خرج الآلاف في مسيرة سلمية انطلقت من شوارع متفرقة لمنطقة (الشهداء) بمحلية أمدرمان بولاية الخرطوم أمس، استجابة للموكب الرابع الذي دعا له تجمع المهنيين السودانيين للمطالبة بتنحي رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.
انطلاقة وهتافات
وانطلقت الجموع من الشهداء والشوارع المحيطة بها في الموعد المحدد لانطلاقة المسيرة في الواحدة ظهراً بهدف التوجه نحو مقر المجلس الوطني (البرلمان) للمطالبة بتنحي البشير وإنهاء حكمه.
وعلت الهتافات من عدة أحياء بمدينة أمدرمان من شوارع مختلفة، وسير المحتجون موكبين رئيسيين أحدهما انطلق من ميدان الشهداء واتخذ طريق الأربعين للوصول إلى البرلمان، بينما اتخذ الموكب الآخر طريق شارع الملازمين، حيث حاولت السلطات تفريقه في شوارع وأزقة الحي، بعد أن قطع مسافة كبيرة في محاولته للوصول إلى المجلس الوطني، لكن الشرطة واجهته بالقوة عند سجن أم درمان.
وشارك في الموكبين أكثر من (6) آلاف متظاهر – حسب تقديرات محرري (الجريدة)-، رددوا هتافات تطالب بالحرية والسلام والعدالة وإسقاط النظام وتتمسك بالسلمية، بالإضافة الى هتافات تقلل من قيمة حشد الساحة الخضراء الذي دعت له أحزاب الحوار الوطني دعماً وتأييداً للرئيس البشير.
انفضاض وتجمع
وعقب تصدي الشرطة لموكبي المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع والعصي لمنع المحتجين من الوصول إلى قبة البرلمان لتسليم مذكرة (التنحي) تحولت الجموع إلى عملية انفضاض وتجمع مرة أخرى، وأغلق المحتجون عدداً من الشوارع الرئيسية، وحرقوا إطارات السيارات ووضعوا حواجز من الحجارة الاسمنتية الكبيرة للحيلولة دون احتكاك السلطات بهم.
إصرار على المواصلة
وأصر المشاركون على مواصلة المسيرة رغم محاولات السلطات لصدهم، ودخل مشاركون في أحياء أمدرمانية للوصول إلى مبنى البرلمان، وسط انطلاق زغاريد النساء وهتافات الشباب والشابات، فيما وزع مواطنون في المناطق التي شهدت التجمعات (الملازمين، بانت، العباسية، حي الضباط والموردة) المياه والبلح وعصير الكركدي والسندوتشات على المتظاهرين وفتحوا منازلهم لاحتضان المصابين والمتأثرين من الغاز المسيل للدموع.
ورصدت (الجريدة) حالات اعتقال، حيث امتلأت مركبات (بكاسي) نصف نقل وعربات (تاتشر) بمشاركين ومشاركات.
وقبل غروب الشمس أفلح متظاهرون من الوصول إلى مقربة من مباني البرلمان، وجلسوا على الأرض لتأكيد سلمية تحركهم.
حالات الإصابة
ومن جانبها اعلنت لجنة اطباء السودان المركزية، عن إصابات بمستشفى أمدرمان جراء إطلاق الرصاص على المتظاهرين.
وكشفت اللجنة في بيان تحصلت (الجريدة) على نسخة منه امس، عن تسجيل 4 حالات مستقرة للإصابة بطلق ناري وحالة خطرة تم انعاشها بعد توقف القلب بسبب الاصابة بطلق ناري في الصدر وما زالت الحالة غير مستقرة.
وأشار البيان لتعدي السلطات على حرمة المستشفى بإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع، مما أدى الى حدوث اختناقات وسط المرضى ومرافقيهم والاطباء والكوادر العاملة بالمستشفى.
(تفاصيل ص3)
فريق الجريدة:
عبد الهادي الحاج/ علي الدالي/ محمد الأقرع/ عازة أبو عوف/ ندى رمضان/ الهادي عبد الله
