الجزر المعزولة

ما الذي يجري داخل سفارات وقنصليات السودان بالخارج ..؟
وكيف تدير شوؤنها وتصرف امورها ؟ وكيف تقدم معاملاتها وخدماتها للسودانيين بمهاجرهم المختلفة ؟ الحقيقة تقول ان بعض هذه القنصليات باتت وكانها جزر معزولة بعيدة عن رقابة واشراف الدبلوماسية السودانية والا لما تعددت مشكلاتها حتي اصبحت امام عاصفة من الانتقادات ..فكم من التقارير التي تحدثت من هناك عن تجارب قاسية يعانيها السودانيين مع سفاراتهم وقنصلياتهم وجالياتهم التي هي الاخري تعاني من سيطرة واحتكارية افكار ومناهج احادية لا تتيح مجالا لرؤية اخري او فكرة جديدة .
وكل ما في القضية ان هذه القنصليات السودانية وبالاخص في منطقة الخليج وتحديدا في المملكة العربية السعودية ظلت تنبعث منها روائح التجارب الفاسدة والاموال المهدرة والانتهاكات المتكررة لحقوق ومكاسب المغتربين وقد كشفت حادثة الاعتداء علي احد السودانيين بالقنصلية السودانية بجدة مؤخرا حقيقة هذا الخراب في دبلوماسية القنصليات بل ان قطاع كبير من هؤلاء السودانيين قد طالبوا بفتح ملفات المال والجباية التي تؤخذ منهم عبر تعهدات والتزامات سابقة ومنذ اكثر من 15 عاما كان يدفعها المغتربين بالمملكة العربية السعودية بمقدار 100 ريال نظير كل معاملة قنصلية كان يدفع نصفها دعما للقوات المسلحة اما النصف الاخر فلا احد هناك بالمملكة يستطيع ان يفك “شفرته” ..ويبقي السؤال الذي لازال حائرا طيلة هذه السنوات يبحث عن اجابات وحقائق شافية هو ما هي الخدمة التي يجنيها المغتربين من نظير ما يدفعونه من حصاد غربتهم ؟
مرشحون في حالة “انتظار”
عدد من مرشحي حزب الامة “المتحد” الذي يتزعمه بابكر دقنة عبروا عن سخطهم وغضبهم وهم ينتظرون “المدد المالي” حتي تنطلق صيحاتهم وتشتعل منابرهم بحملاتهم الانتخابية ولكن اخطر ما في هذه الحملات ان حلفاء المؤتمر الوطني هم ايضا ينتظرون المدد والعون والعطايا من حليفهم “الكبير” ..تلك هي مطلوبات المعادلة السياسية واستحقاقات المشاركة الانتخابية فالذين قبلوا بخوض “المارثون” كانت عيونهم شاخصة في اتجاه جيوب “الوطني” وميزانياته المخصصة للحملات الانتخابية فهكذا تهدرا الاموال لاشعال المنابر بمزيد من ” الضجيج” والهرجلة السياسية .اما انتظار منسوبي حزب بابكر دقنة سيطول وقد لا ياتيهم المدد طالما ان هناك عشرات الاحزاب المتحالفة لا زالت تلهث وتهرول خلف المنح والعطايا والمكرمات حتي تطلق لحناجرها العنان .
حزب “الغاضبين”
بات الحزب الاتحادي الديمقراطي “الاصل” علي خطي الانقسام الحاد داخل معسكر مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بعد ان مضت قيادة الحزب في اتجاه استخدام العصا الغليظة في وجه كل من يناهض سياسات وتوجهات مولانا ويبدو واضحا ان مولانا اتخذ قراره الاخير بابعاد هؤلاء “المشاكسين” او الخارجين علي مؤسسية مولانا اما المبعدين فقد شرعوا في خطوات اولية لبناء حزب سياسي علي خلفية قرارات مولانا ولكن اخطر ما في خطوة مولانا انها ربما احدثت تصدعات كبيرة داخل طائفة الختمية لان الذين تم ابعادهم معظمهم من الختمية ومعلوم ان الرصيد الاكبر والاقوي هو الذي يتكي عليه مولانا هم الختمية وبهذا انشطر الحزب الي جماعتين جماعة مؤيدة لقرارات مولانا وقالت انها علي العين والراس اما المجموعة الثانية والتي تحاول كسب الغاضبين الي صفها هي التي رفضت قرارات الفصل ووصفتها بالقرارات الفوقية ولكن تبقي الحقيقة التي يبحث عنها الاتحادي الاصل هو ان مشكلات الحزب لا تحسمها المراسيم الرئاسية ولكن الحسم يظل حلما منتظرا وفضيلة غائبة عبر مؤتمر عام كل معطياته غائبة وربما مستحيلة فمتي ينعتق هذا الحزب التاريخي من احتقاناته واحزانه وموجعاته ؟

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..