أخبار السودان

الكهرباء: بلاغات المواطنين في العيد فاقت (50) ألفاً

قدمت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء، اليوم الأحد، احصائية تكشف عن حجم التردي المريع في قطاع الكهرباء، وكشفت عن تلقي مركز خدمات الزبائن في عطلة عيد الأضحى أكثر من خمسين ألف بلاغ.
وعانت احياء في الولايات والعاصمة السودانية الخرطوم، من غياب التيار الكهربائي لساعات طويلة في فاتحة أيام العيد الذي شهد أمطاراً غزيرة.
ولم يجد المواطنين بداً من الاتصال بمركز خدمة عملاء الكهرباء، وانتظروا لأوقاتٍ طويلة على أمل الوصول إلى موظفي المركز.
وتعقد الكهرباء اجراءات الوصول إلى موظفي المركز، عبر زيادة عمليات الرد الآلي، واشترطت أخيراً ادخال رقم العداد، لتحصيل مبالغ طائلة يتم تقسيمهما بين الكهرباء وشركات الاتصالات.
ويشكو متلقي الخدمة من بطء كبير في استجابة ادارات الكهرباء المختلفة للبلاغات التي يضطر صاحبها في العادة إلى الاتصال بمركز خدمات الزبائن لاكثر من مرة.
واقر نائب المدير العام للشركة، المنزول موسى إبراهيم، بوصول (51.090) بلاغ للمركز 46% بالعاصمة، و54% بالولايات.
وتعكس ازمة الكهرباء حالة العجز الحكومي في الايفاء بالتزاماتها تجاه عملائها الذين يقومون بسداد فواتيرهم مقدماً.
واعترف وزير الكهرباء معتز موسى بوجود فجوة في انتاج الكهرباء تقدر بأكثر من 2 ألف ميقاواط، مشيراً إلى وجود تنامي على طلب الكهرباء بنسبة 20% سنوياً.
وبرزت في الاونة الاخيرة شكاوي عن وجود زيادات غير معلنة ?كذلك- في تعرفة الكهرباء.
واعلنت وزارة الموارد المائية والري والكهرباء، عن رفع الدعم عن السلعة الضرورية ضمن حزمة سياسات اقتصادية حكومية تزيد من الاعباء المعيشية للسودانيين.
وتعاني السدود السودانية وعلى راسها سد مروي الذي تعتبره الحكومة صرحاً غير قابل للمساس من مشكلات فنية كبيرة، وتعطل مستمر لتوربيناته المصصمة لانتاج 1250 ميقاواط فقط.
وكانت الحكومة تتذرع بالحصار الامريكي المفروض على السودان كسبب رئيس في تردي الخدمة، ولكن ذلك ما عاد ممكناً بعد قرارات ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما مطلع العام الحالي.
ورفعت الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على السودان بشكل مؤقت لمدة ستة اشهر، جرى تمديدها حتى 12 اكتوبر المقبل، بعد وجود شواهد تدلل على استمرار نظام البشير في انتهاكاته الجسيمة ضد حقوق الانسان.
وتضرب قطاع الكهرباء فوضى عارمة، حيث تم ادماج شركات الكهرباء مجدداً، بالرغم من تفكيك الهيئة القومية للكهرباء في وقت سابق لصالح اقامة شركات قيل ان من شانها ترقية الاداء وتأمين كهرباء مستقرة طوال العام.
ويعمل جيش جرار بقطاع الكهرباء، مستهلكاً معظم الموارد المتحصلة، الامر الذي يهزم فكرة حوسبة العمل في السدود والمحطات السودانية.
وفي اعلانات مدفوعة القيمة، حثت الوزارة عملائها مؤخراً على الترشيد، وطالبتهم بتأجيل كثير من اعمالهم المعتادة الى الفترة المسائية.
وتعكس طلبات الوزارة عدم جدية بائنة، بحسبان أن الحلول تكمن في وقف تام لاستيراد الادوات الكهربائية التي تستهلك طاقة كهرباء عالية، واستبدال نظم الانارة الحالية بنظام (أل. إي، دي) منخفض الاستهلاك.
ولصالح نافذين في نظام البشير، تغض هيئة المواصفات والجمارك الطرف، عن ادخال ادوات كهربائية ذات استهلاك عال للتيار، يذهب غالبيتها لصالح مؤسسات حكومية وتجار في الحزب الحاكم.
ويعتبر الصرف الحكومي للكهرباء في مؤسسات الحكومة، معضلة حقيقية أمام استقرار التيار، بدليل استقراره أيام العطلات الرسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..