و أسرته ، وهم الملاك الحصريون للدعم السريع ، رغائب لم تخطر على قلب أحد منهم . رغائب جامحة بقيام مملكة ثرية و قوية على انقاض دولة كان اسمها السودان !! أما حميدتي نفسه ، فأغدقوا له وعدا غرسوه في مدارك سمعه و بصره . وعدا بشجرة الخلد و ملك لا يبلى !!
لا يماثل ما وسوست به كتل هذا الحلف في روع حميدتي و عشيرته إلا ما وسوس به ابليس في اذنى آدم و حواء أذ اخرجهما من الجنة ، و دلاهما بغرور ليذوقا شجرة الرغائب الشيطانية حتى بدت لهما اليوم سوأة الكذبة الكبرى . و كأني بمن غرسوا في كيانه رغائب الملك العريض ، بنشدون اليوم مع من قال :
ما دمت يا أغبى الملوك صديقنا
فلنا بحسن غبائك استثمار !!
أردت مما سبق وضع القوى المنخرطة في حرب الشعب السوداني و جيشه في قوالب انتسابها المتساندة . وهذا – كما اقدر – شأن كل معالجة منهجية يقود تسلسلها المنطقي الى استلال الخلاصات المتأسسة على حقائق جلية تمشي على الأرض.
علينا جميعا ، قيادة و شعبا ، التأمل المتبصر ، في الاسئلة التقريرية التالية ، و التي بنيت على معطيات التوصيف المنهجي اعلاه . فأذا تحقق التجرد من كوابح و كلابيب و تغبيش الأنا ، سواء أكان ذلك الأنا حظ نفس او طائفة أو حزب أو قبيلة او أي كيان جزئي.. اذا تحقق ذلك فأن ما يتولد من خلاصات هذه الاسئلة ستبدو بدهيات منطقية.
أول هذه الأسئلة هو : من هو عدو اهل السودان الذي يقتلهم و يخرجهم من ديارهم و ينهب ما يملكون و يدمر مؤسساتهم التي أنشأوها عبر سبعين سنة بشق الأنفس. ومن يهتك اعراضهم ، و يبيع نساءهم سبايا في نخاسات أفريقيا في القرن الحادي و العشرين..
الجواب المكشوف الذي استبان لكل ذي بصر و بصيرة أن عدو السودان هو من ألف حشدا دوليا و اقليميا صنع من كياناته هذا الحلف الرباعي المشؤوم لانهاء وجود السودان ، بداء بتحطيم جيشه..
فتراكيب هذا الحلف بكتله الاربع هي التي تشن الحرب على أهل السودان بتضامن و تكامل و تناسق .
و لكل من مكونات هذا الحلف دور يناسب حاله . فمنهم من تولى التمويل و التسليح ، و منهم من تولى حشد المرتزقة و مباشرة أعمال القتل و النهب و الدمار و هتك الاعراض ، و منهم من تولى الدعم السياسي و الدبلوماسي على المستويين الاقليمي و الدولى ، و منهم من تولى الاصطفاف السياسي الداخلي و مهام الاستخبار و عمل الادلاء الذين يرشدون القتلة الى ضحاياهم و من يتولون ادارة الحرب الدعائية و النفسية.
فهل ترك هذا التشكيل العدواني لأهل السودان غشاوة تصرفهم عن رؤية مكوناته المتحالفة و المتساندة ؟ وهل من احد لا يزال جاهلا بالادوار المتناسقة التي تنفذها كل واحدة من مكوناته ، ضمن استراتيجيته الكبرى ؟ و هل من عاقل يمكن أن ينزل أيا من مكونات هذا التحالف الابليسي منزلة الوسيط النزيه المحايد ، كما تسعى اليوم امريكا و الامارات !؟ بينما تتولى بريطانيا عرقلة مظلومية السودان أمام مجلس الأمن و الهادفة الى ادانة حليفتها الأمارات بالاشتراك الجنائي في جرائم الحرب ؟
و ثاني الأسئلة هو : ما هي الغايات الاستراتيجية التي من أجلها تشكل التحالف المشؤوم ودارت من أجل تحققها عجلة هذه الحرب بكل ما اصبح شاهدا من قتل و سحل و دمار و دماء ؟
الاجابة هي : إن الغاية الأستراتيجية هي الاستيلاء الكامل على البلاد..على الأرض خالية من سكانها.. في أكبر تجربة استعمارية – استيطانية – استئصالية – احلالية في تاريخ أفريقيا . تجربة تقوم على ساقين هما: التفكيك..واعادة التركيب . او الابدال .. ثم الاحلال . تجريد السكان من ارضهم بكل أشكال القهر المادي و المعنوي..و احلال أخرين مكانهم.. حرث ديموغرافي عميق، ثم غرس بشري جديد.
