
يوسف السندي
فجر ١٥ ابريل ٢٠٢٣م اطلق عناصر النظام البائد الحرب ، بهدف واحد وهو ايقاف توقيع الاتفاق الاطاريء عبر اطلاق حرب بين الجيش والدعم السريع تدمر الساحة السياسية تماما وتسمح لهم بإعادة تشكيل المشهد السياسي بما يضمن عودتهم للحكم.
هذا الهدف تم التخطيط له منذ وقت طويل من قبل عناصر سياسية وعسكرية وأمنية واعلامية تتبع للنظام البائد.
السياسيون قاموا بالتعبئة ضد الاتفاق الاطاريء ، والوسائط مليئة بفيديوهات هذه التعبئة ، خاطبها كبار قادة النظام البائد ، وقادة الكتائب العسكرية والامنية والاعلاميين.
العسكر اعدو خطة تصعيد الخلاف بين الجيش والدعم السريع ، وعدم ترك اي مساحة لمعالجة هذا الخلاف ، وصولا للحرب ، وقد نجحوا في تسميم هذه العلاقة بسرعة ، مستفيدين من عناصرهم العسكرية المزروعة داخل الدعم السريع ، والتي انسحبت من الدعم السريع فور انطلاق الحرب وعادت للجيش.
تم التواصل مع دول عديدة لدعم هذا المخطط ، بحجة ان العسكرية افضل لهم من انتصار الثورة والديمقراطية التي قد تتمدد الي بلدانهم ، وحين لم يجدوا ضوءا اخضرا ، تواصلوا مع الحركة الشعبية بقيادة الحلو ، فإشترط الحلو ان يوقعوا له على سودان علماني اولا ، فاسقط في يدهم.
بعد ان أطلقوا الحرب وتفاجأوا بالقدرة العسكرية الكبيرة للدعم السريع ، وسقوط عدد ضخم من ضباطهم وقادتهم السياسيين قتلى او اسرى ، تم اللجوء إلى مخطط ادخار القوة الذي هندسه عرابهم الحالي علي عثمان محمد طه ، اذ تم سحب جميع القادة والضباط المنتمين للتنظيم وتحويلهم لاماكن امنة لا تصلها الحرب ادخارا لهم للسيطرة على الحكم لاحقا ، والدفع بالضباط والجنود المستقلين وغير المنظمين للمواجهة والقتال ، مع الحرص على ان لا يعود حيا اي ضابط يبدي امتعاضا من الحرب ويدعو للتفاوض.
الملازم اول محمد صديق حين ظهر على خط المواجهة وبدأ نجمه يصعد ، خافوا منه ، باعتباره وجه ثوري سيكون خميرة عكننة لمشروعهم اذا استمر في الوجود ، فدبروا له كمينا وقاموا بتسليمه للمليشيا وتمت تصفيته.
ضباط الفرقة الأولى مشاة بولاية الجزيرة ، كان فيهم عدد كبير ضد الحرب ، وانصارا للسلام ، وهناك فيديو في الاسافير للعقيد مصطفى محمد عثمان الضابط بهذه الفرقة يدعو البرهان للذهاب لجدة وايقاف الحرب ، تم القضاء على هؤلاء الضباط بتسليم الفرقة الأولى للمليشيا وتصويرهم كضباط خونة وتهديدهم بالإعدام اذا واصلوا في مواجهة خطاب الحرب.
الخطة كانت تحتاج واجهة اعلامية قوية ، تم الصرف بسخاء على هذا البند، فعملية استمالة الجماهير للحرب، تمثل أهم هدف لتعمية عيونها عن رؤية الجريمة التي اديرت في الخفاء.
تم إنشاء مجموعة صحفيو الكرامة ، ثم اطلاق صحيفة الكرامة ، ثم اطلاق صحافة بنكك (المقال مقابل المال) ، ثم تم استدعاء الاقلام المصنوعة في عهد النظام البائد لبورتسودان ، وتوزيع المهام عليهم ، وهكذا ظهرت لهم لايفات راتبة وبودكاستات منظمة ، من أجل معادلة العمل الاعلامي السيء لما يعرفون بالمحللين الاستراتيجيين من العسكر.
تم إعادة فريق في ساحات الفداء ، وفريق النشاط الجهادي ايام الانقاذ للعمل في التلفزيون القومي والاذاعة ، مع تدعيمهم ببعض الوجوه الجديدة ككونفلاش.
العقبة الوحيدة امام هذا المخطط داخليا كانت هي تقدم ، وخارجيا كان هو العالم الحر والمنظمات الاممية ، كيف كانت المواجهة معهما ، في المقال القادم .
تقدم يا استاذ مل عندها جماهير ورئسها حمدوك شخص ضعيف. يمكن لتقدم تأتي الي السلطة عبر اسنة الرماح الأمريكية.
