توقفت الحرب مؤقتا: هل بسبب السيول والفيضانات؟!!.. ام هدوء يسبق العاصفة؟!!

بكري الصائغ

لم يعد يخفي علي أحد أن المعارك بين القوات المسلحة وقوات “الدعم السريع” في الاسابيع القليلة الماضية لم تعد كما كانت سابقا من حيث قوة الضراوة وشدة القتال بين الطرفين المتقاتلين ، اختفت أخبار الكر والفر والانسحاب والتقدم وحلت محلها أخبار كثيرة أفادت أن الطرفين المتحاربين اكتفيا بتحليق طائرات سلاح الطيران بقصف المناطق الخاضعة لقوات “الدعم السريع” بالصواريخ وبراميل البارود ، قصف كثيف طال كل شيء يتحرك في هذه المناطق وطال ايضا مواقع عسكرية ومدنية ومنازل آهله بالسكان ، ومن الجانب الاخر طالعنا عشرات الأخبار عن القصف العشوائي المتواصل الذي قامت بها قوات الدعم وسقطت الدانات والقنابل علي بيوت السكان في الخرطوم وامدرمان والفاشر وخلفت الكثير من القتلى والجرحي ، المعارك التي هدأت مؤقتا بين الطرفين ما عادت كما كانت قبل شهر اغسطس الحالي ، الامر الذي يجعلنا نتساءل إن كانت الأمطار والسيول والفيضانات التي ما تركت مكان يابس إلا غمرتها المياه هي واحدة من الأسباب القوية التي جعلت الطرفين يلجأن الي هدنة غير معلن عنها الي حين انتهاء فصل الخريف وبعدها ترجع حليمة الي عادتها القديمة؟!! .

قبل ايام قليلة مضت في هذا الشهر أغسطس الحالي ، جاءت الأخبار- وتحديدا في يوم الأربعاء ٢١/ أغسطس وأفادت أن القوات المسلحة السودانية قد حصلت علي طائرات صينية ، وجاء في سياق خبر نشر في صحيفة “القدس العربي”، أن الجيش السوداني قال بأن الطائرات الصينية “K8” حصل عليها من الصين وليس من دولة مصر . الجيش السوداني يمتلك أسراب من هذا الطراز من الطائرات صينية الصنع منذ مطلع الألفية الحالية وقد حصلت عليها من دولة المنشأ (جمهورية الصين الشعبية ) ، أي قبل الحرب الحالية بعقدين من الزمان ولا حاجة للاستعانة بأي دولة صديقة للحصول على مزيد من هذه الطائرات والذي هو أصلا مخصص لتدريب الطيارين”). -انتهى الخبر-

وكانت الصحف والمواقع السودانية والأجنبية خلال شهر أغسطس الحالي وقبل نشر نفي تصريح القوات المسلحة قد امتلأت بأخبار كثيرة عن وصول طائرات حديثة ومتطورة من مصر وايران ، وأن هذه الطائرات الحربية ستغير الحرب تماما لصالح القوات المسلحة وإنها بدأت بالفعل في الطيران التحليق فوق المواقع التي خضعت لقوات الدعم وقصفها قصف كثيف لم تعرفه من قبل هذه المناسبة ، وأن الفترة القادمة بعد الخريف وبعد توقف العواصف والأمطار ستقوم القوات المسلحة بالمزيد من القصف المركز والعشوائي بلا هوادة ، وأن فترة الحالية التي هدأت فيها المعارك هي بمثابة “الهدوء الذي يسبق العاصفة”.

القائد العام للقوات المسلحة أدلي بتصريح في يوم ٢٤/ أغسطس الحالي قال فيه «لن نذهب إلى جنيف وليس لنا علاقة بها .. سنحارب مائة عام»، هذا التصريح الخطير للغاية يدل دلالة واضحة لا جدال حوله أن البلاد ستشهد خلال الفترة القادمة بعد انتهاء فصل الخريف حرب طاحنة شديدة مهلكة تحرق كل مناطق السودان لا تبقي ولا تذر شعارها “خرابة أم بناية قش .. كل من عليها فان”!! .

من تمعن في تصريح البرهان وقال “سنحارب مائة عام”، يجد أن البرهان يستعجل انتهاء الحرب والفوز بها قبل ظهور النتائج الامريكية خوفا من الرئيس القادم أيا كان دونالد ترامب الجمهوري او كامالا هاريس الديمقراطية، فكلاهما (ترامب وكمالا) في نظر البرهان أخطر ألف مرة من “حميدتي” وانهما لن يسمحا له التمتع بمزيد من البقاء في السلطة ، ولهذا فان البرهان يستعجل الانتهاء من هذه الحرب التي لابد أن تنتهي بكل الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة قبل نهاية عام ٢٠٢٤م .

[email protected]