نيران في مواجهة المؤتمر الوطني

بدا الخناق يضيق كل يوم علي عضوية حزب المؤتمر السوداني في الخرطوم ، بعد اثبت الحزب للجميع ان الالتحام بالجماهير والعمل في الشوارع والاسواق هو بداية لحل والتاكيد ان المخاطبات يجب ان تكون فقط في دور الاحزاب ، لكن ايضا مواجهة العامة في كل مكان حتي المدارس يجب ان يخترقها العمل الجماهيري ، علي الامر ان لا يتوقف علي العاصمة بمدنها ، عليه ان يصل الي كل ولاية ومدينة ،وقرية ، وكمبو ، والازقة الضيقة ، ببساطة الكل تحرقه جمرة التدهور الاقتصادي الان ابسط حاجة مياه الشرب والكهرباء والادوية المنقذة للحياة ، كل هذا جعل المؤتمر السوداني ان لا يتوقف علي الندوات والمخاطبات ويحصره علي دار الحزب ، بل امتلك الجراة والشجاعة المعروف بها، ذهب ابعد من ذلك ، هي المخاطبات الجماهيرية والالتحام مع المهمشين .
الحراك القوي هذا جعل الحزب المتدهور اخلاقيا ان يفكر بطعن الحزب بسكينة الجهاز الامني ، اعتقالات متكررة لم تتوقف منذ الانتخابات من سنار والنيل الابيض والخرطوم ، وقاعات المحاكم تنتظر محاكمة اعضاء الحزب ، وجهاز الامن في الخرطوم يبدو انه خصص وحدة خاصة تتابع وتلاحق كوادر الحزب ، اشبه بوحدة القوات الخاصة في العمليات العسكرية والاستخباراتية الدقيقة الهدف ، حزب المؤتمر السوداني خصص له مثل هذه القوات ، تمارس بلطجتها وهمبتتها عليهم ، استدعاءات كل يوم الي مكاتب جهاز الامن للتحقيق في شنو ؟ فقط المخاطبات التي زادت من الوعي بالظلم والوعي بالحقوق ، التي تعلم الدولة الحديدية نهايتها خروج جماعي ضدها .
حقيقة الالتحام الجماهيري المتكررة في الشوارع هي حجر الزاوية الذي يرفضه المؤتمر الوطني ، بل يسمح للجماعات السلفية وتطرف الاسلام بالعمل ومخاطبة الجماهير في كل مكان في محطات المواصلات وفسحات الاسواق ، ولا تعترض عليهم الشرطة ، ولا الامن يضايقهم ، عندما تكون الفرصة للقوي المعارضة والقوي الشبابية الساعية لاسقاط العصابة ، تبدا عملية القمع الممنهجة علي دعاة التغيير ، اما السلفية بموافقها الرمادية المتملقة للحاكم تجعل من نفسها اداة تخدير للمواطن، وتسميمه عبر الدين والتخدير ان الخروج علي الحاكم خروج علي رب مملكة السماء ..
ان خطوات الحزب الشجاعة في الفترة الاخيرة ، احزاب لها موافق واضحة وقفت معه بعد حادثة الجلد المهينة للامين السياسي والعضوين الاخرين ، مع هجمة الاعتقالات والاستدعاءات ، وقيادات بارزة في معسكرات النزوح اكدت انها مع موقف حزب المؤتمر السوداني المصادم للنظام .
الالتحام الجماهيري هو ما يخافه النظام الان ، فهو يريد جماعة تخاطب لكن في شؤون اخري ، لا علاقة لها (بقفة الملاح) ، يريد مخاطبة علي سبيل المثال ، الاسلام في خطر ، والغرب يبتز المسلمون ، والاسلام ينتشر حتي في الدول الغربية ، يريد مثل هذا السخف في الشوارع ، اما ما يقوم به المؤتمر السوداني يؤكد ان موقفه مع معاناة الجمهور اخلاقي لا تنازل منه اطلاقا ، فالشارع من يميز بين جيفة السلف ، والعطر الطيب ..
لكم التحية ايها الاشاوس وانتم توقعون العقد الابتدائي لشراء الحرية وتمهرون ذلك النضال بالدم ،في الوقت الذي يمارس فيه آخرون زيف الحناجر ومداهنة السلطان .ان المرغني ..الصادق المهدي ..الشيوعييين ..البعثيييين ..الاصﻻح…والمؤتمر الشعبي يمارسون ذات العورة التي مارسها عمرو بن العاص وقبح بها وجه التاريخ .لك التحية الجسور ابراهيم الشيخ وكل الاماجد .