مقر “يوناميد” بالفاشر”.. عودة الهدوء ومخاوف من تصدير العنف مجددا

عاد الهدوء إلى محيط مقار بعثة يوناميد بمدينة الفاشر بعد اشتباكات دامية عصر أمس السبت بين مجموعة مسلحة والقوات المشتركة المكلفة بتأمين المباني والمقار. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة من الضباط والجنود من الجانبين.
وقال شهود عيان إن مجموعة مسلحة وموقعة على اتفاق جوبا بقيادة محمد إبراهيم “أبوجمبة” هي المسؤولة عن الهجوم.
وكان مكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش وصف المجموعات التي دخلت في اشتباكات مع القوات المشتركة التي تحرس مقر يوناميد في الفاشر بالمتلفتة في تصريح صحفي أصدره مساء أمس.
ويحذر محللون أمنيون من انهيار اتفاق السلام على خلفية الاضطرابات الأمنية التي تشهدها مدينة الفاشر منذ شهر، وطالبوا الحكومة بالعمل على دمج وتسريح جميع المقاتلين التابعين للحركات المسلحة.
وزار رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو الفاشر الخميس الماضي، وعقدا اجتماعات مع قادة الحركات المسلحة لبحث الترتيبات الأمنية.
وذكر المحلل الأمني عمر عثمان في تصريح لـ”الترا سودان”، أن بقاء قوات عسكرية تحمل السلاح في المدن أو المناطق المأهولة بالسكان خارج المعسكرات المخصصة لها أمر خطير وقد يؤدي إلى أزمة أمنية لمجرد مشاجرة بين شخصين حيث قد يكونا مسلحين.
ويرى عثمان أن الوضع الراهن في البلاد لا يسمح بتنفيذ حلول جذرية للمسائل المتعلقة بالدمج والتسريح ونزع السلاح من المقاتلين لغياب الإرادة السياسية والاطاحة بالمدنيين من السلطة الانتقالية وهيمنة العسكريين.
لكن مصدر من الإعلام العسكري نفى في تصريح لـ”الترا سودان”، تأخير الترتيبات الأمنية، وقال إن الاجتماعات التي عقدت في الفاشر نهاية الأسبوع الماضي قد تسفر عن تسريع العملية خلال الشهور القادمة.
وأضاف: “وقف التمويل عقبة أمام العملية لكن على الرغم من ذلك لا بد من المضي قدمًا في الترتيبات المتعلقة بالدمج والتسريح ونزع السلاح أو إعادة الانتشار”.
وكان مقر بعثة يوناميد تعرض إلى عمليات نهب واسعة من مجموعات مسلحة في مدينة الفاشر الشهر الماضي، وفقدت البعثة أصول تقدر بملايين الدولارات تركتها البعثة للأنشطة المدنية.