مقالات متنوعة

نضجت ثمرة الثورة

الصادق عبد الوهاب

-انعم الله على ان شاركت فى مظاهرة الاستقلال من مدينة وادمدنى فى عام 1956– واكرمنى بمعاصرة ميلاد الدولة السودانية والمشاركة فى الحركة الجماهيرية  -ومخاض ميلاد الدولة السودانية واحباط  محاولات الهيمنة  المصرية لابتلاع   الدولة الوليده- ومامواكب  صلاح سالم  ومحمد نجيب  وحوادث مارس منا   ببعيده—ثم عدنا وقد قوى عودنا   لنشارك بقوة وفاعليه  فى ثورة اكتوبر الخالده- من بدايتها لنهايتها- وهى اشبه بثورة شباب ديسمبر الجارية الان– شاركنا  فى تفجير اكتوبر وبلادنا كانت تحت حكم جنرال طيب  –ابراهيم عبود- وكنا ننعم برفاهية  لا مثيل لها  فى محيطنا  العربى  والافريقى–جنيهنا السودانى كان يعادل اربعة دولارات– وكان يكفى للحاج السودانى  ان يحمل جالون سمن  او عسل  ليغطى كل تكاليف الحج- لكنا  اخترنا الحرية والديموقراطية- على الرفاهية- وزاد من غرورنا  ان العالم كله  من نافدة البى  بى  سى– كان  مشدوها مندهشا ومتابعا اعظم ثورة فى  افريقيا–ثورة هزت العروش من حولها  وعلى   جوارها–ترجل الجنرال عبود حين نظر  من نافدة القصر الحالى ليرى جموع المحتجين يهتفون — بالرحيل– ولما استادنة  وزير دفاعه الادن لسحق الثوار— كان رده  ومن تحكم ادا سحقت هولاء- وقال وامر جنده بالرحيل بهدؤ  وكان طلبه الوحيد ان يكمل ابنه  عبود  دراسته– فاستجابت له الروح السودانية  واكمل  ابنع عبود دراسته ومازال  يعمل– محاميا بالخرطوم بحرى—ثم شاركنا فى صناعة  ثورة اطاحت  بالجنرال نميرى– رغم كبته- وقهرة الا اننا نشهد انه رحل فقيرا  ومات فقيرا وان اغتنى  مساعديه— وهااندا  فى خريف عمرى  اتابع الثورة الخامسة واشارك فيها بجهد ماتسمح به حركتى- واقر  للتاريخ مقارنة بكل الثورات التى فعلناها وصنعناها وشاركنا فيها– ان هدة  الثورة مفخرة لكل سودانى  حر- لكل سودانى يعشق تراب وطنه- ثورة مختلفة  مدهلة – ثورة كبرياء وطنى حقيقى– ثورة تلقايئة  اشعلها الظلم العام  والفساد الطاغ والاحساس القومى  العظيم بحال بلد يترنح ويتدنى ويحتضر  فعلا–  والاعظم ان الدين فجروها هم الشباب الدى ولد فى عهد هدا  النظام  وكانوا شهودا  على تطورها  وفسادها طوال ثلاثون عاما— حركة الشباب اجبرت كل محائد ان ينزع ثوبه ويلتحق فورا بالنداء ويكشف عن صدره-حتى انى طلبت من بنتى ان  تراقب ابنها  الوحيد وان لا يخرج–فقالت بقوة وشجاعة– كيف يابوى امنعه  وكلنا معهم فى الشارع– فعلا كل الشباب من الجنسين كانوا فى لب   الثورة—انها شهادة للتاريخ- ثورة يراقبها العالم   بحياد غريب- لا-بل بعض  دول الجوار العربى  والافريقى  ابدت وقدمت دعما  للطاغية ليبقى   السزدان ضعيفا  رهينا مواقف الهوان والدل– وحسبهم  ان السودان مستودع  للمال والثروات والعبيد كما  كان الغزاة ينظرون اليه– فى اخر عمرنا نشعر بالفخر   ان لنا  اولادا   واحفادا  ابلغونا عمليا  بانهم جديرون بالحفاظ على ماتبقى  من السودان– واجزم  ان الثورة ماضية  رغم الصعاب والحصار والتنكيل–انها  ماضية حتى  انهيار  النظام  الدى اداق البلاد والعباد الحنظل والمر  والبس بلادنا  ثوب الدل والهوان–ولاعودة ابدا  ابدا

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..