سوف تنتهي الحرب في يوم من الايام لكن شوفوا ليكم بلد بعد داك لن ننسى سفالتكم وارتزاقكم سنلاحقكم واحدا واحدا. لم اندم مثل ندمي على متابعتي لما كنت تكتب ايام الثورة لكن يا خسارة ولعن الله الدرهم والدولار
من أنت لتُهدد الآخرين؟ ستنتهي الحرب عندما يتم هزيمة وإزالة بقايا النظام القديم من السياسة. الكاتب هو بطل حقيقي لأنه يتناول الحقائق ويعبر عنها بطريقة مباشرة يسهل على الجمهور فهمها.
الحركة الاسلامية اشعلت الحرب للقضاء على خصمها العسكري المتمثل في الدعم السريع وخصمها المدني المتمثل في قوى الحرية والتغيير التي قادت المظاهرات التي انتهت بابعاد الحركة الاسلامية من السلطة، لذلك تستميت في ربط تقدم بالدعم السريع حتى تقضى على الجميع في حرب واحدة ويخلو لها وجه البلاد لتعود للحكم منفردة. ظهور البرهان الاخير في معية اتحاد الصحفيين الكيزان رسالة من الحركة الاسلامية ان الرجل تحت ابطهم تماما.
احقاقاً للحق المرتزقة هم من بدأوا الحرب و هناك عدة شواهد منها محاولة احتلال مطار مروي العسكري لضمان تحييد الطيران المصري في حال نجاح الانقلاب و الشاهد الثاني زيارة إبن خليفة حفتر الي السودان قبل الحرب بحوالي (3) قادماً من أبوظبي تحت غطاء رياضي و اجتماعه مع الهالك حميدتي في
( لقاء مغلق ) فهل التحدث في شأن رياضي يحتاج الي لقاء مغلق ؟ و الشاهد الثالث تصريح المجرم الآخر عبدالرحيم دقلو في يوم 6 ابريل اي قبل الحرب بتسعة أيام حين قال ( البرهان قام بتشييد سور حول القيادة لحماية نفسه ) و الشاهد الرابع مرتبط بالشاهد الثالث فبعد سويعات من اندلاع الحرب صرح الهالك حميدتي إن هدفهم اعتقال أو اغتيال البرهان و قال البرهان ما عندو طريقة غير الاستسلام أو القتل… كل من يحاول تبرأت مرتزقة جرذان و كلاب عربان الشتات الافريقي من محاولة الانقلاب للاستيلاء علي السلطة ده يبقي زول إما من القطيع اياهم و ما متابع للاحداث و ماسك في اسطوانة الكيزان و الفلول و الجيش و إما منحاز للمرتزقة لشئ في نفسه
حزبي أو قبلي و جهوي…
كاتب المقال هو أحد كوادر حزب الأمة، الجناح السياسي لمليشيا الدعم السريع، وقد شارك في حرب الشرق في التسعينات. من المعروف أن حزب الأمة، كغيره من الأحزاب السياسية السودانية، يعتمد في كثير من الأحيان على إعادة صياغة وتفسير التاريخ بما يخدم مصالحه وأهدافه السياسية. وقد كانت هذه الممارسة جزءًا من محاولة تبرير أفعال الماضي وربطها بالحاضر، لكن لا بد من التذكير بأن هذه الممارسات ليست بجديدة على الساحة السودانية.
فظائع المهدية تحت حكم الخليفة عبد الله التعايشي
لم تكن فترة المهدية فترة ازدهار وسلام كما يتصورها البعض، بل شهدت العديد من الفظائع والانتهاكات التي ارتكبها قادة المهدية، وخاصة الخليفة عبد الله التعايشي، الذي حكم السودان بعد وفاة المهدي. يُذكر أن حكم الخليفة عبد الله كان مليئًا بالقمع والاضطهاد، حيث سعى إلى فرض سيطرته بالقوة على جميع المناطق السودانية، مما أدى إلى نزاعات داخلية دموية وأعمال عنف مروعة.
كانت سياسة الخليفة عبد الله تعتمد على الاستبداد وتصفية المعارضين بشكل وحشي. تم ارتكاب العديد من الجرائم بحق القبائل التي لم تخضع لحكمه أو التي أظهرت أي نوع من المعارضة. كما تعرض العديد من الزعماء التقليديين والعلماء للتعذيب والقتل بسبب رفضهم الانصياع لأوامر الخليفة.
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك عمليات تهجير قسرية لسكان بعض المناطق، وتجنيد الأطفال والشباب في الحروب المستمرة التي كانت تخوضها قوات المهدية ضد القوى المعارضة. هذه الحروب خلفت الكثير من الضحايا، وأدت إلى دمار شامل في مختلف أنحاء السودان.
إن تناول تاريخ المهدية بحيادية يكشف لنا عن واقع معقد، مليء بالتناقضات والانتهاكات، التي لا يمكن تجاهلها أو طمسها في ظل النظرة الأحادية التي يحاول البعض ترويجها.