مقالات سياسية

المواصلات والرغيف يا حمدوك

سألني رجل الشرطة الذي يعمل في تأمين صحيفة (الإنتباهة): (يا أستاذة منتظرين جولتك المرة دي لي يوم (١٩) ديسمبر، ليه ما كتبتي كنا منتظرين نلف معاك بالعربية زي المرة الفاتت في الزحف بتاع الجماعة)..!!

قلت له (١٩) ديسمبر لا تحتاج الى جولة مني لأن المواكب كانت حاضرة في كل شوارع وحواري وأزقة ومدن السودان، وعلى امتداد ساعات اليوم وحتى وقت متأخر من الليل، حتى أن حركة المرور تعطلت بالكامل.

(١٩) ديسمبر لا تحتاج ان اكتب عنها ولا ان اكتب عن الامواج البشرية الهادرة التي صدحت بصوت واحد شكراً حمدوك، وأسمعت الجميع إلا من بأذنه صمم ولم يغفل عنها الا من بعينه رمد.

(١٩) ديسمبر لا تحتاج لدبلجة صور (موكب الشارع الواحد)، التي لم يجد منظموها بداً من سرقة صورة مليونية القصاص امام القضائية ونسبتها اليهم، في الوقت الذي تخاذل فيه مؤيدوهم وخلعوا رداء الحزب وتمرقوا في لباس الثورة.

ليس المهم ان نكتب عن مواكب (١٩) ديسمبر، ولكن المهم ان نحكي عن معاناة من خرجوا ليقولوا شكراً حمدوك شكراً حمدوك.. وقد قدم بعضهم من الحلفايا بحري الى ساحة الحرية مشياً على أرجلهم، ولربما وقف أحدهم اكثر من ساعتين في صف الخبز ثم تحرك من بعد مع الموكب وهو جائع لم يظفر برغيف ولم يظفر بمقعد في حافلة.

في ذلك اليوم تتبعت الموكب حتى وصل تقاطع شارع (١٥) بالعمارات مع شارع المطار، حينها اشارت لي بعض الفتيات ان اقلهن بمحاذاة الموكب بعد ان بلغ الارهاق والتعب مبلغاً منهن، صعدن الى جانبي واخبرتني احداهن ان مشاركتهن في الموكب ابتدأت من سوق سعد قشرة، كن ينتظرن المواصلات وحين فشلن في الحصول على مقعد تحركن راجلات الى ان التقين بي..!! .

تخيلوا فتيات يقطعن المشوار سيراً على الاقدام من سوق سعد قشرة وحتى شارع المطار مع (١٥) العمارات …!!؟

اولئك الفتيات تتراوح اعمارهن بين عشرين وثلاثين عاماً، وواصلن الطريق معي حتى ساحة الحرية نهاية المطاف، وكن يهتفن عبر نوافذ السيارة وهن يحملن الاعلام (حمدوك مالو.. بل الكيزان ….شكراً حمدوك شكراً حمدوك).

تمنيت في تلك اللحظة أن يشاهد السيد رئيس الوزراء مقدار هذا الحب الذي يلقي بالضرورة على عاتقه العمل فعلياً من أجل تحقيق احلام هؤلاء الشباب.

ان أزمتي المواصلات والخبز تمثلان التحدي الاكبر الآن، والحلول الجذرية للأزمة ليس هذا أوانها، ونحتاج الآن وقبل كل شيء للمعالجة الاسعافية الفورية للصفوف.

كما أن الارتكاز على ممارسات الدولة العميقة وتحميلها كل الفشل، سيقودنا الى الطريق الخطأ، بل أننا سنضل الطريق كلياً.

خارج السور:
حمدوك.. وجه جهودك الآن.. الآن لأزمة الخبز والمواصلات حتى لا تكون قاصمة الظهر.

سهير عبدالرحيم
[email protected]
نقلاً عن الانتباهة

‫3 تعليقات

  1. يا بت الشيخ لو كان عمرك فوق الاربعين فلا مندوحه عليكى واقضى ما تبقى لك من العمر المديد بإذن الله وانتى تبذلين النصائح شأنك شأن الكثيرين من كتابنا وإن كنتى تحت سن الاربعين عليكى ان تعلمى بأن حمدوك لم ياتينا بعصا موسى حتى يبدل حالنا من حال الى حال واعلمى الكل يرى ويسمع وخصوصاً الشباب الذين مدحتيهم من طرف لسانك وهؤلاء الشباب لهم قرون إستشعار ويعلمون ان مشوار حمدوك شائك وطويل ويعلمون ان الذين يشوكوه هم دولة الكيزان العميقه والذين سيطيلونه هم امثالك الذين باتوا يتحدثون بلسان الكيزان ويسعون لزرع الاحباط فى نفوس الشباب وقريباً جدا سوف تعلنين فشل الحكومه وهذا لن يحدث طالما كان لدينا شابات ينطلقون من سعد قشره حتى ميدان الحريه ويكفيهم حتى الان تنسمهم نسيم الحرية فى ميدان الحرية وكافة شوارع البلاد لقد كان مهرها الدم .. يا إنتى !!.

  2. أن الارتكاز على ممارسات الدولة العميقة وتحميلها كل الفشل، سيقودنا الى الطريق الخطأ، بل أننا سنضل الطريق كلياً.

    خارج السور:
    حمدوك.. وجه جهودك الآن.. الآن لأزمة الخبز والمواصلات حتى لا تكون قاصمة الظهر.

  3. ماذا اذا تم رفع الدعم عن البنزين والجازولين .. كنت أتوقعك ان تتطرقي لهذا الموضوع وهل يظل الناس يلهجون بالشكر لحمدوك

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..