هل خرج غازى من نمط التفكير الجمعى !!!

الدكتور غازى صلاح الدين شخصية مثقفة وصاحب امكانيات عالية من حيث الوعى والادراك لا شك فى ذلك رغم اختلافى معه في منهجه !! الا ان تقوقعة في الاطار الحزبى الصفوى والنخبوى جعل هذه الامكانيات والقدرات لا تيرح مكانها وتتآكل وذلك نسبة لبنية وتركيبة هذه المنظومات الاسلامية التى يسطر عليها التفكير الجمعى في الغالب وبدلا من ان تكون شخصية غازى مقود نجاح وتقدم لحزبه ووطنه اصبحت معول هدم وخراب لهذه البلاد ونقول لغازى تأتى متأخرا خيراً من ان لا تأتى!! لكن ان تاتى بعد ربع قرن من الزمان وانت تعرف هذا الزمان وما حدث فيه من اهوال جِسام وما ارتكبته هذه العصابة في حق هذا الشعب الغلبان وانت احد المشاركين سواء بالصمت او بالفعل ! كان من ابسط القواعد الانسانيه والاخلاقيه والدينيه والنخوه ان تعتذر لهذا الشعب عما بدر منكم ومن زبانيتكم اقلها احداث سبتمبر التى خلفت ورائها عشرات القتلى والشهداء في ثورة الجياع بدم بارد !! أعتذار لانك كنت أحد المشاركين حتى ذلك الحين في هذه المآسى وتقبض راتب او معاش من وطن هؤلاء القتلى والشهداء !! وسعيك لانشاء حزب المؤتمر (2) وبنفس الشخصوص او الافراد الناقمين الذين فرقتهم المصالح والان تجمعهم المصائب هذه خساره كبرى سوف تخصم من رصيدك المهزوز اصلا والذى ما زال ضبابيا ! والشى الذى دفعنى لكتابة هذه الاسطر هو التمرد الذى ابديته والجراة التى واجهت بها هؤلاء الجرذان وانت تخرج من نمط التفكير الجمعى الذى عايشته سنينا! وهذا في حد ذاته مسلك ايجابى وفى هذا سبقك كثير من أخوانك وعلى راسهم الدكتورالطيب زين العابدين والدكتور حسن مكى وكثيرون آثروا الابتعاد او أقتنعوا بالفرجه و خرجوا من هذه العبايه لانهم يدركون مآلاتها جيدا !!! لذا آثروا السلامة والهروب من السفينه الغارقه ! فحديث الدكتور غازى عن تكوين حزب ومع هذه المجموعة يعنى انه لم يخرج من المربع الاول ويبقى حديثه حديث افك ! ويعنى انه وما زال رهين حُلمه الاول ولم يستفد من امكانباته وقدراته وما زال رهين نخبويته التى جلبت للسودان الكثير من الكوراث؟؟ واعرج معكم قليلا الى مفهوم التفكير الجمعى مع قلبل من الشرح !
هل سبق لك حضور موقف تُناقشُ فيه جماعةٌ موضوعاً معيَّناً وفي مجرى الحديث يتبين لك أن لديك ما تقوله مخالفاً للرؤية السائدة في المجموعة ولكنك التزمت الصمت؟ و هل فاجأك لاحقاً أن تعرف بأن آخرين يشاركونك وجهة نظرك قد التزموا الصمت أيضاً؟ إن ما يجري معك في هذا المثال و مع كلِّ البشر هو ما يسمي بالتفكير الجمعي (groupthink).
التفكير الجمعي نمطٌ من محاكمةِ الحقائق والآراء يتقدمُ فيه الحفاظُ على تماسك المجموعة وسيادتها (solidarity) على البحثِ في الوقائع بحثاً موضوعياً.
بسبب الضغط الملح على التوافقية يكفُّ أفرادَ المجموعاتُ عن رفع الصوت بوجهات النظر التقويمية الناقدة التي لا تحظى بالقبول أو الخارجة عن المألوف. ونتيجةً لذلك يتدهور لدى الفرد كفاءته العقلية، واختباره للحقائق، وحكمه الأخلاقي.بدأ تناول هذه الظاهرة في العصر الحديث على يد ليفاين (Lewin) في ثلاثينات القرن العشرين وأثبتت الدراسات والتجارب اللاحقة ارتباط التفكير الجمعي مع كلِّ حالات الإضرار بقدرة المجموعة على التقويم الموضوعي للبدائل والتوصل إلى القرار الجماعي الأمثل.
? ظواهر واعراض التفكير الجمعى على صناع القرار:
? تجاهل أو الاستخفُّاف بالتحذيرات التي تناقض أو تعرقل هدف المجموعة.
? سيطرت الثقةٌ المطلقة بصحَّةِ قراراتهم و تصرُّفاتهم و هكذا يحصل الأخفاق والفشل نتجة عدم تحليل كل المخاطر المحيطةِ بهم!. وهذا يالضبط ما يحصل الان في السودان من قبل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم !!!
كيفَ نخفف الآثار السلبية للتفكير الجمعي وما يهمنا نحن في السودان اذكر نقطه واجدة فقط وهى .
? طرد الخوف وتشجيع العناصر على البوح بآرائهم و عدم التردد في انتقادِ كلِّ ما حولهم و تأكيدُ أن الهدف الأول للعمل هو تحقيق المصلحة التنظيمية والعامه و ليسَ إرضاء المدراء او الرؤساء ولا إرضاء الزملاء إرضاءً شخصياً.