التاريخ الاستعماري لمكونات الكتلة الأولى في هذا الحلف يعج بمخزون كثيف من تجارب الابدال و الأحلال، كما حدث للهنود في امريكا . و كما احدثه اطراف هذا الحلف بالذات لأهل فلسطين . و كما حدث لسكان استراليا الأصليين. و كما حدث لأهل جنوب افريقيا . و لسكان الكاريبي الأصليين…الخ. فقد ارتبط الاستعمار الاستيطاني في جميع تجاربه بمبدا الأبدال و الاحلال. و ما تخلفت ابدا اداتان يعملهما لبلوغ ذلك الهدف في كل بلد حل فيه : أداة الأزالة الكاملة لكل مظنة للمقاومةtotal elimination .l ، او أداة الابادة الجماعية genocide عندما يكون ذلك ضروريا لتحقيق الابدال الكامل.
السؤال الثالث المترتب على هذه الحقائق المجردة هو: هل لأعمال الدعم السريع في كل تجمع سكاني هاجمه صفة اقل من أزالة elimination واستباحة كل شيء ( البيت و المال و الممتاكات و العروض) . ؟ او هي أقل من صفة الابادة الجماعية genocide ؟ الأجابة مبذولة بوفرة شهدها كل العالم ما عدا كتل هذا الحلف الأربعة. اسألوا عنها المساليت في الجنينة واردماتا .. و ود النورة و الشرفة.. و الرهد .. و أم صميمة ..بل سلوا عنها كل بيت في كل قرية أو مدينة حل فيها الجنجويد بمساندة و تضامن حلفائهم من كتل الحلف الرباعي الشرير.
فهل نرى من سياق الصراع و يومياته ، اقلاعا عن أهداف الحلف الاستراتيجية التي من اجل بلوغها استفرغت كتل التحالف كل وسعها..؟
عشرات الاسئلة الموضوعية تتناسل لتأكيد حقيقة كثيرا ما يجنح بعضهم لتغافل دلالتها المركزية في الحرب الراهنة..حقيقة الفعل المتضامن و المتناسق لمكونات التحالف الذي يقود الحرب على شعب السودان و قواته المسلحة.
الكتلة الأولى في الحلف الشرير هي القاطرة التي تجر خلفها الثلاث الاخريات. و هي التي تبتدر بدائل الصراع حسب منطوق الوقائع الظرفية التي تنتجها تفاعلات الحرب اليومية . فإن بدت دلائل خسرانهم القتال راجحة ، ذهبت لتفتح مجرى اخر من مخزوناتها السياسية والدبلوماسية و غيرها.. و مثلما حشدت للحرب انصارا في افريقيا ( دول و منظمات ) تحشد لبديلها الظرفي داعمين من ذات المصادر . و إذ تفعل كل أحابيل الدبلوماسية الجبرية coercive diplomacy ، التى اعتادت أعمالها بأضطراد منذ نهاية القطبية الثنائية ، تظل أهدافها ثابتة بانتظار وقائع ظرفية مواتية لاستئناف زحفها نحو الهدف الاستراتيجي.. هدف التفكيك ثم اعادة التركيب . او بعبارة ربما أكثر وضوحا ؛ هدف الاستئصال ثم الأبدال و الاحلال ..و أعادة انتاج الاستعمار الاستيطاني القديم بخصائصه التي ذكرنا..
