مقالات سياسية

سيناريوهات ما بعد جنيف

السر العجمي

انتهت ، فعاليات محادثات جنيف التي دعا اليها وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن من اجل وقف الحرب في السودان وايصال المساعدات الانسانية ، بالرغم من ان هذه المحادثات نجحت في التوصل الي فتح معبرين لا يصال المساعدات الانسانية ، الا انها فشلت في التوصل الي اتفاق لا يقاف الحرب وذلك لغياب احد طرفي الصراع ، الا ان هذا النجاح المتواضع ربما يساعد الديمقراطيين في حملاتهم الانتخابية . وفقا لتصريحات توم بيرللو ، اختتم البيان بتشكيل تحالف دولي لا يقاف الحرب وهذا التحالف ضم كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الافريقي ومنظمة الايغاد بالإضافة الى كل من الدول سويسرا والامارات العربية والسعودية ومصر. وسوف يعمل هذا التحالف مع المجتمع الدولي لا قرار اجراءات اكبر لإنقاذ الارواح والسعي لتحقيق السلام في السودان ، ووضع قواعد وسلوك جديدة للأطراف المتحاربة والالتزام بمواصلة حماية المدنيين والامتثال للالتزامات السابقة.
1- التحالف : يبدو ان هذا التحالف ربما يدخل في سياق التدخلات غير القانونية ودون الحوجة الي تفويض من مجلس الامن ، وذلك من قبل امريكا ونظيراتها في التحالف ، حيث يتم التدخل عبر بوابة مجلس السلم والامن الافريقي . او من قبل امريكا وحلفائها فيهذا التحالف دون تفويض من مجلس الامن كما حدث في كوسوفو والعراق. اما ان التحالف سوف يعمل مع المجتمع الدولي ، فمن المستبعد ان يكون هناك تدخل عبر مجلس الامن ، وسوف يتعامل مجلس الامن ويتعاون مع هذا التحالف وفقا للبند السادس من الميثاق وذلك باتخاذ اجراءات وفرض عقوبات علي اطراف الصراع حتي يقلل من حدة الصراع. كما فعل في القرار 1556|2024م
2- استمرار الحرب ، وهذا ما اكده قائد الجيش البرهان . والا أن هذا السيناريو سوف تكون تكلفته عالية ، خاصة بالنسبة لاستنزاف الطرفين من حيث التسليح ، كذلك الاستنزاف البشري لقوات الاطراف ، فضلا عن ذلك سوف يؤدي الى مزيد من التشرد والنزوح واللجوء للسكان المدنيين. وان استمرار الحرب ربما يكون حافز قوي للتدخل من قبل التحالف الذي تم تشكيلة ، عبر قوات افريقية . وهذا الاستمرار سوف يشكل حافزا ايضا لمجلس الامن لفرض مزيدا من العقوبات علي طرفي الصراع وذلك بموجب قرارات تحت البند السادس. فضلا عن ذلك ان استمرار الحرب يكون سببا لدخول وظهور الحركات والجماعات الارهابية علي المسرح السياسي الدولي من جديد ، وانتشار الفوضى ومزيدا من العنف.
3- التقسيم : وهذا السيناريو ربما يعتبر من اسوء السيناريوهات ، حيث يؤدي الي تفتيت وحدة البلاد ، وقد ظهرت بوادر التقسيم بمجرد انتهاء محادثات جنيف وذلك من خلال تصريح الوفد المفاوض للدعم السريع (توصلنا لاتفاق مع المجتمع الدولي والوسطاء بفتح مطارات نيالا- زالنجي- الضعين- والجنينة- لتشغيلها من قبل الامم المتحدة حتي تسهل ايصال المساعدات الانسانية لكافة المواطنين). فضلا عن ذلك تصريح مستشار الدعم السريع بانهم سوف يشكلون حكومة بالخرطوم. مما يعني اننا سوف نسير في نهج النموذج الليبي. وربما هذا السيناريو قد ينال رضا بعض الدول المشاركة في التحالف وذلك لتحقيق مصالحها.
4- زيادة اطراف الصراع الخارجية : سوف يزداد دور الاطراف الاقليمية والدولية في الصراع ، حيث تظهر قوي اقليمية ودولية جديدة كطرف في الصراع بالإضافة الي الاطراف الاقليمية والدولية الموجودة اصلا في الصراع.، وذلك بسبب الاهمية البالغة التي يتمتع بها البحر الاحمر ، حيث انه يهد احد اهم الطرق البحرية في العالم حيث يوفر للقوي الاقليمية والدولية امكانية الوصول الي البحر المتوسط والمحيطات. ومن القوي المهتمة بأمن البحر الاحمر كإسرائيل وايران ، التي تسعي علي الوجود في القرن الافريقي، وفي ذات اللحظة تسعي الدول الخليجية لتقليص ذلك النفود , وربما يكون السودان منطقة لصراع هذه الدول. اما إسرائيل بالرغم من انها لديها قاعدة عسكرية في ميناء مصوع سوف تتدخل في هذا الصراع وفقا لمصالحها. فضلا عن الصراع الروسي الأمريكي حول البحر الاحمر.
5- الحرب المنسية : ربما يترك المجتمع الاقليمي والدولي هذه الحرب وتصبح من الحروب المنسية كما حدث في الصومال حتي ينهك الاطراف ، ويتخذوا قرارا بإيقافها. ومن ثم يرضخوا الي التفاوض.

 

[email protected]

تعليق واحد

  1. غياب حكومة بورتسودان كان أمرا مؤسفا وهو تشدد لا جدوى منه لأن حكومة الأمر الواقع لا موقف قويا له فى الميدان لفرض اى شرط بل كان الموقف قفزة فى الظلام. الأمر الثانى التحالف الذى تتزعمه واشنطون سينجح فى فرض اى شرط لأن هذا يمثل التحالف الأقوى فى الساحة الدولية عزم امريكا الديبلوماسية وخزانة تفيض بالمال ممثله فى الرياض وأبوظبي ولا شئ يقف أمامه حتى لو عجز مجلس الأمن عن الموافقة. بصراحة سجل الدعم هدفا فى مرمى بورتسودان والعالم مرغم للتعامل معه سيما وأن فتح مطارات دارفور وتشغيلها يفتح شهية كثيرين الجادين منهم والمغامرين وأصحاب الأطماع..حكومة البرهان واقعة تحت تأثير الإسلاميين الذين يظنون أنهم يواجهون العالم فى غير معترك والأمريكيين ومعهم الإمارات ومصر والسعودية يدركون مدى تأثيرهم على سلطة البرهان وما يجب على البرهان القيام به الان وليس الغد هو التخلص من هذه الوصاية فالشعب الذى ثار ضد الاسلامويين لن يقبلوا بهم مرة أخرى..والدعم السريع والبرهان كلاهما صنيعة الإنقاذ. السودان تائه أو ضائع بين هذى وتلك والله المستعان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..