مقالات وآراء

《قوة دفاع السودان》: كان ياما كان !!

محمد الصادق

لا احد ينكر عراقة ومتانة الجيش السوداني الذي تم تأسيسه في بداية خمسينات القرن الماضي بواسطة الجيش البريطاني المحتل ، واطلق عليه حينئذ《قوة دفاع السودان》التي تحولت الي جيش وطني بعد الإستقلال. والجيش ظل متطورا ومواكبا لكل المستجدات من حيث منظومات التسلّح والاساليب والتكتيكات العسكرية ، وظل افراده يتلقون دورات تدريبية حتمية بصورة دورية في أبرز المؤسسات العسكرية في امريكا وروسيا واوروبا.

في اعقاب اندلاع ثورات الربيع نُشرت دراسات عربية عن خطط اسرائيلية لتفكيك الجيوش العربية ، وكان يُدلل علي ذلك بالجيش العراقي ، الذي انتهت اسطورته بالغزو الأمريكي في بداية القرن الحالي ، حيث أشارت الدراسات ان تفكيك الجيش كان الهدف الأساسي للحرب.
الدراسات كانت تحذر الجيش السوري -آنذاك- أن يتعرض لنفس التجربة مع اختلاف في الاسلوب والوسائل المستخدمة لتحقيق التفكيك في النهاية.
ونحن الآن وبعد حوالي ١٢ عاما نعرف الأساليب المختلفة التي استخدمت في تفكيك الجيش السوري والليبي واليمني ، وما يهم هو أن أهداف الأعداء قد تحققت ، والآن هاهو الجيش السوداني يتعرض لنفس الشيء مع اختلاف في الأسلوب بالطبع. ومع أن كل هذا يندرج تحت نظرية المؤامرة لكن ايضا .. من غير المعقول القول بأن إنهيار خمسة جيوش عظيمة في غضون عشرين عاما قد جاء بالصدفة !! وفي كل مرة ينهار فيها جيش تنهار دولة ، وتحدث ازمات انسانية، تشرد وازمات لجوء وفقر وجوع ومرض وانتهاكات لحقوق الإنسان، وتكاثر للإرهابيين ، وذلك يؤثر علي كل العالم.
الحرب الدائرة الآن هي حرب بين جيش وقوة خرجت من رحمه ، وهو اسلوب مختلف (خالص) عن ما حدث للجيوش الأربعة الأخري ، والآن إما أن تتمزق القوات -شيئا فشيئا ، أو يتمزق الوطن !!
لا شك أن الحركات المتكررة للتمرد قد انهكت الجيش السوداني أيما انهاك ، والمعروف أن قوات الدعم التي تحارب الجيش الأصل حاليا تكونت اساسا لمجابهة بعض حركات التمرد ، لكن نعتقد أن العامل الاساسي الأكثر تأثيرا كان هو المحاولات الإنقلابية !! فالجيش السوداني من اكثر الجيوش في العالم قياما بمحاولات الإنقلاب التي نجحت منها اربع فقط لكن الفاشلة تعد بالعشرات ، وعقب كل محاولة يتم التخلص من عشرات أو مئات الضباط الذين يحالون للصالح العام، أما المنفذون فغالبا ما يتم اعدامهم ، وقد حدث هذا اكثر من مرة.
فإذن لكي (يثبت) شخص واحد في مكانه تتم ازاحات عديدة تتكرر لسنين طويلة ، خذ مثلا الأعوام التي حكم فيها نميري وبشير (١٦ + ٣٠) .. انظر في ٤٦ عاما .. كم من الضباط ذوي التدريب العالي احيلوا الي الصالح العام ، وكم سجنوا، وكم أعدموا !!
ولأن السودان حكم عسكريا حوالي ٦٠ عاما بعد الإستقلال ، لذلك حتي عندما لا تكون هناك محاولة انقلابية فإنه بين الفينة والأخري يعمد الرئيس الي احالات واقالات واسعة استباقا لأدني تفكير في الأنقلاب عليه. ولا أجد مبررا لاستغراب بعض الخبراء الإستراتيجيين من الإحتفاظ بقوات الدعم كجيش مواز ما دام هناك شعور دائم بالخوف من الجيش الأصل ، لكن المستغرب فعلا هو حدوث التغيير في ٢٠١٩م بصورة سلسة ، بالرغم من وجود جيشين《اثنين》كان كل منهما يدين بالطاعة والولاء التام للرئيس المخلوع!! .

□■□■□■□■

>>> تذكرة متكررة <<<
=======

نذكّر بالدعاء علي الظالمين
في كل الأوقات .. وفي الصلاة
وخاصة في القنوت
بعد الركعة الثانية
في الصبح (سِراً)
علي الذين سفكوا الدماء
واستحيوا النساء
واخرجوا الناس من ديارهم
وساموهم سوء العذاب
وعلي كل من أعان علي ذلك
بأدني فعل أو قول
(اللهم اجعل ثأرنا
علي من ظلمنا)
فالله .. لا يهمل
ادعوا عليهم ما حييتم
ولا تيأسوا ..
فدعاء المظلوم مستجاب
ما في ذلك شك.

 

[email protected]

‫3 تعليقات

  1. ومن قال لك ان جيشك لم يكن مخترقا منذ تأسيسه فطلعت فريد وامثاله من المصريين مرورا لعبود وحلفا ونميري وبعثة وراء ناصر والسادات وعمر البشير وبرهانه وراء السيسي اي جيش لم يخض اي حربا تؤكد ما ذهبت اليه والان بعد حربه الماثلة مع صبيان حميدتي ولوا الأدبار صوب تشاد وجوبا ومصر اي بطيخ تتحدث عنه

    1. لقد خدعونا هؤلاء العسكر بانه أقوى جيش في المنطقة وقد بانت سوءاته فلا تسليح ولا ملابس ولا إمدادات حتى طائراتك سيخوي وأشباهها من الحرب العالمية الثانية حتى مقرات القيادات عبارة عن حوش وسلك شائك وهناقر وقطاطي مافيش تسليح ورتب وضباط فشنك كانهم مونتغمري

  2. جهل مريع بالتاريخ السوداني العسكري.
    وإتهام للآخرين قبل أن نسأل أنفسنا كيف إستطاعوا أن يصلوا إلينا فيدمروا مؤسساتنا ومنها جيشنا (القومي) ويفككوا بلداننا.

    أبحث عن الإجابة في الداخل وليس الخارج.

    يا خينا قوة دفاع السودان أنشأها الاستعمار البريطاني وتخضع وتأتمر بأمر الحاكم العام البريطاني للسودان.
    تلك القوة أنشأت بعد أن تم طرد الجيش المصري من السودان عقب إغتيال السير لي ستاك في نوفمبر ١٩٢٣.
    قبلها كان الجنود والضباط السودانيين هم جزء من الجيش السوداني المصري الموجود في مصر والسودان معاً.

    تم إنشاء قوة دفاع السودان في ١٩٢٥ بعد تسريح الضباط والجنود السودانيين وقفل المدرسة الحربية.
    تكونت قوة دفاع السودان من الضباط والجنود المسرحين الذين قبلوا العمل تحت إمرة الجيش البريطاني بعد فحص وتدقيق وبشرط الحصول على (براءة الحاكم العام).

    هذا يا حبيبي أساس جيشك العاجبك والخايف عليهو.
    عبدالله خليل وعبود وأحمد محمد الجعلي وآخرين نالوا (براءة) من مشاركتهم في ثورة ١٩٢٤ ولذلك تم إستيعابهم في جيش الغُنا والخنا هذا. فما توجع قلبنا ساكت.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..