و من مخزونات تجارب الكتلة الأولى في ادارتها لصراعها الاستراتيجي معنا ، خلال الاربعين سنة الماضية ، استلت امريكا – بتضامن و تنسيق جهير مع رصفائها في الحلف الرباعي – استلت فكرة محادثات جنيف .
منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، حينما انفردت الولايات المتحدة ببسط نفوذها على العالم ، أثر تفكك الاتحاد السوفيتي ، لم يتغير كثيرا منهج التعاطي الثنائي مع السودان . ظل العنوان المميز لعلاقتها معنا هو أعمال الدبلوماسية الجبرية coercive diplomacy القائمة على افتراض فعالية ركائزها الأربعة : 1/ المطالبات المضطردة المتناسلة ، او – بتعبير ادق- اصدار الاوامر..2/ وجوب الاذعان لتلك الأوامر.. 3/ التلويح بالعقوبات..4/ وعود ( لم تتحق يوما ) ان تم الأذعان للمطالبات و الاوامر . تلك هي أدوات الدبلوماسية الأمريكية الجبرية تجاه السودان على مدى أربعة عقود.
حين كان السودان يتحاشى المواجهة غير المتكافئة مع امريكا فيما مضى ، كان حريصا أن تتأسس علاقاته معها ( ومع كل العالم ) دون التفريط في سيادته و استقلاله . و إن نتعاون في المشترك الإنساني العام ، وإن نحترم الخصوصيات الثقافية و المجتمعية والدينية لكل أمة . غير أن نوازع الهيمنة – تحت احاسيس القوة – هي التي طغت على موجبات التعايش السلمي و التعاون و اعتماد علاقات صحية بين الأمم..حتى شاع قول من قال what is good for the west should be good for the rest.. أي ما يراه الغرب خيرا يجب إن يراه غيرهم خيرا.
ما تراكم من دروس علاقتنا مع امريكا في ماضينا القريب ، لا يزال طريا في ذاكرة الدبلوماسيين السودانيين .
بعيد عودة جون قرنق من امريكا بعد اتمام دراسته للدكتوراة في جامعة ايوا ، قاد عام 1983، بدعم أمريكي متعدد الجوانب تمرد الحركة الشعبية . لم تشفع للرئيس نميري انحيازه الكامل للسياسة الأمريكية انئذ ، حتى يكف حليفها قرنق عن تمرده . فأهداف الحركة الشعبية يومها هي أهداف امريكا الاستراتيجية ، فلا ينبغي تخليها عن حليف استراتيجي مؤكد من أجل صديق وظيفي مؤقت . ذهب النميري و جاء سوار الذهب ثم الصادق..و تمدد دعم امريكا و حليفاتها للحركة الشعبية في خط تصاعدي مستمر .
ثم جاءت الأنقاذ من أجل أنقاذ السودان من السقوط في جحيم المشروع الاستئصالى ( شديد التماثل لدرجة التطابق مع ما يجري الان : اقرأ منافستو الحركة الشعبية عام 1983) للحركة الشعبية ، وهي تدرك يقينا حقائق دعم امريكا السياسي و اللوجستي لها .
في العام 1996 لم تعد الحركة الشعبية تسيطر على اي موقع كانت تحتله قبل هذا التاريخ . هنا تكاثفت وتائر الدبلوماسية الجبرية الأمريكية لأنقاذ جيش قرنق . لأجل ذلك صممت ما كان يعرف ” بشريان الحياة ” وهو خط الامداد بالمؤن و العتاد العسكري الذي ظل يغذي الحركة الشعبية لعشر سنوات لاحقة . انه منهج معتاد للدبلوماسية الجبرية تسعي امريكا اليوم لأعادة انتاجه في جنيف .
اكثر من عشرين عاما كانت امريكا و الترويكا داعمين يفيض وافر لحركة الجيش الشعبي بكل مطلوبات الصراع ضد السودان . و تحطمت على مدى عشرين عاما عشرات الدعوات من حكومات السودان المتعاقبة لوقف اطلاق النار و الجنوح لتسوية عادلة . تحطمت تلك الدعوات تحت ضغوط أمريكا وحلفائها على الحركة الشعبية لرفض التسوية مع حكومة السودان .
