ويتواصل الضجيج داخل الأحزاب والحركة الإسلامية

? وكما قلنا من قبل ، فقد ظل ضجيج التصريحات الذهبية ( من معدن الذهب ) القادمة من لدن وزارة المعادن ومستشاريها بالداخل والخارج يسيطر علي الموقف ، صحفا ، وفضائيات ، واسافيرا … غير أن التأكيد بوجود مناجم ذهب ويورينيوم يظل حبيس الصدور لحين إشعار آخر . وليتعلم مسؤولونا كتمان الأمر ، حتي يصبح الحدث السار أمرا واقعا يمشي علي قدمين بين الناس ثراء ونعمة كما هو الحال في العديد من دول المنطقة التي حتي قبل نصف قرن كانت تكابد لتصبح دولاً عظمي ، فتحقق لها ما أرادت بالصبر والعمل الجاد والخطط القوية المقرونة بالكتمان العميق.
? أما نحن فقد ( سحرنا ) أنفسنا ، وقد إتضح ذلك في عدة مشروعات ، كسد مروي الذي لم يتناسب منتوجه من الطاقة مع الضجيج الذي رافقه ، ومع الخسائر الجمة التي حدثت لأهل المناصير بالمنطقة … فالتباهي بالأشياء غير معروفة النتائج قد اصبح سمة ملازمة لإعلامنا المستعجلو الذي يستقي اخباره دون أن يحللها ، وينشرها علي الملأ دون خلفية مهنية تعرف سلبيات نتائجها واثرها النفسي لمجمل قطاعات شعبنا عندما لا تأتي أكلها .
? وهذه الثقافة ، ثقافة الإستعجال في إظهار الوعود ، تذكرنا بقصة كتاب المطالعة الإبتدائية العريقة ذات الدرس العميق ، والموسومة تحت عنوان ( محمود والنمر ) . ومن لا يعرفها من ابناء هذا الجيل فليسأل والده أو أهل بيته من الكبار عنها .
? وإذا عرجنا ( كعادتنا ) لمجتمع الحزب المأزوم ( الإتحادي الأصل ) سنري العجب العجاب ، فبعد أن إستراحت الصحف من تصريحات صديقنا اسامة حسون ، هاهي تستقبل تصريحات صديقنا الأخ عمر خلف الله الذي حمل وظيفة أمين لإعلام الحزب ليواصل ذات موال السخرية من العناصر الوطنية الكبيرة داخل حزبه والتي كان يستظل بظلالها الوارفة ذات يوم ، إرضاء للقيادة الجديدة في الحزب المحتطف والمأزوم في ذات الوقت ، وهو يعلم في قرارة نفسه بعدم وجود جماهير لهذا الحزب الذي تهاوي الآن كقطع البسكويت حيث يفقد السودان الآن صمام الأمان الذي كنا نتباهي به ، فهو وزملاؤه من الراكبين علي حصان الحزب المعطوب لا يعلمون أن مستقبل السودان السياسي ولحين إشعار آخر ، يظل متأرجحا مابين حزب المؤتمر الوطني الذي قام بتذويب وترويض كافة الأحزاب العريقة ، ومابين الجبهة الثورية وحركاتها المسلحة وكياناتها المدنية غير المسلحة . ذلك أن خطوط مستقبل البلاد لن يخرج من هاتين الدائرتين . فهل تتمكن الدائرتان من حل معضلة الحرب والسلام أم يظل الأمر رهنا بالوسطاء الأفارقة والأجانب كشأن نايفاشا ؟؟ فلازالت السلطة تدور في هذا الفلك ، فلك أمبيكي والإيقاد وربما الأجانب الاخرين المعروفين للكافة .
? وحتي ما كان يسمي بالحركة الإسلامية السودانية ، فقد ذهبت ريحها وتضعضعت بعد أن وضعت الوطن في هذا المطب الذي يصعب الخروج منه ( بأخوي واخوك ) حيث اعيتها الحيلة وفقدت بوصلتها تماماً بعد ان قامت بتدمير قدرات حركة القوي السياسية السودانية تماما ، ثم قامت بتدمير قدراتها التي كنا نحسبها مهولة ، فإذا هي واهية القدرات والتأثير الجماهيري ، حيث ظلت تعتمد في ماضي زمان الإنقاذ فقط علي زخم السلطة وصولجانها ، وما عليها الآن إلا أن تكتفيء بالرفاهية التي يعيش فيها أفرادها الآن مقارنة بتاريخ ماقبل 30/6/1989م .
? ولنا عودة ،،،،،
[email][email protected][/email]