مقالات وآراء

الصراعات القبلية

الصراعات القبليه التي تظهر هنا وهناك واخرها صراع قريه ١٠ حلفا الجديده مع الزغاوه في نفس محيط القريه هي مظهر من مظاهر ضعف التنميه بالسودان وعدم وجود تنميه متوازنه وظلم الناس بواسطة الحكومات المتعاقبه منذ الاستقلال .. هذا الظلم الذي جعل السواد الاعظم من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر والمنتجين منهم يستخدمون اضعف واباس التقنيات في عمليات الانتاج مثلا مشروع حلفا الزراعي تراجع كثيرا في انتاجه عن الفترة التي بدا فيها اقول تراجع قياسا للتطور المذهل في عمليات الزراعه والحزم التقنيه فالانتاجيه في اضعف مستوياتها لكل المحاصيل ….

لا اعرف ان كانت الكهرباء قد عمت كل القري ام لا ولكن من المؤكد ان مياه حلفا الجديده غير صحيه وان هناك عجز في مياه الشرب والزراعه وان الملاريا والبلهارسيا لازالت تنهش في جسد الناس وان الاسبستوس المسقوفه منه منازل القري لازال يمد لسانه للسكان وياكل صحتهم وان المستشفي الوحيد بالمدينه ينقصه الكثير حتي يصير مستشفي وانه لا يوجد تفكير في الصرف الصحي وان مدارس حلفا لازالت علي بؤسها وانه لا توجد طرق معبده …. والاهم من كل ذلك ان المساكن والاراضي السكنية تقلصت بفعل ازدياد اعداد الاسر وان الاجيال الجديده من الشباب ليست لديهم اراضي للتوسع فيها بفعل قصر نظر من ارتكبوا جريمة التهجير القسرى للحلفاويين ….

اذن القضيه اكبر من نزاع بين مرشد و الزغاوة فالطرفان ضحيه فكما الحلفاويين اضاعوهم بالتهجير القسري … الزغاوه ايضا ضحايا السياسات البائسة للدوله التي لم تقوم بحمايتهم في مواقعهم الاصليه مما اضطرتهم للهجرة في كل بقاع السودان ويعيشون في ظروف لا تشبه حياة
القرن الواحد وعشرين قرن المعلوماتيه والمعرفه والرفاهية الذي نعيش فيه …. فالزغاوة يعيشون في رواكيب بدون اي خدمات لا مياه ولا كهرباء ولا صحة بيئة …..يعتمدون علي صحتهم فقط لكسب العيش ويقومون بالاعمال الهامشيه …اذن نحن امام نموزج مصغر موجود في كل السودان وكل الحلول المطروحه هي حلول مؤقته لاطفاء النيران ……

اما الحلول الجذريه تتمثل في تنفيذ شعارات الثورة في تحقيق عدالة توزيع السلطه والثروة بطريقه متوازنه حتي يستعيد انسان السودان كرامته وعيشه الكريم …..

شاكر شريف سيد
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..