اللواء الركن فتحى محمد الحسن كمبال فى الفردوس الاعلى

 
انه جرح نازف فى قلب اهل السودان ملكية وعسكريينو .. وفى ارجاء ديار آل كمبال والسلاوية قاطبة وفى قلب كل من عرف الفقيد وتعامل معه او وجد عنده يدا حانية وقلبا رحيما واسعا وعطاء بلا من .. “ولو ان الحداد على فقيدنا يعزينا لواصلنا الحداد دهورا ولفجر الناس مدامعهم عهودا متواصلة ولجللوا ديارهم سوادا ولكن العزاء فى كل فعل جميل من الفقيد العزيز الراحل يعم ويسود وينتطم السودان جميع .
كان لا بد من الرضا بقضاء الله وقدره وان نتقبل انتقال الاخ الكريم فتحى .. الى رحاب ربه الغفور الكريم يجنى منه الخُلد والاجر .. فتحى كمبال .. كريم النسب .. ماجد الاعراق .. بقلوب مؤمنة راضية .. محاولين التجديف فى بحور الاحزان المتلاطمة الى لا ساحل لها. ونحن نحاول تذكار  وذكريات ايامنا فى داره العامرة ونسترجع ما عرفناه عنه خلال حياته .. تلك الحياة التى كانت مدرسة متكاملة فى القيادة والنجاح والتفوق والانسانية .. وأن كان من العسير ان يكتب الناس ما عرفوه عن “ابى اشرف واخوته الكرام”  فى خضم سيل الوفاء للفقيد العزيز . أن ما يمكن كتابته او قوله عن الراحل لا يجسّد سوى النذر القليل مما يستحقه الفقيد منّا جميعا .. هى كتابات تقطر حزنا واسى واستقراء وتامل وتحليل لعمق الفجيعة .. كتابات تنم عن حزن دفين وتفكير هادىء بابعاد الخسارة الفاجعة وحجم المصاب الجلل . شخصية الفقيد الراحل فريدة بتنوعها وبثراء عطائها فى كل موقع .. تحمل وعى المسؤولية الكاملة ونبض الانسانية  ولذا لم يكن العطاء محدودا فى مجال الجندية او محصورا فى مجتمع الاسرة ولكنه امتد فى كل اتجاه كان الفقيد فيه واعيا ومدركا لدوره فى علاقاته الانسانية .. هدفه المحبة واساسه التفاعل مع الناس. يا اخوة يا كرام .. نعلم وتعلمون جميعا ان الكلمات والبكاء لن تعيد الينا فقيدنا العزيز الراحل وأن ما قيل او يقال او لم يقل هى مجرّد كلمات مهما عبّرت عن الالم فى حينه فانها لن  تستطيع ان تعبّر عن كل ما يحسه الاحياء ولا ان تصوّر حجم الفاجعة فالمصاب اكبر من ان تتمكن  الكلمات من التعبير عنها .. ولكنها قدر يسير ومن الوفاء لرجل قضى عمره فى خدمة وطنه واسرته واصدقائه ومعارفه والانسانية جمعاء .. رحمة الله عليه فى اعلى عليين وجعل الفردوس الاعلى مقرّا له ومقاما مع كل من سبقه الى دار الخلود من كل الاهل والمعارف والاصدقاء .. وأنّا والله على رحيله لمحزونون,.