ثم ضخ النفط السوداني في اغسطس 1999 . و ما لبث أن بدت اثاره الموجبة على مجمل الحياة ، كما كان موجبا على تسليح و امداد القوات المسلحة . في هذه المرحلة فقط ظهر التحول المتسارع من جهة امريكا والغرب عموما ، لأنهاء التسوية السياسية إعجل ما يمكن . تقديرات الموقف الأمريكي كانت تقول إن الصعود الأقتصادي للسودان حينها بسبب عائدات النفط لا بد أن يفضي للصعود في وتائر التصنيع العسكري و ما يترتب عليه من اختلال في موازين القوة لصالح السودان . واصبح من كانوا – لأكثر من عشرين سنة – يحرضون حركة قرنق لتمتنع عن اجابة أي دعوة للسلام ، يسارعون مع عقارب الساعة لوقف الحرب و المضي الى تسوية سلمية . لم تكن تلك دعوات منشأها الرغائب الإنسانية الخيرة المحبة للسلام ، و انما حركها توجس مقلق لديهم من تفوق الجيش السوداني بسبب ما توفر له من عتاد وامداد . و لأجل ذلك أجرى الرئيس الأمريكي بوش الابن محادثات هاتفية بالرئيس عمر البشير ، وزار الخرطوم وزير الخارجية كولن باول ، و الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ، و اعداد لا حصر من الدبلوماسيين و السياسيين و البرلمانيين – امريكيين و اوربيين – جميعهم ينسج على منوال واحد هو ؛ ابرام التسوية السياسية مع الجنوب و بنحو متسارع . وظلت الاداة الابرز في جميع ذلك الزخم هي أداة الدبلوماسية الجبرية.
وفي هذا السياق – كما كتبت وزيرة التعاون الدولي النرويجية هيلدا جونسون – عمد إثنان من أعضاء الكونغرس الأمريكي هما دونالد باين و ثوماس تانكريدو الى تحرير رسالة الى الرئيس الأمريكي بوش الابن تحوي إثني عشر إسما لسودانيين ، جلهم ضمن الفريق الحكومي المفاوض في نيفاشا ، يتهمانهم فيها بتهم زائفة بأعمال ارهابية أبان فترة سابقة من حياتهم السياسية . ويدعوانه لاصدار عقوبات بحقهم . و انتهى سيناريو تلك الضغوط بأصدار ما أسموه قانون سلام السودان . جميع ذلك الحراك المحموم كان هدفه استخلاص صيغة للتسوية تحت التهديد تتبنى ما تريد امريكا حصاده من استثمارها السياسي طويل الأجل في حرب الجنوب . ( أظن القارئ الكريم يرى التماثل المتطابق مع ما يجري هذه الايام !!)
قالت الوزيرة النرويجية هيلدا جونسون – وقد كانت دائمة الحضور في نيفاشا – انها بتنسيق مع حلفائها الامريكيين نقلت مضامين تلك الضغوط و التهديدات للفريق الحكومي المفاوض علها تحدث شرخا تتسرب منه رغائب الامريكيين في استخلاص اقصى ما يمكنهم من املاءات . كان رد الفريق المفاوض إن ابلغوا هيلدا بأن مثل تلك الضغوط و التهديدات لن تنتج حصلية موجبة في خزائن من أطلقها.
على هذا المنوال كانت تجري – ولم تزل – مناهج الدبلوماسية الجبرية الأمريكية..و الراجح عندي اعمالها فيما دعت إليه ادارة بايدن في أخر أيامها هذه قائد الجيش الى جنيف ، مدفوعة في ذلك بما استجد من تغيرات مهمة لمراكز القوة في النظام الدولي الراهن ليست في مصلحة امريكا ، خاصة ما بدى واضحا إن قطبا دوليا عالميا موازيا يجري تشكله بتقدم نشط . هذا قطب تخلو صحائفه من أدوات التسلط الجبري التي كانت و لم تزل هي ما يصبغ علاقات السودان بأمريكا و حلفائها في الكتلة الأولى من تحالف العدوان على شعب السودان و جيشه.
