مقالات وآراء

عودة حمدوك 

يوسف السندي

راجت في الأيام القليلة الماضية اخبار عن تسوية سياسية يعود على اثرها الدكتور عبدالله حمدوك مرة اخرى لرئاسة الوزراء او لمجلس السيادة ، ان صحت هذه الرواية او كذبت ، فان عودة الدكتور حمدوك في ظل تسوية سياسية كالتي حدثت في ٢١/ نوفمبر/ ٢٠٢١ حين وقع حمدوك اتفاقا مع الانقلابيين ، سيكون مصيرها الفشل ولا شيء سواه.
اكبر كارثة في تاريخ حمدوك السياسي هو توقيعه اتفاق ٢١ نوفمبر مع الانقلابيين، هذا التوقيع هبط بحمدوك من نجم سياسي ثوري إلى شخص مرتبك ، ملتبسة عليه المواقف ، لا يميز بين رفض الانقلابات الحازم وبين تقديم نفسه طوفا لنجاة الانقلابيين .
منذ لحظة توقيعه على اتفاق ٢١ نوفمبر خرج حمدوك عبر الباب الواسع من قلوب وعقول الشباب الثائر السوداني ، ولا أرى اي فرصة حقيقية للرجل في المستقبل في إعادة امتلاك قلوب واحترام هذه الفئة، وهي الفئة التي تحرك الشارع الان وتحافظ على جذوة الثورة.
هذه الحقائق اعلاه تستبطن معنى مهم جدا افرزته ثورة ديسمبر وهو (ان هذه الثورة اكبر من الأفراد مهما علا شأنهم) وأن الميزان الذي توزن به القيادات السياسية في الفترة الحالية وربما لفترة ليست قصيرة في المستقبل ، هو قرب او بعد هذه القيادات من نبض الشارع.
نبض الشارع الثوري وقف ضد الانقلاب العسكري ، وايما شخص سوداني عاقل ويملك رشدا سياسيا، يعلم أن موقف الشارع هذا هو الموقف الصحيح الذي يجب ان يقفه كل شخص يريد أن يرى هذا الوطن في المستقبل حرا وسيدا ، التنازلات كالتي قدمها حمدوك ، والمواقف الرمادية إزاء الانقلاب ومواجهته التي تظهر من بعض القيادات السياسية لن تخدم مستقبل السودان الديمقراطي ، وتصب مباشرة في إعادة هذا الوطن لقيود الشمولية واغلال الدكتاتورية.
الطريق الوحيد لعودة حمدوك هو ان يعود في ظل تسوية سياسية يكون مهندسها الأساس هو شباب لجان المقاومة ، ولا بأس أن يقدمه احد أطراف التسوية من أصحاب المواقف الرمادية وزيرا للمالية او الاستثمار او التجارة.
افرزت الثورة في احدي محطاتها رئيسا للوزراء اسمه حمدوك ، وهو شخصية لم يسمع بها الكثيرون في الوسط السياسي قبل الثورة ، ولا تملك رصيدا نضاليا معروفا في الاوساط المناضلة من أجل الحرية والديمقراطية في السودان ، صنعت منه الثورة نجما في ذلك الوقت ، الان وقد هوى هذا النجم ، فان الثورة قادرة مرة اخرى على تصعيد نجم جديد ، فهذه الثورة (ولادة) ، ستنجب في كل منعطف قائد جديد ، وكل ابناء السودان مشاريع قادة عظام في ظل ثورة ديسمبر.
قدرة الأمة على صناعة القادة بشكل متكرر ، وعدم ارتهانها لقادة دائمين لا يتخلون عن القيادة الا بالموت ، هو احد الشروط المهمة في عملية صناعة أمة رائدة ومتجددة.

‫7 تعليقات

  1. الاخ يوسف مع تقديرنا لرأيك
    لا عواطف في السياسة ، لا يهم دخول حمدوك قلوب الناس او خروجه ، المسألة ماذا يستطيع حمدوك ان يقدم لهذا الافق المسدود احبه الناس او رفضوه ليس هذه هي المعضلة .
    تقبل تحياتي .

  2. يا يوسف يابتاع من الكوز الامنجي حظر ضياء الدين؟ انت جيت راجع تانى وانت كنت من اسباب انقلاب البرهان في 25 اكتوبر بكتاباتك التى دافعت فيها عن الكيزان الارهابيين وفكرهم الارهابي الدموى وكنت ضد الثورة والان عامل فيها ثورجي طبعا لغاية ماتشوف نهاية الانقلاب شنو؟؟؟؟؟؟؟

  3. الأمر المهم هو رحيل البرهان الخاين وزمرته من العسكر …وإبعاد العسكر من السياسة ..لا شراكة ولا توافق ولا تفاوض ولا غيرو ..بعد ذلك..تحديد ..آلية اختيار رئيس الوزراء ..وإلغاء السيادي كلو..لا مجلس سيادي ولا يحزنون..كل عسكري يشوف شغلو..وكومبارس البرهان يشتت

  4. حمدوك كان مخدوعا ولان المخادعين عرفو عفوية حمدوك …زورو له المشهد بان الثوار خرجو من اجلك وان وقعت الاتفاق سيذهب الثوار الي بيوتهم ناسين ان الثورة قامت ضد التسلط والعسكرة …والهدف كان ضد كل من ينادي بحكم العسكر …حيث لم يسقط حمدوك لوحده في الامتحان وعدم القدرة على قراءة ثورة ديسمبر …فسقط جبريل ومني وعقار وحجر وادريس وكل من هادن العسكر …. لن ياتو في اي حكومة ديمقراطية حقيقية وان اتو الا وفقا لولاءات قبلية … وليست من باب السياسي المخضرم.

  5. الازمه السياسيه اصبحت مدوله وليست كل مفاتيح الحل بالداخل واي مقاربه سياسيه قادمه سوف يكون حمدوك عمادها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..