ارفعوا «القزاز»..!!

ارفعوا «القزاز»..!!

عبد الباقى الظافر

أمس عاشت مدينة كوستي وقتاً عصيباً.. دون مقدمات حملت الصحف اعتقال معتمد المدينة بتهمة الاشتراك في المحاولة التخريبية.. بعض الصحف أكدت أن والي النيل الأبيض تم إخطاره بالأمر قبل عملية الاعتقال.. في الخرطوم كان كيان الأنصار يتحسس قواعده ويدعوا لجمعة مواجهة تنطلق من مسجد السيد عبدالرحمن المهدي.. ذات المسجد الذي أغلق من قبل أمام المتظاهرين يتذكر أن له دوراً سياسياً حينما يتصل الأمر باتهام الإمام شخصياً بالمشاركة في انقلاب عسكري.

الحكومة ترتكب خطأ كبيراً في الاحتفاظ بالحدث ساخناً.. بل في كثير من الأحيان يشعر المراقب العادي أن بعض قادتنا لا يعلمون تفاصيل الذي حدث في ذاك اليوم.. الأستاذ علي عثمان النائب الأول حاول أن يلطف الأجواء حينما أشار إلى المتهمين بأنهم «أولادنا» خرجوا على العهد والبيعة.. تعبير أولادنا استخدمه شيخ الحركة الإسلامية الجديد أيضاً.. شيخ الزبير خص بأبوته كلاً من الفريق صلاح قوش الذي يقاربه في العمر ومحمد إبراهيم عبدالجليل الذي يقترب عمره من الخمسينات.. التعبير الأبوي خادش للعدالة ويوحي أن للحكومة أبناء تخصهم بعطفها ورعايتها وآخرين «ليهم الله وعيشة السوق».

الدكتور نافع علي نافع قدم رؤية أخرى للأحداث.. مساعد رئيس الجمهورية يرى التخريبية عملاً من صنع المعارضة تمت الاستعانة فيه ببعض الإسلاميين.. كانت تلك الرواية الأولى للأحداث قبل أن تمتد إليها قرأءة الشيخ أحمد بلال عثمان وزير الإعلام.. وزير الإعلام في بيان مقتصر ومحروس قدم رموز المحاولة وكلهم من منتسبي بيت الحركة الإسلامية وإن ارتدوا ملابس عسكرية.

آخر رواية جديدة «لنج» للأحداث جاءت على لسان مدير الشرطة.. الفريق هاشم عثمان مسح بـ«الإستيكة» حديث الناطق الرسمي للحكومة، وقال أمس لأكثر من صحيفة إن المحاولة في الأصل انقلاب عسكري وليست محاولة تخريبية.. مدير البوليس دخل للمرة الأولى الملعب السياسي مفنداً تصريحات للمتحدث باسم الحكومة لا الناطق باسم المعارضة.

في تقديري آن الأوان للحكومة أن ترفع «القزاز» وتسدل الستار على الحدث.. اضطراب الرؤية وتعدد الروايات الحكومية يضعف الحبكة ويؤثر مباشرة على سير التحقيقات.. في مثل هذه الأجواء الملبدة بغيوم الشك والريبة يصبح المكان صالحاً لتصفية الحسابات واغتيال الشخصيات واستثمار الحدث لتحقيق مكاسب شخصية.

بالطبع ليست هذه دعوة للتعتيم على الحدث ولا التقليل من شأنه.. تضخيم الأحداث يعطي بلدنا صورة سالبة.. الحديث الدائم عن انقلابات واعتقالات يصبح غازاً مسيلاً لدموع كثير من المستثمرين الذين سيفرون من البلد زرافات ووحدانا.. في مثل هذه الظروف سنكتب في المخيلة العالمية بأننا وطن غير مستقر.

فوتت الحكومة فرصة زيارة السيد باقان أموم لإرسال الكاميرا بعيداً عن الاضطرابات.. باقان يصرح أنه تم التفاهم على كل شيء .. الحكومة تقول بالبنط العريض «باقان كذاب».

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. ( الحكومه توحي بان لها ابناء تختصهم ) ( سيفر المستثمرون من البلد زراات ووحدانا ) قلت قبل الان بانك متاخر بسنيييين ضوئيه كثيره عن غيرك من الكتاب الشرفاء …. و هل عندك شك في كل الذي تقول بانه سيحدث هو ح
    دث فعلا و من سنوات طويله .؟؟؟!!!!!!!!!

  2. داير يفكوا ليك صحبك صلاح قوش بتاع التلاجات الشعب كله منتظر الاعدامات ولا بديل للاعدامات كان قالوا اولادنا ولا بناتنا امال الاعدموهم زمان كانوا اولاد حرام؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..