و لكن دعنا نفترض إن الرئيس البرهان قرر المشاركة في هذا الأجتماع ، و هو أفضل سيناريو للامريكيين و الاماراتيين مثلما هو أفضل سيناريو للدعم السريع و حواضنه السياسية .
لكنه بالمقابل السيناريو الاسوأ للمؤسسة العسكرية السودانية بفصائلها المختلفة ، و للغالب الساحق من الشعب السوداني .
وفق هذا السيناريو المتخيل تثور عدة اسئلة :
+ هل سيحضر البرهان بصفته رئيسا لمجلس السيادة ، و بهذه الصفة فهو رأس الدولة و المسؤول الاعلى فيها بمؤسساتها المدنية و العسكرية.
+ أم بصفته قائدا للجيش السوداني فقط يواجه في الطرف المقابل قائد الدعم السريع ؟
وفق هذا الموقف المتخيل فإن الرئيس البرهان إن استجاب للدعوة – كما أرادوا – ممثلا للجيش فقط :
– فقد اسقط بطوع ارادته صفته الدستورية كرأس للدولة.
– وأسقط تبعا لذلك قراره بحل الدعم السريع .
– وأسقط قراره باعتبار الدعم السريع كيانا ارهابيا متمردا يجب قطع دايره .
– وبهذا يعيد صياغة التكييف السياسي و القانوني للدعم السريع بشكل يماثل حركة قرنق ( 2005) و جبريل و مناوي اليوم . و هكذا يكون الجيش السوداني قد اصبح فصيلا متوازيا مع غيره من الفصائل.
+ واعادة قائد الدعم السريع و أخيه الى موقعه السابق نائبا لرئيس مجلس السيادة ، و فك تجميد ارصدة الدعم السريع في البنوك . و دفع ديات حوالى 150000 قتيل منهم ، و علاج اعداد مماثلة من الجرحى . و اعادة معسكراتهم التي استولت عليها القوات المسلحة.
+ و إعلان وقف لأطلاق النار تبقى بموجبه قوات الدعم السريع في مواقعها التي احتلتها . و الزام الجيش السوداني بالكف عن مهاجمتها . و ترجمة كل ذلك في وثيقة تتبناها الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و الايقاد. و على ذلك تستقدم قوات دولية تفصل بين ” الفصيلين”! ويبقى الوضع هكذا لسنين طويلة تترسخ أثناؤها تماما اهداف الحلف الشرير في الأستيلاء على السودان ، بعد تمزيق اوصاله بين هذه الكانتونات.
+ وتذهب موجهات النقاش في مثل هذه الحالة الأفتراضية الى إن الأمر كله خلاف بين شخصين هما الفريق أول عبدالفتاح البرهان و الفريق أول محمد حمدان دقلو.
+ إن مشروع التسوية بمعالمه الأفتراضية هذه ( لكنها الأكثر قربا للحقيقة ) قد تم أعداده مسبقا – قبل الدعوة الى جنيف – على نحو قد لا يتطابق بالتمام مع جميع ما كان قبل منتصف ابريل 2023 ، لكنه محاولة جادة بأحابيل سياسية جريئة للقفز مباشرة لبلوغ الاهداف الأستراتيجية للحرب..أهداف الاحتلال الاستيطاني -الأستئصالي – الاحلالى ! ولم تكن حقيقة الدعوة الى جنيف الا اخراجا شكليا لما تم تصميمه في عواصم الكتلة الأولى التي تقود تحالف الحرب على السودان .
+ وفق منطق هذا السيناريو . لا يبدو ثمة مجال يخص قضايا قتل الناس و سلبهم و هتك أعراضهم و نهب ممتلكاتهم و دمار المؤسسات و احتلال البيوت. سيتم القفز على كل ذلك دون أن يطرف لهم جفن . معلوم أن هذه هي القضايا التي تضمنها اتفاق جدة الشهير ، و التي يثير حتى مجرد طرحها غضب جميع كتل التحالف الأربع . و لم يصمم منبر جنيف – كما يدل التوليد المنطقي – الا للتخلص مما التزموا به هناك في جدة !!
