مات الجنيه السوداني بالسكتة الشعبية

مات الجنيه السوداني بالسكتة الشعبية
عمر الفاروق عبد الله
[email][email protected][/email]
جاء في الأخبار بأن قيمة الدولار في مقابل الجنيه السوداني وصلت 6.9 جنيه سوداني بالجديد وستة الف و900 بالقديم الإتنسي
أما قيمته مقابل الريال السعودي فلقد وصلت ما قيمته 1.800 وبالدرهم شرحه
ولقد وصف مصدر ببنك السوداني من يحتفظون بأموالهم في البنوك في صورة جنيه سوداني بأنهم حزمة من الأغبياء
السيرة الذاتية للجنيه السوداني
لقد كان فتياً ومهاباً تخشاه كل العملات الأخري وولد بسنونه إبان الخمسينات من القرن الماضي وكان مساوياً لثلاثة دولارات وثلث وكام جنيه إسترليني قبل ولادة اليورو وإذا ما قارناه برصفائه من العملات الأخري عربية وإفريقية من درهم ودينار وليرة وجنيه وريال فلقد كانوا بجانبه أطفال يحبون كما الليل في الحفلات.
ورويداً رويدا أصابته العين الكافرة النصرانية فتدهورت صحته بدءً من أيام “نميري” ولم تنفع معه الوصفات الشعبية فكان لابد من العلاج بالخارج وكتبت الروشتات بواسطة دكاترة مشتشفي النقد الدولي بتخفيض قيمته فأصابته أنيمياء التخفيض فوصفوا له علاجاً آخر تمثل في تعويمه في بحر الظلمات عله يسترد عافيته فلم يكتب له الشفاء ولكنه أيامها تمسك بأمل أخضر في الحياة.
وحتي “نميري” في خطاب الوداع قبل أن يذهب مستشفياً في رحلته الأخيرة لأمريكا نعاه مبكرا ونعته بالمتشرد حين قال: ” الجنيه ده لو لقيتوه واقع في الشارع ما حتشيلوه “!!!
وفي ما تلي حكم مايو من عهود تفاءل الناس خيراً بأن يبلغ الجنيه السوداني العافية بأيدي وطنية ومعونات من الدول الصديقة والشقيقة تساعد في شفاءه .. فلم تجدي ولم تنفع وفي أخريات عهد الديمقراطية الثانية قبل يوم الجيش للشعب انحاز حين هبوب ثورة الإنقاذ أصيب بملاريا نقدية حادة أوصلت قيمته الي ثماني جنيهات رسمية و12 جنيه في السوق الأسود.
وهبت ثور الإنقاذ .. لتنقذ الشعب السوداني من كيت وكيت وكيت وتحافظ علي وحدة التراب السوداني وترفع من شأن الجنيه السوداني فكانت مقولة صلاح كرار المشهورة ” لولا ثورة الإنقاذ ولو ما نحن جينا “وكيه في المابينا” لوصل الدولا ر عشرون جنيهاً!!!!!!!
وجاتنا ثورة الانقاذ بالجديد وظهر الرأسماليون الجدد وجامعي المال ومكتنزي الدولارات وسماسرة البيع حتي للتراب السوداني وظهر الفساد في البر والبحر ومات الجنيه السوداني بالسكتة الشعبية