فمنهج التناول المناسب لهم إن يظل التداول ثنائيا man to man لا مكان فيه لمؤسسات دستورية تحكمها قواعد العمل الحكومي المؤسسي . لأجل ذلك فأن الدعوة لجنيف تجنبت بمكر شديد الصفة الدستورية للسيد البرهان كرئيس لمجلس السيادة و للجهاز الحكومي التنفيذي .
+ يحدث كل ذلك بأعمال الركائز الاربع للدبلوماسية الجبرية المذكورة إعلاه . وقد احاط بالبرهان ( حين يكون في جنيف) من يصفون أنفسهم بالوسطاء ، مع أنهم قادة الحلف الرباعي بكتله المفصلة في صدر المقال .
+ كل ما ورد في النقاط إعلاه – كما قلنا – مشاهد لسيناريو افتراضي ، لكنه مستخلص من حقيقة جوهرية تجعل رجحان حدوثه كليا أو جزئيا أمرا واردا . والحقيقة هي إن الحلف الرباعي الذي صنع الأزمة أولا منذ اواخر 2018 ، ثم رسم مسارها في محطاتها العديدة ، ثم ابتدر الحرب الراهنة ، هذا الحلف لم يبدي أبدا ثمة تغير جوهري ، لا في تركيبته المتضامنة و المتناسقة ولا في أهدافه الاستراتيجية .
إن دعوة جنيف تأتي ايضا ضمن تكتيكات املتها تقديرات المرحلة ، سواء ما تعلق بخسائر بشرية متعاظمة للدعم السريع عصية على الاستعواض ، او ما يتعلق بنزيف مالي لا يتوقف ، او كان ذا صلة بالحمولة السياسية و الجنائية لأطراف الحلف.. او كان سعيا لأكتساب اصوات المتضامنين في ضحايا الحرب في الانتخابات الأمريكية .
و على ذلك جاء رد وزارة الخارجية السودانية على دعوة الامريكيين لاجتماعات جنيف . والراجح إن تعتبرها كتل الحلف الرباعي رفضا للدعوة . في حين لا يزال الوقت مبكرا لتفسير محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس البرهان اليوم ، (وقد اودت بحياة عدد ممن كان حاضرا ) ، هل أتت ردا على موقفه حيال دعوة الأذعان الأمريكية الى جنيف ؟
كتبه / د. ابراهيم البشير عثمان
سفير سابق / أستاذ للعلوم السياسية
1 اغسطس 2024
الاخ سوداني… كل من لديه بصر و بصيرة يدرك انها حرب تغيير ديموغرافي بتهجير و تشريد السكان الأصليين ليحل محلهم عربان الشتات الافريقي و هذا ما حدث علي أرض الواقع
و حين تم سؤال مسيلمة الكذاب يوسف عزت الماهري لماذا ترفضون الخروج من منازل المواطنين قال الخرطوم دي حقت ابو منو علشان نطلع…اجندة مرتزقة عربان الشتات الافريقي واضحة جداً عدا للمغفلين و العملاء و المأجورين و من ينظرون للحرب من منظور قبلي و جهوي.
تحياتي أستاذ بكرى الصاءغ
لاشك أن مقالك فيه الكثير جدا من حالات التقصى والتدقيق والبحث ولا اعتقد أن مؤشرات مؤتمر جنيف سواء عقدت أو لم تعقد انها سوف تخرج من هذه الاحتمالات….ما استغرب له أن بعض المعلقين لم يجهدوا انفسهم بالاطلاع الجيد علي كثير من النقاط الواردة في المقال….فجاء تعليق بعضهم اشترا وبعيدا عن الموضوعية….النقاط العشرة شملت جميع المؤشرات من فشله ونجاحه وصعوبات النجاح وصعوبات الفشل….فهل تخرج هذه المؤشرات من الواقع المرتقب….كلا… على الاخوة المعلقين ان يتاكدوا من المعلومة قبل التعليق عليها….ونفعنا الله بقلمك استاذ بكرى
بكري الصائغ احتمال تكون مجموعة ََصحفيين أقرب الكيذان ، من الذي يستطيع أن يكتب ويرد هكذا